أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - حميد كشكولي - الهوية الإنسانية بديل الشيوعيين عن الهويات القومية والطائفية اللا إنسانية الزائفة














المزيد.....

الهوية الإنسانية بديل الشيوعيين عن الهويات القومية والطائفية اللا إنسانية الزائفة


حميد كشكولي
(Hamid Kashkoli)


الحوار المتمدن-العدد: 1586 - 2006 / 6 / 19 - 11:54
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


من بدع الحداثة و عصر العولمة تأتي القومية والطائفية بعد أفول الهوية الدينية . هذه المقولة الزائفة تستخدمها البرجوازية أفيونا لتعمية البشر الذين تستغلهم وتضطهدهم عن تبين السبل الواقعية والثورية التي تؤدي إلى تحررهم.
إن القومية و الطائفية هوية رجعية ولا إنسانية مفروضة على اناس لا ناقة لهم فيها ولا جمل . وإن ما يسمى بالمميزات أو الخصائص القومية واللغوية ليس له أي أساس علمي، ولا يستجيب لأبسط حاجات الإنسان ، و ليس ثمة في جينات الإنسان ما يدل على وجود اختلاف بين إنسان وإنسان، لكي يزعم جماعة ما تفوقهم على الآخرين ، وبالتالي إيجاد مبررات لاستغلال الغير واستثمارهم.
إن من يدعون بأنهم خير الناس ، وأن لغتهم أجمل من اللغات الأخرى ، وأن مائدتهم أطيب وألذ ّ من مائدة غيرهم ، فليحجزوا لأنفسهم مكانا في مزبلة التاريخ لأنهم عنصريون أبشع من النازيين الذين يتباهون بلون بشرتهم الأبيض ، والذين أعطوا لأنفسهم الحق في إبادة من يختلف عنهم في اللون والدين .
فالإنسان أحوج ما يكون إلى أن يعيش مع البشر جماعات تربطه معهم وشائج الإخاء والتضامن ، والنضال المشترك في سبيل غد أفضل لهم والأجيال القادمة.
فالأوضاع المأساوية في العراق ليست نتاج الاحتلال الأمريكي فحسب، بل هي أيضا نتيجة لسيطرة الحركات القومية والطائفية ، وسيادة الفكر القومي و الطائفي والمذهبي . فالمواطن يمكنه تجنب المحتلين والتخلص من شرهم ، لكن لا يمكنه التخلص ممن يريد قتله بعد السؤال عن اسمه ، أو طائفته المزعومة ، أو هويته الزائفة التي فرضتها عليه العولمة و ما بعد الحداثة.
التاريخ البعيد والقريب يؤكد أن بغداد و أكثر الحواضر في العراق كانت أهاليها من مختلف الملل والنحل يعيشون في وئام و سلام و إخاء ، يتقاسمون الخير والشر بدون أن تلعب اللغة التي يحكونها ، أو مذاهبهم ، أو أشكالهم أي دور في حياتهم.

إن القومية سلاح فتاك بيد البرجوازية في مواجهة الهوية الإنسانية للبشر، وبث الفرقة والشقاق بينهم، وتضليلهم عن سبل الكفاح الشريف والعادل في سبيل تحقيق أهدافهم النبيلة. فالمساواة في الحقوق والواجبات للمواطن وحرياته هي الأسس التي تستند عليها هويتهم الإنسانية ، لا الانتساب إلى هذه القومية أو تلك الطائفة أو المذهب، أو التكلم بهذه اللغة أو اللهجة ، أو اشتهاء هذه الأكلة أو غيرها.
الشيوعيون لهم بديلهم ، ألا هو الهوية الإنسانية التي تصون المجتمع من التمزق والفرقة والشقاق. لا يمكن للطبقة العاملة والكادحين والفلاحين و العقلاء الشرفاء في مجتمعنا العراقي أن تغرر بهم القومية والطائفية أو أن يتباهوا بالانتساب إلى هذا العنصر أو الجنس ، فهؤلاء تكمن مصلحتهم في التضامن الأممي والإخاء والعمل على ما يؤدي إلى التقدم والرفاه وخير الجميع.
ومن البديهي أن المجتمعات الطبقية تسود فيها علاقات أنواع من الاستغلال والاضطهاد ، منها اضطهاد المرأة ، واستغلال الأطفال ، وانتهاك حقوق الإنسان ، وكذلك الاضطهاد القومي والطائفي. ولا يزول الاضطهاد القومي بإقامة أو إبراز قوميات وإحياء طوائف وأقوام إضافية، بل يتم ذلك بقلع جذور الاستغلال ، وبترسيخ أسس العدل والمساواة في المجتمع.

فالإنسان المستغَل والمضطهَد لا يخفف من معاناته أن يكون من يستغله من طائفته أو قومه ، أو يتكلم بلغته ، أو له نفس لون بشرته. وقد بينت السنوات الأخيرة مدى بشاعة القومية والطائفية في العراق وقوتها التخريبية في العقل والنفس والجسد.
ولن تنطلي على الشيوعيين و الاشتراكيين والعمال والكادحين حبائل القوميين و شعاراتهم المقززة، ومزاعمهم الدنيئة من قبيل " السيادة الوطنية" والفدرالية" ، وصيانة "القيم القومية الأصيلة " من هجمات "الغرب والغرباء" . فسياسة البرجوازية تحت كل المسميات لا تحوز على أية قيم إنسانية شريفة في عصرنا، و لا تأخذ في الاعتبار حقوق المواطن وحرياته، بل هي ليست إلا أرضا خصبة للتناحرات القومية والطائفية ، و إقامة المزيد من المقابر الجماعية ، و إطالة آماد المآسي والمصائب التي نزلت على أهل العراق.
فالبرجوازية بمختلف ألوانها، ومن يسارها و يمينها حين يتشدقون " بوحدة الشعب والوطن" ، و " قدسية الأرض" يهيؤون في الحقيقة أسباب الحروب الداخلية ، يخلقون عوامل أساسية لتمزيق الجماهير ، و أرضية لعدم إمكانية التعايش الأخوي بين أبناء الشعب الواحد.
إن محاولات البعض خلق أقوام وطوائف إضافية لا تعني وجود اضطهاد قومي أو طائفي، بل أن هذه المساعي هي لتبرير انعزال جماعة ما عن البقية ، و خلق أوهام بوجود مميزات تميزهم عن الآخرين ، وبالتالي تبؤ حفنة منهم حق تمثيلهم في المحافل الرسمية أو غيرها، فالهويات القومية ليست مسألة موضوعية خارج إرادة البشر، بل هي إرادة سياسيين في خلق مصائب و القفز على رؤوس الجماهير ، وهي من نتاجات أعمال القوميين و حركاتهم. و حركات القوميين والطائفيين خالية من أية أهداف تخص حقوق المواطنين وحقوقهم. فالحركات المطالبة بحقوق المرأة، والعمال والكادحين ، و تحسين الوضع الصحي و التعليم لا تروق للإمبريالية الأمريكية لأنها تتناقض مع مصالحها وأهدافها في الهيمنة على العالم.
إن من مهام الشيوعيين الوقوف بحزم بوجه محاولات اختلاق مسائل قومية إضافية . ومن مهامهم أيضا فضح انحراف اليسار الذي يرى في الاعتراف بالوجود الموضوعي للطوائف والأقوام المختلفة في العراق سبيلا لحل المسألة القومية. فهذا اليسار ، وبالتحديد الحزب الشيوعي العراقي، شريك في خلق هذه الهويات الزائفة التي يتذابح في التباهي بها بعض الناس ، وتؤدي إلى شق صف الطبقة العاملة العراقية والكادحين، وبالتالي تظهر الإمبريالية الأمريكية عراب العولمة والنظام العالمي الجديد نفسها تلعب دور ملاك الرحمة زاعمة أنها تسعى في سبيل استتباب الأمن والسلام في المجتمعات المتناحرة.
فالشيوعيون ليس أمامهم إلا أن يرسموا أكبر " لا" للخرافات القومية والطائفية.
17-06-2006
مالمو -السويد



#حميد_كشكولي (هاشتاغ)       Hamid_Kashkoli#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- !جعلت ِ من رفرفة الموتِ ترنيمة الأبدية ، يا أماه
- Good Kurds , Bad Kurds
- حرب أمريكا على إيران نعمة إلهية أخرى للنظام الإيراني
- بابلو نيرودا: سأوضح لكم بعض الأشياء
- السلاح السويدي وانتهاك حقوق الإنسان
- لماذا قمع حرية الفكاهة والأدب الساخر؟
- ولادة المسافات
- ذهول الشقائق في حنجرة الماء
- جراح حلبجة تلتهب
- محاكم ليست لإحقاق الحق وانصاف الضحايا
- إنهن لا بد ّ سيغيّرن العالم
- انتصار ديمقراطية بوش ورامسفيلد في العراق
- البنفسج المراق في عيون الانتظار - إلى ذكرى شاعرة اللانهايات ...
- حرية الرأي والعقب الحديدية لرأس المال
- عاشت اللجنة الشيوعية في المعمل
- القوى اليمينية العنصرية والظلامية ضد مكاسب البشرية
- ثلاث خفقات
- ناظم حكمت في مستوصف السجن
- مغزى وصول اليسار إلى الحكم في أمريكا اللاتينية
- لنؤمنْ بوقع خطى فصل الجحيم


المزيد.....




- -حماس- تعلن تلقيها رد إسرائيل على مقترح لوقف إطلاق النار .. ...
- اعتصامات الطلاب في جامعة جورج واشنطن
- مقتل 4 يمنيين في هجوم بمسيرة على حقل للغاز بكردستان العراق
- 4 قتلى يمنيين بقصف على حقل للغاز بكردستان العراق
- سنتكوم: الحوثيون أطلقوا صواريخ باليستية على سفينتين بالبحر ا ...
- ما هي نسبة الحرب والتسوية بين إسرائيل وحزب الله؟
- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - حميد كشكولي - الهوية الإنسانية بديل الشيوعيين عن الهويات القومية والطائفية اللا إنسانية الزائفة