أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سلام قاسم - العيد الوطني للسويد- تأميماً للدين وانتصاراً للدولة على الكنيسة














المزيد.....

العيد الوطني للسويد- تأميماً للدين وانتصاراً للدولة على الكنيسة


سلام قاسم
كاتب وإعلامي

(Salam Kasem)


الحوار المتمدن-العدد: 6585 - 2020 / 6 / 6 - 10:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


خلال أواخر القرن الخامس عشر دار صراع بين الدنمارك والنرويج والسويد حول من سيحكم الشمال. وفي عام 1397 وقعت دول الشمال على الاتفاقية التي عرفت باسم (اتحاد كالمار) وكنتيجة لاتحاد كالمار أصبحت جميع البلدان بلداً واحداً وأصبح (أريك بوميران) أول ملوك اتحاد كالمار.
لم يكن سكان السويد راضين عن اسلوب حكم الملك الدنماركي ( كريستان الثاني) للإتحاد والذي فرض زعامته بقوة السلاح خصوصاً عندما قام هذا الملك في عام 1520 بقطع رؤوس 100 من النبلاء في ستوكهولم في مذبحة شهيرة سميت بـ(حمام دم ستوكهولم). أعلن السويديون التمرد على الملك وكان (جوستاف فازا) قد جمع جيشاً سويدياً وأستحوذ على السلطة من ملك الدنمارك. بعد ذلك أصبح (جوستاف فازا) ملكاً في يوم 6 حزيران سنة 1523. ساد السلام في السويد ونجح الملك في توحيد البلاد بذلك أصبح 6 حزيران العيد الوطني للملكة السويد.
نشب خلاف بين (البابا) والملك (جوستاف فازا) عندما طلب البابا (كليمنت السابع) من الملك أن يظل مخلصا للكنيسة. ولكن الملك فازا كان قد قطع شوطا كبيرا نحو الاصلاح لذلك عقد اجتماعا في عام 1527 نادى فيه بالإصلاح الديني علناً. كان اجتماعاً تاريخياً في تكوينه ونتائجه معاً. فقد اجتمع أربعة أساقفة وأربعة من كبار القساوسة وخمسة عشر من أعضاء مجلس النواب و 129 نبيلاً واثنان وثلاثون من أوساط الناس وأربعة عشر نائباً لعمال المناجم و 104 ممثلاً للفلاحين وكان هذا مجلساً وطنياً يمثل أعرض قاعدة بين المجالس في القرن السادس عشر. وطرح كبير وزراء الملك اقتراحاً ثورياً أمام المجلس فقال إن الدولة قد افتقرت إلى المال إلى حد عجزها عن القيام بتبعاتها لخير الشعب وأن الكنيسة غنية جداً إلى الحد الذي يسمح لها بأن تحول جانباً كبيراً من ثروتها إلى الحكومة ويبقى لها مع ذلك ما يكفي لأن تقوم بجميع التزاماتها (وكانت الكنيسة تملك 20% من الاراضي الصالحة للزراعة في السويد ماعدا الاملاك الأخرى). حارب الأسقف (براسك) من أجل أملاكه العقارية فأعلن أن (البابا) قد أمر رجال الدين بالدفاع عن أملاكهم. وصوت المجلس في صف القائلين بإطاعة (البابا). ورأى (جوستاف فازا) أن يقامر على كل شيء برمية واحدة فأعلن أنه إذا كان هذا حكم المجلس والأمة فإنه سيستقيل ويرحل عن السويد وظل المجلس في نقاش مستمر طوال ثلاثة أيام. ووقف الفلاحين إلى جانب الملك وكان لدى النبلاء سبب وجيه للتحرك في الاتجاه نفسه واقتنع المجلس آخر الأمر بأن (فازا) أعظم قيمة للسويد من أي (بابا) فوافق على رغبات الملك. وتقرر إعادة كل الأملاك التي منحها النبلاء للكنيسة منذ عام 1454 إلى الورثة الواهبين وأن يسلم الأساقفة قصورهم إلى الملك وحرم على الأساقفة أن يسعوا إلى الحصول على تأييد (البابا) لتعيينهم وتقرر أن يسلم رجال الدين إلى الدولة كل دخل ليست شعائرهم الدينية في حاجة إليه ووضع حد للاعتراف السري وتقرر أن تعتمد العظات كلها على الكتاب المقدس وحده. وكان الإصلاح الديني في السويد بصورة قاطعة الفريد من نوعه في أي مكان آخر تأميماً للدين وانتصاراً للدولة على الكنيسة.
وعاش فازا بعد هذه الأزمة ثلاثاً وثلاثين عاماً وظل حتى النهاية حاكماً مطلقاً قوياً ولكنه يعمل لخير شعبه وكان مقتنعاً بأن السلطة المركزية وحدها هي التي تستطيع أن تعيد النظام والرخاء إلى السويد. وأنه في مهمة معقدة كهذه لا يستطيع أن يتوقف عند كل خطوة ليستشر مجلساً متروياً بل كان لزاما عليه اتخاذ قرارات فورية وحاسمة. وبفضل تشجيعه وتنظيمه صبت مناجم الشمال حديدها في أدوات الحرب السويدية واتسعت رقعة الصناعة وأبرمت المعاهدات التجارية مع إنكلترا وفرنسا والدنمرك وروسيا. وأضفت السويد نبراسا للحضارة وازدهرت وقتذاك كما لم تزدهر من قبل بعد أن كانت قبل ذلك معتقلة في سذاجة ريفية وأمية.
منح الملك فازا شعبه حرية جماعية من السيطرة الأجنبية في الدين أو الحكم وقد هيأ الظروف التي استطاعت أمته في ظلها أن تصل إلى درجة النضج في مجالات الاقتصاد والأدب والفن يعتبر (فازا) الأب الحقيقي للسويد الحديثة.
رسمياً بدأ الاحتفال باليوم الوطني للسويد عام 1983 عندما تم إعادة تسمية اليوم من يوم العلم إلى اليوم الوطني لكن الاحتفالات في ذلك الوقت بقيت محدودة لعدة أسباب منها أن اليوم الوطني لم يكن وقتها عطلة رسمية. لكن مع حلول عام 2004 أقر البرلمان السويدي السادس من يونيو (حزيران) عطلةً رسميةً بدافع رفع روح الاعتزاز لدى المواطن السويدي بجنسيته ووطنيته أسوة ببقية دول العالم. ليصبح انطلاقاً من عام 2005 عطلةً رسمية
ومنذ ذلك التاريخ شهدت الاحتفالات السنوية الرسمية والشعبية باليوم الوطني تطوراً متصاعداً من حيث الشكل وحجم الحضور والمشاركة في مختلف المدن والبلديات من الشمال إلى الجنوب.



#سلام_قاسم (هاشتاغ)       Salam_Kasem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من المسؤول عن تردي الدراما في العراق؟
- صعود اليمين المتطرف في اوربا – السويد انموذجا
- قراءة في بعض مواد الدستور السويدي
- دور القوى الموازية في حماية نظام الحكم
- الجبهة الوطنية المتحدة و وزارة نوري السعيد الرابعة عشرة
- إلى رئيس الوزراء الجديد محمد علاوي.
- ناجي شوكت يلعن اليوم الذي دخل فيه السياسة
- ناجي شوكت ومشكلة حل مجلس النواب
- فوضى البرامج الحوارية العراقية
- الديمقراطية أم التنمية
- النصر حليف الشباب في معركتهم المصيرية
- لقد كسرنا حاجز الخوف
- الشعب غير مهيء بعد
- الإعلام المنفلت والسلاح المنفلت
- مصلحون أم مفسدون
- لماذا الاستغراب!!
- دولار أم يورو
- مشاهداتي خلال فترة العدوان الأمريكي على العراق مشهد رقم 3
- مشاهداتي خلال فترة العدوان الأمريكي على العراق مشهد رقم 2
- مشاهداتي خلال فترة العدوان الأمريكي على العراق ، مشهد رقم 1


المزيد.....




- صديق المهدي في بلا قيود: لا توجد حكومة ذات مرجعية في السودان ...
- ما هي تكاليف أول حج من سوريا منذ 12 عاما؟
- مسؤول أوروبي يحذر من موجة هجرة جديدة نحو أوروبا ويصف لبنان - ...
- روسيا تعتقل صحفيًا يعمل في مجلة فوربس بتهمة نشر معلومات كاذب ...
- في عين العاصفة ـ فضيحة تجسس تزرع الشك بين الحلفاء الأوروبيين ...
- عملية طرد منسقة لعشرات الدبلوماسيين الروس من دول أوروبية بشب ...
- هل اخترق -بيغاسوس- هواتف مسؤولين بالمفوضية الأوروبية؟
- بعد سلسلة فضائح .. الاتحاد الأوروبي أمام مهمة محاربة التجسس ...
- نقل الوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير للمستشفى بعد تع ...
- لابيد مطالبا نتنياهو بالاستقالة: الجيش الإسرائيلي لم يعد لدي ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سلام قاسم - العيد الوطني للسويد- تأميماً للدين وانتصاراً للدولة على الكنيسة