أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رلى الحروب - عمل إجرامي أم إرهابي؟















المزيد.....

عمل إجرامي أم إرهابي؟


رلى الحروب

الحوار المتمدن-العدد: 1666 - 2006 / 9 / 7 - 03:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في كل مرة كان يقوم فيها إسرائيلي بالاعتداء على المواطنين الفلسطينيين العزل أو الجنود المصريين على الحدود- بما في ذلك المجرم باروخ جولدشتاين الذي قتل أربعين مصليا فلسطينيا في الحرم الإبراهيمي- كانت إسرائيل تخرج علينا بتصريح فوري بأن الفاعل مجنون أو مهووس!!

وبعد إجراء التحقيقات يتم إثبات تلك الفرضية الاستباقية ليودع الفاعل في مستشفى للأمراض العقلية لبعض الوقت ثم يتم الإفراج عنه !!!

في المقابل، فإن أي حادث من ذلك القبيل لدينا أو في مصر لا يقابل بنفس الرد الاستباقي بأن الفاعل مجنون أو مهووس، بل يقابل بتصريحات فورية بأن الفاعل إرهابي إلى أن يثبت العكس، وأن العملية إرهابية بكل المعايير، كما صرح وزير الداخلية بالأمس السيد عيد الفايز!!

إذا إسرائيل تدافع عن مواطنيها مهما بلغت درجة إجرامهم لأنها تشعر أنها غير ملزمة بتوضيح مواقفهم أو مواقفها أمام أحد، أما نحن العرب فندين مواطنينا سلفا دون انتظار نتائج التحقيقات وأقوال الطب النفسي مدفوعين بعقدة الذنب، مع أننا تاريخيا الضحية لا الجلاد، ومع أن الآخر تاريخيا الجلاد لا الضحية!!!

من مصلحة الأردن أن يدفع بأن أمثال هؤلاء مجانين أو مهووسون لا أن يدينهم مسبقا، لأن في ذلك إضرارا بسمعة البلد ومواطنيه وبالأمن الذي نفخر به ونعتبره ثروتنا الأولى في هذه المنطقة المشتعلة، وخروج مثل هؤلاء الأشخاص بين اونة وأخرى ينسف كل رسائل الاعتدال والوسطية والحوار التي نعمل من أجلها ويدعو إليها جلالة الملك في مؤتمراته ومبادراته وأهمها رسالة عمان!!

الحكومة اعتقدت أنها عندما تسارع إلى وصف العملية بالإرهابية فهي إنما تبرئ نفسها من تبعات العمل، ولكنها في الواقع تجلب لنا شبهة وتهمة نحن في غنى عنها!

الرجل كما يبدو من سجله غير متزن عقليا، فقد كان مسجونا في السجون الإسرائيلية وكلنا يعلم ما يدور في تلك السجون من ممارسات تقشعر لها الأبدان، وهو صاحب سوابق جنائية وليس سياسية، أي أنه مجرم وليس إرهابيا، ومن البيانات المتوفرة عن العملية حتى الآن يبدو أنها فردية وليست جماعية ومرتجلة وليست مخططة او منظمة وهذا يعني أن العمل إجرامي وليس إرهابي وأنه من الأعمال التي تداهم الإنسان في لحظات الغضب الشديد أو الإحباط الشديد أو في نوبات الهوس الاكتئابي، والدليل أنه قبض عليه في نفس المكان وأن سلاحه بدائي وأنه بقي واقفا في مكانه بعد فعلته تلك ولم يفر!!

وحتى إن لم يكن مجنونا بمعنى الجنون فإن هناك حالات من الجنون المؤقت تنتاب الإنسان وتدفعه إلى ارتكاب أعمال خارجة عن الوعي والمنطق والقيم، فلماذا نستبعد كل تلك الاحتمالات ونأخذ من البداية بالاحتمال الأسوأ وهو الإرهاب؟!

حقيقة ليس لذلك سوى تفسير واحد وهو أن الحكومة وجدت في هذا العمل فرصة ملائمة لتبرير قانون منع الإرهاب الذي أثار كثيرا من الاستياء الداخلي مؤخرا، مع أن عشرة آلاف قانون مماثل لن توقف شخصا كهذا قرر أن يفعل فعلته هذه بوعي أو بدون وعي، فهذا ليس عملا منظما أو محبوكا وإنما تفريغ لشحنات من الغضب والاستياء لم تجد متنفسا آخر لتخرج عبره!

وحتى إن افترضنا أن هذا الشخص لم يمر بحالة من الجنون المؤقت، فإن الوضع الذي يمر به الإقليم والحروب الدامية في فلسطين والعراق ولبنان كفيلة بإخراج الأفراد ضعفاء النفوس والذين يعيشون ظروفا صعبة عن طورهم ودفعهم إلى التنفيس عبر أعمال عدوانية قد تستهدف الأهل أو الجيران أو الأحباب وليس بالضرورة الأجانب فقط، طبعا مع الأخذ بالاعتبار أن صورة بعض الدول الأجنبية قد وصلت إلى الحضيض في العالمين العربي والإسلامي وهو ما قد يدفع بعض الجهلة إلى التعميم وصب جام غضبهم على أول فرد يقابلونه من هذه الدولة أو تلك!!

حذرنا مرارا من أن ما تفعله إسرائيل بدعم صريح من الولايات المتحدة وبريطانيا وغيرها من دول الاستعمار القديم والحديث سيؤدي إلى مزيد من الحقد ومزيد من الكراهية وأن المرجل الشعبي يغلي وحين يغلي لا يعلم متى وكيف وأين ينفجر!!!

وحذرنا من أن إسرائيل وبريطانيا وأميركا بحروبهم الحمقاء في المنطقة يولدون العنف ويبذرون بذور الإرهاب ويرعونها ويمهدون الأرض والتربة لازدهارها وإثمارها، على الرغم من كل جهود السلام والاعتدال والوسطية التي ندعو إليها في الأردن كدولة نموذج في تقبل الآخر والانفتاح عليه!!! وقلناها بصريح العبارة في دراساتنا وأبحاثنا ومقالاتنا: نحن نبني وأنتم تهدمون! وحتى أجهزة الأمن الأردنية وجهت رسائل عدة إلى القيادة الأمريكية تنبه إلى خطورة ما تفعله في المنطقة وتداعياته المريعة، ولكن أحدا لم يسمع ولا يريد أن يسمع!!

لقد باتت لدى الشارع قناعة بأن الولايات المتحدة لا تريد السلام بل تريد العنف ولا تريد الأمن بل تريد الإرهاب لتستمر في إخافة شعبها وشعوب العالم وتستمر في ترويج أسلحتها وتشغيل مصانعها ومضاعفة ثروات الحيتان على حساب الشعوب واستقرارها ومستقبلها لأن هذه هي وسيلتها لإدامة امبراطورية الشر والاستيلاء على كل مصادر الثروة في العالم!!!

هل كانت العملية البشعة بالأمس عملا إرهابيا؟! ربما!
هل كانت عملا إجراميا؟! بكل تأكيد!

ولكن هذا لا ينفي أن الأردنيين شعب محب للسلام ومؤمن بالتعايش مع الآخر وعاشق لمفاهيم الاعتدال والوسطية، وكل ما عدا ذلك ليس إلا ذرات من الغبار التي قد تشوش الرؤية ولكنها سرعان ما تزول مع أول زخة مطر، ولكن المهم أن لا نسارع إلى الدفاع كأننا متهمون، لأننا لسنا كذلك!!!

يجب أن تؤمن حكومتنا بأننا بلد وسطي وأن شعبنا شعب مسؤول، وأن من يخرج عن ذلك هم قلة معزولة موجودة في كل المجتمعات، بل ونسبتها لدينا أقل من مجتمعات ديموقراطية عريقة في الديموقراطية تزعم أنها متحضرة وتؤمن بالحريات وتطبق مبادئ حقوق الإنسان!!!

لسنا مدانين إلا إن شعرنا بأننا كذلك!!! والقوي الواثق لا يسارع إلى الإدانة بل يدرس كافة المعطيات إلى حين تتوفر له كافة الأسباب التي تؤهله لإطلاق حكمه بثقة، وهو ما فعله السيد ناصر جودة الذي قال إنه لا يريد استباق التحقيق، وما لم يفعله السيد عيد الفايز الذي قال إن المتهم إرهابي إلى أن يثبت العكس والذي عكس الفرضية القانونية في العالم كله !!

كنا سنسعد أكثر كمواطنين لو تعامل السيد الفايز مع هذا المتهم وأي متهم غيره وفق تلك المعايير القانونية العالمية باعتبار المتهم بريئا إلى أن يثبت العكس، وليس وفق فرضية سياسية مفادها أننا جميعا متهمون إلى أن تثبت البراءة!!



#رلى_الحروب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يمثل السنة لبنان؟
- العضو الدخيل
- لبنان والاردن
- إيران وحيدة في مواجهة إسرائيل
- حرب الإعلام والسياسة
- عفو عام
- خونة الداخل
- صدام وأزمة المثقف العربي
- استقالة عباس
- ملامح الشرق الأوسط الجديد
- الإعلام العربي ودعاوى الموضوعية
- خطأ جسيم ستعقبه ندامة!!!
- إنه نصرالله!!!!
- عالم خطر، ولكن.....!!!
- السم ممزوجاً بالعسل !!!!
- الفخ الدولي المنصوب للبنان والمنطقة
- الفخ الدولي المنصوب للبنان والمنطقة!!!!
- نصر الله وعبد الناصر!!!
- إلى أين تقودنا هذه الحرب؟!
- سوريا تقرر!!


المزيد.....




- مشتبه به يرمي -كيسًا مريبًا- في حي بأمريكا وضابطة تنقذ ما دا ...
- تعرّف إلى فوائد زيت جوز الهند للشعر
- مطعم في لندن طهاته مربيّات وعاملات نظافة ومهاجرات.. يجذب الم ...
- مسؤول إسرائيلي: العملية العسكرية في معبر رفح لا تزال مستمرة ...
- غارات جوية إسرائيلية على رفح.. وأنباء عن سماع إطلاق نار على ...
- من السعودية والإمارات.. قصيدة محمد بن راشد في رثاء بدر بن عب ...
- شاهد.. أولى الدبابات الإسرائيلية تسيطر على الجهة الفلسطينية ...
- هل انتقلت الحرب الروسية الأوكرانية إلى السودان؟
- فيديو: ارتفاع حصيلة القتلى جرّاء الفيضانات والأمطار في كينيا ...
- فيديو: آلاف المجريين يخرجون في مظاهرة معارضة لرئيس الوزراء ف ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رلى الحروب - عمل إجرامي أم إرهابي؟