أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - رفقة رعد - المرأة الداعشية: ماكينة لتفريخ الإرهاب














المزيد.....

المرأة الداعشية: ماكينة لتفريخ الإرهاب


رفقة رعد

الحوار المتمدن-العدد: 6178 - 2019 / 3 / 20 - 20:41
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


الى اين تريد ان تصل المرأة الداعشية؟ هو أحد الاسئلة التي يجب ان نطرحها قبل ان نحلل ونفسر ما نراه في الظاهر، متناسين ان العالم يملك وجوه عدة تجعلنا قريبين أكثر من الحقيقة إذا ما تأملناها جيداً.
عندما يلتجئ الانسان الى المؤسسة الدينية ككيان يحفظ وجوده ويشركه بالمجتمع لسببين، اما ان يكون انعكاس طبيعي جدا للبيئة الدينية والمحيط الذي يعيش به، او ان يكون باحث عن انتماء معين فيجد ضالته في المؤسسة الدينية. والنوع الثاني من الناس هو ما أحب التركيز عليه هنا، لان المرأة الإرهابية كائن ذكي لا يمكن ان يكون ارتداد عادي جدا للواقع بل هي كائن متمرد يسعى الى شيء ما دائما والا ما اختارت الإرهاب كوسيلة.
تشير الدراسات الى أن النساء يشكلن 13 في المئة من 41 ألفا و490 أجنبيا انتموا إلى داعش، وقد سافر أكثر من 145 امرأة و50 قاصرا كانوا بين 850 شخصا الى بريطانيا لأجل الالتحاق بالتنظيم المتطرف في كل من سوريا والعراق. ولا يمكن تصور ان هذا العدد من النساء سوف يكف عن كونه إرهابي فقط لأنه خسر الأرض، بل ان التركيبة النفسية للمؤسسة الارهابية تستحدث نفسها بشكل جديد في كل مرة تظهر فيها. ليس لان فكرتهم عن الموت والقتال مختلفة عن فكرتنا او انهم يمتلكون مبدأ يؤمنون به أكثر منا فقط بل أيضا حاجتهم للاستمرار كجسد واحد هي الدافع لتجد المرأة وخصوصا المرأة ما كانت تبحث عنه. يقول أريك هوفر مؤلف كتاب المؤمن الصادق ان " لكي تهيئ شخص ما للتضحية بالنفس فلابد من سلخه عن هويته الذاتية وعن تميزه. أي يجب ان يكف عن الشعور انه خلية بشرية مستقل لها وجود يحده المولد والوفاة. وأكثر الطرق فاعلية في الوصول الى هذا الهدف هو صهر الفرد كلية في الجسم الجماعي. ان الفرد المنصهر في الجماعة لا يعد نفسه ولا الاخرين كائنات بشرية فعلية".
من هذا الباب الأول تجد المرأة ضالتها في هذا الانصهار الذي كانت قبله كعنصر منبوذ في المجتمع، لتتحول الى عضو من أعضاء الجسد الحيوية حتى انها المحرك او الروح فيه. ان الامكانية التي تقدمها المرأة للمؤسسة الإرهابية تكاد تعلو على إمكانية الرجل فيها، رغم ما تعكسه الصورة الظاهرة من غلبة الرجل، لكن لكلا له دوره الحقيقي والذي يكاد يكون أحدهم أخطر من الثاني، عندما نعلم ان الاعداد والتهيئة والتصنيع بيد المرأة، أي انها قادرة على ان تكون لوحدها مؤسسة إرهابية من دون الحاجة الى رقيب او دليل، فقط إذا ما توفرت العوامل.
وهذا ما يساهم بشكل سريع وكبير في إعادة مركزة العالم، أي تحديد مركز المرأة ضمن الخارطة الاجتماعية، بتحييد السلطة الى جانبها بعد ان كانت الى جانب الرجل، وان إدراك المرأة لهذا الدور في الإرهاب له نتيجة أخطر من التنظيم ذاته بأيديولوجياته لأنها تؤسس لأيديولوجية جديدة بعيدة جدا عن هدف التنظيم نفسه.
لذلك لا يمكن حصر دور النساء في الحسبة او القتل او النكاح الجهادي، بل هو يأخذ بهدف انتاجي وليس فقط وظيفي، فهي كماكنة لتفريخ الإرهابيين والإرهاب نفسه، تعمل في مختلف الأماكن والازمان، على ارض محايدة او وسط مجتمع سلمي لا يدرك ما يجري خلف الأبواب. وأوضح تقرير صدر مؤخراً من المركز الدولي لدراسة التطرف والعنف السياسي في جامعة لندن، ان الخطر لا يقع على النساء المتواجدات ضمن التنظيم فقط بل من يعشن في قلب البلد الاوربي، وواحدة من هؤلاء فتاة تبلغ من العمر 18 عام، كانت قد رتبت في مطلع العام الجاري لهجوم بقنبلة وسلاح على متحف بريطاني، إثر منعها من مغادرة البلاد لأجل الالتحاق بزوجها في سوريا، وعقب ذلك، نشطت في أول خلية إرهابية بالبلد الأوروبي تضم النساء فقط.
المرأة الإرهابية، هي الجيل الجديد من الارهاب، هي اللبوات المنفردة، التي تزج بأشبالها الى الموت، بتربية افكارها الدوغمائية لأولادها، وتنشئتهم تنشئة راديكالية، ثم تهبهم للعالم كمطالبين للحقوق والباحثين عن الجنة، فتكون النار تحت اقدام الأمهات.
بالتالي هي لا تسرح بعيدا عن القطيع بل هي من يقود القطيع في الاصل، وهي من يخطط للصيد والافتراس، وهذا الدور الرئيسي لا يمكن ان يغفل على المرأة منقوصة السلطة، التي ما زال المجتمع الى اليوم يعتبر أعظم انجاز لها هي طبخة طيبة المذاق، ذلك ليس دفاعا عن وجودها او تبرير لأفعالها، بل هو استقراء طبيعي للواقع، ونتيجة حتمية للكبت، وسعي نحو الوجود بأي طريقة كانت، بعد مرض العدم الذي يضرب كل مفاصل المجتمع الانثوية.
فكيف سننقذ ما اوقعنا أنفسنا فيه؟ وكيف سنحمي الأمهات من ان يتحولن الى معمل لتفريخ القتلة والقتل؟



#رفقة_رعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زواج المتعة و فائدته السياسية
- مستقبل داعش وتشظي الإرهاب
- قدسية -الخليفة- داخل المؤسسة الإرهابية
- هيلاري كلينتون رئيسة دولة أم امرأة؟
- الموصل و غرابة الحدث
- سر صغير بيني و بين زها حديد
- ذاكرة بطعم الجنون
- ذاكرة بطعم الكتب
- أحلام يقظة شعوب الحرب
- عيد اكيتو واسراري للآلهة
- سبايا داعش نساء خارج الارض
- نازحة
- ذاكرة بطعم الالعاب
- صوت طفل الحرب
- الكلام النسوي ( حل لمشكلة العدم )
- نساء العراق بين فكي داعش والحروب
- ذاكرة بطعم العشب
- في الطريق إلى شارع المتنبي
- العدم في دقائقهِ الاولى
- الضياع بين اربع جدران


المزيد.....




- بايدن يرد على سؤال حول عزمه إجراء مناظرة مع ترامب قبل انتخاب ...
- نذر حرب ووعيد لأمريكا وإسرائيل.. شاهد ما رصده فريق CNN في شو ...
- ليتوانيا تدعو حلفاء أوكرانيا إلى الاستعداد: حزمة المساعدات ا ...
- الشرطة تفصل بين مظاهرة طلابية مؤيدة للفلسطينيين وأخرى لإسرائ ...
- أوكرانيا - دعم عسكري غربي جديد وروسيا تستهدف شبكة القطارات
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- الشرطة تعتقل حاخامات إسرائيليين وأمريكيين طالبوا بوقف إطلاق ...
- وزير الدفاع الأمريكي يؤكد تخصيص ستة مليارات دولار لأسلحة جدي ...
- السفير الروسي يعتبر الاتهامات البريطانية بتورط روسيا في أعما ...
- وزير الدفاع الأمريكي: تحسن وضع قوات كييف يحتاج وقتا بعد المس ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - رفقة رعد - المرأة الداعشية: ماكينة لتفريخ الإرهاب