أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عايد سعيد السراج - اللذين مع الحياة , هم مع الحرية والديمقراطية














المزيد.....

اللذين مع الحياة , هم مع الحرية والديمقراطية


عايد سعيد السراج

الحوار المتمدن-العدد: 1572 - 2006 / 6 / 5 - 12:26
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لا يوجد شعوب تكره الحرية , ولكن يوجد أنظمة قهر تعمل لذلك , وتــَذِل وتحتقر شعوبها لماذا يعادون الحياة ؟ لماذا يعادون الحرية , هذه التي مساحتها الكون وعلى مشاجبها تُعطى كل التبريرات التي تمارس على الكائن البشري , الحرية ليست كلمة حلوة فقط كما كانت عند الضحية الجميل والطيب الوادع " نعمة شاهين " الذي التقيته مرات ٍ وهو يحدثني كيف يفتح سرداباً عميقاً لإخراج رفاقه الذين لايعرفهم من زنازن السجون , هذا الظهر الصدفي الذي عمدّهُ السيد المسيح بغفران الرب, وعمّده – الكومنترن- بحفر النفق الطويل والعميق بأظافره , وكان يكز على أسنانه حتى يفر الدم من جلده , وتقرن منه الهم , ولكن لايهم طالما البحث لازال قائماً ودائماً عن عصافير الحرية , شاهدتُهُ وجلست معه وتحدث لي ولا زال يحفر بأظافره لإخراج رفاقه , ولكن هذه المرة ليس في أمريكا اللاتينية ولكن في العراق وفلسطين , وكل سجون العالم المظلم ولا زال يبحث عن قطرة ماء وكسرة خبز وكلمة حلوة , ولا زالت رائحة الزيتون تعطر فمه , وقليلاً من زَبَدِ البحر , وطوروس , تنهض من شباك نومها , لتغطيه برائحة الليمون وبيارات الحب , ولكنه كان عاتباً في موته , وقال لي هم يتاجرون حتى في موتي , ويتحولون إلى أسيادٍ على حساب عَرَقِيْ وآلامي وأنا أحفر النفق المظلم الطويل , لأ ُدْخِل اليه خيوط النور , قال لي : وهو يبتسم لا تصدق أن ثمة شيء في هذه الدنيا أجمل من الحرية , وأضاف أيضاً عندما تكون مملؤة بالكرامة , ولا يعد يتصيدك المخبرون ورجالات الهم الأسود , كان حزيناً وكان مثقلاً بالهموم وغير خائف أو هيّاب من ملاك الموت , لأنه رأى الموت في الحياة ولم ير الموت في الموت , وأوصاني بالحرية وقال الوطن ليس تراباً , فالتراب تجده حتى في القبر , ولكنك لا تجد الحرية , فسألته لماذا يعادون الحرية ؟ هل يخافون منها وهي هادئة رائعة ومملؤة بالسلام ؟ قال لي بعد صمتٍ وتنهد إنهم يخافونها , لأنها مملؤة بالعصافير والأطفال الصغار وهم لا يحبون العصافير , ويخشون النظر في عيون الأطفال الصغار , فالناس يحتاجون الحرية كما يحتاجون التنفس والماء , وأنظمة القهر تحاول ودائماً منع الهواء عن الناس لأنها تلوث لهم كل أسباب النقاء , وتزرع بينهم الفتن , وتجعلهم يعادون بعضهم بعضاً , فالبلدان التي لا تريد الحرية يكثر فيها العسكر , وتكثر فيها مصانع الموت قلت له حدثني أكثر فقال الكتاب والأدباء والشعراء , لا يستطيعون العيش بلا حرية , لذا تراهم يهاجرون من بلدانهم لأنها تمنع الحرية , ويلجؤون إلى الغابات البعيدة بحثاً عن السلام , لأن أنظمة الاستبداد تكره الشعراء وتمنع عنهم الحرية , فأنظمة القهر تكثر من السجون , وتزرع بدلاً من الورد – بواريداً تصطاد بها الشعراء , وتكره الكتب والكتاب وتحول المكتبات , إلى مهاجع لجنود السلطان , فالحرية ضرورة اجتماعية , فالأنظمة ذات العقل الواحد , والفهم الواحد , والقائد الواحد , لاترى إلا بعين واحدة , لذى توحد الناس ليكونوا شخصاً واحداً , له فهم واحدِ , هو الفهم الذي يريده السلطان , وكل من يتكلم بالتعددية والاختلاف , ويطالب بمجتمع ديمقراطي يمارسون عليه كل أشكال الإقصاء , وينبذونه من عالِمهم الذي هو عَالَم السلطان الذي يكره الإختلاف , فأنظمة القهر جميعاً , كلها موحدة لمحاربة الحرية ومطاردتها في كل مكان وزمان , وبما أن الحرية هي الأخ الشقيق للديمقراطية والعدالة والمساواة , لذى تراهم يكرهون اسم الحرية لأنها تحتوي كل ما ذكر , ويصبح القاموس الوحيد المحبب لأي سلطان جائر هو عبادة السلطان , ويُضْحي الحقد سيداً مطلقاً لكل القيم , وبما أن الرأي الحر لا يقبل التنازل عن عرشه السامي , لذا فإنه يصبح مطروداً من عالم التزمت وضيق الأفق , فالذي يبحث عن الحرية يفترض أن يبحث عن شروط إنسانيته , وهذا لايمكن أن يُحقق إلا في نظام يحب شعبه , ويتفانى من أجل شعبه , نظام يسوده قانون العدل والمحبة , وحب الناس , وحتماً سيكون هذا القانون مع الحرية , لأن القانون العادل الذي يحارب الطائفية والعنصرية , والتمييز , والتباري فيه يكون للأفضل , وكل الطاقات تخدم المجتمع , والأديان متساوية أمام القانون العادل, مثلما هي متساوية أمام الرب , حينئذ ٍ تسود الديمقراطية وتُقدس الحرية , قلت له : لماذا يكرهون الديمقراطية قال السبب بسيط وهو لأنهم لم ينزعوا الشر من أعماقهم , فهو يحبون استعباد البشر , ويريدون أخذ كل شيئ لذا يكرهون الديمقراطية , والديمقراطية سلاحها الحرية والعلم , لأن العلم هو الذي يصل بالشعوب إلى قمم المجد , فالبلد التي لا تحترم العلماء , هي معادية لشعوبها – وقال: أخيراً المجد للعلم والأدب , والمجد للشعوب التي تسعى لذلك , وكذلك المجد للإبداع والحرية , والمجد أيضاً لشعوب ٍ تكره الاستبداد وتجعل حياتها وقوداً من أجل الخلاص منه , ثم المجد للإنسان الذي يعشق الحرية , لأن الذين يحبون الحياة , حتماً يحبون الحرية والديموقراطية 0



#عايد_سعيد_السراج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جدل العلاقة بين اليهود, والنصارى, والإسلام
- إليكِ تجيء الجداول غرقى بنشور روحي
- لا للحجاب , لا لحز الرقاب , ونعم لليلى عادل
- أدباء السلطة – سلطة الأدباء
- الواطي 1
- حماراً , ُيِّحولُ – دريد لحام – حصانَ طارق بن زياد
- السيد المسيح يغادر الجنة
- الحرية وأنظمة القهر
- موت الإسلام
- كيف فقدت الكتب أهميتها؟
- شارلي شابلن ,العظيم
- بمدامع السَّماء تصطلي روحي
- الديمقراطية أولاً والديمقراطية أخيراً
- أنت في العراق فاختر طريقة موتك
- الخميني – أحمدي نجاد – إسرائيل
- الحنظل الغريب
- الممثل عادل إمام – ومقاومة الإرهاب
- الأ ُفسديان
- الطاغية عبر التاريخ , من هو ؟
- مجَرد أسئلة


المزيد.....




- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عايد سعيد السراج - اللذين مع الحياة , هم مع الحرية والديمقراطية