أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسعد عبدالله عبدعلي - -حماكة- في مقر رئيس الوزراء














المزيد.....

-حماكة- في مقر رئيس الوزراء


اسعد عبدالله عبدعلي

الحوار المتمدن-العدد: 6049 - 2018 / 11 / 9 - 18:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


"حماكة" وهكذا يلقبه كل من عرفه في حياته السابقة, منذ كان طفلا شقيا في احد احياء بغداد الفقيرة, الى ان كبر وبلغ الثلاثين واصبح لصا ومجرم ذي سوابق, فعندما كان في السادسة من العمر كان يهابه كل اطفال الحي, فهو الطفل الاكثر عدوانية وشراسة بين الاطفال, حتى ان شكوى الجيران والتذمر منه كانت بشكل يومي, ولم ينفع معه عقوبات ابوه العجوز, الذي كان يربطه بشجرة البيت ويقوم بجلده كي يتحسن سلوكه, لكن يوما بعد يوم كان يزداد عدوانية ولؤم, فكان من المشاهد المعتادة في الحي, مشاهدة "حماكة" يركض وخلفه ابوه يهرول وهو يسب ويشتم بأفظع الالفاظ, او اطفال يصرخون كان "حماكة" قد ضربهم وفر, او افسد العابهم, او امرأة تدعو الله الخلاص من "حماكة" لأنه طرق الباب بعنف وهرب!
ثم بعد كل هذا يفر "حماكة" من كل هذا ليرتمي بحضن امه, وهو يحلف بانه لم يفعل شيئا, لكن امه تعرف طاقة الشر التي يملكها ابنها, فتخبرهم بانها عاقبته وابو قد جلده, وتكشف لهم ظهره لتريهم ماذا فعل به حزام ابيه, فيسكتون وينصرفون.
عندما اصبح بالثانية عشر من العمر توفيت امه, ومرض ابوه, عندها ترك المدرسة فهو طالب فاشل, واصبح صديقا للشارع, والشارع لا ينتج الا قيم الانحراف والعنف, فكان الدرس الاول هو تعلم شرب الخمر, وتعرف على مجموعة لصوص ليصبح احد اعضاء العصابة, ومع السنوات اكتسب الخبرة والقسوة, الى ان وقع بيد السلطة بعد ان فشلوا بالفرار في احد سطواتهم على بيت عجوز, لكن قرار صدام بالأفراج عن كل السجناء, قد اخرج للشارع الالاف من المجرمين للشارع ومنهم "حماكة".
بعد سقوط النظام عرف "حماكة" من اين تؤكل الكتف فاطلق لحيته, وامسك سلاحه وخرج للشارع يدافع عن الدين! مع انه لا يعرف كيفية الوضوء او اركان الصلاة! فأصبحت افعاله العدوانية مؤطرة بوشاح الدين! ولا احد يستطيع الشكوى او التذمر منه, لأنه يعتبر شكوى وتذمر من الدين, او هو كفر وخروج عن الدين حسب توصيفات الجهلة والطارئين على الساحة.
مع مرور الايام اصبح جزء من طبقة متنفذة, وله اتباع, ثم تحصل على شهادات مزورة, فاصبح دكتور "حماكة"! الى ان صدمتنا الايام بفوزه بعضوية الحكومة! فنشاهده في التلفاز ومكتوب مع الخبر "الدكتور حمدون يفتتح جسرا مهما", او "الدكتور حمدون يدعو دول الجوار للالتزام بحسن الجوار والا ...", وكان الاكثر غرابة لي ولكل من عرف "حماكة" ان نشاهده وهو يدخل قصر رئاسة الوزراء, ليصبح جزء مهم من مصنع القرارات!
امثال "حماكة" فاقوا العد ويمثلون طبقة واسعة تتحكم بكل شيء في العراق! الحقيقة لقد اصبنا بانتكاسة معنوية كبيرة لبشاعة الواقع! فهل النجاح في الحياة وبالخصوص (في العراق) يحتاج لجد واجتهاد واخلاق, ام لشر وعدوانية وانحراف؟ الواقع يعطينا جواب بشع ومحبط, فالشر قد تحكم بالحياة لان الاشرار هم من يحكمون, وفقط من يشابههم مسموح له ان يكون في السلطة!
ولماذا تفتح احزاب السلطة ابوابها للشقاوات والاغنياء واللصوص والشواذ فقط! وتغلقه بألف قفل امام النزيه او الشريف او الكفوء او الفقير؟! المنطق يعلنها صراحة لا مكان للشرفاء في احزاب السلطة, لأنها جميعا عبارة عن بركة نجسة قذرة, انه الواقع العراقي الذي تحكمه احزاب فاسدة من الراس الى الذيل, ونقول لقد انتهى زمن النبل واصبح زمن الجهل والخداع, فكن كذابا مخادعا شريرا فاسقا فاسدا, عندها تفتح لك ابواب السلطة والقصور والمناصب, وترضا عنك احزاب السلطة وتصبح مقربا من رموز الساحة واصنام الحاضر.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الكاتب اسعد عبدالله عبدعلي
العراق – بغداد
[email protected]



#اسعد_عبدالله_عبدعلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- احذروا الناتو الشرق الاوسطي الجديد
- من هم اعداء الحسين في عصرنا الحالي؟
- جوامع مهجورة والطريق لإعادة احيائها
- تنبؤات سياسية وطلسم وكتاب قديم
- رئيس الوزراء الجديد وملف ازمة السكن
- الفرقة السيمفونية الوطنية العراقية تحت مطرقة الاهمال
- عندما اصبح رئيسا للوزراء
- نريد رئيس وزراء عراقي
- رواتب البرلمانيون هل هي سحت؟
- قصة الهزيمة الساحقة في حزيران 67
- أكذوبة المعارضة
- مزاد تشكيل الحكومة وسوط الأسياد
- أزمة السكن العراقية ستنتهي عام 2200
- هكذا أصبحت صحفيا
- فضائح بالجملة لاتحاد الكرة العراقية
- غفلة الساسة عن المنهج الاقتصادي للأمام علي - ع –
- صحافة وإعلام تحت اسر الأحزاب
- استفحال ظاهرة الإيحاء الجنسي, لماذا ؟
- قوى الشعب عندما تتحد تقهر الطغاة
- التظاهرات وعورة الحكومة


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- يروي ما رآه لحظة طعنه وما دار بذهنه وسط ...
- مصر.. سجال علاء مبارك ومصطفى بكري حول الاستيلاء على 75 طن ذه ...
- ابنة صدام حسين تنشر فيديو من زيارة لوالدها بذكرى -انتصار- ال ...
- -وول ستريت جورنال-: الأمريكيون يرمون نحو 68 مليون دولار في ا ...
- الثلوج تتساقط على مرتفعات صربيا والبوسنة
- محكمة تونسية تصدر حكمها على صحفي بارز (صورة)
- -بوليتيكو-: كبار ضباط الجيش الأوكراني يعتقدون أن الجبهة قد ت ...
- متطور وخفيف الوزن.. هواوي تكشف عن أحد أفضل الحواسب (فيديو)
- رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية -لا يعرف- من يقصف محطة زا ...
- أردوغان يحاول استعادة صورة المدافع عن الفلسطينيين


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسعد عبدالله عبدعلي - -حماكة- في مقر رئيس الوزراء