أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد عبد المجيد - التنوير كما أراه!














المزيد.....

التنوير كما أراه!


محمد عبد المجيد
صحفي/كاتب

(Mohammad Abdelmaguid)


الحوار المتمدن-العدد: 5916 - 2018 / 6 / 27 - 16:21
المحور: المجتمع المدني
    


إذا جئت بألف مثقف مستنير، ورسموا لك كل تفاصيلَ مجتمع الحُلم المستقبلي؛ فإن حاكما متخلفا يسانده رهطٌ من الدُعاة الدينيين يستندون على ألسنة وأنامل إعلاميين رضعوا الإفكَ مع حليبِ أمهاتِهم يستطيعون القضاءَ علىَ التنويرِ في سبعة أيام وسبع ليالٍ، ويختفي الشيخ محمد عبده وراء الحويني، ويصعد عمرو خالد فوق أكتافِ الشيخ شلتوت، ويسخر أحمد موسى من روحِ جلال معوض!
لا تنوير بدون الغوصِ في همومِ الوطن، ولا فصل للسياسةِ عن الثقافة، وعودة شاب بريء من زنزانة قذرة إلىَ أحضانِ أهله أهم عند الله من بناء طرق ومرافيء وقنوات بطول البلاد وعرضها!
لا تنوير بدون البدء بحقوق الإنسان، والتحضُّر واجهته الحقيقية هي كل شبر من أرض الوطن، من المدارس والجامعات مرورًا بالحقول والمصانع، وليس انتهاءً بالمحاكم والمستشفيات!
لا تنوير بدون الإيمان أن المساواة بين المواطنين هي الرضا الأول عند الله، والدولة التي لا يتساوى فيها الكافر مع المؤمن، والطبيب مع المريض، والعالم مع الجاهل، والضابط مع المتهم، واللواء مع الشاويش، والسجّان مع السجين، تهيل التراب على تمدنها وتحضرها.
لا تنوير بوجود خطوط حمراء تنزل الرعب في قلوب الناس، ومن يخاف من القصر لن يطالب بحقوق ساكن الكوخ!
لا تنوير إذا اشتركت القوىَ الدينية في بث الجهل والخرافات والخزعبلات؛ والدولة التي تُعلــِّـم الحقوق الإنسانية من خلال رجال الدين ستسقط في براثن الإرهاب في يوم من الأيام.
لا تنوير قبل أن يعود المواطن إلى أحضان الكتاب، ومن لا يقرأ كل يوم في غير كتب الدراويش فلن يساهم قيد شعرة في تطوير وطنه إلى الأفضل.
لا تنوير إذا كانت صورة الحاكم بسوطه وعصاه لا تبرح ذهن المواطن إلا إذا كان صاحب مشروع قومي وعلمي ووطني وثقافي وأدبي، حتى لو أمر بجلد من يرفض تعلم القراءة والكتابة.
لا تنوير إذا لم يؤمن الشعب بأن حاكمَهم خادمُهم، وأنه مسؤول عن كل خطأ مهما صغر فهو الذي يُعيّن الأصلح والأشرف والأكفأ ليدل الرعية على الطريق.
لا تنوير إذا تخاذل المجتمع في مواجهة الفساد، وتراجع القضاء عن دوره في استتباب العدل، وسال لعاب رجل الأمن لتضخم جيب الثري، فالرشوة والكفر العلني بالله يتساويان.
لا تنوير مع قداسة الناس لأناس ماتوا وشبعوا موتًا، فنحن أبناء عصرنا، نأخذ من الماضي أقل القليل مما ينير عقولنا ونهمل أكثر الكثير مما يمنعنا عن اللحاق بركب الأمم المتقدمة.
لا تنوير إذا زادت المساجد والكنائس عن معاهد البحوث العلمية والطبية والمكتبات.
لا تنوير بدون انتقاد لاذع من المواطن لخادم الشعب، أي الحاكم، وكلما ظن المواطن أن الزعيم يفهم أكثر من الرعية ظهرت مستنقعات الرعب والجهل، واعتقد الحاكم أنه نبيُ عصره وفيلسوف عهده.
لا تنوير بدون نتائج وانتصارات في الحقل العلمي والرياضي والفني والثقافي والمسرحي والموسيقي، وكل مكان ليس فيه مطبعة أو مكتبة سيشير إلى طريق السقوط على أنه صعود.
لا تنوير مع وجود دراويش الإعلام وقردة القنوات الفضائية وعدم محاسبة مروّجي التفاهة وصغائر الأمور.
لا تنوير إذا لم يكن زعيم الدولة دودَ قراءة، يلتهم الكتابَ قبل طلوع الشمس وقبل الغروب، ولا يستشير رجالَ الدين.
لا تنوير إذا احتفظ الأميُّ بحقه في التصويت الرئاسي والنيابي والمحلي ومجالس الإدارات، فالأميُّ مواطن له كل الحقوق إلا حق التصويت؛ لأنه سيأتي لقيادة الدولة بأعشاب المسؤولين وصنّاع الفساد، ومُركبّي جثث الموتىَ من جديد ليحكموا الشعبَ باسم السماء.
لا تنوير إذا كانت الكنيسة والمسجد فوق القانون وقبله، فللأديان توقير واحترام، وليس قيادة دولة عصرية غير منهزمة.
لا تنوير مع الخوف، ولا تقدّم مع الرعب من رجل الأمن( والاحترام هنا غير الرعب)، ولا لحاق بركب العصر قبل أن يسبقنا القاضي والمستشار والضابط الذي ينفذ الحُكم العادل.
لا تنوير في دولة يرتع ويلعب ويتضخم الفساد أمام أعين الحاكم تكملة لعشرات السنوات.
لا تنوير إذا كان رئيس السلطة التشريعية أجهل من دابة لأن الحاكم هو الذي اختاره، أما الأعضاء فأنصاف أميين انتخبهم أميون وأشباههم!
لا تنوير إذا اعتقد الناس أن التقدم هو المباني والطرق والكباري وليس الإنسان والفكر والعلوم الإنسانية وعلاج الطفل وفراش في مستشفيات نظيفة لكل مواطن ألقاه المرض بين أيدي ملائكة الرحمة.
لا تنوير مع السماح للفكر الديني المتطرف والإعلامي المتخلف، فمصر مثلا، تسمح لكل ملوثي الفكر بالطائفيات والمعارك والاستعلاء والتفرقة المواطنية أن يهيمنوا على المشهد، فما يفعله مستنير في عشر سنوات؛ يهدمه متخلف باسم السماء أو منهزم باسم السلطة أو .. فاسد باسم المال في يوم واحد.
لا تنوير مع وضع الحاكم في صورة رمز الدولة فالرمز هو العالــِـم والطبيب والجرّاح والكاتب والأديب والمفكر والإداري والتشريعي!



#محمد_عبد_المجيد (هاشتاغ)       Mohammad_Abdelmaguid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مبروك لأردوغان رغم أنفي!
- قراءة أولية في أداء الحكومة القَسَم أمام الرئيس السيسي!
- مديحة يُسري .. تاريخ الشاشة الفضية!
- دعاء الكروان .. رؤية جديدة!
- نصف قرن على الجريمة! لماذا فرحنا بقتل روبرت كنيدي؟
- أحفادي و .. ذكرىَ النكبة!
- مغالطة مخزية .. حرب فلسطين!
- لكنها ليست حربًا ضد بشار الأسد!
- أنا لا أستبدل بعصري كل عصور الماضي!
- رسالة مفتوحة للأمير محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي .. هذا ...
- لهذا يكرهني الإعلاميون المصريون!
- عيد الأم، ست الحبايب .. ألا تخجلون؟
- قراءة في شتائم الغوغاء!
- البابا تواضروس في حديث إلى السعوديين!
- الملائكة تهاجر من مصر في الولاية الثانية!
- كل شعوب الدنيا إلا في مصر!
- سيناويات طلسمية؛ ومع ذلك فشعبُنا جيشُنا!
- لماذا يكره الإعلاميون المصريون الإعلاميين المصريين؟
- السيسي سيحكم لمئة عام قادمة!
- تبرئة إبليس بشهادة الجماهير!


المزيد.....




- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة
- زاهر جبارين عضو المكتب السياسى لحماس ومسئول الضفة وملف الأسر ...
- حماس: لا نريد الاحتفاظ بما لدينا من الأسرى الإسرائيليين


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد عبد المجيد - التنوير كما أراه!