أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - محمد عبد المجيد - خطاب الرئيس السيسي الذي لم يُلقه بعد!














المزيد.....

خطاب الرئيس السيسي الذي لم يُلقه بعد!


محمد عبد المجيد
صحفي/كاتب

(Mohammad Abdelmaguid)


الحوار المتمدن-العدد: 6137 - 2019 / 2 / 6 - 23:07
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


تتعجبون، أيها المصريون، عن سبب أوامري لمجلس النواب أن يمُدّ في فتر ة حُكمي ؛ والحقيقة أنني استجبتُ لكم عندما خنعتم، وفرطتم في كرامتكم، وطبــّلتم لي، وعثرتم في فِكــْـر المهانة على تبريرات لكل جرائمي!

في خمس سنوات جعلت مسلميكم وأقباطــَكم كأنهم قادمون من عالمين متنافرين، فزاد تأييد شيوخكم وقساوستكم لنشاطات الشيطان في صدري.
تنازلتُ للسعودية بأمر المال على ترابكم الطاهر في جزيرتين كانتا رمزًا لجيشكم البطل الذي خشي استيلاء اسرائيل عليهما، فخرس القضاة والدعاة والإعلاميون والصفوة بهذا التنازل الوضيع.
اكتمل سدُّ النهضة المناهض للسد العالي توطئة لحرب المياه من اسرائيل وإثيوبيا وإسراعا في العطش الطاعوني الذي سيسقط مصر وحضارتها، فنمتم بعدها كأن الأمر لا يعنيكم.
أغرقتكم ببيانات الكذب والباطل في ثروات مجهولة، جبل الحلال وكنوز باطن الأرض وقاع البحر والثروة السمكية والاحتياطي المالي والغاز فلم يحاسبني أحد، وأنتم تعرفون أن السلطة المطلقة دعوة للفساد.
اخترت في القضايا الكبرى أفسد القضاة وأقربهم إلى إبليس فقاموا بتبرئة أعداء الشعب، وأنتم غائبون عن الوعي.
أوهمتكم أن رفع القبضة والصياح بــ( تحيا مصر ) هي رمز العزة وجوهر الوطنية فصدّقتم تخديري إياكم.
عرفتم من مجلس النواب أنكم قدّمتم للإرهاب في سيناء أربعين ألف شهيد في فترة حُكمي وكأننا في حرب عالمية في مواجهة ألفٍ أو ألفين من الكلاب الإرهابية، أي أنه فشلٌ ساحق لي وقد كنتُ مديرا للمخابرات العسكرية وعاهدتكم بثلاثة أشهر للقضاء على الثلة الإرهابية في سيناء، وفشلتُ رغم دعم إسرائيل لي، وكانت النتيجة أنكم قطعتم ألسنتم واكتفيتم بالأدعية الدينية.
كبّلتُ حبكم الكبير .. مصر بقروض تثقل كاهل أمم، فما وجدت منكم إلا الصمت والدفاع عن كرامة مزيفة، وثقة في غبائي!
صنعت لكم بُعبُعا من الاخوان المسلمين، ولأنهم حمقىَ متشربون من فكر سلفي نقلي فقد وقعوا في مصيدتي وأنشأوا إذاعات وقنوات تلفزيونية يقوم على أكثرها معاقون ذهنيا، وصفراويو الأصابع الأربعة، فخفتم منهم وضمنت أنا استمرار حُكمي.
جعلتُ ربة البيت المصرية تمزق ملابسها من غول الغلاء، وفرّغت حصالتها المنقوصة بعد التعويم، فما وجدت منكم إلا صيحات احتجاج بأصوات مبحوحة وهامسة خشية أن أسمعكم في قصري.
ضحكت عليكم كما يفعل الطغاة في كل مكان، فأنشأت طرقا جديدة يأخذ اللواءات نصيبهم منها كمقاولين، وتركت قضايا الوطن في الكرامة والعزة والحرية، ففرحتم بالكباري ولم تشاهدوا النهضة الآيلة للسقوط بعد مئة عام من ظهورها.
تمكنت من صناعة أغبى وأجهل برلمانيين ليعيدوا صناعة الفساد ولعق حذائي وسددتُ أفواههم بالمال والحصانة والوهم أنهم نواب الشعب؛ فإذا هم كوارث الأمة.
الدين حالة وعي فجعلته تغييبا عن الوعي بفضل ظهور دعاة من نسل قردة الغابة بروح داعش وطائفية مقيتة فضمنت بذلك بلدا ممزقا يظن كل جزء فيه أن بقاءَه مرهون بوجودي.
كل الدلائل تشير إلى أنني سلفي أكره المساواة بين مسلميكم وأقباطكم،فظن الأقباط أنني محاميهم لافتتاحي كاتدرائية أو كنيسة، وغضّوا البصر عن التحريض اليومي ضدهم من مسلمين متطرفين تربوا في مدرسة ياسر برهامي.
جرائمي ضدكم تكفي للف حبل المشنقة حول عنقي مئة مرة في اليوم، فأعمى اللهُ بصيرتـَـكم بفضل إعلامييكم ومثقفيكم ، وزعمتم أنكم خائفون من قول كلمة حق وستكتفون بالطلب من الله أن يذهب وملائكته لاسترداد حقوقكم.
من خنافس الأرض وسحالي الأشجار وضفادع التــرَع والمياه الآسنة جئتكم بإعلاميين فضائيين تشتاق جهنم لأجسادهم، وأصبحتم في مساحة من الخجل لا ينفع معها كتاب أو مسجد أو كنيسة، ووجدتم الحل في السخرية منهم.
تعرفون جميعا أنني قادم من عمق الكراهية لأجعلكم تسفّون التراب، وتتسولون في كل مكان، ولن أفرج عن بريء لا يقوم أهله بالاحتجاج من أجله.
خائفون من البديل رغم أن الاخوان المسلمين لا يساوون جناح بعوضة، لكنني حشرتهم في زنزانات ضيقة بدون محاكمة ليظلوا الوحش المحبوس الذي يمنحني القوة والاستمرار، ويسعدكم بالخوف الدائم.
تقولون بأنني أنقذتكم في 30 يونيو ونسيتم وتناسيتم أن ثلاثين أو أربعين مليونا من المصريين هم الذين أطاحوا بمحمد مرسي والاخوان والمرشد، فنسبتم النصرَ لي، وبدونكم كنت لا أستطيع أن أتحرك من الثكنة لبوابة القصر، فقزّمتم أنفسكم وعملقتموني!
لو جلست عدة أيام أحصي جرائمي في حق بلدكم فلن تصدّقوني، والحمد لله أن تل أبيب وواشنطون تقفان معي!
هل تفهمون الآن لماذا قررتُ أن أقف فوق رؤوسكم مدىَ الحياة وأنا واثق أن رأســًــا واحدة لن تهتز؟
في سجوني عشرات الآلاف من الأبرياء من السفير معصوم مرزوق والدكتور يحيي القزاز إلى أصغر شاب غضّ تبكي أمه غيابــَـه، لكنني أتلذذ بالقسوة والسيادة والوحشية تحت لسان ناعم و.. كاذب.
لقد أنهيت عروبة مصر بكراهيتكم الفلسطينيين والجيران والكتاب العربي والفن الراقي و الاستعمار وجهلكم بالتاريخ وغسيل أدمغتكم اليومي من أحقر ببغاوات إعلامية.
نعم.. فمسخ البرلمان قادر على رفعي إلى مصاف الأنبياء، ثم الألوهية الطوعية قبل أن أقضي على مصر التي احتجَّت منذ ثمان سنوات وحق لها أن أخسف بكم الأرض لئلا يرتفع صوت ولو بعد مئة عام.
أعلن لكم انتصاري عليكم بفضل رفضكم عشر دقائق تقرأون فيها خطابي هذا، فقد فصَلتكم تماما عن كلمة الله العليا، أي الكتب حتى أضع القيد في معصم كل منكم.
من لم يعرف حجم كراهيتي للمصريين فهو في صفي رغم أنفه.



#محمد_عبد_المجيد (هاشتاغ)       Mohammad_Abdelmaguid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رضا القاريء والسلطة أَمْ .. عيون أولادي!
- كوابيس الشعب وأحلام الطاغية!
- وأخيرًا غضب المصريون!
- عبد الناصر والسيسي .. المقارنة المبكية!
- قراءة في وعي فنان.. خالد أبو النجا!
- لم أصل لنقطة النهاية بعد!
- الإسلام ليس اللغة العربية التي تكرهها!
- رصاصة الرحمة على خط الدفاع المصري!
- السخرية اليتيمة تعمل لصالح الطاغية!
- أمة ترفض الشفاء وتستمتع بالمرض!
- فاطمة ناعوت و .. عُش الدابير!
- لهذه الأسباب أدعو محمد بن سلمان للانتحار!
- تجديد جواز سفري النرويجي!
- رسالة مفتوحة إلى النائبة الكويتية صفاء الهاشم!
- أعتذر للملك محمد السادس فالساخرون جاهلون!
- هكذا تبصق المصريةُ على خمسة آلاف عام!
- الخطأ الذي وقعت فيه فاطمة ناعوت!
- لا يصدّق المصريون أن اللهَ نفخ فيهم من روحه!
- هجاء الحب في مفردات لغة متغربة بين أهلها!
- عقْلنة التَدَيُّن!


المزيد.....




- قصر باكنغهام: الملك تشارلز الثالث يستأنف واجباته العامة الأس ...
- جُرفت وتحولت إلى حطام.. شاهد ما حدث للبيوت في كينيا بسبب فيض ...
- في اليوم العالمي لحقوق الملكية الفكرية: كيف ننتهكها في حياتن ...
- فضّ الاحتجاجات الطلابية المنتقدة لإسرائيل في الجامعات الأمري ...
- حريق يأتي على رصيف أوشنسايد في سان دييغو
- التسلُّح في أوروبا.. ألمانيا وفرنسا توقِّعان لأجل تصنيع دباب ...
- إصابة بن غفير بحادث سير بعد اجتيازه الإشارة الحمراء في الرمل ...
- انقلبت سيارته - إصابة الوزير الإسرائيلي بن غفير في حادث سير ...
- بلجيكا: سنزود أوكرانيا بطائرات -إف-16- وأنظمة الدفاع الجوي ب ...
- بايدن يبدى استعدادا لمناظرة ترامب


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - محمد عبد المجيد - خطاب الرئيس السيسي الذي لم يُلقه بعد!