أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عايد سعيد السراج - دجالون في أوروبا , جرذان في بلادهم















المزيد.....

دجالون في أوروبا , جرذان في بلادهم


عايد سعيد السراج

الحوار المتمدن-العدد: 1580 - 2006 / 6 / 13 - 11:42
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أ كثر ما يزعجني , هؤلاء الدجالون الذين يعيشون في الدول المتمدنة , التي أمّنَت لهم كل أشكال العيش والإحترام , وأنقذتهم من الموت جوعاً , أو في سجون الطغاة , وعلمتهم كيف يأكلون وكيف يشربون , وكيف يتعاملون مع البشر , ويستنشقون الورد, بدل رائحة المزابل في بلدانهم , طبعاً أنا لا أقصد الذين يحترمون أنفسهم ويضربون مثالاً أخلاقياً قي التعامل مع الغير,وينشرون الود والمحبة بين الناس , ويقدرون أختلاف البلد المضيف في الحياة الاجتماعية والفكرية , بل فهؤلاء هم الذين يستفيدون من كلّ أشكال العلم والمعرفة , والحياة المتمدنة ويحاولون جلبها إلى بلدانهم , بل أقصد هذه الثلة من الذين يعيشون في أرقى دول العالم ومدنه, ويتصورون أنفسهم لازالوا يعيشون في قراهم الصغيرة والمنعزلة ولا يرون الحياة إلا من الزاوية التي فهموها في بلدانهم العربية أو الإسلامية , وبدلاً من أن يتأثروا بكل ما هو إيجابي , ويمدوا جسوراً للمعرفة بينهم وبين أصحاب الأرض , تراهم يتمادون في غيهم وجهلهم , وكأنهم يمنّون على هذه الدولة بأسباب وجودهم فيها , لماذا : لأنهم مسلمون وهم خير أمة أخرجت للناس , لذا على الجميع أن يحترمهم , فهم يتماهون في عقدهم , خاصة وهم غير قادرين على الانفتاح مع حضارة الأخر المختلف , والاستفادة من هذه الحضارة التي سبقت شعوبهم بمئات السنين , ويصبحون معادين لكل ما هو جديد عليهم , ويحنون إلى أوطانهم , ومن ثم يقدسون البرابرة والوحوش وزبانية القتل في بلادهم , ويصبح بن لادن والزرقاوي , وكل من على شاكلتهم هو المنقذ من الضلال والكفر والزندقة , ويعادون الناس وهم بين ظهرانيهم , ويستغلون الحرية التي فتحتها دساتير هذه البلدان المتطورة لشعوبها ولحرية الفرد المصانة والمحترمة , ولحرية العقيدة والتي تعتبر مسألة شخصية , وبدلاً من محاولة الأقتراب من المجتمعات التي يعيشون بها , والاستفادة من الشيء الذي يناسبهم , تراهم يتقوقعون على أنفسهم ويُنَمّون الكراهية في أعماقهم , ويلعبون دور الشرطي الذي قهرهم في بلادهم , فتصبح البلدان التي يعملون بها هي المسؤلة عن تعاستهم وشقائهم , لأنهم لا يملكون الجرأة في نقد أنفسهم , بل وفي معالجة أسباب الفشل الكامن فيهم , هذا الخوف من كل ما هو جديد , والخوف من كل ما هو حضاري , والارتداد خلفاً إلى التمسك بقيم القبيلة والخرافة والغيب , فيصبح كل ما لا يتطابق مع أمزجتهم حرام , إنني أعرف أحد الأشخاص الذين يدعون التمسك بالدين , ذهب إلى أمريكا للعمل , وتأمن له عمل كفا ه فقره , ولكنه عاد بعد سنتين . وذلك احتجاجاً على سيقان الفتيات الأمريكيات , إذ هو كما أكد عندما يركب في وسائط النقل العامة , دائماً ينظر إلى الأعلى لكل لا يرى هذه العورة , فهو لا يريد أن يرى سيقان الفتيات في أمريكا , ولكنه يقبل أن يكون حذاءاً هنا في بلده , لماذا ببساطة لأن هنا يوجد كذب يمارسه على مدى الساعة , وأيضاً يوجد أناس يشاركونه في اغتياب الناس , والتحدث على فلان أو فلانه بلا ضمير وهذا هنا لا يخالف الشرع الإسلامي , لأنه في بلد مسلم أما في البلد الكافر , فلا يوجد نّمامون , ودجالون , يمارسون معه هذه الهواية , أو على أقل هناك لا توجد هذه المفاهيم في أعرافهم , ولا يذهبون طوابيراً إلى الصلاة وهم يمسدون ذقونهم , ويتلصصون على النساء الخجولات من أبناء جلدتهم , فهو يمارس حقه بأن يُردّ إلى أسفل سافلين في بلده , ولكنه ينافق هناك في البلدان التي تمنحه حريته , وتترك له فرصة ً أكبر من أجل أن يبحث عن إنسانيته , ويجلب المال لتعليم أبنائه وجعلهم يشبهون البشر في بلدان تحترم البشر , أما إذا نظرت على القنوات العربية فتراك ترى , أبو فلان الفلاني يتحدث من هولندا , وطنطاوي المنفلوجي يتحدث من ألمانيا , وأبو سب المهزوم يتحدث من بريطانيا , وكلهم يسبون بلاد الكفر , ويتمنون أن يكونوا شهداء للعروبة والإسلام , وامعتصماه جيش جرار كالبحر يجيء الروم , هبوا أيها العرب وامتشقوا سيوفكم واهجموا على الكفار , ولا تنسوا أن ترتدوا الكفافي والعقل , فالمعركة قد تطول , والنخوة شيء واجب لتراص الصفوف وسيوحد الله بينكم المؤتلفة قلوبهم 0 هذه العقول القادمة من أعماق الظلمات , والتي لا تجلب إلاّ الخراب والدمار لأهلها ولشعوبها , والعداء لغيرها كيف لها أن تتفاهم مع من هم من غير ملتها , بل وغير دينها وعاداتها , وتقاليدها , هؤلاء الذين استيقظوا على صدمة النور , التي أعمت بصرهم وبصيرتهم , وجعلتهم يتخبطون في شرورهم , بل ويتما هون مع الشرور نفسها , كيف لهم أن يتعايشوا مع المحبة والتسامح , أما أولئك فهم مدعي الثقافة والعلوم , فما هم إلا مروجي جهل وتخلف وأحقاد , وهم مجبرون على العيش مع الكفار والملحدين لا أكثر , فلو كان بيدهم ما بيد الدولة المتمدنة من علوم وقدرات , لأبادوا الناس جميعاً , أو حولوهم إلى عبيد وأرقاء عندهم , وجلسوا يتمنطقون افتخاراً بسيوفهم , أي بلاء بليت , وستبتلى به البشرية من هؤلاء الموتورين , أما الأكثر بؤساً أن أصحاب الخير من هؤلاء , فهم يُنْشِؤون صحفاً أو فضائيات متخلفة على شاكلتهم , ويجلبون الأميين والجهلة ليُصَدّروا العفن , ويحاربوا النصارى والعلمانيين والملحدين في بيوتهم كما تفعل الكثير من القنوات المتخلفة مثل القناة المنحازة إلى العداء لكل ما هو تقدمي وإنساني التي أسمت نفسها قناة ( المستقلة ) فلا أعلم أنها استقلت عن المذهب الفلاني أو العلاني الذي تعمل له دعاية كاذبة وهي تبعد الذين يعملون لخدمة الموضوعية والحقيقة, وبكل صفاقة تراهم يتبارون في التدجيل والتطبيل والتزمير والأكاذيب , بينما آلاف الكتاب والعلماء والأدباء , وجميع أشكال المبدعين لا يجدون من يتبنى لهم عملاً واحداً لكي يرى النور , إن مدعي الثقافة الذين يعيشون في أوروبا وأمريكا وكل الدول التي تجاوزت شعوبهم بالرقي والعلم , يعملون على طريقة الذي يصدر ريحاً وهو كريه , فلاهم كفوا الدول التي احتضنتهم بلاءهم ولاهم سخروا المعارف لصالح شعوبهم , أي بلادة تلك وأي غباء هذا , هل العلم عار ؟ وهل المدنية حرام ؟ أم أن هؤلاء اضحوا شروراً ليس على أوطانهم فقط , بل على البشرية جمعاء , ألا يحترمون البلدان التي تأو يهم أم أنهم نسوا أصول الضيوف والضيافة , وأعماهم الشر والحقد والشعور بالصغر من التعامل مع الغير , خاصة عندما يكون الغير هو صاحب الأرض والعرض , أما أن هؤلاء الجهلة – أميّيْ هذا الزمان , لا يستطيعون قراءة الحياة , ولم يعودوا يخجلون من شيء 0 فتصورا من يتحدث عن العقل الباطن , ويعتبر فرويد ملعون ويتحدث بالنسبية ويعتبر أنشتا ين , لو كان حياً يستحق القتل , فما بالكم بالكافر الزنديق داروين وصولاً غلى آخر عالماً في الغرب بل أنتهاء به , ولا ينسون أن يكفروا كل من يخالفهم في جهلهم حتى لو كان من الدين نفسه والطائفة ذاتها , وإلا لن يكونوا أصحاب رسالة , لأن الرسول له أعداء , وإلا لن يستطيع أن يقنع الأخرين برسالته , وتستمر قائمة المُكَفَّرين لصالح قائمة المبشرين بالجنة , فأي وباء ً وأي بلاء 0



#عايد_سعيد_السراج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سعدي يوسف ينجو من – الكوسج -
- رفقاً بالموتى , أيها الإرهابيون0
- سيدة الصباح
- اللذين مع الحياة , هم مع الحرية والديمقراطية
- جدل العلاقة بين اليهود, والنصارى, والإسلام
- إليكِ تجيء الجداول غرقى بنشور روحي
- لا للحجاب , لا لحز الرقاب , ونعم لليلى عادل
- أدباء السلطة – سلطة الأدباء
- الواطي 1
- حماراً , ُيِّحولُ – دريد لحام – حصانَ طارق بن زياد
- السيد المسيح يغادر الجنة
- الحرية وأنظمة القهر
- موت الإسلام
- كيف فقدت الكتب أهميتها؟
- شارلي شابلن ,العظيم
- بمدامع السَّماء تصطلي روحي
- الديمقراطية أولاً والديمقراطية أخيراً
- أنت في العراق فاختر طريقة موتك
- الخميني – أحمدي نجاد – إسرائيل
- الحنظل الغريب


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن ضرب -هدف حيوي- في حيفا (في ...
- لقطات توثق لحظة اغتيال أحد قادة -الجماعة الإسلامية- في لبنان ...
- عاجل | المقاومة الإسلامية في العراق: استهدفنا بالطيران المسي ...
- إسرائيل تغتال قياديًا في الجماعة الإسلامية وحزب الله ينشر صو ...
- الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
- شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية ...
- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قيادي كبير في -الجماعة الإسلامي ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عايد سعيد السراج - دجالون في أوروبا , جرذان في بلادهم