أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حيدر حسين سويري - نرمين















المزيد.....

نرمين


حيدر حسين سويري

الحوار المتمدن-العدد: 5993 - 2018 / 9 / 13 - 13:28
المحور: الادب والفن
    


- أتمنى أن أحضى برجلٍ كأبي
- أهااا ؟ عيبٌ يابنتي أن تتكلمي عن الزواج في عُمركِ هذه !
- وما العيبُ في ذلك ؟ أنا في السابعةَ عشر من عمري ؟ لقد بلغتُ والزواج من حقي !
- لا ليس مِنْ حقكِ ، لأنكِ مازلتِ صغيرة ... أكملي دراستك أولاً ثُمَّ أفهمي معنى ما تتكلمين عنه وخططي له !
- الأمرُ لا يحتاج كُل هذا التعقيد ، أنا أُريدُ رَجلاً كأبي ... أم أنكِ تغارين ؟
- ويحكِ ... ماذا تقولين ؟ إنكِ وقحةٌ يا فتاة !
- ههههههههه إذن فأنتِ تغارين عليه ؟
- أوووه .. إنكِ لا تفهمين .. أيّ جيل هذا ... ؟
- لماذا ؟ ألأننا نتكلمُ بصراحة ولا نخفي ، فَنُظهرُ خلاف ما نبطن ! أهكذا تودون ؟
- نعم ، فالكثير من الأشياء يجب إخفائها ، نحنُ نعيشُ ضمنَ مجتمعٍ لهُ عاداتهُ وتقاليدهُ وفيهِ ما يجوز وما لا يجوز ، وعلينا الألتزام بذلك ، وإلا حاربنا المجتمع وحكم بطردنا أو قتلنا
- ومَنْ حدد أو يحدد هذه الأعراف ؟
- موروثات إجتماعية ودينية سائدة في المجتمع ولا يمكن تجاوزها
- أولو كانت خطأً ؟
- ومَنْ لهُ الحكمُ بالخطأ وتمييزهِ عن الصواب ؟
- نعم ... مَنْ ؟
- شخصان : شيخ الدين وشيخ القبيلة
- ومَنْ مكنهم من ذلك ؟
- الناس نفسهم
- إذن فنحنٌ أحرارٌ مخيرون ؟
- إنما نحنٌ أحرارٌ مسيرون
- وكيف ذاك ؟
- أحرارٌ في أختيارنا ... مسيرون في خياراتنا ، الخيارات التي حددها المجتمع ، أي أننا لا نستطيع أن نأتي بخيارات جديدة ، لكننا نختار ضمن إختيارات حددها المجتمع ، وكل مَنْ حاول أن يأتي بخيارات جديدة ، أو يخالف الخيارات القديمة ، تعرض للتعذيب والقتل ، والقليل منهم نجح في إضافة أو تعديل بعض خيارات المجتمع ...
- امممم ... جيد
- ماذا يدور في ذهنك ؟ وماذا تريدين ؟ ... قومي لنحضر الغداء فإن أبيك على وصول
هكذا دار الحوار بين نرمين وأُمها ، حيثُ كانتا تجلسانِ في حديقة المنزل صباحاً مِن يومِ الجمعةِ ... نرمين فتاة في مرحلتها الأخيرة من الدراسة الثانوية ، وحيدةُ أهلها ، ذات حُسنٍ وجمالٍ فائقين ، كانت فرحةً بحالها ، فهي مُدللةُ والديها ، ليست لديها مشاكلٌ ولا عوائق عائلية ، كما يَحدثُ مع زميلاتها من قلِةِ المال ، أو محاسبةِ الأخِ في الحرامِ والحلال ... والدها لا يؤمن بالدين ولا بالعُرف ، لكنهُ لا يُظهرُ ذلك ، خوفاً من بطش الدينِ والمجتمع ، وكذلك والدتها ، إلتقيا في الدراسةِ الجامعية ، وعاشا قصةَ حبٍ جميلة ، كانا متطابقين في الرؤى والأفكار ، فأسفرت علاقتهما عن الزواج ، وأكتفيا بنرمين بنتاً لهما ، ليعيشا حياتهما دون تعب العيال ، فأختصروا إنجابهم على مولودٍ واحد ، شاء القدر أن يجعلهُ أُنثى ...
حضر الأبُ من نزهتهِ المعتادة كل يوم جمعة في شارع المتنبي ومرافقهُ المُتعددة ، يحمل بعض أكياس النايلون يخفي فيها ما تسوقهُ من كتبٍ وبعض الشوكولا والحلويات ، فلقد عوّدَ نرمين على ذلك ... تستقبلهُ أبنتهُ راكضةً لتقفزَ عليهِ ، فتلفُ رجليها حول بطنهِ ، ويديها حولَ عُنقهِ ، فيضحك ويقول :
- انزلي نرمين سوف تسقطين الاكياس من يدي ، إنكِ تغطين وجهيي أنا لا أرى أمامي
- لا لن أنزل أبدا
تأتي الأم لتأخذ الأكياس :
- أهلا حبيبي ، ناولني الأكياس
فتبعد نرمين صدرها عن وجهِ أبيها ، ويناول الأبُ الأكياس إلى زوجتهِ ، يمسكُ نرمين من خصرها ، فتنحنى بظهرها إلى الخلف ، فيغضبُ الأبُ ويقول :
- نرمين كفى ، لقد كَبِرتِ ، يجب أن تفهمي هذا ! هيا إنزلي
- أوووه ... كَبِرتِ ، كَبِرتِ كلاكما يقول لي ذلك ، نعم كَبرتُ فما الضير في ذلك ؟
- الضير أنكِ مازلتِ تتصرفين وكأنكِ طفلة
- لا ... إني أتصرف كإمرأة
نزلت نرمي إلى الأرض وأدارت جسمها ، لتبتعد عن أبيها وكأنها تريه مفاتنها ، حيثُ أخذت بإبراز وركها ، وبيان إنحناء ظهرها ، ثُم إستدارت وقد إنتفخ صدرها ، وقالت :
- ما رأيك ؟ ألستُ بفاتنة ؟
- بلا
مشى الأب ودخل إلى المطبخ ، تاركاً نرمين وراءه ، فسأل أُمها :
- أظن أن نرمين تعيش أيام مراهقتها ، لكن بقوة وبلا حياء !
- نعم هي كذلك
- وما العمل
- لقد نهرتها وأخبرتها أنهُ يجب عليها إتمام دراستها أولاً وعليك أن تفعل معها كذلك
- نعم نعم سأفعل
ذهب أبو نرمين إلى الحمام ، وبدأت نرمين وأُمها بتحضير الطعام ووضعهِ على المائدة ، وهما ساكتتان ، كُلٍ منهما عندها ما تفكرُ به ...
أبو نرمين مازال شاباً في الاربعين من عُمرهِ ، وسيماً ، يلبس ملابس الشباب ويعيش حياتهم ، يمارس كرة القدم ، ويجلس في المقهى ...
ذهبت أُم نرمين لتخبر زوجها أن يستعجل الخروج فالغداء جاهز وما أن طرقت باب الحمام وجدتهُ مفتوحا فمدت رأسها لتخبرهُ ، لكنهُ سحبها معهُ تحت (الدوش) ، وكان جزءً من الباب مفتوحاً ، فرأت نرمين ذلك فغضبت ، وذهبت لتجلس على المائدة وتأكل بنهمٍ شديد ، قبل أن يحضر والديها ...
أفلتت الأم نفسها وذهبت لتغير ملابسها في الغرفة ، فلحق بها الأبُ وهما يضحكان ، اراد أن يضاجعها لكنها نبهتهُ إلى أن نرمين منتبهةٌ ، فعليهما الإسراع للجلوس معها ...
حضرا عند المائدة وجلسا بهدوء ، انتبها أن نرمين بدأت بالأكل ، لكنهما تغافلا ذلك ، أراد أن يفتح موضوعاً ويتكلم ، لكن نرمين بادرته الكلام وقالت :
- أنت وسيمٌ جداً يا أبي وكذلك رومانسي ، وبالرغمِ من ذلك أرى أُمي باردة ولا تتوافق معك !
ذُهل الأبوان من كلامِ إبنتهما ، فقرر الأبُ ترك المائدة مخبراً زوجتهُ أن سوف يتأخر ليلاً ، وأنهُ لن يستطيع الحضور إلى العشاء ، فقامت الأم مع زوجها ليُغير ملابسهُ ... في الغرفة قال الأب :
- بماذا تفسرين كلام نرمين ؟
بالرغم من غضب الأم من كلام إبنتها إلا أنها قالت :
- لا عليك حبيبي إنها مراهقة ، إذهب وتمتع في قضاء وقتك وسوف أُنبهها
- جيد ... أتمنى أن تَكُفَ عن تصرفاتها هذه
خرج الأبُ ، متحيراً من فعلِ نرمين وتصرفاتها ، ذهب لصالة الالعاب الرياضية ، ثم خرج مع أصدقاءه لتناول العشاء ، عاد الى المنزل فتح الباب فأٍستقبلتهُ نرمين مرحبةً بهِ ، لكنهُ قابلها بإبتسامةٍ خفيفةٍ ودخل غرفتهُ ليجد زوجتهُ نائمة ، غيّر ملابسهُ وأستلقى على السرير بجانب زوجته وأحتضنها ونام ... بعد برهةٍ شعرَ بالعطش ، فخرج لشرب الماء ... فتح باب الغرفة المطل على الصلة فأنتبه إلى أن نرمين مازالت جالسة تنظر الى التلفاز، ذهب الى المطبخ ، شرب الماء ، وجلب معهُ قنينة ماء ، لكنهُ انتبه لشاشة التلفاز، ففيها مشهداً رومانسياً جريئاً ونرمين تتابع المشهد ، فتوجه مباشرةً إلى الشاشة وأطفأها...
- لماذا أطفأتها ؟
- لا يجب أن تري ذلك
- لماذا ؟
- ما زلت صغيرة
- لا لست كذلك !
- إن هذه المشاهد سوف تثيرك يابنتي وأنتِ لم تتزوجي بعد !؟
- أفلا أتعلم قبل الزواج
- الموضوع لا يحتاج إلى تعليم ، وإلا لما تزوج الأعمى !
- نعم ، مثال جيد ... لكن الثقافة الجنسية مطلوبة حتى لا يبحث الزوجان عن بديل
- ماذا تقصدين ؟
- أليست لديك عشيقة ؟ أرجو أن لا تُنكر ، فقد سمعتك تتحدث معها ، كما أني فتشتُ هاتفك النقال وقرأتُ محادثاتكما ، ورأيتُ صورتها ، أنا أعذرك أن لديك عشيقة ، فأمي ليست رومانسية معك أبداً ، ولا تبدالك عنفوانك ورمانسيتك ، لكن ما أبغضني حقاً هو إختيارك لهذه المرأة ، فهي ليست جميلة ، أو بصورةٍ أدق ، أنا أجمل منها بكثير ، كما وإني أُحبكَ كثيراً ، ولولا أن التي تنام جنبكَ أُمي لقتلتها ...
كانت جالسةً على كرسيها المتحرك تتكلم بهدوء ، وعيناها تلمعان كعينا قطةٍ إسحوذت عليها الشهوة ، بينما تسمر هو في مكانهِ ، مندهشاً من كلامِ إبنته ، مستغرباً حالتها ، فقامت ودنت منهُ لم تكن ترتدي سوى بجامة الفيزون ، وفانيلا قصيرة ظهر منها بطنها ، وأرادت معانقتهُ فدفعها...
- إبتعدي عني ... إنكِ شيطان !
- هههههههه ما معنى هذا ؟
- إن ما تفكرين فيهِ غيرُ جائز
- لم أعهدك تعترف بدين أو عُرف فلماذا رفضك ؟
تقترب منهُ مرة أُخرى ، فتعانقهُ قيتصبب عرقاً ، ويهم بدفعها ويصرخ :
- إبتعدي
يستفيق من نومهِ ، تحضنهُ زوجتهُ وهي تسألهُ:
- ما بكَ حبيبي مابك ؟ لا عليك إنهُ كابوس ...
فَيُفتحُ الباب ، يلتفت ليرى نرمين وعيناها اللامعتين تصوب النظر إليهِ .....
.........................................................................................



#حيدر_حسين_سويري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأنظمة السياسية من وجهة نظر إجتماعية
- فوتو شوز!
- لَسنا مثلَكُم فتأملوا
- دبابيس من حبر23
- دبابيس من حبر22
- ورطة السياسة العراقية مع لعبة المحاور الإقليمية والدولية
- ملابسات حادثة مقتل شاب -الهوير- في البصرة
- حزب الدعوة يشعر بالخطر!
- -وعلى الباغي تدور الدوائر- هل سيتحقق حُلمُ الكورد!
- كُشك أبو زينب أول ضحايا إرهاب أمانة بغداد!
- العُقولُ المُتَحَجِرَةِ ، ماذا نَصْنَعُ مَعَها؟!
- مثل أم البزازين!
- عندما يزكَط الزمان
- الشعب يعيش حالة الشغب
- إختفاء ثقافة الإستئذان، لماذا؟!
- مِنْ وإلى! أين الحل؟
- إنتفاضة الجنوب والحقوق المسلوبة
- عوالم خفية: حوار الصحافة والفساد
- تظاهرات الجنوب إلى أين؟!
- النزاعات العشائرية في الجنوب: ما أسبابها؟ ومَنْ يقف وراءها؟


المزيد.....




- شاهد: فيل هارب من السيرك يعرقل حركة المرور في ولاية مونتانا ...
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- مايكل دوغلاس يطلب قتله في فيلم -الرجل النملة والدبور: كوانتم ...
- تسارع وتيرة محاكمة ترمب في قضية -الممثلة الإباحية-
- فيديو يحبس الأنفاس لفيل ضخم هارب من السيرك يتجول بشوارع إحدى ...
- بعد تكذيب الرواية الإسرائيلية.. ماذا نعرف عن الطفلة الفلسطين ...
- ترامب يثير جدلا بطلب غير عادى في قضية الممثلة الإباحية
- فنان مصري مشهور ينفعل على شخص في عزاء شيرين سيف النصر
- أفلام فلسطينية ومصرية ولبنانية تنافس في -نصف شهر المخرجين- ب ...
- -يونيسكو-ضيفة شرف المعرض  الدولي للنشر والكتاب بالرباط


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حيدر حسين سويري - نرمين