أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رلى الحروب - هل يمثل السنة لبنان؟















المزيد.....

هل يمثل السنة لبنان؟


رلى الحروب

الحوار المتمدن-العدد: 1665 - 2006 / 9 / 6 - 09:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يستحق الاستفتاء الذي قامت به شركة إبسوس حول الحرب الإسرائيلية على لبنان مؤخرا وقفة تأمل طويلة في مدلولات أرقامه.

شمل الاستفتاء ستمائة مواطن لبناني من الجنسين ومن كافة الطوائف أعمارهم فوق الخامسة عشرة في استطلاع أجري على الهاتف بين العشرين والثاني والعشرين من شهر اب
( أغسطس) في لبنان، وكانت طائفة الشيعة ممثلة في المناطق المأهولة المتفرقة في لبنان وليس مناطق الجنوب التي تعرضت لدمار شبه شامل. شمل الاستفتاء ستة أسئلة هي:

• هل تعتقد أن الأحزاب اللبنانية المختلفة وأعضاء البرلمان موحدون في دعم الحكومة اللبنانية؟
• هل تعتقد بأن حزب الله خرج من هذه الحرب بوضع أقوى، أضعف، أو أن وضعه سيظل كما كان؟
• من باعتقادك ربح هذه الحرب؟
• هل تعتقد بان الاسرائيليين في وضع جيد أو سيء بالنسبة للحالة التي وصلوا اليها الآن؟
• ما هو رايك الشخصي في القرار 1701 الصادر عن الأمم المتحدة؟ هل تعتقد بأنه لمصلحة لبنان، لمصلحة اسرائيل أو أنه موزون لمصلحة البلدين؟
• هل تؤمن بمستقبل لبنان بعد هذه الحرب؟

شيئان مطمئنان في ذلك الاستفتاء كانا تفاؤل الغالبية من كافة الطوائف بمستقبل لبنان بعد الحرب ( 77%)، وقناعة الغالبية أيضا بأن وضع إسرائيل بات أسوأ بعد الحرب (91%)، وهو السؤال الوحيد الذي صب فيه إجماع وطني بهذه الصورة المطلقة رغم اختلاف الطوائف والايديولوجيات السياسية! وقد يكون في ذلك درس هام لمن يحاولون التنظير على الشعب اللبناني عبر شاشات التلفزة وقنوات الإعلام بالمكاسب التي حققتها إسرائيل من الحرب!!

أمر آخر لاقى تقاربا نسبيا عليه رغم وجود مدى واسع للتباين ضمنه هو وضع حزب الله بعد الحرب فقد رأى غالبية السنة والشيعة أن حزب الله خرج أقوى من هذه الحرب
( 66%:87%)، مقابل نصف الدروز وأقل من نصف المسيحيين ( 50%: 48% ) الذي جاءت قناعاتهم متشابهة في هذه النقطة كما في نقاط أخرى، ومع ذلك فقد جاء الرأي العام ليعبر عن قناعته بأن حزب الله خرج أقوى مما كان في هذه الحرب (65%).

النقطة التي ظهر فيها الاختلاف جليا بين الطوائف كانت مقدار الوحدة بين الأحزاب والبرلمان في دعم الحكومة، حيث ظهر الشيعة والسنة باعتبارهم الأكثر تفاؤلا بوجود تلك الوحدة ( 47%: 41%)، في حين جاء الدروز والمسيحيون الأكثر تشاؤما حول وجودها
( 33%:32%) ، والنتيجة كانت اعتقاد الأغلبية أن هذه الوحدة خلف موقف الحكومة لا وجود لها (61%)!

أما الأسئلة الأخرى التي أثارت تباينات كبرى في الإجابات حسب الطائفة، فهي : "من ربح هذه الحرب"؟ "وهل كان القرار 1701 في صالح لبنان أم إسرائيل أم كلا البلدين"؟ ففي الوقت الذي اعتبر فيه غالبية الشيعة –كما هو متوقع- أن حزب الله انتصر في هذه الحرب، عبر نصف السنة فقط عن قناعتهم بأن حزب الله انتصر في الحرب، في حين اعتقد ثلثا الدروز وأكثر من ثلثي المسيحيين أن هذه الحرب لم ينتصر فيها أحد، مما تسبب في أن المجتمع اللبناني بالمجمل انقسم نصفين متقاربين كانت الغلبة فيهما للتيار الذي يؤمن بأن حزب الله انتصر في هذه الحرب غلبة طفيفة (51%).

السؤال الثاني الذي كان مصدرا للتباين الوطني هو تقييم القرار 1701 وهل هو لصالح لبنان أم إسرائيل ، فقد جاءت النسب فيه متفاوتة بشكل ملحوظ بين الطوائف ، وفي هذا السؤال بالذات انفصلت الطائفة الدرزية عن كافة الطوائف الأخرى فقد عبر ثلثاها تقريبا عن أن القرار في صالح لبنان وإسرائيل، في حين اعتبر نصف المسيحيين أن القرار لصالح البلدين، مقابل أقل من نصف السنة وأكثر من ربع الشيعة. وهنا كان هناك تقارب ملحوظ بين مواقف السنة والمسيحيين وتباين عن مواقف كل من الشيعة والدروز، وجاء المعدل العام ليعكس ذلك (44%) قالوا إنه لصالح البلدين مقابل (28%) قالوا إنه لصالح إسرائيل !!

الأمر الآخر اللافت في هذا السؤال أنه مقابل 42% من الشيعة و26% من السنة، و20% من المسيحيين اعتقدوا بأن القرار لصالح إسرائيل، جاءت نسبة 3% فقط من الدروز لتقول الشيء ذاته، وهو ما يثير العديد من علامات الاستفهام عن حقيقة انتماء بعض الدروز ومبررات مواقفهم مقابل الطوائف اللبنانية الأخرى ، وهو أمر تكرر في معظم الأسئلة حيث جاءت مواقفهم غالبا بعيدة عن المعدل الوطني العام !!

وكان الأمر اللافت للنظر في إجابة هذا السؤال نسبة الحائرين غير القادرين على اتخاذ قرار حول الجهة المنتصرة التي وصلت إلى (11%)، وهو سؤال من اثنين فقط أتيح فيهما مثل ذلك الخيار ( لا أدري) أمام المستفتين، كان الأول هو من ربح الحرب ولكن نسبة المترددين هناك كانت ضئيلة فقد اتخذت الغالبية القصوى موقفا حاسما إما بالنفي أو التأكيد!!! هذه النسبة تمثل في رأيي نسبة المستقلين عن وسائل الإعلام المسيسة في لبنان، ففي حين اتخذ البعض مواقف واضحة تبعا لانتمائهم الطائفي أو السياسي بقي البعض متشككين في تداعيات القرار على المدى البعيد كما على المدى القصير، وآثاره المباشرة وغير المباشرة على لبنان غير متأثرين بأي من طرفي البروباغندا الموجودة الآن على الساحة اللبنانية!!

ولكن أهم ما يلفت الانتباه في نتائج الاستفتاء ذلك التقارب المدهش بين إجابات السنة والمعدل العام الناتج عن مجموع آراء الطوائف مجتمعة، حيث لم تتجاوز نسبة الاختلاف بين آراء السنة وذلك المعدل العام أكثر من أربعة في المئة في أسوأ الأحوال في حين تأرجحت على الأغلب بين واحد في المئة وثلاثة في المئة، وهو ما قد يقودنا إلى استنتاج إحصائي بأن سنة لبنان باتوا يمثلون صوت الاعتدال والوسطية وبأنهم الأقرب إلى نبض لبنان بكل تناقضاته لأن تعدادهم العام يعكس في مؤشراته تباينات المجتمع اللبناني بكل طوائفه الأخرى!!!

في علم الإحصاء يمكننا أن نقول إن شريحة السنة شريحة ممثلة للمجتمع اللبناني ( بمعنى أنه يمكن في المستقبل قياس توجهاتها لمعرفة الاتجاه الوطني العام بهامش خطأ مقبول)، وهو ما لا يمكن قوله عن أي من الطوائف الثلاثة الأخرى ( الشيعة والمسيحيين والدروز) الذين جاءت مؤشراتهم بعيدة عن المعدل العام للمجتمع اللبناني في كثير من الإجابات، معبرة عن حالة من التخندق والتحزب أحيانا حول بعض القادة والأفكار والمعتقدات متسببة بالتالي في تفاوت حاد بين آراء الطوائف الثلاث ، ومن هنا فإن اختيار سياسي سني لرئاسة الحكومة اللبنانية قد يكون له ما يبرره بعلم الأرقام ولا يقوم فقط على حقائق ديموغرافية وإنما على حقائق أيديولوجية أيضا!

وإن كان هناك اعتقاد سابق لدى البعض بأن لبنان يمثله المسيحيون باعتبارهم المسيطرين على رئاسة الدولة ووسائل الإعلام والكثير من مراكز صنع القرار الاقتصادي والسياسي والثقافي والفني، أو يمثله الشيعة باعتبارهم صناع النصر وأكثر الفئات وعيا ومناهضة للمشروع الاسرائيلي- الأمريكي في لبنان، فإن نتائج هذا الاستفتاء تدفعنا إلى الخروج بانطباع آخر وهو أن لبنان بات ممثلا في السنة أولا ثم المسيحيين ثانيا باعتبارهم الفئتين اللتين تعكسان تباينات المجتمع اللبناني بشكل أقرب إلى تكوينه الحقيقي، ولكن هذا لا يلغي أيا من الفئات الأخرى الهامة لأن لبنان قائم أصلا على هذا التنوع والتباين ويستمد قوته العسكرية والسياسية والفكرية اليوم وثراءه الثقافي من ذلك التباين بعد أن كان مصدرا لضعفه وفرقته في السابق!!!

يبقى هناك أمر أخير لا بد من أخذه بالحسبان هو أن هذه الدراسة تصلح كمؤشر فقط، ولا يمكن بناء أحكام قطعية على نتائجها لأن حجم العينة غير ممثل كما أن إجراءات المعاينة ذاتها غير واضحة !!



#رلى_الحروب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العضو الدخيل
- لبنان والاردن
- إيران وحيدة في مواجهة إسرائيل
- حرب الإعلام والسياسة
- عفو عام
- خونة الداخل
- صدام وأزمة المثقف العربي
- استقالة عباس
- ملامح الشرق الأوسط الجديد
- الإعلام العربي ودعاوى الموضوعية
- خطأ جسيم ستعقبه ندامة!!!
- إنه نصرالله!!!!
- عالم خطر، ولكن.....!!!
- السم ممزوجاً بالعسل !!!!
- الفخ الدولي المنصوب للبنان والمنطقة
- الفخ الدولي المنصوب للبنان والمنطقة!!!!
- نصر الله وعبد الناصر!!!
- إلى أين تقودنا هذه الحرب؟!
- سوريا تقرر!!


المزيد.....




- وزير خارجية إسرائيل: مصر هي من عليها إعادة فتح معبر رفح
- إحباط هجوم أوكراني جديد على بيلغورود
- ترامب ينتقد الرسوم الجمركية على واردات صينية ويصفها -بغير ال ...
- السعودية.. كمين أمني للقبض على مقيمين مصريين والكشف عن السبب ...
- فتاة أوبر: واقعة اعتداء جديدة في مصر ومطالبات لشركة أوبر بضم ...
- الجزائر: غرق 5 أطفال في متنزه الصابلات أثناء رحلة مدرسية وال ...
- تشات جي بي تي- 4 أو: برنامج الدردشة الآلي الجديد -ثرثار- ويح ...
- جدل حول أسباب وفاة -جوجو- العابرة جنسيا في سجن للرجال في الع ...
- قناة مغربية تدعي استخدام التلفزيون الجزائري الذكاء الاصطناعي ...
- الفاشر تحت الحصار -يمكنك أن تأكل الليلة، ولكن ليس غداً-


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رلى الحروب - هل يمثل السنة لبنان؟