أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - كامل الدلفي - هادي العلوي .. الشيخ الرفيق الاكاديمي














المزيد.....

هادي العلوي .. الشيخ الرفيق الاكاديمي


كامل الدلفي

الحوار المتمدن-العدد: 1753 - 2006 / 12 / 3 - 10:43
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


ولد المفكر العراقي الكبير هادي العلوي في مدينة بغداد سنة 1933 في عائلة علمية تمنح الفكر والأدب اهتماماً كبيراً وتفسح له حيزاً غير صغير،فكان البيت يزخر بمكتبة غنية في مجال التراث والفقه واللغة والتاريخ والتي تعود الى جده السيد سلمان العلوي الذي اعطى لشيخنا المعارف الأولى في المجالات التي أشرنا اليها فحفظ القرآن ونهج البلاغة ودواوين الشعر العربي.
ثم أنهى دراسته الثانوية سنة 1950 وتخرج في كلية التجارة والاقتصاد بتفوق سنة 1955، وكان من المعتاد في العراق ان يقوم ملك العراق بتوزيع الشهادات على المتفوقين من خريجي الكليات وكدلالة على تبلور الوعي الطبقي والسياسي لدى هادي العلوي في تلك الفترة المبكرة من حياته تفادى في تلك اللحظة مصافحة الملك. ثم انهمك العلوي في جهد الصوفيين المخلصين في نهم العلوم الاكاديمية والتراثية فقد وضع الحضارة الاسلامية والعربية نصب عينيه ووضع دليلاًشاملاً لسبر اغوار هذه الحضارة والخروج منها بنتائج مهمة لا غنى لباحث علمي او انسان متحضر عنها. ثم انخرط في صفوف الحركة الوطنية العراقية وسارع الى المنهج الماركسي في محاولات جادة لهضمه واستقرائه وسبر غور النظرية الماركسية مع مايتوافق كلياً منها مع خصوصيات البلاد الاسلامية والعربية ووادي الرافدين وفي هذا الخصوص نجد لهادي العلوي وقفة شماء في وحدة الفكر الانساني ووحدة المظلومين على الارض فيما تسببته الحالة الاولى في الانقسام الاجتماعي الى اسياد وعبيد والتي امتدت الى الآن في آفاتها الشاملة ضمن ما سمى في المنهج الماركسي (الصراع الطبقي) والمنكب على دراسة فكر هادي العلوي يجد اضافات ليست يسيرة فيه للمنهج الماركسي سيما في كتابه القيم (مدارات صوفية).
وقد كتب في مقدمته المؤرخة في منتصف كانون الثاني 1997 في معرة النعمان (إن الكتاب هذا في مجمله موجه لتعزيز الوجدان الشيوعي عند اجيالنا الجديدة لمساعدتهم في الخروج من حجاب العقيدة الى فضاء الوجدان ولزعزعة المألوفات التي تعلموها من الثقافة المترجمة فلكي يكون الانسان شيوعياً جيداً يجب ان يكون له قلب شيوعي لا مجرد فكر شيوعي. بل ان الشيوعية لا صلة لها بالفكر بل هي ليست من الثقافة في شيء بل ان اسوأ غرارات الشيوعيين هم المثقفون. الشيوعية او المشاعية كما احب ان اسميها موقف وجداني مؤنسن بحب الناس وكره الدولة والاغنياء واهل الدين).
أي اضافة أجل واعظم من الخروج من جهامة الفكر وصلابته الى ليونة الروح وسلاستها. والبحث عن بلوغ الحرية بالتخلي عن الملكية والوقوع في المشاعية والتأكيد على حيوية الفعل الرباعي (اشاع) الذي يجعل المال والتركات وكنوزات الذهب والفضة متداولة بين الناس لا تختص بواحد دون آخر. ورحمة من الله على أبي ذر الغفاري وعروة بن الورد وشيخ المعرة إذ ينطق في لزومياته:

ففرق مالك الجم وخل الارض تسبيلا
وكم يترادف العدل والمساواة والتسبيل والمشاعة لدى فكر هذا الخلاق الكبير.
تنقل هادي العلوي بين الصين ولندن وبيروت ودمشق الى ان حضنت ذلك الجدث الطاهر يوم 26/ 9/ 1998 .
بعد أن ارغمه النظام الدكتاتوري على وداع بغداد الى الابد في عام 1976 وظل منهمكاً في غربته لتأسيس معالم النهضة العلمية الحديثة في العراق والمنطقة العربية وغير تاريخ بدايتها الذي اصرت المناهج على اعلانه مع حملة نابليون على مصر إلا ان العلوي يصر على أن النهضة ابتدأت حين بدأ الشيرازي. وامتاز بشرقانية فكره ومعرفته المتصلة بالحضارة الاسلامية والصينية وسعى الى التجرد الكامل واللا تشخصن واللامحدودية عند المثقف ليحقق مصطلحه “المثقف الكوني”.
وفي هذا الصدد اطلق العلوي لقباً مستفرداً على نفسه وهو سليل الحضارتين (الاسلامية والصينية) وقد علق على باب الدار التي اقام بها في دمشق لوحة كتب عليها “هنا يقيم سليل الحضارتين”.
لقد كتب هادي العلوي مؤلفات عديدة منها (الحركة الجوهرية عند الشيرازي، الرازي فيلسوفاً،فصول من تاريخ الاسلام السياسي،من قاموس التراث ، المستطرف الجديد، فصول عن المرأة، شخصيات غير قلقة في الاسلام، كتاب التاو، المستطرف الصيني، محطات في التاريخ والتراث، مدارات صوفية، ديوان الوجد، المرئي واللا مرئي في الادب والسياسة، قاموس الانسان والمجتمع، قاموس الدولة والاقتصاد، قاموس العلوم والصناعات، ديوان الهجاء، من لزوميات المعري، الاغتيال السياسي في الاسلام وغيرها كثير.
وقالوا في العلوي مايسد مجلدات ننتقى بعضه
* (لم تكن خسارة العراقيين والناطقين بالعربية برحيل المفكر هادي العلوي ضئيلة فقط فلقد ترك العلوي فراغاً قلما يستطع احد أن يملأه وبخاصة فيما يتعلق بالتراث.
وصفات العلوي الخلقية نادرة فهو يمتاز بقلب كبير عطوف وكان مثلاً اعلى يحتذى مليئاً بحب الآخرين ربى نفسه على تضحية لاحد لها ولعل انشاءه جمعية بغداد المشاعية خير دليل على ذلك فقد كان ينفق على الجمعية كل ما يحصل عليه من ايراد كتبه ويوزعه على المحتاجين المدقعين المشردين من العراقيين خارج وداخل العراق وساعد المئات بل الآلاف وبذا أصبح الشخص المثالي الثاني بعد الأمين عبد الكريم قاسم في سمو الاخلاق والكرم اللا محدود والمثالية السامية) محمود سعيد.
* وقفت في دمشق كما يقف الطفل امام جنازة ابيه هناك في مقبرة السيدة زينب وقفت امام ذلك الانسان والمفكر الكبير هادي العلوي خجلاً لأني واقف وهو نائم لذلك جلست وكتبت العبارة التالية ووضعتها بين زهور قرب الشاهدة (أيتها الايائل لا توقظي الحبيب النائم) أنه آخر مثقف عراقي اعاد للكلمة هيبتها وجمالها وكرامتها(حمزة الحسن).



#كامل_الدلفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جدل الحرية في ماوراء العقلانية الأمريكية
- نظرة في اسلوب النضال المعاصر- الايكلوجي والديمقراطي
- الكونفدرالية الديمقراطية البديل الحقيقي لستراتيجية الرأسمالي ...
- الى الراحلين محمد رضا القصاب وعبد الحسين خليفة الموت خارج ال ...
- ملاحظات واقعية في طريق العقل السياسي العراقي
- فوتوغراف الموت خارج اللعبة(ح1)
- الموت خارج اللعبة - الاعدام والاخرون- ح 2
- الافاقة من تاثيرات الحادي عشر من سبتمبر في قرارات الناخب الا ...
- حكمة العراق : سيناريو مقابل وإمكان وحيد
- دور الأعلام في ترسيخ مفهوم المواطنة
- الرأي العام مستويات راهنة في المشهد العراقي
- المثقف الحقيقي وبدائله في الشرق الاوسط الكونفدرالية الديمقرا ...
- مصطفى العقاد بين ابتكار التجلي وسيرورة الخفاء
- هل يستثمر اليسار العراقي الفرصة السياسية القائمة ؟
- أيام الدراسة أول نص تاريخي عن التملق : ودرس في الفساد الأدار ...
- جدلية الترابط بين امركة العراق وعرقنة امريكا
- الاعلام والدور الوطني في تفعيل مشروع المصالحة
- ثنائية القاتل-القتيل بين خصائص الدولة والدكتور فائق كولبي
- الديمقراطية ومزايا العصر الحديث
- الولادة القيصرية للد يمقراطيةفي العراق و البديل الليبرالي ال ...


المزيد.....




- الشرطة الإسرائيلية تفرق متظاهرين عند معبر -إيرز- شمال غزة يط ...
- وزير الخارجية البولندي: كالينينغراد هي -طراد صواريخ روسي غير ...
- “الفراخ والبيض بكام النهاردة؟” .. أسعار بورصة الدواجن اليوم ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
- م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في ...
- ضد تصعيد القمع، وتضامناً مع فلسطين، دعونا نقف معاً الآن!
- التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضد التطبيع بالمغرب
- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران
- بالفيديو.. اتساع نطاق التظاهرات المطالبة بوقف العدوان على غز ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - كامل الدلفي - هادي العلوي .. الشيخ الرفيق الاكاديمي