أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خليل قانصوه - قضايا المقهورين في إعلام المتسلطين !














المزيد.....

قضايا المقهورين في إعلام المتسلطين !


خليل قانصوه
طبيب متقاعد

(Khalil Kansou)


الحوار المتمدن-العدد: 6488 - 2020 / 2 / 10 - 23:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا حرج في القول أن الإعلام صار مثل الهاتف المحمول و السيارة و الطائرة ، منتجا تصنعه وتصدره الدول الغربية و في طليعتها الولايات المتحدة الأميركية و أن الإقبال على استهلاكه واسع جدا في البلدان العربية توازيا مع تداعي شبه الدولة الوطنية و تفكك المجتمع إلى نِحَلٍ و هويات فئوية وعرقية متباغضة و متنافرة ضمنيا و علنيا أحيانا ، و ما يرافق ذلك من أزمات معيشية ووجودية تزيد من الحاجة إلى السلعة الإعلامية ليس من أجل الحصول على حجج و لكن على وسائل مناكفة !
أكتفي بهذه الملاحظة ، فانا لست من أصحاب الاختصاص في الإعلام ، لأنتقل إلى عرْض وجهة نظر متابع لما يجري في سياق ما يسمى الانتفاضة الشعبية ضد سلطة حاكمة غير صالحة . فما يظهر عيانا في ما يتعلق بالإعلام المحلي هو الغياب شبه الكامل لوسائل الإعلام " الوطنية " ، بتعبير آخر يمكننا القول أن التفكك الاجتماعي الذي أشرنا إليه تلازم إلى درجة عالية مع تفكك مماثل على مستوى الإعلام ، حيث صار لكل جماعة نافذة أدواتها الإعلامية ، الورقية و المسموعة و المسموعة ـ المرئية . نجم عنه أن هذه الأدوات تصطف تلقائيا حيال أي إشكال يقع في معسكرين متقابلين ، مع أو ضد . الغريب هنا أنه يوجد في كل منهما خليط من جماعات توافقت فيما بينها مؤقتا ، بالرغم من كون مواقفها عادة متناقضة .
فعلى سبيل المثال هناك خطان إعلاميان تجاه الانتفاضة أحدهما يقول " نحن شركاء في السلطة و شركاء أيضا في الانتفاضة ضدها " أما الثاني فيعلن " نحن شركاء في السلطة ونعترض على الانتفاضة ضدها و لكننا نتفهم معاناة الناس و مطالبهم " .
اللافت للنظر في هذا الأعلام هو الأسلوب المتبع . فهو يقدم للمتلقي أساسا ليس أخبارا بحيث يستطيع هذا الأخير التفكير و أنما عددا من الخلاصات الجاهزة التي لا تقبل النقاش و بالتالي يمكن للمستهلك أن يأخذ ما يلائمه منها دون أن يعرف كيف تم التوصل إليها و ما هي الغاية من تسويقها .
بكلام آخر لا يكون الموقف من الانتفاضة ( نحن هنا نأخذ الانتفاضة مثالا ) انطلاقا من أسبابها و مطالبها و إنما مستمد حصريا من موقف جهات معينة منها ، بصرف النظر عن صدقية ما تعلنه هذه الأخيرة . ينبني عليه أنه قلما تـُطرح مسألة حماية أي تحرك سياسي أو اجتماعي بما هو حقيقة أي بما يمثل ، فيكفي أن تعلن الولايات المتحدة الأميركية مثلا ، تأييدها له حتى يتنكر له الذين يدّعون مناهضة نفوذها فيخلو المجال لها ، في المقابل تتكاثر الفئات الاجتماعية " الموسومة " بالتعاون مع الولايات المتحدة الأميركية ، في مجتمع يكثر فيه المتَّهِمون و يقل فيه القضاة و المربّون ، فيزداد تفتتاً .
ووضعا للأمور في نصابها الصحيح ، هذا لا يعني قحط المجتمعات العربية أو أنها عقيم فكريا ، فلا جدال في أ ن كثيرين يبحثون و يتفكرون و يكتبون .ولكن دور الإعلام الذي وصفناه أعلاه مؤثر جدا في حصر انتاجهم في دائرة ضيقة تلازما مع الضغوط التي تمارسها كما هو معروف ، اطراف السلطة الغاشمة ضد المشككين بوجوب طاعتها .
و أخيرا ليس منطقيا في سياق هذه اللمحات عن الإعلام أن لا نشير إلى الإخبار المختلقة ، الكاذبة و الصور المزيفة و الأشرطة السمعية البصرية المصنعة في مختبرات سينمائية مختصة . ولابد أيضا في السياق نفسه من التذكير بعامل محفزٍ للإعلام المغرض يتمثل بذهنية غالبة تظهر الولاء تملقا للسلطة و للثروة ، خوفا من انتقامهما من الذين ينقلبون عليهما . بكلام أكثر وضوحا وصراحة ، إما أن يمتلك المعارضون الوسائل التي تمكنهم من القضاء على أهل السلطة قضاء مبرما و أما سحلتهم هذه الأخيرة دون شفقة ، لا تترك هذه الذهنية المقيتة حلا وسطا بين الحلين !



#خليل_قانصوه (هاشتاغ)       Khalil_Kansou#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملحوظات على الإنتفاضة القسم الثاني
- ملحوظات على الانتفاضة
- عن الوطن و الدولة الوطنية بعد فوات الآوان
- إنهيار الدولة من مساوئ حكامها !
- شبه الدولة التي لا يمكن إصلاحها ، لا لزوم لها
- اشتموا كوشنير!
- صفقة القرن و دولة الأباتهايد
- صفقة القرن و دول العصي
- دولة العصا و أحزاب العصا
- الهوية الوطنية و الهوية الفئوية
- إن الصراع هو على لبنان و ليس في لبنان
- الذين يادروا إلى شن الحروب لم ينتصروا
- معادلات السنين العجاف
- الامبريالية الأميركية الإسرائيلية (4)
- عبثية معاونة الأكراد للولايات المتحدة الأميركية في سورية
- الإخوان بين الأمس و اليوم
- هل انتقمت الصواريخ في سورية للطائرة التي اسقطها الإيرانيون ؟
- غارات إسرائيل و نهاية الإمارة
- الأملريالية الجهادية و التوراتية
- فكان لهم على البحرين مؤتمر


المزيد.....




- بايدن يرد على سؤال حول عزمه إجراء مناظرة مع ترامب قبل انتخاب ...
- نذر حرب ووعيد لأمريكا وإسرائيل.. شاهد ما رصده فريق CNN في شو ...
- ليتوانيا تدعو حلفاء أوكرانيا إلى الاستعداد: حزمة المساعدات ا ...
- الشرطة تفصل بين مظاهرة طلابية مؤيدة للفلسطينيين وأخرى لإسرائ ...
- أوكرانيا - دعم عسكري غربي جديد وروسيا تستهدف شبكة القطارات
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- الشرطة تعتقل حاخامات إسرائيليين وأمريكيين طالبوا بوقف إطلاق ...
- وزير الدفاع الأمريكي يؤكد تخصيص ستة مليارات دولار لأسلحة جدي ...
- السفير الروسي يعتبر الاتهامات البريطانية بتورط روسيا في أعما ...
- وزير الدفاع الأمريكي: تحسن وضع قوات كييف يحتاج وقتا بعد المس ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خليل قانصوه - قضايا المقهورين في إعلام المتسلطين !