أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - مبروك على الخريطة طريق شارون














المزيد.....

مبروك على الخريطة طريق شارون


نضال حمد

الحوار المتمدن-العدد: 503 - 2003 / 5 / 30 - 04:38
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    



يواصل الاحتلال الاسرائيلي اجتياح المدن والمخيمات الفلسطينية بنفس الوتيرة والقوة التي عهدته بها تلك المناطق. فبعد أربعة أيام من اجتياح مدينة ومخيم طولكرم وسقوط شهداء وجرحى فيهما، قامت قوات الاحتلال يوم (27-05-2003) باجتياح مدينة ومخيم جنين قلعة المقاومة والتحدي حيث سقط أيضا شهداء وجرحى وضحايا جدد.
وفي الوقت الذي يعتقد فيه العالم أجمع أن شارون أصبح رجل سلام وأنه قبل بخارطة الطريق سيئة السمعة والسيرة والمسيرة، يقوم هذا الشخص بإرسال جيشه المتخصص في قتل الأبرياء وتدمير المساكن على رؤوس سكانها. ومن الغريب فعلا أن يعم العالم فرح عجيب كالذي ظهر بعد أن وافق شارون على الخريطة لكن بعد أن جعلها خالية من أي تنازل إسرائيلي فعلي ومن أي قبول بالخريطة كما عدلت سابقا وكما طرحت على الجانبين. فهل مكتوب على الجانب الفلسطيني أن يتحمل مسئولية فشل الخريطة أو نجاحها على الرغم من أنه تنازل في هذا الموضوع حتى عن ورقة التوت التي كانت تستر عورته؟
لم يعد هناك ما يخفيه الإسرائيليون. فمواقفهم واضحة ولا تترك لأحد مجالا للشك، هم مع استسلام فلسطيني تام وكامل يكون نهاية النضال الوطني الفلسطيني الذي وصل إلى طريق أوسلو المسدود.
في "هآرتس" كتب عكيفا الدار ما يلي: "التحفظات الإسرائيلية تجعل الخريطة باتجاه واحد.. وثيقة الملاحظات التي أرفقت بقرار الحكومة، تحوّل "خارطة الطريق" من مخطط سياسي إلى إملاء إسرائيلي لاتفاقية استسلام فلسطيني".
 وبعد أن شهد من أهلهم شاهد عاقل وهو ليس بالشاهد الجاهل بل بالمحلل السياسي والصحافي العالم والفاعل، يجب على الجانب الفلسطيني أن يقدم للشعب الفلسطيني توضيحا يبين فيه موقفه من التعديلات الإسرائيلية والشروط الشارونية التي جعلت خارطة الطريق بمثابة وثيقة استسلام للجانب الفلسطيني، لأن شروط شارون نسفت أسس تلك الخريطة، مع أن تلك الأسس من أساسها كانت عديمة البنيان ومخلخلة العمران. فهل نفهم من ذلك أن الموقف الفلسطيني الذي رحب بقبول شارون للخارطة كان طوال الوقت يراهن على تلك الموافقة؟ لا بل هناك من يدعي أنه أكثر من ذلك، وأنه كان يناضل من أجل قبول شارون إجراء الحوار والجلوس معه على طاولة المفاوضات. هذا أن صح فهو والله مصيبة وأكبر من كارثة، لأن شعب فلسطين الذي يقاتل ويكافح ويصد ويرد الإرهاب الإسرائيلي عن أرضه ووطنه، لم يقدم كل تلك القرابين والضحايا لأجل لقاء يجمع بين الضحية والجلاد، فيعاقب الضحية ويكرم القاتل والجلاد على جرائمه وإرهابياته المميزة بدمويتها ومخالفاتها لكل مواثيق حقوق الإنسان تحت الاحتلال. إذا كان الأسلوب النضالي الجديد للحكومة الفلسطينية الجديدة يتركز على بدء الحوار مع الإسرائيليين بدون شروط وبدون انسحاب أو وقف لأعمال الإجرام والاغتيال والإرهاب والتجريف والاقتحامات والأجتياحات اليومية، فأن شر المصيبة ما يضحك فعلا.. خاصة إذا ما أخذنا تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي موفاز محمل الجد. فقد قال في تصريح لوكالات الأنباء يوم 26 الشهر الجاري أن قواته ستواصل سياسة الاغتيالات والتصفية واقتحام المناطق الفلسطينية ولها حق العمل في تلك المناطق. طبعا موفاز الذي يقرر من له الحق ومن ليس له حقوق، وهو نفسه يمنع نواب حزب العمل المعارض من السفر إلى رام لله المحتلة للقاء نظرائهم من السلطة الفلسطينية.
وإذا ما أضفنا لأقواله أقوال الإرهابي اليميني المتطرف الوزير أيتام زعيم المفدال، التي ورد فيها: "إن القطار المسافر، ظاهريا، نحو الدولة الفلسطينية، يجب أن يمر أولا على جسر وقف "الإرهاب" ثم على جسر وقف التحريض والتثقيف على السلام، وجسر الشفافية والديمقراطية وحقوق الإنسان، ونحن نجلس في هذه الحكومة كي نضمن سفر القطار عبر هذه الجسور وعدم حرفه عن مساره".
هذا الكلام واضح ولا يخفى على أي عاقل ما هو المقصود بالقطار أعلاه.
إن أركان اليمين الإسرائيلي يعلمون جيدا بأن شارون سيدافع عن أفكارهم وتقاليدهم حتى الرمق الأخير، لذا فهم لا يخافون على المشروع التوسعي الاستعماري التنظيفي الأستئصالي الصهيوني لأن شارون وحكومته خير ممثل لتلك العقيدة وهذه السياسة. فهل يفهم الجانب الفلسطيني ذلك أم أنه بحاجة للمزيد من التعليقات والأقوال الصادرة عن معسكر اليمين الصهيوني؟
 ولكي نريح أنفسنا ونريح جانبنا الفلسطيني الذي يؤلمنا ولا يريحنا، نورد ما جاء على لسان اليميني الصهيوني عضو الكنيست شاؤول يهلوم الذي قال في ختام جلسة لجنة الخارجية والأمن البرلمانية، أنه بات متأكداً بعد سماع الشروط التي طرحها شارون بأن خارطة الطريق لن تنفذ".

وهذا برأيي الشخصي أفضل تعبير صهيوني عن حقيقة الموقف الإسرائيلي. وأكثر تلك التحاليل والتعليقات دقة وعقلانية وصراحة. لأنها تقول ما يقوله شارون وهذا الأخير لا يمكنه التخلي عن أرض إسرائيل الكبرى لأنها حلم حياته ونشوة نصره قبل مماته.
فهل لدينا في الجانب الفلسطيني هكذا أحلام في الحياة وهكذا أمنيات قبل الموت؟ الحكومة الفلسطينية تعلم والله اعلم من الجميع ومبروك على الذين أعدوا تلك الخريطة ووافقوا عليها معدلة وبطريق شارون الدقيقة.

http://home.chello.no/~hnidalm




#نضال_حمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنهم يحرفون العراق عن مساره الطبيعي
- أيار يوم الانتصار
- وأنا أنا أخضر عاماً بعد عام
- نظرة على المشهد الفلسطيني العام
- الصمت على الجرائم مشاركة في الجريمة
- صحوة وصرخة الأهالي في عين الحلوة
- النرويج ليست أمريكا أو إسرائيل
- الرياضة والسياسة والعرب والإسرائيليين
- العربي نضال حمد فلسطيني عراقي
- عين الحلوة بين تزمت الإسلاميين وعنجهية الفتحاويين
- الصراع الإسلامي الفتحاوي في مخيم عين الحلوة
- الحكومة الفلسطينية تدخل النفق المظلم
- عجائب وغرائب لكنها حقائق إسرائيلية
- زيارة باول المشروخة
- دولهم ودولنا..
- يوم النكبة الفلسطينية
- صرخة باردو العنصري
- طرد جماعات السلام جزء من عملية اغتيال السلام
- يزول الإرهاب بزوال أسبابه
- لغة قطر العجيبة والغريبة


المزيد.....




- السعودي المسجون بأمريكا حميدان التركي أمام المحكمة مجددا.. و ...
- وزير الخارجية الأمريكي يأمل في إحراز تقدم مع الصين وبكين تكش ...
- مباشر: ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب ع ...
- أمريكا تعلن البدء في بناء رصيف بحري مؤقت قبالة ساحل غزة لإيص ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة (فيدي ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /26.04.2024/ ...
- البنتاغون يؤكد بناء رصيف بحري جنوب قطاع غزة وحماس تتعهد بمق ...
- لماذا غيّر رئيس مجلس النواب الأمريكي موقفه بخصوص أوكرانيا؟
- شاهد.. الشرطة الأوروبية تداهم أكبر ورشة لتصنيع العملات المزي ...
- -البول يساوي وزنه ذهبا-.. فكرة غريبة لزراعة الخضروات!


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - مبروك على الخريطة طريق شارون