أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - محمد عبد المجيد - الكلمةُ في البِدءِ وليستْ في القبر!














المزيد.....

الكلمةُ في البِدءِ وليستْ في القبر!


محمد عبد المجيد
صحفي/كاتب

(Mohammad Abdelmaguid)


الحوار المتمدن-العدد: 6162 - 2019 / 3 / 3 - 03:49
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


أيُّ شعبٍ لا تُحَرّكه الكلمةُ الغاضبةُ ضد الظلم يحفر قبرَه بأيدي أبنائــِه ويحسب أنَّه في عُرْسٍ يشهده الحاكمُ ويحتفل به معه العبيدُ المطيعون!
لم يرسل اللهُ، عزَّ وجَلَّ، نبيــًا أو رسولا بدون كلمة ؛ إذا هجرها الناسُ فقد كفروا بمُرْسلـِها وحاملـِها وقدسيتِها، وفي عصرِنا الحديثِ ظهرتْ الكلمةُ مقروءةً ومسموعةً ومُشاهــَـدة، ثم تطورتْ وأصبحتْ الكترونيةً وأثيريةً يستطيع الأمّيُّ أنْ يعثرعليها في عشرات الصور المختلفة.
ومع ذلك فكثيرٌ من الشعوب تفضّل الصَمَمَ والعَمىَ وتقطع ألسنـَـتَها في تصوير مجازيٍ لتُبهج سيدَ القصر، وتُسْعِد رجالَ أمْنِه، وتنام ملءَ جفونِها في محاولةٍ لاقناع الضمير أنْ ينام هو الآخر.
عندما تفقد الكلمةُ تأثيرَها ومفعولـَها وقوتــَها تنسحب المباديءُ والأخلاقُ والفروسيةُ والنُبــْـلُ إلىَ الخلفِ لتترك السوطَ يحل محلَ الصوتِ، وتغادر روحُ اللهِ القلبَ فتحتله على الفورِ ارتعاشةُ الرعب، واصطكاكةُ الخوف.
مع اتساع رقعة المعرفة التي تطارد الناسَ عقلا وقلبا من مداخل كل حواسه، المعلومة والزائدة، سلـَّـمَ أكثر الناس مصائرَهم لأشباحٍ من البشر؛ قد تقضي عُمرَك كله تخشاهم ولا تشاهدهم، وتسمع صدىَ أصواتِهم المصنوعة من خيالك في عُمق طبلة أذُنك.
تحتضر الكلمةُ أو تمرض أو تضعف؛ فإذا ألقيتها في قلب جبانٍ ماتتْ قبل أنْ تصل إلىَ شغافــِـه، وهنا تكون مصانعُ العبودية في أوجهها لتتحول من عبوديةِ قهرٍ إلىَ عبوديةٍ مختارةٍ و.. طوعية؛ وقد يصل مداها إلىَ المازوخية!
يوهم الجبانُ نفسَه أنَّ السلطة مختبئة تحت وسادتـــِـه لتراقب أحلامــَه، وأنها قد تستدعيه عند انبلاج فجر الرقيق لتستفسر منه عن أشياء تغضبها وقد مرّتْ بذهنــــِه دون أنْ يفصح عنها؛ وكأنَّ لسانَ حالــِـها يُجــَـسّد المثلَ الصينيَ الذي يقول: اضرب زوجتك عند عودتك إلى المنزل بدون ذِكْر السبب، لكنها لا بد وأنْ تكون قد ارتكبت ما يسيئك منها في غيابِـك!
تنهار الأممُ عندما يجفّ تأثيرُ الكلمة، والشعوب التي لا تغضب مرة في كل يوم يباركها الشيطان، والكاتبُ الهاديءُ والمسالــِـمُ صيدٌ ثمينٌ لقوىَ الشرّ، والضميرُ الذي لا ينتفض لاعتداءِ خبرٍ كاذبٍ على آدميته؛ صاحبُهُ خادمٌ لدىَ سلطةٍ غاشمة.
الإنسان الذي لا يتحسس قفاه طوال الوقت خشية كفِّ السلطة؛ لن يعرف ضميرُه الطريقَ إلى السماء، والكلمة التي لا تؤثر فيك تفسح المجالَ لسلسلة مربوطة حول رقبتــِـك.



#محمد_عبد_المجيد (هاشتاغ)       Mohammad_Abdelmaguid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خطاب الرئيس السيسي الذي لم يُلقه بعد!
- رضا القاريء والسلطة أَمْ .. عيون أولادي!
- كوابيس الشعب وأحلام الطاغية!
- وأخيرًا غضب المصريون!
- عبد الناصر والسيسي .. المقارنة المبكية!
- قراءة في وعي فنان.. خالد أبو النجا!
- لم أصل لنقطة النهاية بعد!
- الإسلام ليس اللغة العربية التي تكرهها!
- رصاصة الرحمة على خط الدفاع المصري!
- السخرية اليتيمة تعمل لصالح الطاغية!
- أمة ترفض الشفاء وتستمتع بالمرض!
- فاطمة ناعوت و .. عُش الدابير!
- لهذه الأسباب أدعو محمد بن سلمان للانتحار!
- تجديد جواز سفري النرويجي!
- رسالة مفتوحة إلى النائبة الكويتية صفاء الهاشم!
- أعتذر للملك محمد السادس فالساخرون جاهلون!
- هكذا تبصق المصريةُ على خمسة آلاف عام!
- الخطأ الذي وقعت فيه فاطمة ناعوت!
- لا يصدّق المصريون أن اللهَ نفخ فيهم من روحه!
- هجاء الحب في مفردات لغة متغربة بين أهلها!


المزيد.....




- فيديو أسلوب استقبال وزير الخارجية الأمريكي في الصين يثير تفا ...
- احتجاجات مستمرة لليوم الثامن.. الحركة المؤيدة للفلسطينيين -ت ...
- -مقابر جماعية-.. مطالب محلية وأممية بتحقيق دولي في جرائم ارت ...
- اقتحامات واشتباكات في الضفة.. مستوطنون يدخلون مقام -قبر يوسف ...
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بسلوكها
- اكتشاف إنزيمات تحول فصائل الدم المختلفة إلى الفصيلة الأولى
- غزة.. سرقة أعضاء وتغيير أكفان ودفن طفلة حية في المقابر الجما ...
- -إلبايس-: إسبانيا وافقت على تزويد أوكرانيا بأنظمة -باتريوت- ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف بلدتي كفرشوبا وشبعا في جنوب لبنان (صور ...
- القضاء البلغاري يحكم لصالح معارض سعودي مهدد بالترحيل


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - محمد عبد المجيد - الكلمةُ في البِدءِ وليستْ في القبر!