أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد عبد المجيد - قراءة أولية في أداء الحكومة القَسَم أمام الرئيس السيسي!














المزيد.....

قراءة أولية في أداء الحكومة القَسَم أمام الرئيس السيسي!


محمد عبد المجيد
صحفي/كاتب

(Mohammad Abdelmaguid)


الحوار المتمدن-العدد: 5903 - 2018 / 6 / 14 - 20:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قراءة أولية في أداء الحكومة القَسَم أمام الرئيس السيسي!

كم وددت وتمنيت أن يصيبني التفاؤل كما أصاب الكثيرين، على الأقل ليستريح الذين يتهمونني بأنني سيءُ الظن، ولا أرىَ إلا السلبيات، وأن اختيارات الرئيس هذه المرة ستكون مذهلة بحُكم خبرته المتجددة.
الطيبون ينتظرون مني كلمات طيبة تطبطب عليهم، وتفرز لهم عبقرية الرئيس في الاختيارات الجديدة.
حاولت أن أخدع نفسي، وأرى كل الألوان الرمادية تميل إلى البياض، وأشاهد مصر تقفز في الهواء لتسقط في مستقبل بديع ومبهر.
وللأسف فإنني لم أتمكن من أن أُخرج لساني السليط لنفسي الأمّارة بالسوء، والتي لا تثق قيد شعرة في الرئيس السيسي واختياراته المبعثرة والعشوائية والتي تشبه ثقته بعلي عبد العال وأحمد أبي الغيط.
وكما ذكر لي مسؤول مصري كبير .. كبير جدًا بأن أعضاء الحكومة يختارهم سامح شكري ويعرض الأسماءَ على الرئيس مع الإيحاء بأنهم الأكثر حماية له، وخضوعا لأوامره، وتنفيذا لأحلامه.
وطبعا اختار مصطفى مدبولي رئيسا للوزراء بعد سلسلة فضائح في الإسكان والتعمير وهدر الأموال.
الحكومة الجديدة ولو كانت كلها من الملائكة فهي أصفار متراصة ولا يستطيع أي وزير أن يدخل الحمّام أو يحلم في فراشه بغير ما يريد سيد القصر، فإذا أضفنا رئيس وزراء متهما بفضائح وعن يمينه رئيسا للبرلمان تساوي كفاءاته وثقافته ولسانه وتاريخه طفلا في السنة الثالثة الابتدائية فستعرفون لماذا امتنعت ذرة تفاؤل عن اقتحام صدري وعقلي وقلبي.
في نفسي حُزن لأن الذين يتابعون كتاباتي غاضبا على السادات ومبارك وطنطاوي ومرسي والسيسي يتملكهم ضيق، فهم يطلبون مني أن أصفق مرة واحدة ليهنأ نومهم.
لم أعهد نفسي في مصيدة العبودية البلهاء، فأنا لا أثق في الرئيس السيسي وفي اختياراته العبثية، وفي قدراته العقلية، وفي كفاءاته الذهنية، وفي صدقه لنور عينيه .. الشعب المصري؛ فهو كاذب من أم رأسه إلى إخمص قدميه.
أنا أكثر من غيري أتمنى أن أفرح، وأبتهج، وأغتبط، وأرى مصر في مقدمة الأمم كلها، في الثقافة والتعليم والصحة والعلاج والاقتصاد والسياحة والكتاب والتنوير والإعلام والعدل والأمن وخلو المعتقلات من الأبرياء وتدمير مشاعر النفاق واعتلاء الشباب والعلماء والفلاسفة والإداريين العظماء والمثقفين الموسوعيين سدة قيادة الدولة، فقد أرهِقْت بما فيه الكفاية منذ معارضتي للسادات وانتقاداتي لأربعين عاما خلتْ حتى الآن، باستثناء 18 يوما أمسك فيها المصريون الشباب الشمس فجاء العسكر والإسلاميون ليعيدوا تصدّر المشهد المظلم، ويخفوا نور الشمس وراء ظهورهم.
أحيانا أتمنى أن أصفع وجهي متحديا تشاؤمي، ثم أفتح فمي كالبلهاء وأضحك وأبتسم وأرقص وأبرر كل جريمة وخطأ من أجل أن يفرح بي أصدقائي وأحبابي وقرائي الذين يضايقهم انتقادي للرجل الذي يدير شؤون وطن من أغلى الأوطان وأعرقها.
لا أثق في رئيس الدولة قيد أنملة، ولا أريد أن أغادر الدنيا وأنا أحتقر نفسي وقد بصقتُ على قلمي بعد عدة عقود من قول الحق!
هذا الرجل يتجه بمصر إلى المهلكة، ويُحسن اختيار الأسوأ، وعبقري في ثقب جيوب الفقراء، ويهدر الأموال من أجل الأثرياء، ويحكم بقانون الطواريء، ويبريء القضاءُ في عهده أعتىَ المجرمين والطغاة، وينتقم من شباب ثورة 25 يناير الذين رفعوا رأس مصر .. فأذلها السيسي.
في عهده صعد المتسلقون والإعلاميون القردة والدعاة الدينيون المهبولون والمتخلفون والسطحيون، وانتشر الفساد، وتراجع العدل، واختفى في أقبية السجون خيرة شباب الوطن.
معذرة فلو جاء بمئة حكومة جديدة كل يوم فأنا أرتاب فيها، وأشك في قدراته وسامح شكري وعلي عبد العال لقيادة أعظم الأوطان بشهادة الأهرامات وأبو الهول.
كل عام وأنتم بخير بمناسبة عيد الفطر المبارك، وحما الله مصر وشعبها وجيشها وأرضها وجُزرها من كارهيها ولو كانوا منها.
معذرة فأنا أكتب هذا الكلام وأنتم تحتفلون بالعيدين: عيد الفطر ووصول الفريق المصري لروسيا، ولا أريد أن أعكّر عليكم صفو هذين العيدين.
وسلام الله على مصر
محمد عبد المجيد
طائر الشمال
عضو اتحاد الصحفيين النرويجيين
أوسلو في 14 يونيو 2018



#محمد_عبد_المجيد (هاشتاغ)       Mohammad_Abdelmaguid#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مديحة يُسري .. تاريخ الشاشة الفضية!
- دعاء الكروان .. رؤية جديدة!
- نصف قرن على الجريمة! لماذا فرحنا بقتل روبرت كنيدي؟
- أحفادي و .. ذكرىَ النكبة!
- مغالطة مخزية .. حرب فلسطين!
- لكنها ليست حربًا ضد بشار الأسد!
- أنا لا أستبدل بعصري كل عصور الماضي!
- رسالة مفتوحة للأمير محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي .. هذا ...
- لهذا يكرهني الإعلاميون المصريون!
- عيد الأم، ست الحبايب .. ألا تخجلون؟
- قراءة في شتائم الغوغاء!
- البابا تواضروس في حديث إلى السعوديين!
- الملائكة تهاجر من مصر في الولاية الثانية!
- كل شعوب الدنيا إلا في مصر!
- سيناويات طلسمية؛ ومع ذلك فشعبُنا جيشُنا!
- لماذا يكره الإعلاميون المصريون الإعلاميين المصريين؟
- السيسي سيحكم لمئة عام قادمة!
- تبرئة إبليس بشهادة الجماهير!
- كلنا في الانتخابات أصفار!
- أنا والخليج .. الحبُ المُحرَّم!


المزيد.....




- للمرة الأولى.. أطباء أسناء يركّبون سنًّا لدب بني
- أمل عرابي: دفاع ترامب عن نتانياهو يؤكد وجود مصالح سياسية مشت ...
- تفاعل الأوساط السياسية الإسرائيلية مع دعوة ترامب لوقف محاكمة ...
- روسيا تطوي صفحة اتفاق نووي مع السويد عمره 37 عاما
- البرش: الاحتلال يكثف هجماته على مراكز الإيواء وإصابات منتظري ...
- إلغاء جلسات محاكمة نتنياهو بعد مشاركته في جلسة سرية بالمحكمة ...
- لماذا أفريقيا أولوية لإيران بعد الحرب؟
- شاهد.. بوغبا يبكي خلال توقيع عقده مع موناكو الفرنسي
- الاحتلال يصعد بالضفة ويعتقل العشرات بالخليل واعتداءات المستو ...
- إيران تشكك في التزام إسرائيل بوقف إطلاق النار وتؤكد جاهزيتها ...


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد عبد المجيد - قراءة أولية في أداء الحكومة القَسَم أمام الرئيس السيسي!