أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - شمخي جبر - الإسلام والغرب ....الصدام والحوار















المزيد.....

الإسلام والغرب ....الصدام والحوار


شمخي جبر

الحوار المتمدن-العدد: 1623 - 2006 / 7 / 26 - 08:54
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


كيف يمكن ان يكون الحوار في ظل التحيز والإرهاب والعدوانية؟ وهل يكون البديل الانكفاء والتقوقع والعزلة ؟، ان الواقع الموضوعي يحتم الحوار ، والمنطق العقلاني والانساني يدعوا للحوار , لكن كيف يكون الحوار في ظل كل المعطيات الدولية التي تسير نحو الهيمنة ، وانفراد قطب واحد يريد ويسعى الى فرض ثقافته ومخرجاتها على العالم ،وان استدعى ذلك استخدام القوة .العلاقة مع الغرب التي انتابتها الكثير من فترات التشنج والصدام ، لابد ان تنتقل الى مرحلة التعايش والحوار .
لابد ان ناخذ بنظر الاعتبار بعض الناظمات لهذه العلاقة:
1ـ المصالح المتباينة
2ـ السياسات الراهنة
3ـ العوامل الثقافية والنفسية
يقول ادورد سعيد ( عالم الاسلام اقرب الى اوربا من كل ماعداه من الأديان غير المسيحية ، وقد اثار قرب الجوار هذا ، ذكريات) من هنا يصبح ضروريا تخفيف حدة التوتر على المستوى السياسي ـ النفسي والمساعدة على ازالة التحيزات المتبادلة. ولابد من الاعتراف بالتنوع والتعددية لدى الجانبين .
ان اتسام الحوار بالندية شرطا أساسيا للتخلص من آليات الإملاء وفرض الولاية، ورفض الخطاب العمودي الوعظي الذي يدعي التفرد بامتلاك الحقيقة، وبالتالي لايصبح هناك من هو فوق ومن هو تحت والابتعاد عن الهيمنة وإلغاء المختلف .ومن اللازم اعتماد نقد الذات والنفس والثقافة والمواقف المسبقة ،والا مامعنى ان يبقى الغربيون يشعرون إنهم مهددون من قبل المسلمين ومن الثقافة ذات الصبغة الإسلامية، والمسلمون يبادلونهم الشعور نفسه .
ان عقدة الحادي عشر من سبتمبر 2001 مازالت تحكم العقلية الغربية وستبقى الى فترة قادمة ،حتى ان تأثيرها امتد الى صياغة أسس جديدة للعلاقة الخارجية الغربية مع العرب والمسلمين ، حيث اعتبرت مفصل مهم يفصل بين عهدين من العلاقات الخارجية ،وكذلك برزت الحاجة الى ضرورة وضع أسس جديدة للعلاقة والحوار تختلف عن تلك الأسس التي كانت قبل الحادي عشر من سبتمبر .
كيف نستطيع ان نردم هذه الهوة المليئة بالشك والريبة بين الطرفين من أين نجلب الثقة لنبعثها في قلوب ونفوس المتحاورين ؟ ان الوقائع التاريخية مليئة بما ينغص هذه العلاقة ، الكثير من الحوادث التاريخية التي تملأ الذاكرة في علاقات الشد والجذب والذكريات التي تبدا من الحروب الصليبية ولا تنتهي بالاستعمار الأوربي في القرنين التاسع عشر والعشرين ، ان العلاقة بين الغرب والمسلمين تختزن في ذاكرتها الكثير من ذكريات الاحتلال ونهب الثروات التي مارسها بعض المحتلين ، المشكلة ان نبقى أسيري هذه الذاكرة.
لابد لنا من ان نبرز ثقافة التسامح وقبول المختلف في ثقافتنا، من خلال رفض مواقف التطرف والعداء والكراهية لكل ماهو غربي ، ونتساءل كيف ستكون حياتنا لو لم يكن هناك المنتج الحضاري الغربي ابتداءا من الطعام والملبس والمسكن والمواصلات والاتصالات .
اليس من الضروري ان نفهم حقيقة ان ليس كل الغرب أمريكا فنختصر الغرب فيها او ان كل أوربا المملكة المتحدة فنختصر اوربا في دولة واحدة ونعيش عقد العلاقة مع امريكا اومع المملكة المتحدة فنحمل الغرب أوزار ما تقوم به أمريكا من جرائم ضدنا وضد العالم ؟.
من جانب اخر أليس من المصلحة للغرب ولأوربا ان تعلم ان ليس كل المسلمين أصوليين او كل المسلمين اسامة بن لادن؟ ،وان مايقوم به بن لادن يرفضه المسلمون لانه يستهدفهم أيضا ، وان ما يسميه بن لادن فتوحات وغزوات نيويورك وواشنطن ( إشارة الى إحداث الحادي عشر من سبتمبر) يسميه المسلمون أعمال إرهابية لاتقدم أي شيء لقضايا المسلمين بل تسيء لهذه القضايا .
ان المسلمين لا يسعون الى إعادة انتاج الفتوحات الإسلامية المغروسة في ذاكرة الأوربي والتي تمثل للعقل الأوربي(ان دخول المسلمين وفرسانهم سيخرب باريس وبرلين ولندن ) من هنا علينا ان نفهم من ثم ننقل هذا الفهم الى الاخر ، ان ذلك العصر قد ولى وليس هناك غزوات الا في اذهان المخبولين الموبوئين بالكراهية والحقد .
وحتى يفهم الطرفان احدهم الأخر لابد ان نقول إن الطقوس الدينية وما يرافقها من مظاهر(التاسلم ) او التنصر او التهود هو سلوك شخصي يخص الفرد وحده وهو الذي يختاره وعلينا في الجانبين ان نحترم هذا الخيار ونحميه مهما كان هذا الاختيار ، شرطنا الأساس في هذا عدم التجاوز على حريات وخيارات الآخرين ، الحجاب مثلا هو خيار شخصي للمرأة لايمكن ان يفرض عليها سواء احتجبت او أسفرت .
ان الصدمات الأخيرة التي تعرضت لها العلاقة بين الغرب والإسلام ، والتي يقع في المقام الأول منها أحداث الحادي عشر من سبتمبر لم تصدم بترويعها الولايات المتحدة فحسب ، بل كانت مؤشرا أيضا على بداية عصر جديد ، حيث شهدنا في أعقابها الحملة ضد الإرهاب وضرب واحتلال أفغانستان والعراق وتهديد سوريا وإيران بالمصير نفسه .
وعلى طريق زراعة الشك والريبة فان حلف الأطلسي وحتى قبل أحداث الحادي عشر من أيلول أعلن في بيان صدر عنه في 21 شباط 1992 بان الأصولية الإسلامية هي العدو القادم للحلف. ويقول بول ماري دولاغورس رئيس تحرير مجلة الدفاع الوطني الفرنسية واحد كبار المحللين الفرنسيين ( ينطلق الاوربيون في تعاملهم مع الظاهرة الإسلامية عموما من خلفيات ثقافية وتاريخية ومن معطيات التقارب الجغرافي ، وفي العموم يخشى الفرنسيون والاربيون الظاهرة الإسلامية ويعتبرونها تهديدا خطيرا. وكان لجهات غربية كثيرة أدوارا معروفة في تأجيج وزراعة روح الكراهية والحقد ضد كل ماهو مسلم او عربي ، صحيح ان من قام بالعمل الإرهابي كلهم مسلمون ولكن ليس معقولا ان تكون الدول الإسلامية كلها مسؤولية عن هذا العمل ، فلو كان من قام به منظمة بادرـ ماينهوف مثلا هل ان ألمانيا مسئولة ؟ او اذا قام به الجيش الأحمر الياباني هل ان اليابان مسئولة او اذا كانت منظمة الألوية الحمراء الإيطالية ، او الجيش الجمهوري الايرلندي السري ، هل تساءل هذه الدول.
ولكن وسائل الأعلام الغربية انساقت وراء هذه الموجة حتى قالت صحيفة اللوموند الفرنسية ( كلنا أمريكيون ) وهكذا تم استعداء الغرب كله ضد المسلمون كلهم ، فتعرض الكثير من العرب والمسلمين الى الاعتداء او الطرد من الدول الغربية او التضييق عليهم في المطارات والمنافذ الحدودية وفرضت شروط إضافية على من يريد الإقامة.
أمام كل هذا لابد من طرح عدة تساؤلات :
هل الإسلام او العرب هو من قام باعتداء الحادي عشر من سبتمبر؟
هل الغرب كل الغرب هو من قام باحتلال أفغانستان والعراق او الاعتداء على العرب والمسلمين في لندن وكوبنهاكن وبرلين وروما وغيرها من المدن الغربية ؟
علينا كعرب ان نفهم تداخلات الأمور وان نعرف كيف نفصل بين الخنادق ، وعلى الغربيين من جانبهم ان يقوموا بالدور نفسه حتى نكون فهما متبادلا لبعضنا البعض ، وهذا ما لايمكن تحقيقه بين ليلة وضحاها ، بل يحتاج الكثير من الحوار والعمل الإعلامي والثقافي من اجل التنسيق لإقامة علاقة متكافئة ، ويؤسس لهذه العلاقة أيضا منظمات المجتمع المدني التي تقدم دعما للعلاقات السياسية والثقافية ، وتكثيف التفاعل والحوار جدير بان يلعب دور ووسيلة مساعدة في تضييق الفجوة بين الجانبين .
اما ان نبقى تحت رحمة عقد الماضي واثارة سؤال ، من هو الأفضل من المتفوق؟
المنطق الحضاري المدني يلزمنا ان نحترم خصوصيات كل منا ، ليس بالضرورة ان يتنازل احد الإطراف عن معتقداته .
اذن هي عملية مكاشفة ، كل يكشف طبيعته أمام الآخر، هناك حقيقة لابد من الاعتراف بها الا وهي ان المجتمعات والثقافات ليست كيانات ثابتة ودائمة بل هي في حالة تغيير وتطور دائم
من الاجدى لنا ان نعلم ان الغرب ليس كله غربا بل فيه الكثير من الشرق ، ونقصد المؤثرات الشرقية من سمات حضارية ، وخصوصا الحضارة العربية الإسلامية التي قدمت الكثير من المعطيات للحضارة الأوربية لتنهض .
وان الغرب ليس كله مسيحيا ، بل هناك الملايين من المسلمين اللذين عاشوا في أوربا وأمريكا منذ عشرات السنين وتفاعلوا مع الحضارة الغربية. وان الغرب ليس كيانا قائما بذاته او نسقا ثقافيا واحدا بل هو مليء بالتنوع. من جانب اخر فان العالم الاسلامي والعربي ليس كله إسلاميا ، بل فيه الكثير من مؤثرات الحضارة الغربية التي لايمكن للحياة ان تستمر بدونها كالمسكن والملبس او الثقافة والسياسة او المؤسسات .
ان عالمنا العربي والإسلامي مليء بالتناقضات وعدم التجانس وهو يشبه الغرب في الكثير من مظاهره
كما ان هناك الكثير من المسيحيين الذين يعيشون في العالم الإسلامي علينا وعلى الغرب ان نجعل منهم قواسم مشتركة دينيا وجسورا للتواصل وقنوات مهمة للحوار الثقافي مع الغرب .
ان الغرب دائما يرسم للعالم العربي والإسلامي صورة تتسم بالتخلف والتعصب الديني والقمع وغياب الحرية وحقوق الإنسان وخاصة بالنسبة للمراة ، ويصور العرب والمسلمين كناس همج لابد من ترويضهم حتى وان اقتضى ذلك استعمال القوة ضدهم وهو تعميم غير منصف يقف عقبة أمام إجراء أية حوار
هناك مفهوم أوربا القديمة الذي ظهر للتداول بعد الحرب على العراق واحتلاله واتخاذ بعض دول أوربا موقفا مغايرا من مواقف أمريكا من خلال رفضها لاحتلال العراق( ألمانيا ، فرنسا ، بلجيكا )، وهنا يلزم التفريق بين أمريكا والاتحاد الأوربي ،لأنها ترى ان هناك تجاوز للقانون الدولي وفرض الهيمنة الأمريكية وهدم للشرعية الدولية وتعريض السلام العالمي للخطر.
وهناك اختلافات وخلافات داخل أوربا نفسها ،لان أوربا باستطاعتها ان تحاول استعادة نوع من التوازن الدولي. يمكن الاستفادة من كل هذه المعطيات للانتقال من الية الصدام الى الية الحوار, التي اصبحت حتمية تاريخية ، من اجل بناء حضارة انسانية تحمل كل السمات الحضارية ويشارك ويساهم فيها الجميع .



#شمخي_جبر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المصالحة الوطنية ... المشروع الوطني العراقي ؟
- السياسيون يقلدون عبد الملك بن مروان ،فمن يقلد عمر بن الخطاب؟
- الطوائف المنصورة والوطن المذبوح
- أنا فرح أيها الإخوة ........... الساسة يقرأون
- الهوية القتيلة... الهوية القاتلة
- حكومة المالكي بين الاستحقاقات الوطنية والتجاذبات الفئوية
- الطفل والتسلط التربوي - الجزء الثاني
- الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة
- الاكثر من نصف
- تأبين العمامة
- لعن الله من أيقظها، وماذا بعد ؟
- مكونات الأمة العراقية و إعادة إنتاج الهوية
- المثقف والسياسي من يقود من ؟
- جاسم الصغير ، وليد المسعودي .........سلاما ايها المبدعون
- الطرح الايديولوجي وحاجات الأمة العراقية
- المشروع الليبرالي في العراق بين استراتيجية الفوضى الخلاقة وح ...
- الديمقراطية والهوية الوطنية للامة العراقية
- نجادي الذي داس على ذيل التنين
- فساد الحكم وآثاره الاجتماعية والاقتصادية
- المشهد السياسي ومستقبل الديمقراطية في العراق


المزيد.....




- عداء قتل أسدًا جبليًا حاول افتراسه أثناء ركضه وحيدًا.. شاهد ...
- بلينكن لـCNN: أمريكا لاحظت أدلة على محاولة الصين -التأثير وا ...
- مراسلنا: طائرة مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة في البقاع الغربي ...
- بدء الجولة الثانية من الانتخابات الهندية وتوقعات بفوز حزب به ...
- السفن التجارية تبدأ بالعبور عبر قناة مؤقتة بعد انهيار جسر با ...
- تركيا - السجن المؤبد لسيدة سورية أدينت بالضلوع في تفجير بإسط ...
- اشتباك بين قوات أميركية وزورق وطائرة مسيرة في منطقة يسيطر عل ...
- الرئيس الصيني يأمل في إزالة الخصومة مع الولايات المتحدة
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية: إصابة إسرائيلية في عملية طعن ب ...
- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - شمخي جبر - الإسلام والغرب ....الصدام والحوار