أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - طارق الحارس - العراقيون أولى بأموالهم














المزيد.....

العراقيون أولى بأموالهم


طارق الحارس

الحوار المتمدن-العدد: 1624 - 2006 / 7 / 27 - 05:34
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


تبرعت الحكومة العراقية بخمسة وثلاثين مليون دولارا أمريكيا لحكومة لبنان مساندة منها لاعادة اعمار البنية التحتية التي دمرها القصف الهمجي الاسرائيلي في الأيام الماضية .
لا اعتراض على ذلك ، فهذا الأمر يجسد مشاعر الاخوة العراقية الأصيلة التي طالما أثبتها العراقيون لأشقائهم العرب في مناسسبات عديدة ، ولكن !
عانى العراقيون سنوات طويلة نتيجة الحصار الاقتصادي الذي فرض عليهم من طرف الأمم المتحدة بعد احتلال النظام الصدامي لدولة الكويت ولا زال هذا الشعب يعاني من هذا الحصار بالرغم من سقوط النظام الصدامي ، إذ أن الحصار تسبب بفقر كبير لا زال المواطن العراقي يعاني منه .
هذا من جانب ومن جانب آخر فان ويلات حروب النظام السابق قد تسببت في انهيار البنية التحتية انهيارا كاملا ، وللأسف ، لم تتمكن الحكومات العراقية المتعاقبة بعد سقوط النظام الصدامي من اعادة أعمارها نتيجة الظروف الأمنية التي يعاني منها البلد ، ونتيجة الظروف الاقتصادية المتمثلة بالديون الكبيرة التي تعاني منها خزينة دولة العراق التي من المفروض أنها خاوية نتيجة سياسات النظام السابق كما سمعنا من أكثر من مصدر حكومي .
الاشارة الى المعاناة الاقتصادية التي تعاني منها شريحة كبيرة من المواطنين العراقيين المتمثلة بموظفي وعمال القطاع الحكومي ، إذ أن هذه الشريحة المهمة تعاني من ضعف المردود المادي المقدم كرواتب من طرف الحكومة العراقية نجدها اشارة ضرورية في حالة تبرع الحكومة العراقية لدولة شقيقة ، إذ أننا نجد أنه من الأولى الانتباه الى هذه الشريحة لرفع المعاناة والفقر عنها قبل التفكير في مساعدة الأشقاء .
لقد فعلها صدام مرات عدة ، إذ أنه قدم تبرعات نقدية وبسخاء الى ( الأشقاء ) الفلسطنيين وكانت هذه التبرعات قد جاءت على حساب الفقر والعوز الذي كان يعاني منه المواطن العراقي وقد انتقدنا جميعا بما فينا بعض الأطراف الذين يحكمون العراق حاليا تلك التبرعات ، إذ قلنا حينها أن النظام الصدامي ، فضلا عن استخفافه بمشاعر العراقيين فانه يحاول كسب عطف الشعوب العربية للتغطية على جرائمه التي ارتكبها بحق الشعب العراقي .
ليست التبرعات التي قدمها صدام الى الفلسطنيين كانت هي التبرعات الوحيدة ، إذ سبق له التبرع ب 100 مليون دولارا ( لفقراء أمريكا ) في حين أن فقراء العراق كانوا بحاجة ماسة الى كل دولار من هذه الملايين .
لقد كان صدام يتلاعب بخزينة الدولة العراقية حسب مزاجه وأهوائه متغافلا عن عمد مشاعر العراقيين ومعاناتهم ، ليس من خلال التبرعات فحسب ، بل ومن خلال العديد من التصرفات الأخرى التي لا نريد الخوض بها في هذه المقالة .
لا نريد هنا أن نقارن بين النظام الصدامي والحكومة العراقية الحالية ، إذ أننا على يقين تام أن الهدف من التبرعات الحالية ليس لغرض كسب عواطف الأشقاء في لبنان ، بل جاءت من أجل شعب عربي تعرض الى هجمة شرسة أدت الى تدمير بنيته التحتية وهو فعلا بحاجة ماسة الى تبرعات العراق وغيره من دول العالم ، لكننا نرى أن دولة مثل العراق وفي ظل الظروف الصعبة التي تعيشها غير مطلوب منها التبرع ، إذ أنها بنفس الحاجة أو ربما أكثر الى هذه الملايين ، ليس لبناء البنية التحتية فحسب ، بل لتعويض أبنائها من أهالي الشهداء الذين سقطوا نتيجة الجرائم البشعة التي ارتكبها الانتحاريون والسيارات المفخخة والعبوات الناسفة في الأسواق الشعبية والجامعات والمساجد والجسور .
لقد شاهدت برنامجا تلفازيا على قناة فضائية عراقية تحدث فيه مواطن عراقي ، قال : أنه لايقف ضد الحكومة العراقية في تبرعها الى دولة لبنان الشقيقة ، لكنه يطالب الحكومة بالتعويض الذي أقرته لعائلته التي فقدت شهيدين راحوا ضحية تفجيرات الارهابيين وهو ( يركض ) منذ سنتين للحصول على هذا التعويض دون فائدة .
نحن نتساءل بدورنا : من هو الأجدر بأموال العراق في ظروفه الحالية ، الشعب العراقي ، أم الأشقاء العرب ؟
الله سبحانه وتعالى يقول في كتابه الحكيم : " الأقربون أولى بالمعروف " .
لو كان العراق في حال أفضل من هذا الحال لكان الشعب اللبناني أولى بمثل هذه التبرعات ، أما أن يكون العراق في هذا الحال الصعب فنحن نعتقد أن أهله وشعبه أولى بكل دولار من دولارات خزينة الدولة ، خزينته هو ، أي الشعب العراقي وهناك العديد من الطرق التي من الممكن أن تؤكد حكومة العراق وشعبه وقوفها مع الشعب اللبناني غير التبرع بالمال .



#طارق_الحارس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اختطاف الرياضة العراقية
- الوطن بحاجة الى شهداء !
- بغداد تحت السيطرة الآن !
- مجزرة جديدة في مدينة الصدر: ما الجديد
- الحوار والمصالحة مع مَن ؟
- أتحداكم جميعا
- برقيات سريعة بمناسبة مقتل الزرقاوي
- الا الارهاب .. كل شيء يسر بعراقنا
- انسحاب القوات المتعددة الجنسيات
- المدعي العام لم يكن هناك
- شغب في الملاعب العراقية
- أهل الرمادي : اطلقوا سراح منتخب التايكواندو
- تشكيلة الحكومة : محاصصة أم واقع حال سياسي
- الرياضة في السفارة
- رياضة - نكهة عراقية في قبرص
- مهزلة جديدة لمقتدى : تحريم كرة القدم
- في كل الأحوال : أنها ديمقراطية
- رسالة الى أنصار ( المقاومة ) .. لعلهم يفقهون !!
- تصريحات مبارك دعوة لقتل الشيعة
- لم الاستغراب من تصريحات مبارك !


المزيد.....




- السعودية.. 28 شخصا بالعناية المركزة بعد تسمم غذائي والسلطات ...
- مصادر توضح لـCNN ما يبحثه الوفد المصري في إسرائيل بشأن وقف إ ...
- صحيفة: بلينكن يزور إسرائيل لمناقشة اتفاق الرهائن وهجوم رفح
- بخطوات بسيطة.. كيف تحسن صحة قلبك؟
- زرقاء اليمامة: قصة عرّافة جسدتها أول أوبرا سعودية
- دعوات لمسيرة في باريس للإفراج عن مغني راب إيراني يواجه حكما ...
- الصين تستضيف محادثات مصالحة بين حماس وفتح
- شهيدان برصاص الاحتلال في جنين واستمرار الاقتحامات بالضفة
- اليمين الألماني وخطة تهجير ملايين المجنّسين.. التحضيرات بلسا ...
- بعد الجامعات الأميركية.. كيف اتسعت احتجاجات أوروبا ضد حرب إس ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - طارق الحارس - العراقيون أولى بأموالهم