أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - باتر محمد علي وردم - امتحان لجدية الدولة الأردنية في الالتزام بحقوق الإنسان















المزيد.....

امتحان لجدية الدولة الأردنية في الالتزام بحقوق الإنسان


باتر محمد علي وردم

الحوار المتمدن-العدد: 1718 - 2006 / 10 / 29 - 11:41
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


مع إختيار الأردن عضوا في لجنة حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، يبدو أن الحكومة تواجه أخيرا ساعة الحقيقة فيما يتعلق باستحقاق تشريعي أخلاقي ودولي يتعلق بالمصادقة على الاتفاقيات الدولية الرئيسية لحقوق الإنسان عبر تمريرها في قنواتها الدستورية الوطنية واعتبارها تشريعات وطنية قابلة للتطبيق.

خلال السنوات الماضية كررت منظمات حماية حقوق الإنسان ومنظمات تعزيز الديمقراطية في المجتمع المدني الأردني مطالبة الحكومة بطرح هذه الاتفاقيات أمام مجلس النواب للمصادقة عليها. وإذا كان الزخم في النقاش الوطني حول هذه المسألة قد ارتفع في بعد المسؤولية الجديدة التي يتحملها الأردن في لجنة حقوق الإنسان، فإن الخيار الديمقراطي الذاتي كان يتطلب أن تبادر الحكومة وفقا لقناعات ناضجة بتمرير هذه الاتفاقيات في قنواتها الدستورية لتعزيز مسيرة حقوق الإنسان في الأردن وتقوية المنظومة التشريعية الوطنية بمبادئ الاتفاقيات الدولية. وعلى كل حال فقد بررت الحكومة في تقريرها الثالث والرابع معا للأمم المتحدة بتاريخ 27/10/2005 عدم المصادقة على الاتفاقيات بترتيبها المتأخر على جدول أولويات مجلس النواب في مناقشاته لمشاريع القوانين المدرجة على جدول أعماله.

وبما أن اختلاف الوسائل لا يفسد الود حول الهدف النهائي وهو المصادقة الفعلية لا الشكلية على هذه الاتفاقيات، فإن الدولة مطالبة الآن بالتعامل جديا مع هذه الاتفاقيات واستحقاق المصادقة النيابية. وفي الواقع فإن هذا المطلب كما اسلفنا ليس حديثا وقد تم ذكره في الأجندة الوطنية وفي كل تقارير المركز الوطني لحقوق الإنسان ومعظم تقارير المنظمات المحلية والعربية والدولية.

ولكن الموضوع سقط، وبطريقة غير متوقعة من توصيات وثيقة "كلنا الأردن" والتي يفترض أن تشكل "إجماعا وطنيا" حول أولويات الإصلاحات السياسية والاقتصادية. وبالرغم من أن بندا واضحا في الورقة الأولية التي تم إعدادها للنقاش في جلسة حقوق الإنسان تضمن ذكرا واضحا لأهمية "التقيد بالتزامات المملكة بالمواثيق والمعاهدات الدولية الخاصة بالمرأة والتي صادق عليها الأردن، وتمريرها بكافة المراحل الدستورية ليتسنى نشرها بالجريدة الرسمية".

والغريب في الأمر أن جلسة حقوق الإنسان في الملتقى قد شهدت نقاشا حول المصادقة على الاتفاقيات، حيث طالب بعض المشاركين بأهمة وجود توصية واضحة بتصديق الاتفاقيات الدولية دستوريا، وتم مناقشة الموضوع بناء على نظريتين.
النظرية الأولى أفادت بأن هذه التشريعات ليس بالضرورة أن تمر عبر مجلس النواب لأنها لا ترتبط بالمادة الدستورية التي تحدد الاتفاقيات الدولية التي تعرض على المجلس بأنها تتضمن التزامات مالية على الأردن. وقد اشار أصحاب هذه النظرية إلى القلق من عدم قيام المجلس بالموافقة على هذه الاتفاقيات في ظل تركيبة اجتماعية وثقافية محافظة في هذا المجلس تتعارض مع المبادئ التي تتضمنها الاتفاقيات. أما الجانب الآخر من التحليل فأكد بأن الاتفاقيات يجب أن تمر بالمجلس لأسباب دستورية وأخرى لها علاقة بأهمية عدم تجاوز دور المجلس وعدم إضعاف القدرة التشريعية التطبيقية لهذه الاتفاقيات إذا لم يتم مناقشتها والمصادقة عليها نيابيا.
لتحديد الأمور لا بد من التركيز على الاتفاقيات الأساسية، فقد وقع الأردن فعليا على 16 اتفاقية ومعاهدة لحقوق الإنسان، ولكن الاتفاقيات الرئيسية هي:
1- العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية
2- العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية
3- الاتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري
4- الاتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة (السيداو)
5- اتفاقية حقوق الطفل
6- الاتفاقية الدولية لمناهضة التعذيب

هذه المنظومة من الاتفاقيات تشكل أساس مبادئ حقوق الإنسان في العالم، واية دولة جادة في تطبيق حقوق الإنسان والالتزام بالمعايير الدولية لا بد لها من تضمين هذه الاتفاقيات ضمن التشريعات الوطنية. وفي هذا السياق يواجه الأردن مشكلة أخرى هي تحفظ الحكومة على العديد من المواد في هذه الاتفاقيات. وهو تحفظ يعود إلى حوالي 20 سنة في بعض الأحيان وقد تجاوزته القوانين الأردنية نفسها بعد تحديثها.

بالنسبة لاتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة فقد تحفظت الحكومة على المادة (9/2) والمادة (15/4) المتعلقتان بمنح المرأة حقا متساويا مع الرجل في ما يتعلق بجنسية الأطفال وفيما يتعلق بحركة الأشخاص وحرية اختيار محل السكن والإقامة، بالإضافة إلى المادة (16/1) المتعلقة بحقوق المرأة في المسائل المتعلقة بالزواج.
وبالنسبة لاتفاقية حقوق الطفل فقد تحفظ الأردن على المواد (14، 20، 21) والمتعلقة بتبني الأطفال وحرية الطفل في الفكر والوجدان والمعتقد، وموضوع الرعاية البديلة للطفل. ومن الواضح أنه في كلتا الاتفاقيتين هناك تحفظات أردنية تصب في جوهر مبادئ الاتفاقية، مما يثير التساؤل حول الرغبة الجدية في المصادقة على الاتفاقية وتجاهل قضايا جوهرية فيها. ناهيك عن بعض التاشريعات الوطنية التي تتضمن إخلالا بمبدأ "عدم التمييز" ضد المرأة ومنها قانون الأحوال الشخصية وقانون العقوبات.

وبالإضافة إلى التحفظات التي سجلها الأردن فهناك الكثير من الممارسات والقرارات التي تتناقض مع الاتفاقيات المذكورة. وعلى سبيل المثال فقد قررت الحكومة وضع مجموعة من الشروط لتقنين قبول الطلبة غير الأردنيين في المدارس الأردنية، ويعتقد بعض المحللين والمراقبين في مجال حقوق الإنسان أن هذا القرار يتناقض مع اتفاقية حقوق الطفل التي تنص على عدم التمييز في التعليم. كما أن اتفاقية مناهضة التعذيب تظهر على ساحة النقاش الداخلي في كل مرة يتم فيها إصدار تقرير من مراكز مراقبة حقوق الإنسان الدولية عن ممارسات التعذيب في السجون الأردنية.

من الواضح أن التوجه نحو تضمين الاتفاقيات في التشريعات الوطنية هو جزء متكامل مع منظومة الإصلاح السياسي والإداري في الأردن وتحتاج بالتالي إلى قرار واضح وصريح من الحكومة وتعهد بتقديم هذه الاتفاقيات إل مجلس النواب وبالتالي نقل المسؤولية إلى عاتق المجلس. ولكن في نفس الوقت فإن المجلس سوف يدخل الآن في دورته العادية الأخيرة وهو مثقل بأكثر من 20 مشروع قانون ومنها مشاريع قوانين مفصلية مثل الأحزاب والبلديات ومكافحة الفساد وضريبة الدخل والمطبوعات والنشر، وهي قوانين سوف تستنزف الكثير من جهد ووقت المجلس وفي أغلب التوقعات فإن الدورة العادية وحتى في حال وجود دورة استثنائية أخرى لن تتمكن من مناقشة الاتفاقيات الدولية.

وبطبيعة الحال لا يحتاج الأمر إلى الكثير من الذكاء لمعرفة أن أي انتخابات نيابية سوف تجري حسب قانون الصوت الواحد المعمول به حاليا ستكون نتيجتها برلمان محافظ قد يشعر بعدم توافق مع اتفاقيات حقوق الإنسان بل وتناقض معها في الكثير من المحاور الجوهرية مما يعني تقليص فسحة الأمل في قيام المجلس بتمرير هذه الاتفاقيات والمصادقة عليها.

من المهم في هذه المرحلة مواصلة تسليط الضوء إعلاميا وحقوقيا وسياسيا وفي كل المحافل والمنابر الممكنة على أهمية تضمين الاتفاقيات الدولية، وأن تمثل هذه المسألة واحدة من أهم أولويات حركة حماية حقوق الإنسان في الأردن واستمرار الزخم الذي يجعل الحكومة والدولة تشعران بمزيد من الاهتمام حول ضرورة تنفيذ هذا الإجراء لإعطاء صورة صادقة عن جدية الدولة الأردنية في مجالات حقوق الإنسان. إنها عملية قد تكون طويلة بالمقياس الزمني، ولكن على الأقل فنحن مرتاحون لأنها بدأت من نقطة ما ولا بد من الاستمرار.



#باتر_محمد_علي_وردم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإعلامي الأردني...رهين الخمسة محابس!
- قراءة في استطلاع الرأي العام اللبناني حول الحرب
- مناهضة منتدى المستقبل بلغة الماضي في الأردن
- الديمقراطية الاجتماعية: فكر يجمع الليبرالية السياسية مع العد ...
- متى يصبح الأردن جاهزا لمحاربة إسرائيل؟
- ساحة حرية في الأردن: هل نضحك على أنفسنا؟
- مبادئ وأفكار حول -الجهاد المدني- ضد إسرائيل والإدارة الأميرك ...
- بعد قانا: نهاية الإنسان العربي المعتدل!
- أنا في حالة حرب مع إسرائيل
- لماذا لا يتعلم حزب الله والشارع العربي الحكمة من سوريا؟
- بروتوكولات حكماء الأخوان المسلمين
- حكايتان من -التجربة الدنمركية-!
- عندما تصبح العلمانية عقيدة متعصبة
- أسلحة العولمة في المواجهة الإسلامية- الدنمركية
- السلطة التنفيذية حق مشروع لجبهة العمل الإسلامي...ولكن!
- ما هي السيناريوهات الأردنية بعد فوز حماس؟
- التصويت لعجائب الدنيا السبع الجديدة: ثقافة أم تجارة؟
- الكل يعرف من قتل الحريري، ولا أحد يقدم الأدلة!
- مع الشعب السوري: بيان لمثقفين وصحافيين أردنيين
- تقارير المنظمات الدولية عن الأردن: وجهات نظر وليست اعتداء عل ...


المزيد.....




- بالخيام والأعلام الفلسطينية.. مظاهرة مؤيدة لغزة في حرم جامعة ...
- أوكرانيا تحوّل طائراتها المدنية إلى مسيرات انتحارية إرهابية ...
- الأمن الروسي يعتقل متهما جديدا في هجوم -كروكوس- الإرهابي
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1005 عسكريين أوكرانيين خلال 2 ...
- صحيفة إسرائيلية تكشف سبب قرار -عملية رفح- واحتمال حصول تغيير ...
- الشرطة الفلبينية تقضي على أحد مقاتلي جماعة أبو سياف المتورط ...
- تركيا.. الحكم بالمؤبد سبع مرات على منفذة تفجير إسطنبول عام 2 ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لقتلى وجرحى القصف الإسرائيلي
- -بلومبيرغ-: إسرائيل تجهز قواتها لحرب شاملة مع -حزب الله-
- بلينكن يهدد الصين: مستعدون لفرض عقوبات جديدة بسبب أوكرانيا


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - باتر محمد علي وردم - امتحان لجدية الدولة الأردنية في الالتزام بحقوق الإنسان