|
جريمة / Crime
سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر
(Oujjani Said)
الحوار المتمدن-العدد: 6468 - 2020 / 1 / 18 - 13:30
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في شهر أكتوبر الفائت ، الّحتْ عليّ سيدتين بالسفر معهما الى مدينة سبتة ، والإلحاح كان عدة مرات ، وطيلة أسبوع . لا اخفيكم شيئا ، ان احداهنّ حين كانت تكثر من الحاحها ، كان لون وجهها يميل الى الصفرة القاتمة ، وكأن هناك شيء غير عادي في طريقه الى الطبخ . بعد تكرار الحاحهنّ وافقت على السفر ، ودعوتهما ان يكون يوم اثنين ، لتفادي ازدحام الجمارك . فعلا واليوم كان يوم اثنين ، سافرنا على الساعة السادسة صباحا متجهين الى مدينة سبتة . في الطريق كانت الأمور عادية ، لكن احداهنّ كانت تكثر عليّ بالأسئلة ، لماذا لا تسافر يا سعيد ، لماذا لا تذهب الى فرنسا ، او اسبانيا ، للتجوال وتبديل الحال ؟ لما وصلنا الى مدينة سبتة ، كان الجو عاديا ولا ينبأ بشيء . لكن عند العدوة ، وقد رجعنا من طريق " القصر الصغير " ، وكلها منعرجات ، خيم صمت داخل السيارة ، كصمت القبور الرهيب ، الغير مفهوم ، بل بدأت الاحظ تغييرا في السلوك ، وفي المعاملة من احداهن ( الصغيرة ) ، في حين ان الأخرى لزمت الصمت ، وكأنها تنتظر شيئا ما ؟ بمجرد دخولنا الى الطريق السيار ، وبنصف كلومتر ، طلبت مني السيدة الصغيرة ان انزل من السيارة ، وبصوت جهوري كأنها تتخاصم في الشارع .قالت لي " أنزلْ أهْنا " . طبعا نزلت لأستقصي الفعل ، وعندما نزلت فرّتا ، وتركاني مرميا في الطريق السيار ، بعيدا عن مدينة الرباط ب 250 كلومتر . المكان الذي تم رميي فيه ، مكان خال من البشر ، الاّ من الشاحنات الكبيرة ، والحافلات ، انه الطريق السيار القادم من طنجة . الشهر كان شهر أكتوبر ، وانزالي من السيارة كان على الساعة الخامسة الاّ ربع ، والليل يرخي اجنحته على الساعة الخامسة والربع . عندما كنت اشير بأيدي كي يقف محسن لا نقادي ، لا احد أراد التوقف ، لان المكان مرعب ، وخالي من البشر ، والسكان . منذ يومين زارني ثلاثة ضباط للشرطة ، وسلموني استدعاء عاجلا بالحضور الى مقر الدائرة . عندما انتقلت الى مقر الدائرة ، والضباط الثلاثة يتعقبونني ، وجدت ما يشبه حالة طوارئ ، وكان في استقبالي رئيس الدائرة شخصيا عميد إقليمي ، يساعده عميد شرطة ، لكن كانت الاتصالات تتم مع المسؤول الأول عن البوليس . ان سبب الاستدعاء ، هو شكاية مقدمة من قبل السيدتين ، تتهماني فيه بالإساءة الى الجهات العليا ، وبالطبع الملك ، كما تتهماني بأشياء غريبة لا أساس لها من الصحة . عندما قرأت المحضر ، وجدته من اخراج وصنع البوليس ، وليس من تحرير كاتب عمومي ، فالمحضر يتضمن كل ما هو مسجل عني في حاسوبهم ، وكل حادثة مضبوطة بالتاريخ ، وبما فيها سجني ....لخ عندما صارحت العميد الإقليمي ، ان المحضر من صنع البوليس ، وليس من صنع الكاتب العمومي ، استدار عندي عميد الشرطة وقال لي " شمّتيهْ " ، وهو اعتراف بكون المحضر من انجازهم ، وكالمرات السابقة ، وببلادة مقززة ، بدأ يحشر اجاباتي بمفردات ، وكلمات تبدو للإنسان العادي انها عادية ، لكن بالنسبة للقانوني سيكتشف بسهولة انها فخاخ . عندما بدأت اصلح له ، واكشف له الفخاخ ، تظاهر بتأييدي ، لكنه في قرارة نفسه ، كان الألم يعصر امعائه ، لان المحضر المزور ، لم ينجح في تمرير التزوير المؤدي الى الإدانة . فعندما نربط بين جريمة رميي مساء ، وفي شهر أكتوبر في الخلاء ، بالطريق السيار القدام من طنجة ، حيث الليل يسدل لونه الحالك على الساعة الخامسة وربع ب 250 كلومتر بعيدا عن مدينة الرباط ، بتحرير البوليس لمحضر الشكاية باسم السيدتين ، وطريقة تحريره من حيث الشكل ، ومن الاحداث التي صردها وبالتواريخ ، والتي يعجز كاتب عمومي القيام بذلك ، هنا من حقنا ان نطرح السؤال : 1 ) من يقف وراء جريمة رميي في الخلاء بالطريق السيار ؟ 2 ) باي حق يحرر البوليس المحضر بطريقة بوليسية من حيث الشكل ، ومن حيث المضمون ، وتتبنّ السيدتين المحضر انه من تحريرهما ، في حين يستحيل على الكاتب العمومي ان يحرر محضر بنفس الشكل ، و بنفس المضمون . ماذا يريد المدير العام للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني ، والمديرية العامة للأمن الوطني ؟ لماذا يأكل الثوم بفم الاخرين . سأعود الى الموضوع بتفصيل ، مع ذكر أسماء السيدتين اللتين رمياني بالطريق السيار ب 250 كلومتر بعيدا عن الرباط . انتظروا القادم لتتعرفوا على الدولة البوليسية المختصة في طبخ المحاضر البوليسية المزورة . ان أي محام عندما يشاهد طريقة تدبيج المحضر ، بطريقة ليست من صنع الكاتب العمومي ، سيكتشف بسهولة ان البوليس من حرره بتواريخه ، واحداثه التي لا علاقة لها بإرادة السيدتين .
#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)
Oujjani_Said#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المجتمع الاسباني والعنصرية / La société espagnole et le raci
...
-
سنة وثلاثين سنة مرت على انتفاضة يناير 1984
-
قطر / اسرائيل ضالعتان في اغتيال الجنرال قاسم سليمان
-
كلمة أمازيغ
-
نفس المسرح // Le même théâtre
-
المغرب -- اسبانيا // Maroc -- Espagne
-
الحكومة الاسبانية
-
ايران - امريكا // Iran - SA
-
تعطيل تنفيذ احكام ( القضاء ) في حق الاملاك العامة للدولة
-
قصيدة شعرية / المغرب المنسي .
-
الرئيس دونالد ترامب
-
فخ المشكل الليبي : هل ستسقط فيه تركيا ، ام هو فخ منصوب لمصر
...
-
هل ستندلع حرب نظامية بين امريكا وايران ؟
-
كيف استطاعت الولايات المتحدة الامريكية من الوصول الى قاسم سل
...
-
الجنرال قاسم سليمان
-
الحوار المتمدن // Ahewar.org
-
مقاومة / معارضة // Résistance / opposition
-
إنتقاد الملك // Le critique du Roi
-
القادم أخطر و أصعب .
-
الإنتفاضة الشعبية
المزيد.....
-
رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس
...
-
مسيّرة للأمن الإيراني تقتل إرهابيين في ضواحي زاهدان
-
الجيش الأمريكي يبدأ بناء رصيف بحري قبالة غزة لتوفير المساعدا
...
-
إصابة شائعة.. كل ما تحتاج معرفته عن تمزق الرباط الصليبي
-
إنفوغراف.. خارطة الجامعات الأميركية المناصرة لفلسطين
-
مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا
...
-
تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
-
سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث
...
-
ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع
...
-
بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع
...
المزيد.....
-
في يوم العمَّال العالمي!
/ ادم عربي
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
المزيد.....
|