أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نصيرة أحمد - في ليلةٍ آتية ..














المزيد.....

في ليلةٍ آتية ..


نصيرة أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 6494 - 2020 / 2 / 18 - 02:24
المحور: الادب والفن
    


لابأس في فراشٍ أبيضَ ووسادةٍ بيضاء لايُهمها الرأس الذي يطفىء وحدتها في الصباح الباكر البارد..والغرفة البيضاء التي أنهكتها نوارس دجلة وهي تجوس الساحل الصامت .
كان الشتاء ثقيلا على القلب الخائف في الغرفة الباردة ..أرقب الاقدام الخفية من تحت الباب ، تروح ُ وتغدو ولاشىء يوقفها سوى هدنة الليل ،... أرقامٌ مرعبةٌ لتهاوي القلوب الرخيصة ...من يداريها ويأويها ويمنحها الحياة ثانية ...؟ ..لكن ..لمَ تحيا تارة أخرى..ومازال الوطنُ بلقعا تخنقه موجات الجراد المسعور كل ربيع..؟ لاتبقي ولاتذر....فلمَ الحزن أن نرحلَ عن أرضنا التي أنكرتْ التعريف بأسمائنا في مؤتمرات المجرّات المجهولة ..؟...
ألا تبّا وسحقا لقلوبنا الرخيصة ..وأقدامنا الرخيصة ..ودمائنا الرخيصة..واحلامنا الغالية.....
كلّ شىء نخبؤه بين الوسادة والوسادة ....تحت الكلمات السماوية التي أضناها التوفيق بين القلب والقلب وباتت تتأمل إجحاف الحقوق المادية لعبيد النار ...ومازال القلبُ خائفا في الغرفة الباردة ..بانتظار الموت أن يسلبهُ ذلك النبض الدافىء ..والصوت العذب ..والعينين المتعبتين ...لاأملك سواهما أن تديمان احتضاري ..وازدهاري .....من يعشقهما سواي ؟ من يخافهما ...؟ من يرتجفُ مثلي ...ويرتبكُ عندما تتأملني ..؟...كلّ النساء تفعلُ ذلك.....أنتِ فقط......كلا..براءة متناهية تحصدها كل ليلة ....
وجهك َالعاشقُ الذي يسبّح ُ بالكلمات المنفعلة ،...
وجهكَ الصامت الذي يعبثُ بالدم المراق على ساحل الشاطىء الخائف ...
وجهكَ الخائن الذي اغتال لهفتي واندهاشي ....
مرّة كنت تهذي بحضرة الحب المتساقط من أعلى النهار ..كنتَ تبكي وأنا أرتجفُ ..ماذا أفعل لهذه الروح النقيّة ..؟ وأشجار السرو تحوطنا من كل ناحية ..كدت َتسقط وأنا أتسمّر في مكاني حيث الصخور المتنازعة المخيفة ....من يُسقطني هذا الشتاء في هذا المشفى المعفّر بالموت والبلاهة ..
سيكون الاعتراف الكبير شفاءً لكل الأقدام الرائحة والغادية في وطن أحالته شظايا التاريخ على رفّ الهمجية والأندثار ...، وانبوبة الحياة تمزّق شيئا من أوردتي ..على ايقاعٍ مملّ يكتسحُ الصمت والخيلاء....
في النبض الأخير ...ستتكالبُ ممرضات الصباح على قطع الجسد الدافىء ينتزعن بقايا التمثّل الأخير للروح المغادرة قبل الفجر...والآذان يصرخ بشدة ....
من يفتحُ الشباك بتؤدة ...من يذرع السقف جيئة وذهابا ..من يُسقط الستائر البيضاء المعدّة للثأر ..
من يلتفت خلفي ..؟ من يهمسُ بعدي ..؟ من يطرق شباك الغرفة الباردة ...من يحتضن الوسادة البيضاْء..ويلملم خصلا تجهر بعطرها ....
كم كرهتُ هذا السرير وهذا الباب الموصد والأقدام المجنونة والستائر الغاضبة ودجلة الذي لايبالي بعينيكَ..عندما تتبعاني وتشيعاني ...
كم كرهتُ هذا السقف الصامت وبلادة الوحدة...ودمعة تأنف من السقوط ..والألم يمسك بشهقة القلب المشرع للحرية ....الألمُ يغتالني ...الألمُ يعبثُ معي ويدّون الأحلام المحروقة في الساحل المقابل ..
كم كرهت أن أبقى ..وأخذلكَ أو تخذلني ..عند ارتشاف القهوة الساخنة في المقهى المقابل لشجرة الكالبتوس الضخمة اذ دُفن الحبّ في الأستدارة الأولى للشارع العاشق ...
لاجدوى أن تغيب او أغيب ..فالموت يزدحمُ عند الباب الكبير ، وكلانا يلتهمُ الأسى عند حافات القبر البارد ...لاجدوى أن أبعثر النوارس المشاكسة وأنا أحلم بالنهار ...لاجدوى من البقاء ..، فاليتم أولى بهذه الأرض المنكسرة التي ابتلعت شجرة التوت خاصتي ....، وانت تغدو وتجىء مع الأقدام البلهاء ....
من يُعينني على التشفّي ....من يُعينني على الصمت الدائم ...من يُعينني على ارتكاب حماقات أُخرَ بين الشاطىء والشاطىء ووجهُ الماء يكسرُ روحي ...
ليتك تبقى بعدي سنينا تلتهمكَ الأرصفة الشاحبة ...
ليتك تخذلك السماء ...وتخذلكَ الأرض ...وتلفظكَ ساحة الحرية ...



#نصيرة_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكاية مع الدفلى
- غباء
- سرّ النار
- بحثٌ مؤقّت
- راهب اللغة
- على أرضها الباردة
- نهاية خاشوركية..(ليلة خطاب الغفران)
- دقيقة يأس
- خرافة
- متى يبكي القلب ؟
- مطرٌ من الذكرى
- صباحٌ بدون عينيها
- ثمن1
- عودة مهاجر
- ألوان السماء
- لحظات2
- إنها هي ..
- كم ...هو؟
- لقاء
- ألم..


المزيد.....




- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نصيرة أحمد - في ليلةٍ آتية ..