أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نصيرة أحمد - سرّ النار














المزيد.....

سرّ النار


نصيرة أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 6346 - 2019 / 9 / 9 - 04:28
المحور: الادب والفن
    


هل تعلمين سرّ النار التي تتساقط على الرصيف البارد .. على السكك الموحشة والأقدام الغريبة..؟ ..قلبكِ يتزوّد بالذكرى وينوءُ بناره ...، ولاماء يُطفىءُ الحلم الرهيب ..تتبعني خطواتي المحمّلة بالشؤم والحاجة ..وأجلس على حافة الرصيف أتتبّع أصوات القطارات العذبة ..من يُدركُ هذا الوعدُ الغامض الذي تقطعينه كل بداية عام هجري اذ يلفّ السواد أركان المدن المهووسة بدمعٍ قديم تخلّى عنه أفراد السلطة بتوحّشٍ فريد ....كان يهزأ بشغفها بالتاريخ غير الناصع لأجداد تتباهى بأفعالهم ..لن يكون القتلُ على قدر الحبّ ......ألا تكفّين عن البكاء السنوي ..؟ من أخبركِ حقيقة هؤلاء ..؟ هل تصدقين كلمات لاهوتية كُتبتْ على عجل بلذّة أكياس الذهب والفضة وتحايل السلطة ..؟ كيف يُصدّق هذا العقل الذهبي أحرفا داكنة ، شاءت الصدف أن يجتمع عليها آلافا من العبيد ..؟....أبتسمُ ..انها أشياء خاصة ..مثل تعلّقك باللاّجدوى ..وربٍّ تصنعه في الصباح وتركله في المساء ..لا لشيء سوى انه يرفضُ المثول والأنصياع لأوامرك العابثة ....أختبرُ كلّ مايتضمنه هذا العقلُ المنهك ...، لايؤثّر بي قط ..أجادلهُ حينا ..وأبتسمُ في الزمن الباقي وإن كان ليلة واحدة ..لكنني أحبه بشغف ..كل شىء فيه دافىء وحنون ..لن يكون سببا مقنعا لولهي به حتما.....لن تكفّ القطارات عن اختبار صمتي ..حينها يجىء الفزع ويقتحم الذكريات اللاسعة... .كم أحببتُ هذه المدينة التي لاتكفّ عن ابتداع الجمال والعذوبة ...تفعل فيها ماتريد ..تأكل كل شىء ..وتشرب أي شىء ..وتجلسُ أينما ترغب..وعندما تغضب يواجهك بحرها الهائم باندفاعٍ شره ....ليتك تدرك كم أحبها ....كسرتْ قانونا عرفيا ..أن الارض بأناسها ..أن المدن بأهلها ....كلا ...أنها عذبة بلا بشر ...بدونهم أو معهم ...كم تنميّتُ أن تلامس أقدامكَ أقدامي فوق شوارعها الساحرة ..او لامست أصابعي ذراعك الرقيق ..لكن شيئا من هذا لم يحدث...ولن تفقد ولعي بها هذه المدينة الدافئة ..رغما عن أحلامي وامنياتي ...من يأتي ليسحق أحلامي المؤجلة ..؟ فيكفّ القلب عن المطالبة بحقوقه الشرعية ...بأي دعاء موروث او محدث لاسند له أدعو الربّ المتوطّن في شظايا الروح .....تتساقط الكلمات المخبّأة والاحاديث المبيعة للسابلة بقرش العفاف والتقوى وأنت لاتجدين النهاية المقنعة ...من يخبرك عنها ...من يثبتها في كتب الاولين والمحدثين....لاأحد يقنعك بالكفّ عن التوسّل بالامنيات الغادرة ...، فسكائركَ مازالت تعفّر الدرج الخشبي بتسلّط فريد ...كم تحتاج الاشياء من الزمن لتفنى ..كم من الشهور والاعوام ....لاادري ...ربما يحلو لها البقاء تحت جنح الاختيار ...والموافقة ...وأنا تقيّدني اللهفة البكر واللمسة الرقيقة..وقبلة صامتة على الخدّ الساحر الأليف ...لاشىء يعادل هذا ....قد يكون الموت المفاجىء على حافة الاشياء المفقودة في سواحل المدينة الدافئة ....



#نصيرة_أحمد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بحثٌ مؤقّت
- راهب اللغة
- على أرضها الباردة
- نهاية خاشوركية..(ليلة خطاب الغفران)
- دقيقة يأس
- خرافة
- متى يبكي القلب ؟
- مطرٌ من الذكرى
- صباحٌ بدون عينيها
- ثمن1
- عودة مهاجر
- ألوان السماء
- لحظات2
- إنها هي ..
- كم ...هو؟
- لقاء
- ألم..
- البغدادية والوجه الاسوأ للاعلام العراقي
- الضرب
- عاشق في بغداد..1


المزيد.....




- رحلة سياحية في بنسلفانيا للتعرف على ثقافة مجتمع -الأميش- الف ...
- من الأرقام إلى الحكايات الإنسانية.. رواية -لا بريد إلى غزة- ...
- حين تتحول البراءة إلى كابوس.. الأطفال كمصدر للرعب النفسي في ...
- مصر.. الكشف عن آثار غارقة بأعماق البحر المتوسط
- كتاب -ما وراء الأغلفة- لإبراهيم زولي.. أطلس مصغر لروح القرن ...
- مصر.. إحالة بدرية طلبة إلى -مجلس تأديب- بقرار من نقابة المهن ...
- رسالة مفتوحة إلى الرئيس محمود عباس: الأزمة والمخرج!
- فيلم -صائدو شياطين الكيبوب- يحقق نجاحًا باهرًا.. ما سرّه؟
- موسيقى -تشيمورينغا-.. أنغام الثورة في زيمبابوي
- قائد الثورة الإسلامية يعزي برحيل الفنان محمود فرشجيان


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نصيرة أحمد - سرّ النار