أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - فاطمة ناعوت - عيدُ الحبّ المصري … والڤالنتين الإيطالي














المزيد.....

عيدُ الحبّ المصري … والڤالنتين الإيطالي


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 6404 - 2019 / 11 / 9 - 13:29
المحور: حقوق الانسان
    


من الطُّرف اللطيفة التي تتكرّر كل عام في أسرتي، أن يعتذر زوجي عن عدم إحضار هدية لي في عيد الڤالنتين الإيطالي (14 فبراير) بحجّة أنه لا يؤمن إلا بالعيد المصريّ وفقط، من باب الحفاظ على الهُوية المصرية! ثم يتحجّج في عيد الحب المصري (4 نوفمبر ) بأنه لا يؤمن إلا بالعيد الإيطالي، لأنه الأكثر أصالةً وقِدمًا وعالمية! وللحق أنه بعد ذلك الاعتذار المرح، يفاجئني بهدية في هذا العيد وذاك. ولكنني فكّرت أن أوضّح الفارق بين العيدين، لأنهما بالفعل مختلفان، ولا يصحُّ الخلطُ بينهما.
عيد القديس ڤالنتين:
هذا العيد يحتفل بالحب الرومانسي بين الرجل والمرأة. وتعددت الحكايات حول منشأه. تقول الحكاية الأشهر إن قدّيسًا مسيحيًّا اسمه ڤالنتين Valentine عاش في عهد الإمبراطور الروماني كلوديس. ومنع الإمبراطور الوثنيُّ الشبابَ من الزواج؛ لاعتقاده أن الزواجَ يُضعفُ لياقة الجنود القتالية. لكن القديسَ الطيبَ رأى ذلك القانونَ مُجحفًا يخالف تعالم الإنجيل. فتحدّى الإمبراطورَ، وراح يزوّجُ العاشقين في كنيسته سِرًّا. ولما اِكتُشفَ أمرُه أُعدم في يوم 14 فبراير في القرن الثالث الميلادي . فصارَ أيقونةً للمُحبّين والعُشّاق. وثمة أساطير من قبل الميلاد تقول إن ذلك اليوم هو بداية فصل الربيع عند قدامى الرومان ومهرجانُ الخصب والنقاء؛ حيث يكنسون البيوتَ وينثرون القمحَ والمِلحَ في أركانها، ثم يذهبُ الكهنةُ إلى الكهف المقدس، حيث كان الطفلان الإلهان: روميلوس وريميس؛ مؤسِسا الدولة الرومانية، يعيشان تحت رعاية أنثى ذئب. فيذبحون القرابين: عنزةً، رمزًا للخصوبة، وكلبًا، رمزًا للنقاء والوفاء. ثم يُقطّعون جلدَ العنزة شرائحَ صغيرةً يغمسونها في الدم، يجوبُ بها الأولادُ الطرقاتِ ليمسحوا وجوهَ النساء، والحقول؛ فيعمُّ الخصبُ: إنجابًا، ومحاصيلَ. وعند المساء، تُلقي الفتياتُ أسماءهن في جَرّة، ويأتي شبابُ الرومان يلتقطُ كلٌّ ورقةً، فيتزوجُ صاحبتَها. ذاك هو عيد العُشّاق.
عيد الحبّ المصري:
هذا العيد يحتفي بالحبّ الأشمل بين الناس جميعًا. ويعود إلى يوم 4 نوفمبر عام 1988، حيث مرَّ نعشٌ لا يسير وراءه إلا رجالٌ ثلاثةُ! فاندهش الصحفيُّ الكبير "مصطفى أمين" وسأل المارّةَ عن المتوفى الذي خلت جنازتُه من الُمشيّعين! فعلم أنه عجوزٌ في السبعين، عاش عمرَه دون أن يحبَّ أحدًا، فلم يحبّه أحدٌ، ولم يحزن لفراقه أحدٌ. حزن "مصطفى أمين" وأسرع إلى مكتبه بجريدة الأخبار وكتب في عموده الصحفي: "فكرة"؛ يستأذن قرّاءَه في إطلاق ذلك اليوم عيدًا للحب، لكلّ مَن نسى الحبَّ، حتى نتذكّر ونُذكِّر بعضنا البعض بتلك القيمة الهائلة في حياتنا، التي لو غابت عن قلوبنا، نتحول إلى مجموعة من الهمج والوحوش. وكان "عيد الحب المصري" الذي تجاوز “عيد الڤالنتين” إلى رحاب أوسع مدًى من مجرد العشق بين رجل وامرأة، إلى عشق الإنسان لكل البشر ممن لا تربطنا بهم روابط معرفة أو مصلحة، أو قرابة أو عمل. الحبُّ في إطلاقه لله ولخلق الله.
الحبُّ الشامل لكل الناس، قيمةٌ عليا لا يدركها إلا ذوو العزم الأتقياء. فأنت حين تحبُّ أطفالَك وأقرباءك، تشبه القطةَ التي تحبُّ أولادَها ثم تفترس الفأر! وتشبه الأسدَ الذي يحنو على أسرته، ثم يفترس الظِّباء. ولكي تعلو درجةً عن مرتبة القطة والأسد، وتستحق لقب: "إنسان"، فعليك تجاوُز عشيرتَك ليُظلّل حبُّك مَن لا تعرف من البشر. في هذا قال أحدُ الفلاسفة: “الإنسانُ العادي يتوافق مع الجماعة التي ينتمي إليها. أما الإنسانُ الفائق؛ فيشعر بانتمائه للبشرية جمعاء؛ فيتجاوز حدودَ جماعته؛ ليخاطب الإنسانيةَ كلها بلغة الحبّ."
يُحكى أن الملكَ الفارسي أنوشيوان أعلن عن جائزة قدرها 400 دينار لمَن يقول كلمة طيبة، غير مسبوقة. ثم تجوّل في أرجاء مملكته بصحبة حاشيته. فشاهد فلاحًا عجوزًا تخطّى التسعين، يغرس شجرة زيتون. فسأله الملكُ متعجّبًا: "هل تغرس شجرةً لن تأكل منها، إذ تحتاج إلى عشرين سنة حتى تُثمر، وأنت طاعنٌ في العمر، ودنا أجلُك؟!" فقال الفلاحُ: "زرع السابقون؛ وحصدنا. كذلك نزرعُ ليحصد اللاحقون.” فقال الملكُ: “هذه كلمةٌ طيبة.” وأمر له بأربعمائة دينار.
لا تسمحوا للحبّ أن يفرّ من قلوبكم. فالكراهيةُ مرضٌ قاتل. إن لم نحبّ بعضنا البعض، بأي عين نطلب من الله أن يُحبّنا؟ الحبُّ هو الَملَكة السماوية التي أمرنا اللهُ بها وزرعها في قلوبنا. لكن بعضنا أمعن في قتلها داخل روحه فراح يبغض ويقتل، دون جريرة إلا الاختلاف في الفكر أو العقيدة. والاختلاف رحمةٌ وثراء، لو يعرفون. أحبّوا تصحّوا. فالمحبةُ هي الحلّ. ودائمًا: "الدينُ لله، والوطنُ لمن يحبُّ الوطن”.

***



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 7 أرطال … من اللحم البشري!
- التذكرةُ قاتلةٌ … لأن القانونَ طيبٌ وأمّي
- سهير العطار … نجوى غراب … أكذوبةُ الخريف
- حتى لا تموتَ الشهامةُ في بلادنا!
- يراقصُ الزهراءَ فوق الثريا | إلى مازن ... فاطيما
- البابا تواضروس … والخاذلون أوطانَهم
- -بين بحرين”: بحر الظلام وبحر النور
- كيف عشتُ طقسَ -الحلول- مع فرجينيا؟
- سانت كاترين: متخافوش على مصر
- اللواء باقي زكي يوسف… كاسر أنف صهيون
- أيها الخائنُ … أيها النبيل!
- يوم من أيام مصر الجميلة... تحيا مصر يسقط كل عدو لمصر!
- مهرجان الجونة … الرقصُ داخل الأغلال
- أن نكون شوكةً في ظهر مصر!
- خالد جلال … يستعيدُ ذاكرةَ (نادية)
- صَهٍ … إن مصرَ تتكلّم!
- اعترافات أجدادي العِظام … السَّلفُ الصالح
- ماعت التي ما ماعت ... في صالوني
- جهادُ المصريين ضد الجهل والطائفية والإخوان
- كانوا وسيمين … كنّ جميلات!


المزيد.....




- تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال بحق نتنياهو وغالانت ورئيس ...
-  البيت الأبيض: بايدن يدعم حرية التعبير في الجامعات الأميركية ...
- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...
- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس
- الحكم على مغني إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- -نقاش سري في تل أبيب-.. تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال ب ...
- العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة بذخائر أمريكية ...
- إسرائيل: قرار إلمانيا باستئناف تمويل أونروا مؤسف ومخيب للآما ...
- انتشال 14 جثة لمهاجرين غرقى جنوب تونس


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - فاطمة ناعوت - عيدُ الحبّ المصري … والڤالنتين الإيطالي