|
نشيدٌ أمميٌ لحزنٍ سُومري( مَرثيةُ قيثارةْ . وإبتهاجُ ذاكرةْ. وصفنةٌ طويلة
نعيم عبد مهلهل
الحوار المتمدن-العدد: 1727 - 2006 / 11 / 7 - 10:37
المحور:
الادب والفن
أور ياذاكرتُنا العظيمةُ . المدينةُ التي ترى ألسيف اللامع والزهرة المعطرة بأنفاسِ الآلهةِ . النارُ المتقدةُ في ضوحِ القمحِ ولوحِ النبؤةِ وليلِ الاكواخِ المرمية ِبقُرى الخُبزِ وقناديلَ دموعِ الخيولْ . العاليةُ بسورِ المَجدِ والفصاحةِ وشهوةِ النخلَةِ ورقصِ الزوارقِ على سوابيطِ مياهِ البهجةِ والقصبْ . المدينةُ المقدسةُ ، الممتدةُ الى أقاصيَّ الأرض ، سحراً وأدعيةً وطلاسماً عن سرِ بقاء الإنسان حكيماً في غابة هذا الشؤوم التي الظلمة ، حيث الشوق بعينيكِ مصيبة ، والعشق بصدرك مزمار ينفخ في أرجاء المعبد ، سلاما سومر ، سلاما أرض الله وأبراهيم . سلاما نعش القبلة . اور الشعر ، ورؤى المدرك ، ولحظة الخلاص . العارية إلا من ثوب حقيقتها . الدائمة دوامَ النور على الرمل . والقائمة ماقامت صلوات المعابد تشير بأصابع الهداية الى أجفاننا المتربصة بإمساك لحظة حب لأجفان الحدائق والبنات المتوردات الخد كما تفاحات حواء في مسلة وجدتها بعثات الجرمان بأريدو . أيتها المدينة الموسيقى . أوتارك قلب العالم . وانأمل سطور تأريخ الشعر وعرافة قدر الأباطرة ، فيما قوامك الممتشق صولجان الى غيمة عارية يمتدُ الينا عصر من تخيل الميتافيزيقيا وعولمة نهاية الأرض ، وبدء تكوين قواميس البهجة المنتقاة من بين نعاس الدبابات وخوذ المُحتلين . أيتها الطيبة . كما رغيف في خاطرة جائع . المتكأة على أسلاف الماء صحائفاً لصنع الحرف ونغمة الليل وبهجة القمر الباكي عند عرشك البهي . إمطرينا بشغف الروح الذي فيكِ . فنحن نريد أن نصنع بلاداً لبهجتُكِ الاولى . نُريد البركة ، والضحكة ، وصفنة الشاعر في خلق القصيدة . نريد موت الجندي . وتنهيدة الأم ، وغناء العصافير ، ورفرفة سعفة النخل ، ومشية القلم على اللوح ، ودمعة قتيل العشق ، وحزن شبعاد في نواح الموسيقى ، طرق معول الحداد ، ولهاث انكيدو في أحضان البغي ، وإشارة كاهن المعبد لشهوة العذروات ، نُريد قدركِ الممتزج بالطين وطوفانكِ السائر بسفينةِ الرؤيا الى ماسنراه . أيتها الرائية . المدينةُ التي لاعاقر في رحمها سوى فكرةَ الخرابْ . لأنك جديدة دائماً . نريدُ منك جديدا لنا . بلاد بلا صفنة . بلاد بلا حسرة . بلاد بلا نعوش مؤدلجة بفعل صراخ المقابر والالهة الحاسدة وخوذ صنعت خصيصا ببلاد أبعد من نهر السند وشط البصرة ، وربايا أرمينيا . أور ..ايتها الساعية الى أبديتها رغم أحتراق المكتبة وسرقة المتحف وإنهيار سقف البيت وتحول زقورة أحلامها الى مقهى لتجانيد العسكر ونسكافة الطيارين . ستبقينَ . شاهدة وجدَنا الذي لن يموت . ستبقينَ الرؤيةَ والرائي . الفلاح والراعي . الكاتب والتائب ، والعاشق والغارق . الفقير والامير ، الأم والدم ، الأب والرب ، المصير والنفير . الدمعة والشمعة .الآية والراية . الحناء والغناء . النور والديكور . النسمة والكلمة .الصفيح ومديح ازمنة الرغبة بعودة ماكان وإلا لاحياة لمن تنادي . ونحن نُنُاديك أيتها المدينةُ اليقظة . حافلةُ الضوءُ أنتِ . وناسخةُ المسافة لخطوةِ الوصولْ وعرش أول أنبياء الحلم ومنكِ مشى العالم مرتدياً ثوبَ الايمان لتحتفيَّ به مصر وفلسطين والحجاز . ستبقين ، وسنبقى .ولابد من وداع لهذه الصفنة . أبداً تطلقين رصاص الموسيقى في اهداف عيون عشاقك . أبدا تدهنين بعطر اللوز مسامات الشوق بأرواحنا . ابداً تدحرين الظلمة والظالم وتنامين بطول الليل وعرضه مع خاطرة المظلوم . أبداً . تصيرين جنوب الكون كله . رايةٌ حمراء راية بيضاء راية خضراء وأخرى بلون أحلام الفقراء سومر المدهشة في كل أوقاتها . الصارمة . العادلة . المشتهية . النبية . المدللة . لكي نمد أعمدة الضوء خيالاً لأساطيرنا التي لن تموت عند أهداب المدافع . نمدها سيقان فرح العشب ومواويل الصيادين ونغمات عذارى الحس الروحي بأفئدة التأريخ . أيتها الواصلة الى الوصل . لاصفنة فيكِ أبداً . لاسيف يغدرُ جسدَ الحُلم . لاعقب سيكارة يحرقُ لحظةَ ودْ . لاغدرْ ، لاخطاب ظلامي . وعسف متوارث من أدرانِ التأريخ وهمجية خيول مغول الأحقادْ . صافيةٌ أنتِ كما دمعة النهر وضحكة المطر وارتشاف الكأس ,. ولهذا كلما داهمك الزمن بغبار الولاة وفقه دعاة الموت . تمدين لنا عطف الهتك ، وتعيدين دلمون الى الواقع نشيدا مدرسيا لجنوب طفل في مهد خريطة هذا الكون . طفل يكره أن يرثي حلمه أو يصفن حتى تخرج له الشمس عاطفتها . أور قداسنا الموحد . العبد الذي لم يعد يطيع سيده . والأسد الذي يحمي بعرينه بمخالب مجده . النسر المدرك في قلب السماء مساحة الحكمة والقوة والانقضاض الشجرة العميقة الجذر . والماء الذي يسقي الحياة بحكمة القلب والعاطفة ونظرة الحب . الاب العطوف . الملك العادل . الكاهن المنحني . والقيثارة الساهرة . والعدو المدحور . أيتها المهابة الكونية الشاسعة . ماعاش من خدعَ فيكِ اللحظةَ وسرقَ أثركِ ، وغاطَ في بيتكِ ، وقص ظفائر عذراواتكِ ، وأكل أرغفة فقراءك وذبحَ جنودكِ ، وخربَ حقولكِ ، وسمم أسماك نهركِ ،وهدمَ بالجراراتِ أسواركِ .وقتل القصبَ ومنعَ الهيل عن الشاي وقاد خطى محبيكِ الى البلادِ البعيدة ، ودنسَ طُهر المذبحْ ، ومن الاعياد القمرية والشمسية والروحية وأعياد طفولتك . لهُ الهجرُ . ولكِ المحبةْ . لهُ الشوكةْ . ولكِ الخوخةْ . لهُ الوحلْ . ولكِ القيمرْ . 6 / نوفمبر / 2006
#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الشرق الذي ينحر نفسهُ بيديه . ( رثاء لنا جميعا . أبناء الملح
-
أور ومرتفعات كلمنجارو ودمعة تشبة قبلة امراة
-
أنا . انت . واولئك الذين سهت عواطفهم ...
-
من أجل العراق . رؤيا لااتمناها ، واخرى اتمناها
-
قيثار سومري لاغنية شركسية
-
البصرة وفؤاد سالم ذاكرتان في وردة واحدة
-
زعلان الاسمر مايكلي مرحبة
-
هلْ نسيَّ العراقيونَ الوردْ ؟
-
مرة اخرى جائزة نوبل ليست لاودنيس
-
صلاة من اجل العراق لا صلاة من اجل العراك
-
الارهاب يقتل شيخا مندائيا
-
العالم بين الابيض والاسود
-
الروح السومرية والروح العلوية وامكنة الاغتراب
-
هلو سنيور .. دافنشي من أهل الجبايش *
-
عطر الله في رئة الدمعة . ضوء الله في عين الوردة
-
سريالية : أذن ببغاء وغليون غونتر غراس
-
في الناصرية ..السيد كولمبنكيان بنى متحفاً
-
بلادٌ و حادلة إسفلتْ
-
صلاح نيازي ..وكيف ستكرمهُ مدينة الناصرية
-
دمشق ..قبر النبي يحيى
المزيد.....
-
مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز
...
-
الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
-
اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
-
نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم
...
-
هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية
...
-
بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن
...
-
العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
-
-من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
-
فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
-
باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح
...
المزيد.....
-
صغار لكن..
/ سليمان جبران
-
لا ميّةُ العراق
/ نزار ماضي
-
تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي
/ لمى محمد
-
علي السوري -الحب بالأزرق-
/ لمى محمد
-
صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ
...
/ عبد الحسين شعبان
-
غابة ـ قصص قصيرة جدا
/ حسين جداونه
-
اسبوع الآلام "عشر روايات قصار
/ محمود شاهين
-
أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي
/ بدري حسون فريد
-
أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية
/ علي ماجد شبو
المزيد.....
|