أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - أمل سالم - الاختراق والهيمنة المؤسساتية














المزيد.....

الاختراق والهيمنة المؤسساتية


أمل سالم

الحوار المتمدن-العدد: 6535 - 2020 / 4 / 12 - 03:30
المحور: المجتمع المدني
    


ما يحدث من سلوك جماعي منحرف في المجتمع المصري، كحادث محاولة منع دفن ضحايا وباء الكورونا، هو نتاج ترك الدولة لرجال الدين، ومن يستغلونه كأعضاء التنظيمات المختلفة الذين يتسترون خلف الدين، للتحكم في عقلية الشعب المصري، وترسيخ عدد من المعتقدات الدخيلة على الذائقة المصرية.
.....
عندما أتحدث عن رجال الدين فأنا أعني رجال الدينين الإسلامي والمسيحي، وعلى ذلك عندما اتحدث عن منشآت دينية فأنا أقصد المساجد والكنائس.
.....
لم تعد المؤسسة الدينية تقوم بدور ديني فقط، فالخطيب أو الواعظ يقوم أيضًا بدور اجتماعي؛ فهو يشارك في حل المشكلات الاجتماعية، ويقوم بالتحكيم بين الأسر والعائلات عند الخلاف، مما يعمق من علاقته الاجتماعية وتأثيره في المجتمع.
.....
منشآت المؤسسة الدينية، ومنذ السبعينات، وهي تقوم بدور مؤسسات الدولة، ولا تخجل مؤسسات الدولة عن الإعلان عن ذلك بل والتباهي به وفي بعض الأحيان مساعدتها على ذلك.
.....
قامت منشآت المؤسسة الدينية بعمل وزارة التضامن؛ حيث أنشأت داخل مساجدها وكنائسها صناديق متعددة تقوم بجمع التبرعات وتتكفل تارة باليتيم وتارة بالأسر المعوزة وأخرى تتكفل بتشغيل وتزويج الفتيات، وهكذا رسخت نفسها داخل عدد كبير من الأسر المصرية.
.....
قامت منشآت المؤسسة الدينية بعمل وزارة الصحة؛ حيث ألحق بدور العبادة عيادات ومستوصفات تستقبل أعدادًا من المرضى يفوق ما تستقبله المستشفيات الحكومية مما رسخ لعلاقة المجتمع بالمؤسسات الدينية، وبالتبعية رسخ لعلاقة المجتمع بالقائمين عليها ومنهم ذوي انتماءات وولاءات يصعب على البسطاء اكتشافها.
.....
بشكل أو بآخر عنيت منشآت المؤسسة الدينية بالتعليم، فأنشأت تعليمًا موازيًّا للتعليم الحكومي داخل منابرها. هذا الشكل عمل على إضعاف المؤسسة التعليمية، وفقدها هيبتها، وأدى إلى خروجها من العملية التعليمية تمامًا كالحال بالنسبة لطلاب الثانوية العامة. كما أدى إلى تخرج عددًا من الأجيال انتماؤه لعقلية المؤسسة الدينية يفوق ولاءه للوطن.
.....
تعمل منشآت المؤسسة الدينية كجهاز إعلامي، في حالة انفصال تام عن جهاز الدولة الإعلامي ويفوق تأثيره بمراحل، ويسانده عدد من الفضائيات التي تبث برامج دينية ولفترات طويلة، زاد ذلك من تأثير الخطاب الممارس داخل تلك المنشآت بل وهمشت دور وزارة الثقافة بكل منشآتها من دور وبيوت للثقافة فأصبحت الثقافة الدينية والاهتمام بكتب التراث هو المحتفى به في بيوت الثقافة وأصبح خطابها هو السائد في المجتمع المصري.
.....
تسللت منشآت المؤسسة الدينية للجمعيات الأهلية، وعملت على السيطرة على معظمها، وطوعتها للعمل في مشروعها، فمعظم الجمعيات الأهلية بعيدة عن فعالية المجتمع المدني قريبة من فعاليات منشآت المؤسسة الدينية، تتبنى نفس الخطاب وتسلك نفس المسالك.
.....
تسترد الدولة عافيتها وعقلية الوطن إذا ما اقصرت نشاط منابر المؤسسات الدينية على الشعائر الدينية فقط. هذا يستحيل في ظل الاحتقان المجتمعي المستتر وخاصة في الريف والقرى والنجوع، ويتجلى هذا الاحتقان كلما ابتعدنا عن المركز.



#أمل_سالم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -الهؤلاء- رواية تعرية الطغاة
- العقل الجمعي وتنظيم العمل السياسي/ الثوري
- الرؤية المكتملة في ديوان: - تفاصيل حلم ما كملش-
- فصام
- من الذي يستطيع أن ينظم مصر؟
- الخطاب / دين أم تاريخ
- ذاكرة الموتى
- أين تذهب يا بابا؟
- بدون وساطة العبث
- صور معتمة لذاكرة تامة الاستضاءة
- الرحلة
- صدفة
- غروب
- الشرك
- متى يستوعبون؟؟
- تعليقاً على خطابه
- الإبداع بين التناص والتلاص
- قواعد العشق الأربعون رواية صوفية أم تأصيل غربى لديانة متسللة ...
- مرثية ذات - مقطع من نص طويل-
- بهية طلب وأنجلينا جولى وما بينهما من هروب


المزيد.....




- عائلات الأسرى المحتجزين لدى حماس تحتشد أمام مقر القيادة العس ...
- استئجار طائرات وتدريب مرافقين.. بريطانيا تستعد لطرد المهاجري ...
- تعذيب وتسليم.. رايتس ووتش: تصاعد القمع ضد السوريين بلبنان
- كنعاني: الراي العام العالمي عازم على وقف جرائم الحرب في غزة ...
- كيف تستعد إسرائيل لاحتمال إصدار مذكرة اعتقال دولية لنتنياهو؟ ...
- منظمة التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بش ...
- الأمم المتحدة: الطريق البري لإيصال المساعدات لغزة ضرورة
- الداخلية التركية تعلن اعتقال 23 مشتبها بانتمائهم لـ-داعش- بع ...
- تقرير كولونا... هل تستعيد الأونروا ثقة الجهات المانحة؟
- قطر تؤكد اهتمامها بمبادرة استخدام حق الفيتو لأهميتها في تجسي ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - أمل سالم - الاختراق والهيمنة المؤسساتية