أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - اسماعيل خليل الحسن - الدولة وديعة استعمارية














المزيد.....

الدولة وديعة استعمارية


اسماعيل خليل الحسن

الحوار المتمدن-العدد: 1582 - 2006 / 6 / 15 - 11:50
المحور: المجتمع المدني
    


لم يغادرنا الاستعمار حتى ترك لنا دولة, أسميناها الدولة الوطنية و إن كانت في حقيقتها وديعة من ودائعه, و كانت إحدى أهم مهماتها حراسة مصالحه. فنحن لسنا أمام دولة قامت على التعاقد بين حاكمين و محكومين, ولسنا أمام دولة قامت بحكم سيطرة طبقة امتلكت وسائل الإنتاج و فائض القيمة من أجل تلطيف الصدام و إخضاعه للنظام, فهذه حالة مخبريه لمجتمعات ما قبل اكتشاف قوانين التطور الاجتماعي و تطور علم الاجتماع, ومن ثم التأثير في مجرى التطور للحصول على نتائج مغايرة لما تريده نواميس التطور الطبيعي للمجتمعات, في الماضي كان ثمة توازن وليس طغيان للخارج على الداخل.
المشكلة ليست بتغليب ما هو قومي على ما هو قطري, جرى التخلص من الدولة القطرية أو جرى إهمالها حتى شاخت و ترهلت, إنما المشكلة في عدم تأصيل الدولة و تأثيلها حيث ظلت دولة مستعارة, ولم تدفع الاستحقاقات المطلوب دفعها لكي تتجذر وتشرش في عمق المجتمع. وحين أصبحت تلك الدولة مشكلة لولي نعمتها (الاستعمار) قرر أن يأتي بنفسه لاسترداد وديعته, فأصبحت مجتمعاتنا عارية مكشوفة لا تستطيع إعادة بناء الدولة الخاصة بها كما هو حاصل اليوم في الصومال ولبنان وكما سيحصل في العراق و في أي مكان آخر حيث ان الدولة كمفهوم حضاري ما زالت ليست من أولويات التفكير الجمعي لمجتمعاتنا غير الناضجة, فليس للدولة حيّز في تفكيرنا وهذا هو شأن جميع الأقوام التي تعيش مرحلة ما قبل الدولة بل ما قبل المجتمع.
إنها دولة يمكن إلغائها خدمة لشعار أيديولوجي,والسطو عليها بفكرة مذهبية أو عصبية, ذلك بسبب نمط تفكير ساد مختلف القوى السياسية, وهو إعلاء الأدلجة السياسية على ما عداها, فلم تخدم الدولة أية أيديولوجيا, إنما جرى العكس حيث سادت الممانعة فمن يمانع تطور الدولة تمانع الدولة مشاريعه وهذا يفسر سبب فشل التجارب الاشتراكية و الرأسمالية, وسيفشل شعار الإسلام هو الحل لأنه يتخطى مفهوم الدولة ليتماهى مع مفهوم السلطة التي هي الشكل البدائي الذي يحبذه السلاطين و الأمراء و الولاة ودعاة الحكم المطلق حيث " الحاكم الفاسد أفضل من فراغ الحكم". وحتى لا نظلم الإسلاميين فليسوا وحدهم من ينزلق في هذه المتاهة, بل جميع أهل الفقه الماركسي و القومي و الرأسمالي, إنما هو تبادل للتحكم و الاستحكام, حيث لم يعر كل هؤلاء عنايتهم للدولة, بل اعتبروها أمرا ناجزا و منتهيا بخروج المستعمر, في حين كان السؤال الذي يبحث عن إجابة على أي دولة ينبغي إقامة مشروعنا؟.
يجري الهروب من استحقاق الدولة عبر ممانعات محلية و إقليمية, فالانقلابات العسكرية و شخصنة الدولة بفرد أو مجموعة أفراد " القائد الرمز أو القائد الضرورة أو المحرر المؤسس" و الاستبداد السياسي و الفساد المالي وطغيان المصالح الضيِّقة كل هذه للإفلات من أسئلة تطرحها الحياة من أجل بناء دولة المؤسسات, و كان آخر ما حرر حل البرلمان الكويتي لصالح السلطة الأميرية تمسك المجتمع بها كردة فعل, حين انقض صدّام حسين على الدولة و سحقها.
ومن حالات الممانعة الإقليمية الهروب إلى مشاريع وحدوية غير ناضجة وذلك قبل انجاز ما هو قطري و تسديد فواتيره كاملة, أو عرقلة دول الجوار كإيران بالنسبة للعراق و كسوريا بالنسبة للبنان. وربما تتوحد كل الممانعات محلية كانت أو إقليمية أو دولية كما هو الآمر في فلسطين.
إن تداول السلطة و حقوق المواطنة الكاملة, يؤمن استقرار الدولة و يؤمّن إمكان استفادة جميع شرائح المجتمع كنصيب من عسل الدولة أو شوكها, فيصبح الدفاع عن الدولة مصيريا, و الآّ سنظل ندور في الحلقة المفرغة " طغاة و غلاة و غزاة". وقد حق قول شاعر عربي قديم:
إن لم يكن لامرئ في دولة امرئ = نصيب و لا حظ تمنى زوالها




#اسماعيل_خليل_الحسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أفكار من عصر الذهول
- قاموس الهجاء ضرورة لا بد منها
- رسالة إلى السيد عبد الحليم خدام
- سورية تودع كبارها
- كاريكاتير بالكلمات - 2
- ليست المسيحيّة فرّوجا دانمركيّا
- كاريكاتير بالكلمات.. تنويعات شمولية
- زوار الفجر.. طالبو مشورة!!
- برزان التكريتي يحاضر في اللاقانون
- دفاعا عن شريعة الغابة
- الحوار المتمدن ألف لا بأس عليك
- ما بين الأستاذ و العريف بخصوص التعذيب في الجادريّة
- رجعي.. محافظ.. تقدّمي
- يحيى العريضي ومأزق البوليس الثقافي
- بأس فيأس ... فانتحار !!
- تلعفر تدفع تمن نيويورك
- اليعازرة يجتثون معارضيهم
- آن لوزير التقارير أن يرحل
- السطو على الإسلام باسم الإسلام
- جورج حاوي كان عليكم أن تؤمّنوا سيّاراتكم قبل أن تركبوا


المزيد.....




- اليمنيون يتظاهرون في صنعاء دعماً للفلسطينيين في غزة
- عائلات الأسرى تتظاهر أمام منزل غانتس ونتنياهو متهم بعرقلة صف ...
- منظمة العفو الدولية تدعو للإفراج عن معارض مسجون في تونس بدأ ...
- ما حدود تغير موقف الدول المانحة بعد تقرير حول الأونروا ؟
- الاحتلال يشن حملة اعتقالات بالضفة ويحمي اقتحامات المستوطنين ...
- المفوض الأممي لحقوق الإنسان يعرب عن قلقه إزاء تصاعد العنف فى ...
- الأونروا: وفاة طفلين في غزة بسبب ارتفاع درجات الحرارة مع تفا ...
- ممثلية إيران: القمع لن يُسكت المدافعين عن حقوق الإنسان
- الأمم المتحدة: رفع ملايين الأطنان من أنقاض المباني في غزة قد ...
- الأمم المتحدة تغلق ملف الاتهامات الإسرائيلية لأونروا بسبب غي ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - اسماعيل خليل الحسن - الدولة وديعة استعمارية