أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - داود السلمان - طه حسين وشيوخ المنابر














المزيد.....

طه حسين وشيوخ المنابر


داود السلمان

الحوار المتمدن-العدد: 6009 - 2018 / 9 / 30 - 14:14
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


شيوخ المنابر، او الذين يسميهم بعض الكتاب المعممون، وهو الصحيح، بين فترة واخرى يخرج علينا احدهم بقصة او بحكاية من الوزن الثقيل (وكلمة –علينا- لا اقصد نحن المثقفون وانما اقصد عوام الناس) يخرج بحكاية من سرديات بنات افكاره، بهدف جذب الناس اليه والانشداد الى ما يطرحه من مواضيع له فيها هدف وغاية، فضلا عن أن تلك الخزعبلات، ودعونا نسميها بهذه التسمية، وهي فعلا هكذا، لأنها لا تنسجم مع العقل والمنطق الصحيح، بل هي خرافة يراد من ورائها تجهيل الناس وتسفيه المجتمعات.
اصحاب المنابر، هذه هي بضاعتهم ويظهر أنها، في هذه الايام بضاعة ليست بكاسدة، بل تدر على اصحابها اموال طائلة.
وهنا سنذكر نموذجاً واحدا من مئات النماذج يغنينا عمن سواه، نموذج واحد حتى لا نطيل المقام في هذا المقال.
مقطع فيديو وصلني على صفحتي من (الفيس). عبارة عن معمم يتحدث من على المنبر وهو يقص حكاية: ان هناك امرأة جاءت الى الحج، وفي الطريق نفد ما موجود لديها من ماء، وكادت ان تموت من الظمأ، فرفعت رأسها الى السماء وخاطبت الله مباشرة، بقولها: كيف اموت من العطش وأنا متوجهة الى بيتك يا الله، وبعد هنيئة، نزل عليها دلوِ يتدلى بحبل فيه ماء بارد حلو المذاق، فشربت منه تلك المرأة، وظلت بعدها سبع سنوات لا تشتهي الماء ولا تشعر بالظمأ!.
(هنا الجمهور عج بالتصفيق.. اقصد بالتكبير والصلوات).
ولا اريد أن اعلق على هذه الاسطورة السخيفة، واترك عميد الادب العربي الدكتور طه حسين، والذي يذكر في كتابه "في الشعر الجاهلي" من أن مثل هذه القصص التي يروج لها اليوم العديد من اصحاب المنابر، هي ذاتها القصص القديمة واليوم تعود الى الانتشار وهناك من يستمع اليها ويتقبلها برحابة صدر على انها حقيقة ساطعة.
طه حسين يقول لا تستغربون من هؤلاء القصاصين، لأن هناك عوامل كثيرة جعلت منهم أن يضعوا هذه القصص التي لا وجود لها في الواقع الخارجي. فهناك عوامل سياسية واخرى دينية، وغيرها اقتصادية، لأن الذي يضع مثل هذه القصص ويدسها يأخذ عليها مبالغ نقدية، ولا يهمه ما يقال بعد ذلك.
يقول طه حسين: "كان قصاص المسلمين يتحدثون الى الناس في مساجد الامصار فيذكرون لهم قديم العرب والعجم وما يتصل بالنبؤات، ويمضون معهم في تفسير القرآن والحديث والرواية والمغازي والفتوح الى حيث يستطيع الخيال أن يذهب بهم الى حيث يلزمهم العلم والصدق أن يقفوا. وكان الناس كلفين بهؤلاء القصاص مشغوفين بما يلقون اليهم من حديث". (طه حسين، في الشعر الجاهلي، ص 92، الطبعة الاولى سنة الطبع 1926م). واشارة طه حسين الاخيرة هي عين ما يجري اليوم من وضع يرثى له. وضع يراد أن يتفشى به فكر داعشي يبث ثقافة التجهيل وبالتالي قتل الانسان اينما وجد ما لم يصدق بتلك الخرافات، والقصص الاسطورية.
ويرجح طه حسين أن مثل هذه القصص يستمد القصاص قوته من مصادر مختلفة، ويذكر اهمها اربع مصادر هي:
(الاول): مصدر عربي هو القرآن وما كان يتصل به من الاحاديث والروايات، وما كانت تتحدث به العرب من الامصار من الاخبار والاساطير وما كانت من شعر، وما كان يتحدث به الرواة من سير النبي والخلفاء وغزواتهم وفتوحاتهم.
(الثاني): مصدر يهودي نصراني، وهو ما كان يأخذه القصاص من اهل الكتاب من اخبار الانبياء والرهبان وما يتصل بذلك...الخ
(الثالث) مصدر فارسي، وهو هذا الذي كان يستقيه القصاص في العراق خاصة من الفرس مما يتصل بأخبارهم واساطيرهم واخبار الهند واساطيرها.
(الرابع): مصدر مختلف هو هذا الذي يمثل نفسية العامة غير العربية من اهل العراق والجزيرة والشام والانباط والسريان ومن اليهم من هؤلاء الذين كانوا منبثين في هذه الاقطار والذين لم تكن لهم سيادة ولا وجود سياسي ظاهر". (المصدر نفسه، ص 93- 94).
وصاحب السطور هذه يضيف مصدر خامس، يستمد منه اصحاب المنابر معلوماتهم، وهو:
(الخامس): اساطيرهم التي يحيكونها ويصيغونها من بنات افكارهم، ويبثونها من اجل استنهاض العواطف الدينية لدى العوام حتى يحضون بمقبولية لديهم، وبالتالي هي مصدر رزقهم.
وقد نوه الى ذلك الشيخ مرتضى المطهري في كتابه "الملحمة الحسينية". نوه الى العديد من هذه القصص الخرافية على كونها حقيقة كعين الشمس، وقد دسها اناس متخصصين بهذا الفن.

30 / 9 / 2018



#داود_السلمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرصافي و(كتاب الشخصية المحمدية)(9)
- أم القيمر وجعبة الاسئلة
- اغتصاب جثة!
- الرصافي و(كتاب الشخصية المحمدية)(8)
- تحقيق بجريمة لم تحدث!
- الرصافي و(كتاب الشخصية المحمدية)(7)
- الرصافي و(كتاب الشخصية المحمدية)(6)
- الرصافي و(كتاب الشخصية المحمدية)(5)
- الرصافي و(كتاب الشخصية المحمدية)(4)
- الرصافي و(كتاب الشخصية المحمدية)(3)
- الرصافي و(كتاب الشخصية المحمدية)(2)
- دعوة لكتابة تاريخ العراق الراهن
- الرصافي و(كتاب الشخصية المحمدية)(1)
- أصابع الاسئلة – نص
- ظاهرة استفحلت اسمها- الشعر الشعبي-
- محاولة في تعريف المثقف
- ابن رشد و خلطه الاوراق(3)
- ابن رشد و خلطه الاوراق(2)
- ابن رشد و خلطه الاوراق(1)
- أي جرائم ارتكب هؤلاء الاوباش؟


المزيد.....




- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - داود السلمان - طه حسين وشيوخ المنابر