أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فاطمة ناعوت - سهير العطار … نجوى غراب … أكذوبةُ الخريف














المزيد.....

سهير العطار … نجوى غراب … أكذوبةُ الخريف


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 6394 - 2019 / 10 / 30 - 04:54
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


Facebook: @NaootOfficial
المصريّاتُ المدهشاتُ يكسرن التوقّعَ ويرسمن بريشات التفوّق آياتٍ مدهشات من المجد على شاشات العالم. يحملن علمَ مصرَ العظيم، وفي لحظات الفوز، يرفرف العلمُ الجميلُ في العلا؛ فخورًا ببنات مصر المُشرقات الُمشرّفات.
في بطولة "الأساتذة" العالمية للسباحة، المعقودة قبل أيام في كوريا الجنوبية، في سباق (200 متر) للسبّاحين الأساتذة الواقعة أعمارهم بين 70-74 عامًا، كان لنا اثنتان من جميلات مصر بطلات السباحة العالمية؛ وحصدتا لمصر ميداليات عالمية؛ لتضيفا إلى لوحة الشرف المصرية كلمتين جديدتين.
سهير العطّار: أستاذة الطب في جامعة القاهرة، نجوى غراب: أستاذة اللغة الفرنسية وفنّانة تشكيلية، سمكتان ذهبيتان مصريتان ممشوقتان، أضافت السنواتُ على جسديهما مزيدًا من التناغم والرشاقة، وشكّلت العقودُ السبعة على خارطة روحيهما نغماتِ سحرٍ وفلسفاتٍ ومعارفَ وتكتيكًا رفيعًا في فنون السباحة، جعلت منهما ربَّتين من ربّاتِ البحار، تفخر بهما مصرُ. في المياه الكورية، اخترقتا اللجاج مثل سهمين مارقين، وعادتا لمصرَ بالمجد والفرح.
أناشدُ الرئيس عبد الفتاح السيسي بتكريم هاتين الجميلتين لأنهما تعطيان دروسًا عظيمة للمواطن المصري.
أولا: "رسالة معجزة مصر". فقد قدّمت المصريتان الجميلتان للعالم رسالةً ناصعة تقول إن مصر تخوض معاركَ عديدة في جبهات عدّة، في الوقت ذاته. تواجه مصرُ الإرهابَ الأسود وتواجه الحقدَ القطري والتركي الذي يقذف سهامَه المسمومة في قلب مصر، وفي الوقت ذاته تُشيِّد نهضتَها وتشدو أوبراها وتفتح مسارحُها ستائرَها، وتعمل قواها الناعمة بكامل قوتها، ويفوزُ أبناؤها بالمراكز العالمية في المسابقات الدولية. تلك معجزة مصر الخاصة: تحاربُ الإرهاب بيدٍ، وباليد الأخرى ترفع عصا المايسترو، ومسطرة المهندس، وقلم الأديب.
وثانيًا: "رسالة المرأة المصرية المدهشة". رسمت الجميلتان صورة مشرقة للمرأة المصرية الرياضية التي لا تتفوق في الرياضة وحسب، بل تبزُّ أقرانها ونظراءها في دول العالم الأول.
وثالثًا: “رسالة أكذوبة خريف العمر". فقد قدمتِ المصريتان الجميلتان دليلا دامغًا على أن عُمرَ الإنسان، ليس إلا رقمًا على ورق. بينما يكمنُ الشبابُ في العقل والروح. فثمّة شابٌّ عمره مائة عام، وثمّة عجوزٌ هَرِمٌ عمره عشرون عامًا. جميلتان تجاوزتا السبعين، تحصدان الميداليات العالمية في السباحة، وترقصان فوق صفحة الماء مثل باليرينات ساحرات.
لدينا، نحن المصريين، وكذلك العرب، علاقةٌ مغلوطة بفكرة "العُمر". ننظرُ باستهانة للشباب، وننظرُ باستهانة للمُسنّين. نرى الشباب غير ناضج بما يكفي لتحمّل المسؤولية، ونرى المسنّين عبئًا على المجتمع، في نظرة قميئة مُعادية للتقدّم في العمر. ونقرنُ العمل والتفوق بمرحلة منتصف العمر فقط!! ميراثٌ ضخمٌ يحاربُ التقدم في العُمر كأنه خطيئة! لا سيّما إن كان المُسنُّ امرأة! وميراثٌ عربيٌّ قديم يسخرُ من طلب العلم في الكِبَر! كأن المعرفةَ وحصد خبراتٍ جديدةٍ مقرونٌ بعُمر محدد. وكأن المعرفة كمٌّ محدود من المعلومات مخبأ في حقيبة، يفتحها الصغيرُ في سنواته الأولى ليرى ما بها، ثم يغلقها ويرميها في النهر، بمجرد أن يكبر ويشبُّ! ونرى في ذلك، المَثَل المصري (المحبِط): "بعد ما شابْ، وَدّوه الكُتّاب!" يعني: أبعدما وَخَطَ الشَّيبُ رأسَه، يذهب إلى الكُتّاب؟! والكُتّابُ مكانٌ يدرس فيه الصغارُ أصولَ اللغة والقرآن في القرى المصرية، قبل سنّ التعليم الإلزاميّ. ومن ذلك أيضًا: "التعلُّم في الصِّغر، كالنقشِ على الحجر. والتعلّم في الكِبَر كالحرث على الماء." فالتعلّم صغيرًا، ثابتٌ دامغٌ، وهذا صحيح، بينما التعلّم كبيرًا، زائلٌ سرعان ما ينمحي كما تنمحي الخطوطُ التي نرسمها بعصا على صفحة الماء، بمجرد رفع العصا، وهذا خاطئ. ويثبتُ التاريخُ أنْ ليس من سنّ محددة لتعلّم الإنسان معارفَ جديدة وحصد الأمجاد. إنِما الوقتُ المناسب للتفوق هو كاملُ المدة التي يقضيها الإنسانُ فوق الأرض، أي كامل عمره. Never to late to …. لم يفتِ الوقتُ أبدًا لأي شيء.
والحقُّ أن الغرب يُطبّق تلك القاعدة بإتقان. فلا نندهش حين نطالعُ في صحف الغرب أخبارًا عن مُسنّين ذهبوا ليتعلَّموا فنونًا ومعارفَ جديدة. مثل التي ذهبت لتتعلم التطريز وفنَّ تنسيق الزهور وهي في الثمانين، أو ذلك الذي فاز في السبعين، في مسابقة تسلّق الجبال، أو تلك التي قررت العزْفَ على البيانو في التسعين، أو الزوجين المُسنّين اللذين جابا العالم على دراجتيهما، وغيرهم الكثير!
تحية احترام لهاتين السيدتين العظيمتين، ولكلّ امرأة جميلة خَطَتْ بحذائها فوق ثقافة بالية تدحضُ العزيمة، وتركن إلى الكسل مادام العمرُ يركض نحو محطّته الخريفية الجميلة، وأعلَتْ، بدلَ ذلك، المثلَ الغربيَّ الذي يحثّ على التفوّق، مادام في العمر لحظة. وفي هذا يقول رسول الله: "إن قامتِ الساعةُ وبيد أحدكم فسيلةٌ، فإن استطاع ألا يقوم حتى يغرسَها، فليفعل." صدق رسول الله (ص). فلا تصدقوا أن للعمر خريفًا. ودائمًا: "الدينُ لله، والوطنُ لمن يحبُّ الوطن”.

***



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حتى لا تموتَ الشهامةُ في بلادنا!
- يراقصُ الزهراءَ فوق الثريا | إلى مازن ... فاطيما
- البابا تواضروس … والخاذلون أوطانَهم
- -بين بحرين”: بحر الظلام وبحر النور
- كيف عشتُ طقسَ -الحلول- مع فرجينيا؟
- سانت كاترين: متخافوش على مصر
- اللواء باقي زكي يوسف… كاسر أنف صهيون
- أيها الخائنُ … أيها النبيل!
- يوم من أيام مصر الجميلة... تحيا مصر يسقط كل عدو لمصر!
- مهرجان الجونة … الرقصُ داخل الأغلال
- أن نكون شوكةً في ظهر مصر!
- خالد جلال … يستعيدُ ذاكرةَ (نادية)
- صَهٍ … إن مصرَ تتكلّم!
- اعترافات أجدادي العِظام … السَّلفُ الصالح
- ماعت التي ما ماعت ... في صالوني
- جهادُ المصريين ضد الجهل والطائفية والإخوان
- كانوا وسيمين … كنّ جميلات!
- عنصريةُ اليد اليسرى!
- ابحث عن نسختك الأجمل
- الراهبُ … البون بون … الأخلاق


المزيد.....




- “800 دينار جزائري فورية في محفظتك“ كيفية التسجيل في منحة الم ...
- البرلمان الأوروبي يتبنى أول قانون لمكافحة العنف ضد المرأة
- مصر: الإفراج عن 18 شخصا معظمهم من النساء بعد مشاركتهم بوقفة ...
- “سجلي بسرعة”.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت ف ...
- إيران - حظر دخول النساء الملاعب بعد احتضان مشجعة لحارس مرمى ...
- هل تؤثر صحة قلب المرأة على الإدراك في منتصف العمر؟
- اغتصاب وتحويل وجهة وسطو وغيرها.. الأمن التونسي يوقف شخصا صدر ...
- “الحكومة الجزائرية توضح”.. شروط منحة المرأة الماكثة في البيت ...
- جزر قرقنة.. النساء بين شح البحر وكلل الأرض وعنف الرجال
- لن نترك أخواتنا في السجون لوحدهن.. لن نتوقف عن التضامن النسو ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فاطمة ناعوت - سهير العطار … نجوى غراب … أكذوبةُ الخريف