أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أمل سالم - الإبداع بين التناص والتلاص














المزيد.....

الإبداع بين التناص والتلاص


أمل سالم

الحوار المتمدن-العدد: 4862 - 2015 / 7 / 10 - 20:30
المحور: الادب والفن
    


التَّنَاصُّ (Intertextuality) في الأدب وهو مصطلح نقدي صاغته جوليا كريستيفا، ويقصد به وجود تشابه بين نص وآخر، أو بين عدة نصوص . وهو مصطلح أريد به تتبع تقاطع النصوص وتداخلها.
ومنذ أن فتح الله على مصر بعدد مبالغ فيه من كتاب الأدب بفروعه المختلفة ، كالشعر والقصة القصيرة ، والرواية . فكثيراُ ما يطفو على السطح هذا المصطلح عند تناول كتابات كثيرا من الأدباء ، ولا يقتصر الأمر على صغار السن وقليلى التجربة والخلفية الثقافية من الأدباء الشبان ، بل يتعدى الأمر إلى كتاب كبار ومتمرسين فى الكتابة .
ويجب إن نقول بتداخل النصوص كأمر حتمى ؛ فلا يمكن القول بنشأة النص من العدم ؛ فلابد من حدوث المد والجزر والتداخل والتوازى بين النصوص كقانون حتمى للإبداع ؛ يمكن القول بأن أى نص فى واقع الأمر هو امتداد لنص أخر، أو لمجموعة أخرى من النصوص.
وقد يكون التناص على مستوى الفكرة , مع تحوير بسيط ، فنجد مثلاً أن رواية " باب الليل " للروائى المصرى وحيد الطويلة تقوم على فكرة راصد يجلس فى المقهى ، والمقهى عالم بذاته يختزل فيه الكاتب العالم الذى نعيش فيه، وبلغة شعرية راقية ورائعة ، وسرد خاص يميز بالكاتب ، وهذه الرواية فى واقع الأمر لها نفس فكرة رواية " الجحيم" رائعة الكاتب الفرنسى هنري باربوس الحاصل على جائزة غونكور سنة 1916، حيث يتخذ الكاتب ثقب الباب لكى ينظر أيضاً على العالم مصغراً فى حجرة .
وقد يتطور الأمر إلى أكثر من التناص ، والذى جدلأ سنطلق عليه اصطلاحاً " التلاص" ودون الدخول فى الكتابة الأدبية المعقدة ، فكثيرأ من النصوص تسطو تماما على مثيلتها من نصوص أخرى. هذا ما يجاز تسميته الغش الكتابى، فاتهام باسم يوسف بسرقة مقالة للكاتب الروسي اليهودي بن جودة خير مثال على التلاص.
وقد يصل الأمر إلى حد الاتهام بالسرقات الأدبية ؛ الروائي المصري رؤف مسعد اتهم الأديب المصري علاء الأسواني صراحة بارتكاب "سرقة أدبية" ، وعبر دراسة أدبية أوضح أن رواية الأسواني "نادي السيارات" المنشورة عام 2012 "مقتبسة" من رواية "حفلة التيس" للأديب العالمي الحاصل على جائزة نوبل في الآداب عام 2010، ماريو بارغاس يوسا .
وعبر قراءة أسلوبية للروايتين يمكن إثبات أن هناك تطابقاً يتعدى حدود التناص بين الروايتين في البنية والحبكة الدرامية والشخصيات وأماكن الأحداث وكل مقومات الرواية .
كثيرون من اتهموا الأسوانى بالسرقات الأدبية "سرقة أدبية" فعند عقد مقارنة بين روايه " عمارة يعقوبيان " وما دونها من انتاجه سنجد فارقاً لا يمكن لكاتب الوقوع فيه ؛ مما دفع عدد من مهاجميه بدعوته للتوقف عن الكتابة ، وقد فسر البعض تميز " عمارة يعقوبيان" إلى سببين ؛ أولهما سطوه على مخطوط لأبيه الأديب عباس الأسوانى ، ثانيهما أن عمارة يعقوبيان الموجودة بشارع طلعت حرب بناها المليونير هاغوب يعقوبيان عميد الجالية الأرمنية عام 1934، تحولت إلى رواية خبيثة مدفوعة الثمن ، تفتح ملفّ قضيّة أملاك اليهود في مصر، وفى نظر الكثير أن هذا هو سبب اهتمام الغرب بالرواية وترجمتها إلى لغات عدة منها العبرية ، هذا بالإضافة إلى اهتمامها بقضية المثلية الجنسية .
رواية إنجليزية قديمة جدا، مهملة، للكاتب الإنجليزى تشارلز كنجزلي بعنوان «هايبيشيا»، كتبت سنة 1853 تحولت فجأة إلى رواية " عزازيل" للكاتب المصري يوسف زيدان . الأشخاص الرئيسة، أي الراهب والبطريرك وهيباتيا فى كلا الروايتين، نفس الأحداث مع تغير بعض التواريخ الحقيقية والتحريف فى الوقائع.
هذا ما دفع الكاتب التونسي كمال العيادي للمطالبة بسحب جائزة البوكر التي حصل عليها عن رواية "عزازيل"
تاريخ السينما يزخر بالآلاف من الأفلام المنقولة عن أعمال أدبية، لكن أن يتحول الفيلم إلى عمل أدبى فهذا قليل ، وفى الغرب وكنوع من اقتصاديات السينما تقوم شركات الإنتاج السينمائي بالاشتراك مع دور نشر متخصّصة بتحويل الفيلم بعد نجاحه إلى عمل روائى ؛ بغيى تحقيق مزيداً من الأرباح المادية ، أعطى مثالا لذلك أعمل الروائي الأنكليزي غراهام غرين، “صخرة برايتون” (1938) و”القوة والمجد” (1940) و”القنصل الفخري” (1973)، كونه عمل فى بداياته ناقدا سينمائيا في صحيفة بإنجليزية .
الروائي الكولومبي ماركيز كتب قصص قصيرة بالاعتماد على سيناريوهات أعدّها للسينما، فى مجموعته القصصية " اثنتا عشرة قصة مهاجرة".
الأمر يختلف فى الكتابة العربية المأخوذة عن الأفلام ، فلا هو تحويل الفيلم إلى رواية ، ولا هو الاعتماد على تقنية سيناريوهات السينما فى تطوير العمل الأدبى ، وإنما السطو على فكرة الفيلم وتحويرها وسرقة بعض المشاهد من الفيلم ، يذهب البعض إلى استخدام هذه التقنية فى رواية "الفيل الأزرق" للكاتب أحمد مراد ، يقول متابعو السينما أن الرواية نقلاً عن فيلم "الواشم" والذى يحكى قصة شاب يرسم الوشم ثم يحصل على مطرقة لصنع الأوشام، ويستدعى عفريت الوشم ، استخدم مراد أيقونة العفريت مع التحوير داخل الرواية .
يتبقى أن المبدع الحقيقى قد يتعرض لظاهرة النقل ولا ندرى إن كانت مدركة أو غير مدركة فى لحظة التأثير , فلا نختلف مطلقاُ أن عبد الوهاب ضلع كبير فى الموسيقى العربية ، وبدرجة عبقرى، وقد قيل عن نقله لأجزاء من ألحانه . ولا نختلف أن شاعراً كأمل دنقل من الشعراء الجيدين ،وابداعه له التقدير من المتلقى والناقد ،إلا أننا نتوقف دون تفسير لظاهرة التناص بينه وبين أحد الشعراء الروس فى قصيدة " كلمات سبارتكوس الأخيرة "وبالتحديد المقطع التالى:
المجد للشيطان .. معبود الرياح
من قال " لا " في وجه من قالوا " نعم "
من علّم الإنسان تمزيق العدم
من قال " لا " .. فلم يمت ,
وظلّ روحا أبديّة الألم !
والعهدة هنا على نسيم مجلى فى كتابه " أمير شعراء الرفض"
وطالما أن هناك ابداع سيظل هناك من يفتش عن جذوره ، لذا فالمبدع الحقيقى هو الأكثر حذراً من ذائقة المتلقة .



#أمل_سالم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قواعد العشق الأربعون رواية صوفية أم تأصيل غربى لديانة متسللة ...
- مرثية ذات - مقطع من نص طويل-
- بهية طلب وأنجلينا جولى وما بينهما من هروب
- السد-الألفية/النهضة-مشروع أممى.
- العمالة الشريفة
- هزيمة ونكبة
- قرون استشعار
- شخابيط الشخابيط ...عيال بيط
- الصراع / الثورة- حلقات مركبة.
- القميص
- حرفوش الميدان
- الحوكمة العالمية المشتركة وعلاقتها بالسلام الدولى


المزيد.....




- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أمل سالم - الإبداع بين التناص والتلاص