أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد عبد المجيد - ثقافة الصورة وكوارثها!














المزيد.....

ثقافة الصورة وكوارثها!


محمد عبد المجيد
صحفي/كاتب

(Mohammad Abdelmaguid)


الحوار المتمدن-العدد: 6022 - 2018 / 10 / 13 - 14:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ثقافة الصورة وكوارثها!
اقتحمتْ الصورة وملحقاتها الفيلمية المكانَ المقدسَ للكتابِ، وأزاحته عن موقعِه، وتواصلتْ مع الجماهير كأنها مصدرُ المعرفة والعلوم والآداب والأخبار والتحليلات!
تسلل إليها الغثُّ والسمين، الطيب والشرس والقبيح، الجاهل والعالــِــم وفتحتْ مواقعُ التواصل الاجتماعي أبوابَها ونوافذَها لضيوفٍ ما كان لأحدهم في عصر الكتاب أنْ يحلم بالوقوف علىَ باب مكتبة أو قريبا من مسرح أو على ناصية دار أوبرا!
أوحت الصورةُ وملحقاتها إلىَ الجميع أنهم على قَدَم المساواة في المعرفة، وجاء ضيوفٌ للفضائيات من قاع جلسات التخزين والتحشيش، وسمح لهم التساهل اللغوي بشرح مكوّنات الكون ومفردات الحضارة وتفصيلات المعرفة، فأصبحوا نجومَ المجتمع العلمي والفني والسياسي؛ بل والديني .. فبعدما كانت تؤخذ المعرفة ممن قضىَ حياته في تحصيلها أصبحت قوة الحنجرة ومتانة الحبال الصوتية وزركشتها بآيات بينات وتفسيرات لأنصاف حوادث وأرباع مَشاهد دليلا قاطعا ودامغا يرفع فيه الإعلامُ صاحبَه إلى عليين، وما أدراك ما عليّون!
لو أرهفتَ السمع فسيتناهى إلى أذنيك نحيبُ لغة كان يصنعها الكتاب، ويُدفئها مثقفون وشعراء وأدباء متنبّيون إذا سمعتهم ظننت أنَّ اللغة هي روح الكون.
الصورة وملحقاتها أعلنتْ الحرب على كل أنواع المعرفة الجادة، وشنّتْ هجوما كاسحا على كل من أراد أن يُعيد للكتاب بهاءَه، وللموسوعات جمالـَها، ولأصول البحث العلمي رونقَها؛ فسلـّـط رجال السياسة والدين والبرلمانات صغائرَهم بدعم من مواقع التواصل الاجتماعي فانسحبتْ أو انحسرت أو اندثرت أو هربت النهضة.
الصورة وملحقاتها نفختنا بالفراغ .. فظننا أنها نفحتنا بالمعرفة، وأصبحنا نتحاور بألسنة ملوثة استعرناها من الفضائيات واليوتيوبيات، وصفعنا أبا النهضة .. الكتابَ على غلافيه، فنحن في عصر ( ضيفانا اليوم العالـِـم فلان، والفنان علان ) سيتحدثان عن الخيوط الذهبية في أحاديث القائد والزعيم وتوجيهاته.
أخشى أنْ نقترب من الضربة القاضية عندما تمتنع كل وسائل الإعلام عن بث الجدّيات والأفكار والآراء التي تمسك بيد النهضة وتساعدها على المُضي قدما في طريق مختلف عن الذي انتهجته القِرَدة!
من يصدّق أن التحليل النفسي والسياسي والديني والخبري يقوم به هاربون أو أشباه هاربين من مصحات عقلية فتحتْ أبوابها في خلسة عن عصرنا، ونقلتْ أكثرنا إلى قرون مضت، وماتت، واندثرت؟
الصورة وملحقاتها الفيلمية جعلت قراءَتنا لثلاثة أسطر في كتاب لجمال حمدان أو عبد الوهاب المسيري أو ثروت عكاشة أو ادوارد سعيد أو جبرا ابراهيم جبرا أو أمين معلوف أو مالك بن نبي .. كأنها الدهر المثقلة به ظهورنا!
الصورة وملحقاتها الفيلمية سمومٌ نلهث خلفها ونلتهمها، وتسري في عقولنا قبل أجسادنا، ولا ندري، أننا مرضىَ مقيـّـدة رؤوسنا أمام الشاشة الملونة، فكلنا ديجيتاليون في سرادق عزاء الكتاب و.. نعي النهضة.
كل دقيقة من وقتك أمام التلفزيون تسرق منك صفحة من كتاب معرفي، ولا أستثني من ذلك نفسي!
محمد عبد المجيد
طائر الشمال
عضو اتحاد الصحفيين النرويجيين
أوسلو في 13 أكتوبر 2018



#محمد_عبد_المجيد (هاشتاغ)       Mohammad_Abdelmaguid#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في مبادرة السفير معصوم لإنقاذ مصر!
- الجماهير ليست صاحبة حسم أخلاقي كرودريجو الفيلبيني!
- رسالة مفتوحة إلىَ رئيسٍ مَيّتٍ!
- صديقي القبطي؛ ألم يأن الوقت الذي فيه تتحرر؟
- مصر تريد!
- التنوير كما أراه!
- مبروك لأردوغان رغم أنفي!
- قراءة أولية في أداء الحكومة القَسَم أمام الرئيس السيسي!
- مديحة يُسري .. تاريخ الشاشة الفضية!
- دعاء الكروان .. رؤية جديدة!
- نصف قرن على الجريمة! لماذا فرحنا بقتل روبرت كنيدي؟
- أحفادي و .. ذكرىَ النكبة!
- مغالطة مخزية .. حرب فلسطين!
- لكنها ليست حربًا ضد بشار الأسد!
- أنا لا أستبدل بعصري كل عصور الماضي!
- رسالة مفتوحة للأمير محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي .. هذا ...
- لهذا يكرهني الإعلاميون المصريون!
- عيد الأم، ست الحبايب .. ألا تخجلون؟
- قراءة في شتائم الغوغاء!
- البابا تواضروس في حديث إلى السعوديين!


المزيد.....




- -لم يتغير شيء-.. إيران تحاول إعادة تسليح وكلائها في العراق و ...
- وجه رسالة للبدو والدروز بسوريا.. الكلمة الكاملة لأحمد الشرع ...
- فيديو منسوب لـ-اشتباكات عشائر بدوية- مع مسلحين دروز بالسويدا ...
- بريطانيا ترفض دفع تعويضات للأفغان الذين تعاونوا مع القوات ال ...
- إصابة 30 شخصا في حادث دهس بمدينة لوس أنجلوس الأمريكية
- رغم إعلان وقف إطلاق النار.. تسجيل عدد من الخروقات في السويدا ...
- التوترات تزداد في أوروبا.. 49% من الألمان يرون في روسيا تهدي ...
- ندوة بعنوان “ما زلنا نقاوم” بمناسبة الذكرى الـ 53 لاستشهاد ا ...
- محمد باسو: -دائمًا ما أبحث عن المواضيع التي تمسّ جوهر اهتمام ...
- سنغافورة تتعرض لهجوم سيبراني خطير وسط اتهامات للصين وبكين تن ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد عبد المجيد - ثقافة الصورة وكوارثها!