|
اللون الأخير
يسرى الجبوري
الحوار المتمدن-العدد: 6497 - 2020 / 2 / 23 - 22:31
المحور:
الادب والفن
اذكرُ ذات يومٍ قلتَ لي: اسكُبيني على الأرض وأسحقيني بـ قدم النِّسيان قلتُ لكَ حينها: أ وتطلبُ مني أن أسكُبك!! وكيف يعيشُ مَن يسكُبُ دَمَه ؟! اليوم .... أظن أنّ الوقت قد حان من أجلِ إعادة النَّظر في طلبك
_________________________ _________________________
في الجوار هنـاكَ مَـن ألقى عليَّ عبوة حُبٍّ ناسفة نسفت قلبي .. وجَعلَتهُ يتشظّى حـبًّا حُـبًّا
_________________________ _________________________
كانت مشكلته إني حديدية الذَّاكـرة وكانت مشكلتي إنّـهُ شديدُ النِّسيان ومــا بـينَ المشكلتـيّن ضاعت أجمـلُ فـصـول قصّـتنـا
_________________________ _________________________
تصَوَّر ... حتى أنا لم أكُن أعلم إنَّ الوصـول إليَّ يُعَدُّ مجازفة حتى أنا لم أكُن أعلم إنّ لـ مجرّد تبادلنا ابتسامة بريئة سـ يجعلك تدفع ثمنًا باهظًا كان عليَّ إخبارُك إنّي .... أعيش في مدينةٍ لا طرقَ تـؤدي إلـيـهـا ماتت شوارعها مذ نسِيَتها أقدامُ الأمان والسَّيرَ فيها محفوفٌ بـ المخاطر مدينةٌ .... في ظاهرها مُسوَّرة بـ الورد وباطنها لا شئ إلا الظلم
_________________________ _________________________
ليس من عادتي ان اسأل متغيّرًا لِـمَ تغيّرت ؟ وأنـا على يقـينٍ ألا شئ ثابتٌ في الكون إلا خالقه ... لذا وحـين أرى بوادر الإختلاف قد لاحت في أفق أحدهم لا أفعل شيئًا سوى أتمنى له سعادة الحظِّ وأغادرُ مبتسمة
_________________________ _________________________
دعيني لـ السَّهر ياامي لا رغبةَ لي في النَّوم دعيني أسكب اللون الأخير على حكايتنا البائسة وأرسم زهورًا إضافية فـ الورد جميل حين يكون أحمر دعيني أرسمُنا على لوحة الحياة أطفالًا فرحـين بـ نُمسِكهُ بـ أيدينا من قطع السُّكّر
دعيني ياامّاه اوقدُ الشَّمعة الأخـيرة واطفؤها بـ اصبعي كـ ما يفعلون في الأفلام السينمائية دعيني أُكرر ذلك كي اشوُّهُ سبّابتي وباقي أصابعي كـ نوعٍ من العقاب لعلها تكف عن الكتابة وتسريب المشاعر الى من لم يُهمه إحتراق القلب ولا أنـين الحرف فوق الدَّفاتر
بـ اللهِ ياأمَّ دعيني لـ شأني ونامـي أستـذكرُ وحدي الخاليـات مـن أيامـي فـ إنها تمرُّ سِراعًا سراعًا أمامي كـ البرق وسط طقس مطير
دعيني أشدو بـ صوت الشَّجن ولو لـ مرّةٍ واحــدة وأرقصُ كـ صوفيٍّ عاشقٍ بـ روح زاهدة أعدُكِ أن لـن يسمعَ غنائي أحد فـ الناسُ ياأمّاهُ بعدَ الواحدة جُثثٌّ هامـدة واللّـيلُ ضَـريرٌ ضَـرير
_________________________ _________________________
مادةُ الحُبِّ الخام التّي جبلني الله منها تجعلني ذات طبيعة فريدة ما أن ألامس الكلمات الصَّماء حتى تُشرقُ فيها شمس الحرية وتتفجر منابع الجمال _________________________ _________________________
لـن يموتَ وطنٌ يَـدُ الله تمسحُ قارعةَ وجههِ كُلَّ حــين مهما حاولـوا إذابـةَ الخـوف في دم شعبهِ وإن زرعوا الغوائـلَ فـي دربهِ لا لـن يـمـوتَ وطنُ الثَّـائـريـنَ .. الأُبـاة الرَّافضين لـ ظُلمِ الجبابـرة الطُّغاة
_________________________ _________________________
هنـا العراق مصنع الثُّوار والأحرار هنـا على إمتدادِ خارطته سـ تنبت أرواح الشُّهداءِ حقولاً مـن وردٍ وريحانٍ وياسمـين
_________________________ _________________________
لا شئ أسوأ لـ العـينِ مـن النَّظرات الشَّريـدات حين يُطاردنَ أحلاماً أُقـيـمَ عـلـيـها حـدّ الـوأدِ قبل أن تطأ أجفانها نور الولادة
_________________________ _________________________
أما وأنّ الرِّجال جميعهم يكذبون فـ هذا أمرٌ متفقٌ عليه ولكن! مَـن يأتيني بـ حديثٍ صحيح يُقنعني بـ أنّ كلّ ما قلتَهُ لي كان محضُ كذب !!
_________________________ _________________________
الحُبُّ عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد: الى الفاتن العزيز نودّ إخطاركم بـ أن قد بلغ الشّوق الزُّبى ويتعين عليكم أخذ ذلك بـ عين الإعتبار من أجل تحسين الحالة العاطفية التي تعصف بـ دولة القلب وما جاورها هذا ولكم كامل الحُبِّ والسّيادة
#يسرى_الجبوري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
إنهيارات
-
مهمة الوفاء
-
تقهقرُ قلب
-
قبائل الورد
-
تلويحات مبتورة الذراع
-
قوية
-
خناجر الأسئلة
-
ليلة الرُّمان
-
بكاء الملائكة
-
لا وقتَ لديّ
-
إعترافات
-
مغتربون
-
في متناول الإهمال
-
ملوحة الظُّلم
-
جهنَّم العاشقين
-
قمرٌ أحمر
-
عِراقيّة أنا عِراقيّة
-
خريف
-
النَّبضِ العكسيّ
-
موائد الضّجر
المزيد.....
-
اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
-
نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم
...
-
هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية
...
-
بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن
...
-
العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
-
-من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
-
فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
-
باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح
...
-
مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل
...
-
لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش
...
المزيد.....
-
صغار لكن..
/ سليمان جبران
-
لا ميّةُ العراق
/ نزار ماضي
-
تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي
/ لمى محمد
-
علي السوري -الحب بالأزرق-
/ لمى محمد
-
صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ
...
/ عبد الحسين شعبان
-
غابة ـ قصص قصيرة جدا
/ حسين جداونه
-
اسبوع الآلام "عشر روايات قصار
/ محمود شاهين
-
أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي
/ بدري حسون فريد
-
أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية
/ علي ماجد شبو
المزيد.....
|