أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - زكام صيفي_ ثرثرة














المزيد.....

زكام صيفي_ ثرثرة


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 1641 - 2006 / 8 / 13 - 10:19
المحور: الادب والفن
    



أكثر ما أكرهه في الرشح وبقية أمراض التنفس, غياب متعة التدخين. بالنسبة لشخص مثلي, يعيش بلا ماض وليس له مستقبل, ولا يعنيه من السلطة والمجتمع بشكل مباشر, أكثر من الحريات الشخصية, والأهم, يجد في الكأس والتدخين سقف المتع, طبعا الجميلات, يا للجميلات الغبيات, صرنا من أحاديث الذكرى, هذه هي الحقيقة المحزنة.
أكره أن يزورني مريض بالزكام وحتى أن يجالسني, يتركز انتباهي عليه, أحاول إبقاء مسافة أمان بيننا, وأحيانا اطلب مغادرته بصراحة. عندما أكون أنا المريض, عزّ الطلب, أتذرّع بوضعي الصحّي الذي لا يسمح بالزيارات, وامضي أسبوعي في التسكع الحر, والسهر الليلي الانفرادي, كتابة..قراءة..فرجة على التلفزيون..أنترنيت, أتدبّر أمري جيدا عندما أكون وحدي.
شيء مزعج في مرض الزكام, تزداد الرغبة الجنسية, هذا يحدث معي, وأعزو المسألة لارتفاع حرارة الجسد, وبالتالي الأعضاء الحميمة تستبد بالفكر والمشاعر. ما همّ.
اليوم تسكعت طويلا في اللاذقية, ليل وهدوء وقمر مكتمل, فقط لو أنني كنت أستمتع بالتدخين, لكنت عرّجت على أحد محلات المشروب, بيرة, في الصيف أقطع علاقتي بالعرق. هذه عادة محدثة, أحيانا أرغب بالصحو, أو نتيجة الإفراط في الشرب تبرز مشاعر الذنب البغيضة. وبعدها أيام وليال وشهور, بعض الأغبياء يغيبون بشكل قطعي, لا أسف على مغادر.
*

من مطعم السلام, الذي يعجّ بالحيوانات المذبوحة وتلك مفارقة الاسم, وحتى الريفيرا, تبعني شخص متوسط القامة والعمر, قد يكون شاردا, قد يكون هاويا يستمتع بمراقبة العابرين, عند الزاوية سلك طريقا مختلفا, فكرت أن اتبعه, أن ألاحقه حتى يتعب أو يهرب, أزحت الفكرة بسرعة من ذهني, ما شأني..بالعموم في حالة استرخاء, أخذت فنجان قهوة عن الرصيف, وتابعت مسيرتي. أنا الآن في المنزل, أمام الكمبيوتر, واكتب عن الرشح الصيفي, لماذا؟
لا ارغب بالنوم وفي الحقيقة لا أستطيع النوم قبل ساعات, وليس لدي أي رغبة بمشاهدة التلفزيون, ربما بعد قليل أفتش عن فلم ناعم. أو أتابع قراءة الإنسان المهدور, أو أجلد عميرة, أو أتابع ثرثرتي, بانتظار حالة نعاس منقذة.
من الملائم الآن مشوار هادئ, على دوار الزراعة, شرقا باتجاه شارع الجامعة, وأنعطف مع شارع الثورة, إلى بساتين الريحان, وأعود بعدها إلى جحري. أو كأس متة على البلكون, أراقب القمر في صمت منتصف الليل. لا هذا ولا ذاك, سأتابع الثرثرة. كم هو جميل ومدهش عالم الأنترنيت, بالحدس كنت أعرف أنه سيغير حياتي وعالمي, وما زلت أعتبر الهدر السوري الأبرز, تأخر دخول شبكة الأنترنيت, وعمليات الحجب الجارية على قدم وساق, لماذا؟ الله وحده يعلم الغاية من هكذا قرارات, تفرضها عقول حجرية على غيرها, دون حسيب أو رقيب.
*

أعطس وأتململ,
مضى يومان بعد عبارة"أعطس وأتململ" . أحيانا اشعر بفظاظتي, وأنا أدون تسجيلات روتينية مملّة لأيامي, وأعرضها عبر شبكة الأنترنيت, أتخيل قارئي المفترض وهو متطلب مثلي, يتثاءب ويقفز فوق الكلمات والجمل أحيانا, وكأني به ينهرني بقسوة: هل أنت معدوم الشعور؟ المسألة ليست بتلك البساطة من وجهة نظري على الأقل. قارئي المفترض أكثر خبرة ومعرفة في فنون التلّقي والإصغاء مني. من جهة ثانية, ليس لدي شيء آخر أفعله.
أعود إلى بيتي...مفلسا ويائسا وحزينا, صديقتي لا تملّ من تذكيري بالبعد الأخوي لصداقتنا, ولتنويع العبارة والنغم, تضيف ما يثقل كاهلي من صفات الأب" وأقسم بكل ما أحب وأؤمن به, لو لم يبقى في هذا العالم امرأة سواها, لن أقيم علاقة عاطفية معها حتى بدون صفة جنسية" متى يعرف الأصدقاء والصديقات حدود الاحترام الشخصي!
حتى مع امرأة أحبها وتثيرني وتصرح بذلك جهارا, أجد صعوبة فعلية في إقامة علاقة عاطفية وعسرا في علاقة جنسية, صحيح كثير الكلام وأنثر عبارات الغزل بالجملة على النساء, لكنني يشهد الله, لم أرغب بتقبيل فم امرأة, عدا استثناءات أقلّ من أصابع اليد الواحدة طيلة حياتي.
أعطس وأتململ,
لا أحب الكلام ولا أجيده, وأثرثر لأبعد شبح العزلة الرهيب.
*
الفجر في اللاذقية_ التواصل مع سميّي حسين حبش ممتع, ويحمل طرفة حدثت بمحض الصدفة,في جهة الشعر وضعت صورة الشاعر الشاب فوق مقال لي وموقع باسمي, خالفت رغبة بعض الأصدقاء بتصويب الأمر, فليظنني الآخرون هذا الشاب الوسيم, خاصة النساء.
من أكثر الأخطاء فداحة هوس فعل الصواب وممارسة ذلك, من يدري, ربما في الغد القريب أكتشف غبائي الحالي, ولا أظنني من أوفر الناس حظا حتى في الغباء.
ما يزال أثر الكحول على وعيي وكياني كله, وفي هذا مصدر الجرأة أحيانا.
لم ينتهي الزكام.
صدر منذ قليل قرار وقف الحرب في لبنان, آمل ذلك , كيف وبأية صيغ, تأتي لاحقا.
سقف التوقع يحكم حياتنا أكثر من عتبة الأمان, ذلك ما خبرته باليدين والعينين, وما ترك ندوبا لا تمحى. هذه هي الحياة, أقلّ من حلم وأكثر من مزاح ثقيل.



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مجتمع الأنترنيت مرة ثانية_ثرثرة
- الانسان المهدور_ثرثرة
- اليوم الأخير_ثرثرة
- مثل بئر مهجور_ثرثرة
- زائد عن الحاجة_ثرثرة
- بين عدميين_ثرثرة
- شخصية الزعيم _ثرثرة
- ثقافة الجواب_ثرثرة
- نم واستيقظ
- الحب من طرف وحيد_ثرثرة
- يتامى سوريا_ثرثرة
- نفوس مريضة ومتهالكة_ثرثرة
- جسد يتداعى_ثرثرة
- الحاضر في دورانه
- في الحاضر المفقود
- بيت في الهواء_ثرثرة
- ساعة شؤم -ثرثرة في يوم كئيب
- لا سعادة لانجاح_ثرثرة
- موت الأب
- أصوات مختلطة_ ثرثرة من الداخل


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - زكام صيفي_ ثرثرة