أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - الإنسانُ … مفتاحُ السرّ في دولة الإمارات














المزيد.....

الإنسانُ … مفتاحُ السرّ في دولة الإمارات


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 6427 - 2019 / 12 / 3 - 23:27
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لهذا هي الإمارات. لأن (الإنسانَ) وبناءه هو مفتاحُ السرّ في تلك المعجزة الحضارية المُسمّاة: "دولة الإمارات العربية المتحدة”. في عيدها الوطني الثامن والأربعين هذه الأيام، أقول لها بكل فخر بوجودها: "كلّ عام وأنتِ يا إماراتُ ملءَ الحضارة وملء التحضّر.”
طفلةٌ صغيرة ركضت من مكانها المرسوم لها سلفًا في طابور الأطفال الذين اصطفّوا على الجانبين حول البساط الأحمر، لكي يصافحوا ضيفَ دولة الإمارات، ولي العهد السعودي: الأمير محمد بن سلمان، رفقة المُضيف الشيخ محمد بن زايد. ركضت الطفلةُ من مكانها: في صف مصافحي الضيف السعودي، إلى الصفّ الآخر حتى تتمكن من مصافحة المُضيف الإماراتي: الشيخ محمد بن زايد. ولكن اليدَ الصغيرة ضاعت وسط الأيادي الصغيرة الكثيرة التي صافحها الشيخ محمد بن زايد، فلم ينتبه لليد الممدودة له بالحب. حزنت الطفلة وسحبت يدها النحيلة، وانتهى المشهد في جزء من الثانية. ولكن كاميرا ذكية التقطت المشهد. وانتبه الشيخُ الحاكم لليد التي تجاوزتها المصافحة. قبل حلول المساء كان الحاكمُ يطرق بابَ الطفلة ليصافحها ويُقبّل جبينَها ويقبّل يدها الصغيرة. هنا درسٌ إنساني بالغ الجمال. لوحة تشكيلية رسمها القدرُ ببراعة، ورسمتها الأخلاقُ الكريمة التي تعرف هول أن ينكسرَ قلبٌ. كان بوسع الشيخ نسيان الأمر تمامًا؛ ذاك أن الكاميرا قد بيّنت بجلاء أنه لم ينتبه ليد الصغيرة، ولم يتعمّد تجاهلها، وبالتالي فلا عتب عليه. وكذلك كان من العسير على المُضيف والضيف أن يصافحها جميع الأطفال المحتشدة على الجانبين. فاصطفاف الأطفال للتحية، ومصافحة الرجلين للأطفال كان مجرد رمز غير مُلزم. فالجزءُ يعبّر عن الكل. ومصافحة طفلة وطفل، كان يمثابة مصافحة جميع الأطفال. ولكن الحاكم المثقف، اهتم بالصحة النفسية للطفلة التي لن تدرك كل ما سبق؛ إنما سوف يترسّبُ في أعماقها أنها لم تحظ بالمصافحة كما حظي غيرها من الأطفال الأطفال. ورغم مشاغله، شأن الحكّّام، لم ينم ليلته إلا بعدما راضى الطفلة الصغيرة التي ستنشأ نشأة صحية وقد تعلّمت أن حكّام بلدها يهتمون بكرامة الإنسان وينشغلون ببنائه، قبل الاهتمام ببناء ناطحات السحاب. لهذا يزداد يقيني يومًا بعد يوم بأن كتابي عن الإمارات: (إنهم يصنعون الحياة - بناء الإنسان في الإمارات) الصادر بالقاهرة في يناير 2018، ونفدت عدة طبعات منه، لم ينته بعد. ولن ينتهي أبدًا في الأغلب. لأن مواقفَ وأحداثًا وإنسانياتٍ تحدث كل يوم على تلك الأرض الطيبة، تؤكد وتُكرّس فكرةً أساسية، أو لنقل نهجًا ثابتًا لا يتغيّر في دولة الإمارات، هو: “الاهتمامُ بالإنسان، وبناؤه، والاستثمارُ فيه.” حكّامُ دولة الإمارات يؤمنون بأن معجزة الله الكبرى على هذا الكوكب، وهو الإنسان، هو الأجدرُ والأجدى بالاستثمار فيه. لأنه ببساطة هو الذي سوف يصنع كل ما عداه من استثمارات، في الحضارة والصحة والتعليم والاقتصاد والسياسة والمجتمع والتشييد والإنماء. الإنسانُ هو "الفاعل" الأوحد لفعل "الحضارة". فإن كان نشدانُك هو: الحضارة، فيجب ألا تغيب عيناك عن فاعلها: الإنسان. وذاك هو المبدأ الرفيع الذي وضعه خالد الذكر الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، قبل ثمانية وأربعين عامًا، يوم فكّر في إنشاء ذلك الاتحاد الفيدرالي المتحضر، دولة الإمارات العربية المتحدة، وسار ويسير عليه حتى اليوم أبناؤه وآله جميعًا. لهذا تحضّرت الإمارات، وتتحضَّر يومًا بعد يوم، حتى أنشأت وزارة مهمتها قياس "سعادة المواطن"، والوافد كذلك، حتى تقرع جرسَ إنذار إن أصاب المجتمعَ مسٌّ من تعاسة، ووزارة مهتمها "التسامح"، حتى تقرع جرس إنذار إن طاف طيفُ الطائفية في سماء بلادهم، وجاءوا بخبراء تربويين في التعليم لتنقية المناهج الدراسية من أية شوائب طائفية أو عنصرية تهدم النشء، وشيّدوا على الأرض المسلمة الطيبة جوار مساجدها وجوامعها: كنائسَ لجميع الطوائف المسيحية، ومعبدًا بوذيًّا، ومعبدًا هندوسيًّا، تأكيدًا على مبدأ إسلامي وإنساني راق ومتحضر هو: احترام الإنسان، كونه إنسانًا، واحترام حقّه في حرية العقيدة وحرية ممارسة شعائر دينه: “لكم دينكم وليَ دين".
في عيدكم الثامن والأربعين، طوبى لكم يا شعب الإمارات العزيز بدولتكم الحضارية البهية. عاش زايد خالدًا عصيًّا على النسيان، وبارك فيمن سار على خُطاه.

***



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل طفلُك أحمق؟ هل طفلتُك غبية؟
- أولئك كانوا صخرتي … في محنتي
- -وسام زايد- على صدر كل مصريّ
- نبالٌ في يد البرلمان … لقنص العقول!
- كُن متطرّفًا في إيمانك … وانبذِ التطرّف!
- أخطاؤنا الصغيرة .. هدايا وبركةٌ وفرح!
- الأيزيدية شيرين فخرو … العُقبى لداعش
- عيدُ الحبّ المصري … والڤالنتين الإيطالي
- 7 أرطال … من اللحم البشري!
- التذكرةُ قاتلةٌ … لأن القانونَ طيبٌ وأمّي
- سهير العطار … نجوى غراب … أكذوبةُ الخريف
- حتى لا تموتَ الشهامةُ في بلادنا!
- يراقصُ الزهراءَ فوق الثريا | إلى مازن ... فاطيما
- البابا تواضروس … والخاذلون أوطانَهم
- -بين بحرين”: بحر الظلام وبحر النور
- كيف عشتُ طقسَ -الحلول- مع فرجينيا؟
- سانت كاترين: متخافوش على مصر
- اللواء باقي زكي يوسف… كاسر أنف صهيون
- أيها الخائنُ … أيها النبيل!
- يوم من أيام مصر الجميلة... تحيا مصر يسقط كل عدو لمصر!


المزيد.....




- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - الإنسانُ … مفتاحُ السرّ في دولة الإمارات