أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد عبد المجيد - السخرية اليتيمة تعمل لصالح الطاغية!














المزيد.....

السخرية اليتيمة تعمل لصالح الطاغية!


محمد عبد المجيد
صحفي/كاتب

(Mohammad Abdelmaguid)


الحوار المتمدن-العدد: 6095 - 2018 / 12 / 26 - 00:39
المحور: كتابات ساخرة
    


السخرية اليتيمة تعمل لصالح الطاغية!
هل تؤثر سخريةُ الرعيةِ من وراءِ ظهْر الحاكمِ فتـُـقـَـلــّـص فترةَ حُكْم الطاغية، وتزيح المستبدَ، وتُعجّل في زوال حُكْم الديكتاتور؟
طوال تاريخ الطواغيت والسخرية سلاحٌ يُبهــِــج الجماهيرَ، ويوهم المعترضين أنهم يمارسون فِعْلَ التمرد والثورة؛ لكن الحقيقة أنَّ السخرية بمفردها تمدّ في عُمر الطاغية وتُخدّر الوعيَ الجماهيري الذي يظن أنَّ خيوله تصهل، وحِرابَه تصيب القصرَ، والنكت اللاذعة واللاسعة توجع وتؤلم الحاكم.
هكذا ظن العبيدُ في كل بقاع الأرض عبر التاريخ، فيتهامسون فور اختفاء سوط سيدِهم ومالك رقابهم، ويضحكون في غيابه، ويتفننون في التهكم عليه وعلى عائلته وحياته وأسلوب معيشته ورجاله، وفي النهاية يغطون في نوم عميق تزوره كوابيس النهار والحقل والمزرعة والكرباج والمهانة والجوع والفقر والجــَـلــْـد علىَ ظهورٍ ملتهبة.
السخرية بمفردها حالة سلبية من التمرد لا تختلف كثيرًا عن الصمت، وكل طغاة الدنيا اغتبطوا بتنفيس العبيد عن أنفسهم في غيابهم، فهو يجدد الاستعداد ليوم جديد من عُمْر السيد، وموت جديد في مقابر الأحياء!
إذا نظرنا إلىَ حياة أيّ طاغية دراكيولي مدّ التهكمُ السلبي في عُمره سنجد أنه المستفيد الأول، فالقذافي كان مادة صالحة لكل جلسة بين خائفين ومفزوعين ومرتعشين فأقام فوقهم وكأنه بينهم 42 عاما؛ وموجابي تُكتــَـب عنه موسوعات في الضحك الأسمر الذي يمتد من هراري إلى كيب تاون، جان بيدل بوكاسا الذي أكل لحم تلاميذ المدارس أطالت السخرية في عُمره حتى منــَـحه البابا وجيسكار ديستان أوسمة الشجاعة، وعيدي أمين دادا قضى حياتــَـه يسخر من الرجل الأبيض ويلعب دور المُهرج ويشترط لقاء السادات على أن يأتي إلى مصر سباحة بجوار التماسيح، وهكذا فإن السخرية التي لا تسندها وتدعمها وتشد من أزرها قوة معارضة ووطنية وشرسة تصبح في النهاية هديةً للحاكم الطاغية ولو كان معتوها أو ناهبا لخزينة بلده مثل جان كلود ديفيالييه، حاكم هاييتي الراحل.
عندما صدرت مجلة 23 يوليو في لندن في السبعينيات وركزتْ على السادات في سخرية لا مثيل لها، لم يتأثر رغم عبقرية الرسوم الكاريكاتيرية وتبنّي اللواء سعد الدين الشاذلي روح المجلة، وجاءت التيارات الإسلامية المتطرفة فحصدت النصرَ الدموي في 6 أكتوبر 1981!
نفسُ الأمر انسحب علىَ علي عبد الله صالح حتى أنه صرح بتعاطيه القات وسط ضحكات أبناء شعبه، فحكم لأكثر من ثلاثين عاما.
إنَّ رهطا قليلا من المعارضين الجادين أو المحللين أو الكاشفين لجرائم الطاغية أفضل وأكثر وقعا وخطرا عليه من مئة ألف نكتة لاذعة في محيط سلبي لا يحرك ساكنا.
ما أسعد دراكيولا بسخرية ضحاياه من أنيابه وهو يغرسها في أعناقها؛ فهي تزيد تعطشه للدماء؛ أما المعارضة الحيّة والصادقة والبعيدة عن العنف والقتل فهي التي تعمل لصالح الجماهير وتختصر طريق الأربعين أو الثلاثين عاما إلى أربعة أو ثمانية أعوام.
محمد عبد المجيد
طائر الشمال
عضو اتحاد الصحفيين النرويجيين
أوسلو في 24 ديسمبر 2018



#محمد_عبد_المجيد (هاشتاغ)       Mohammad_Abdelmaguid#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أمة ترفض الشفاء وتستمتع بالمرض!
- فاطمة ناعوت و .. عُش الدابير!
- لهذه الأسباب أدعو محمد بن سلمان للانتحار!
- تجديد جواز سفري النرويجي!
- رسالة مفتوحة إلى النائبة الكويتية صفاء الهاشم!
- أعتذر للملك محمد السادس فالساخرون جاهلون!
- هكذا تبصق المصريةُ على خمسة آلاف عام!
- الخطأ الذي وقعت فيه فاطمة ناعوت!
- لا يصدّق المصريون أن اللهَ نفخ فيهم من روحه!
- هجاء الحب في مفردات لغة متغربة بين أهلها!
- عقْلنة التَدَيُّن!
- الموتٌ يحكم الحياة في الجزائر!
- رسالة لي من مؤيد لتغطية وجه المرأة!
- دمعة حُزْن واحدة تكفي!
- مستنقع الإعلام المصري في عهد السيسي!
- ثقافة الصورة وكوارثها!
- قراءة في مبادرة السفير معصوم لإنقاذ مصر!
- الجماهير ليست صاحبة حسم أخلاقي كرودريجو الفيلبيني!
- رسالة مفتوحة إلىَ رئيسٍ مَيّتٍ!
- صديقي القبطي؛ ألم يأن الوقت الذي فيه تتحرر؟


المزيد.....




- إيرادات فيلم سيكو سيكو اليومية تتخطى حاجز 2 مليون جنية مصري! ...
- ملامح من حركة سوق الكتاب في دمشق.. تجمعات أدبية ووفرة في الع ...
- كيف ألهمت ثقافة السكن الفريدة في كوريا الجنوبية معرضًا فنيا ...
- شاهد: نظارة تعرض ترجمة فورية أبهرت ضيوف دوليين في حدث هانغتش ...
- -الملفوظات-.. وثيقة دعوية وتاريخية تستكشف منهجية جماعة التبل ...
- -أقوى من أي هجوم أو كفاح مسلح-.. ساويرس يعلق على فيلم -لا أر ...
- -مندوب الليل-... فيلم سعودي يكشف الوجه الخفي للرياض
- الموت يفجع الفنانة اللبنانية كارول سماحة بوفاة زوجها
- وفاة المنتج المصري وليد مصطفى زوج الفنانة اللبنانية كارول سم ...
- الشاعرة ومغنية السوبرانوالرائعة :دسهيرادريس ضيفة صالون النجو ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد عبد المجيد - السخرية اليتيمة تعمل لصالح الطاغية!