أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - محمد عبد المجيد - صديقي القبطي؛ ألم يأن الوقت الذي فيه تتحرر؟















المزيد.....

صديقي القبطي؛ ألم يأن الوقت الذي فيه تتحرر؟


محمد عبد المجيد
صحفي/كاتب

(Mohammad Abdelmaguid)


الحوار المتمدن-العدد: 5932 - 2018 / 7 / 13 - 16:18
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


صديقي القبطي؛ ألم يأن الوقت الذي فيه تتحرر؟

قضيتُ ثلثي سنوات عُمرى أدافع عن هموم وحقوق أقباطنا، ومع ذلك فيُصر البعض أنني من نسل العرب والمسلمين الغزاة الذين احتلوا مصر منذ ألف عام، ولسان حاله يكاد يقول: عليك أن تنبش قبور آبائك وأجدادك لمئات الاعوام الماضية، وتلقي بها خارج مصر الممهورة بتوقيع سماوي كملكية خاصة للأقباط فقط.
يريد مناقشتي والحوار معي ليثبت أنني غازٍ ومحتل، وينزع عني مصريتي وذكرياتي وإسلامي، وماذا سيتبقى له؟
التاريخ إذا وقع على لسان الجاهل والطائفي فسيتحول إلى ساحة دم داخل جمجمة، فإذا خرج منها فيصبح على هيئة حروب أهلية وأكاذيب تاريخية وعبث أنصاف أميين.
عندما كنت أنشر مقالات تعاطف ومساندة ودعم لأحبابنا الأقباط في موقع ( منتدى أقباط الولايات المتحدة )، وتلقيت من الشتائم ما يعف عنها وجدي غنيم وآيات عرابي وأبو إسلام، وطالبني البعض أن أتوقف عن عرض حقوق شركاء الوطن الأقباط قبل أن أرتد عن الإسلام وألقي برأسي على صدر المسيح، ولم يسعفهم ذكاؤهم المهتريء لاكتشاف أن محبتي للمسيح لا تقل ذرة واحدة عن محبتي لمحمد بن عبد الله، عليهما السلام.
لم يفهم كثير من الأقباط أن معركتنا ضد قوى الباطل والعنصرية وتمزيق حقائق التاريخ هي التحام جيشين وليست صراع قوتين!
ماذا سيستفيد صديقي إذا وقفت امامه مرتعشا، ثم جلست على كرسي الاعتراف قائلا أنني ابن الغزاة العرب والمسلمين، وهو من نسل نقي سقط من بطن أمه حاملا الصليب وفي عروقه دم خالص لم يختلط بدماء نجسة كدمائي!
هل سمعتم عن الجنس النقي بعد آلاف السنين؟
هل تعرفون شعوبا كان أصلها ملائكة يمشون في الأرض مطمئنين، ثم أصبحوا السكان المشتركين مع غيرهم في وطن واحد؟
تتفتح كل مسامات جسدي، وتتراكم معلوماتي وقراءاتي، وتأتيني ذكرياتي الجميلة مع أقباطنا، ويتحول جرس الكنيسة في أذنيّ إلى شبه آذان ينطلق تارة من مأذنة وتارة أخرى من كنيسة العذراء، فيزداد تمسكي بالإسلام الحنيف كلما وقفت في خط الدفاع الأول عن أقباطنا ومسيحيتهم وحقوقهم، ثم فجأة يأتي أناس خرجوا من رحم برامج فضائية طائفية وكتابات جاهلين وجاهليين رضعوا من نهد وفاء سلطان وتكونت في أدمغتهم خيالات وخزعبلات رشيد وموريس صادق ومجدي خليل وزكريا بطرس، فيدفعون بي خارج المحبة والشراكة الوطنية، ويقضون لياليهم السوداء في محاولات إثبات والصاق كل الموبقات والسلبيات بنبي الإسلام صلوات الله وسلامه عليه.
معركة فرضها الجهل، وغير متكافئة لأنني مقيّد كمسلم بحب المسيح، وهم يرتعون ويمرحون ويصوّبون رماحهم المسمومة بخرافات لصدور وآذان محبيهم من المسلمين.
يتحدثون العربية، ويتعلمون بها، ويقرأونها، ويحفظون الكتاب المقدس بها، ويتلون المزامير بلغة الضاد، ولا يعرفون نشيد الإنشاء إلا بالعربية، ويقفون أمام الله في الكنيسة يبثون أوجاعهم ومظالمهم بلغة يقولون بعدها بأنها مفروضة عليهم من المحتل العربي والإسلامي.
ما أخطر الجهل والثقافة الضحلة المعجونة بالكراهية على العلاقات الإنسانية!
أنا أملك الشجاعة لأتحدث عن عفن دعاة مسلمين كُثْرٍ، وأكره متخلفيهم أكثر مما يفعل أصحاب الأديان الأخرى، وأراني في نفس مستوى وجبهة شركاء وطني، وعلى استعداد لأن أقضي ما بقي لي من عُمر قليل أنافح عن أقباطنا، لكنني لا أمسّ المسيح بن مريم، عليهما السلام، بكلمة سوء!
لا أدخل معارك دون كيخوت مع أنصاف الأميين وأرباع الحاقدين، ولا أطعن ولا أحب أن أُطعَن.
سيأتون لي بآلاف الأصوات والكتابات الصدئة والآسنة من أقلام وألسنة مسلمين فقستهم أفكار داعش قبل أن تولد بعشرات الأعوام، وأنا على استعداد أن آتي بأكثر منها من موريسيين ورشيديين وبطرسيين وفيسبوكيين غمسوا ألسنتهم في مخاط الشيطان وطعنوا في دين شركاء وطنهم.
لا أجادل في الدين، ولا أناقش فروقات بين حقائق وأكاذيب باسم الدين، لكنني أرى دعوة المسيح إسلامية، ودعوة محمد مسيحية، عليهما السلام، ومع ذلك فلا أعثر إلا على قليل ممن يفهم.
لو قرأتهم التاريخ الإسلامي والمسيحي واليهودي لجاء كل واحد منا يركع أمام زميله في الإنسانية.
كان صديقي في أوسلو لأكثر من ثلاثين عاما، ونتحادث في كل شيء، ويعرف أنني خط الحماية الأول عن دينه وكنيسته وحقوقه.
ثم فجأة أصيب بلوثة الفضائيات النتنة، وفي آخر لقاء قال لي بأن نبي الإسلام كان يمارس الفحشاء مع النساء الموتىَ. قلت له: هل تعرف أحدا يدافع عن حقوق الأقباط أكثر من هذين الاسمين: البابا شنودة ومحمد عبد المجيد؟ نظر إليَّ بخجلٍ مصطنعٍ ولم يجد جوابا، وقطعتُ علاقتي به !
وماذا لو أنني قلت لصديقي القبطي بأنني من نسل الاحتلال، كما كل سكان امريكا اللاتينية من صُلب الاحتلالين الإسباني والبرتغالي، فهل المطلوب مني نتيجة نقاش لغير المتخصصين أن أحمل عصاي وأطلب من آبائي وأجدادي لألف عام أن يخرجوا من القبور ويدفنوا أنفسهم في الحجاز؟
هل القبطي أو المسلم أو اليهودي أو الفارسي أو العثماني أو ... من نسل خالص ونقي؟
قل، يا صديقي، ما لديك لنفسك، احتلال عربي أو غزو أو فتح، واحتفظ به في صدرك، وابتسم لي، رغم أنفك، فأنا صديقك وجارك وشريك وطنك، ورفضي النقاش الديني هو قوة وليست ضعفا، فأنا درست مقارنة الأديان، وكدت انتهي من وضع كتاب فيها منذ نصف قرن، لكن الله هداني للإنسانية والمحبة والتسامح، عن قوة ومعلومات ومعرفة بالتاريخ والكتب المقدسة، لهذا أرفض الجدال والحوار الديني وتجزئة التاريخ.
لقد آن الوقت الذي يعود فيه أحبابنا .. أقباطنا إلى أحضان المسيح، عليه السلام، فقائمة الحساب عن تجاوزات وأخطاء وجرائم ومذابح أصحاب كل الأديان الأرضية والسماوية ستجعلنا نمرّغ وجوهنا في التراب خجلا وحياءً.
لا تظنن من يرفض الردّ ضعيفا، ولكن في عالم النت والفضائيات تظل القوة الظاهرة لأصحاب الألسنة الحِداد، ومن يشتم يظن أنها الضربة القاضية لخصمه.
نحن نصنع عداوات من فراغ، وننتقي من سلوكيات أوغاد وأقذار ومتطرفي ومتعصبي ومتشددي وجهلة كل دين ما يناسب معاركنا الوهمية.
صديقي القبطي،
أنا أقرب إليك من كل المبشرين والدعاة المسيحيين، فأكثرهم يوسوس إليهم الشيطان؛ أما أنا فعن يميني محمد وعن يساري المسيح، عليهما السلام: فكيف لك أن تشرب نخب الانتصار؟
محمد عبد المجيد
طائر الشمال
عضو اتحاد الصحفيين النرويجيين
أوسلو في 13 يوليو 2018



#محمد_عبد_المجيد (هاشتاغ)       Mohammad_Abdelmaguid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصر تريد!
- التنوير كما أراه!
- مبروك لأردوغان رغم أنفي!
- قراءة أولية في أداء الحكومة القَسَم أمام الرئيس السيسي!
- مديحة يُسري .. تاريخ الشاشة الفضية!
- دعاء الكروان .. رؤية جديدة!
- نصف قرن على الجريمة! لماذا فرحنا بقتل روبرت كنيدي؟
- أحفادي و .. ذكرىَ النكبة!
- مغالطة مخزية .. حرب فلسطين!
- لكنها ليست حربًا ضد بشار الأسد!
- أنا لا أستبدل بعصري كل عصور الماضي!
- رسالة مفتوحة للأمير محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي .. هذا ...
- لهذا يكرهني الإعلاميون المصريون!
- عيد الأم، ست الحبايب .. ألا تخجلون؟
- قراءة في شتائم الغوغاء!
- البابا تواضروس في حديث إلى السعوديين!
- الملائكة تهاجر من مصر في الولاية الثانية!
- كل شعوب الدنيا إلا في مصر!
- سيناويات طلسمية؛ ومع ذلك فشعبُنا جيشُنا!
- لماذا يكره الإعلاميون المصريون الإعلاميين المصريين؟


المزيد.....




- برق قاتل.. عشرات الوفيات في باكستان بسبب العواصف ومشاهد مروع ...
- الوداع الأخير بين ناسا وإنجينويتي
- -طعام خارق- يسيطر على ارتفاع ضغط الدم
- عبد اللهيان: لن نتردد في جعل إسرائيل تندم إذا عاودت استخدام ...
- بروكسل تعتزم استثمار نحو 3 مليارات يورو من الفوائد على الأصو ...
- فيديو يظهر صعود دخان ورماد فوق جبل روانغ في إندونيسيا تزامنا ...
- اعتصام أمام مقر الأنروا في بيروت
- إصابة طفلتين طعنا قرب مدرستهما شرق فرنسا
- بِكر والديها وأول أحفاد العائلة.. الاحتلال يحرم الطفلة جوري ...
- ما النخالية المبرقشة؟


المزيد.....

- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة
- فريدريك إنجلس . باحثا وثوريا / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - محمد عبد المجيد - صديقي القبطي؛ ألم يأن الوقت الذي فيه تتحرر؟