أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد بيان - المعتقلون السياسيون بالمغرب: معاناة التمييز














المزيد.....

المعتقلون السياسيون بالمغرب: معاناة التمييز


أحمد بيان

الحوار المتمدن-العدد: 5974 - 2018 / 8 / 25 - 23:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الاعتقال السياسي قضية طبقية. إنه المنطلق والمبدأ، ومن له رأي آخر، فذلك شأنه.
والمنطلق والمبدأ أيضا هما دعم ومناصرة والانخراط في أي مبادرة نضالية (أكرر نضالية وبكل مسؤولية) تخدم قضية الاعتقال السياسي، باعتبارها أولا وأخيرا قضية شعب.
وأقصد المبادرات النضالية (مسيرات ووقفات واعتصامات وإضرابات عن الطعام...) التي تساند المعتقلين السياسيين، كافة المعتقلين السياسيين وعائلاتهم، وبدون تمييز سياسي.
يمكن تفهم مبادرة نضالية تهم معتقلين سياسيين دون غيرهم، وذلك في سياق معين، مثل مضايقات أو إعلان إضراب عن الطعام.
لكن، ما معنى التركيز على معتقلين سياسيين دون غيرهم؟
ما معنى الاهتمام بمعتقلين سياسيين دون غيرهم؟
ما معنى حصر الدعم فقط لفائدة معتقلين سياسيين دون غيرهم؟
قد يتفهم ذلك المعتقل السياسي، في علاقة الأمر بالمواقف والتصورات والمشاريع السياسية التي ينتمي اليها، وبإكراهات الصراع والحسابات السياسوية. وقد حصل ذلك بالنسبة لجميع المعتقلين السياسيين وجميع المجموعات داخل مختلف سجون الذل.
ومن المفروض أن يتحمل المعتقل السياسي مسؤولية وتبعات موقفه وخندقه السياسيين. فلكل موقف/خندق سياسي "ثمن"، ابتداء من التهميش والحصار وعزل العائلة والتعتيم...
لكن، ماذا عن العائلات؟ ما ذنب العائلات؟ كيف ترى عائلة معتقل سياسي دعم معتقلين سياسيين دون ابنها، خاصة بالنسبة للأمهات؟ علما أن بعض أفراد العائلات ينخرط في الصراع من موقع سياسي معين ويزج بالعائلة أو المعتقل في متاهات قد يكون هذا الأخير بعيدا عنها أو غير معني بها.
المهم، كيف نرى نحن، المناضلون، دعم معتقلين سياسيين دون غيرهم؟
كيف نرضى أو نقبل ذلك؟ّ
أين المبدئية هنا؟ أين القضية الواحدة؟
النظام القائم يصدر التهم ويوزع الأحكام ويفرق بين "هذا وذاك" (فرق تسد، تارة بالترغيب وتارة أخرى بالترهيب).
النظام القائم لا يعترف بالمعتقلين السياسيين، وذلك صار معروفا ومألوفا.
وماذا عنا نحن؟
هل نسوق نفس الأسطوانة؟
هل نناصر/نهتم بمعتقلين سياسيين دون غيرهم؟
هل ننساهم لمجرد كونهم اختلفوا معنا أو لمجرد ادعاء أو وشاية؟
هل من رفع شعارات غير شعاراتنا لا يعنينا؟
هل نحن ديمقراطيون حقا؟
هل يكفي المطالبة بما يسمى ب"المحاكمة العادلة"؟
هل في ظل نظام لاديمقراطي يمكن توقع "المحاكمة العادلة"؟
هل يكفي رفع شعار "إطلاق سراح المعتقلين السياسيين"؟
النظام يغرق المعتقلين السياسيين في زنازين العار، أ لا يعد نسيانهم/تناسيهم دعما لجرائم النظام؟
إننا لا نقبل نضاليا أن ندعم معتقلا سياسيا دون آخر. فكل المعتقلين السياسيين اعتقلوا من أجلنا، ومن أجل شعبنا.
يحصل أن تسلط الأضواء، خاصة الإعلامية، على معتقل سياسي دون آخر، لذا فالاهتمام بالمعتقلين السياسيين المنسيين مطلوب. لكن ليس على قاعدة "معتقلينا ومعتقليكم". إن القضية في العمق واحدة.
ولا ننسى مسؤولية المعتقل السياسي في التواصل مع المناضلين. فارتباطه بجهة سياسية معينة وإغلاق الأبواب أمام جهات أخرى، بل التحامل عليها خيار أو موقف يتحمل مسؤوليته هو بالدرجة الأولى. فأحيانا، نهاجم جهة سياسية معينة، وفي نفس الوقت نحملها مسؤولية عدم القيام ب"الواجب". فيما مضى، أي في تجارب سابقة، كانت العائلة تتواصل مع كل من يتبنى قضية الاعتقال السياسي، وتفتح أبوابها في وجه جميع المناضلين. وكانت الأمهات بالخصوص تعانق جميع المناضلين بمثابة أبنائها. وكثيرا ما لعبت العائلات دور موحد نضالات المعتقلين السياسيين.
بالفعل، اختلطت الأوراق داخل السجون وخارجها. وتلوثت الحياة السياسية. حتى صارت متابعة أوضاع بعض المعتقلين السياسيين "ارتزاقا" و"توظيفا"، وعدم القيام بذلك "خيانة" و"تواطؤا"...!!
وصار التهافت على "التواصل" مع المعتقلين السياسيين وعائلاتهم موضة وتباهيا من خلال الصور والمناسبات...!! بل وصل الأمر حد "التنافس"!!
أما التشويش وزرع الأحقاد والتغليط، فحدث ولا حرج، سواء في صفوف المعتقلين السياسيين وعائلاتهم أو عبر وسائل الإعلام أو من خلال وسائط التواصل الاجتماعي.
إن قوتنا في خدمة قضية الاعتقال السياسي بمبدئية ودون تمييز أو انتقاء.
إن التمييز بين المعتقلين خذلان ليس فقط للمعتقلين ولعائلاتهم، بل للقضية.
يقول البعض، أين أنتم من معتقليكم؟
أقول، ليس لدينا معتقلين سياسيين بهذا المعنى. إننا ندافع عن قضية الاعتقال السياسي. فكم من معتقل سياسي رفض الدفاع عنه أو التضامن معه من طرف هذه الجهة السياسية أو تلك، وذلك حقه. وكم من عائلة كذلك، لهذه الأسباب أو تلك. إننا نحترم كل المواقف والقرارات، لكن ذلك لا يمنعنا من الدفاع عن قضية الاعتقال السياسي كقضية طبقية. إننا نضاليا رهن إشارة جميع المعتقلين السياسيين وعائلاتهم، فلن نتردد في تقديم الغالي والنفيس من أجلهم بدون حسابات أو أوهام، ورصيدنا يشهد على ذلك.
ومن المفروض نضاليا أن يكون المعتقل السياسي المناضل تلك الشعلة التي تجمع شمل العائلات والمناضلين وتوحدهم وتكسر الجدران الوهمية فيما بينهم. فلنفضح فخاخ النظام ومؤامراته ومساعيه لتشتيت المعتقلين السياسيين وعائلاتهم من خلال بث العناصر المشبوهة في صفوفهم. والنظام من خلال تسميم الأجواء بين المعتقلين السياسيين وعائلاتهم يرمي أيضا الى تسميم الأجواء بين المناضلين.
إن كل المعتقلين السياسيين أبناء شعبنا، وكذلك كل الشهداء وكل المناضلين.
ولا يمكن إلا أن أهنئ المعتقلين السياسيين المفرج عنهم بغض النظر عن خلفيات النظام ومراميه من مناورة "العفو"، وأعتبر إطلاق سراحهم انتصارا لقضية الاعتقال السياسي وللمناضلين من أجل قضية الاعتقال السياسي وللعائلات كل العائلات وللمعتقلين السياسيين كل المعتقلين السياسيين.
لنواصل نضالنا من أجل إطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين بكل مبدئية وبكل إصرار.



#أحمد_بيان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذكرى الاستشهاد والشهداء، وماذا بعد؟
- -نضال- المتعة...
- عندما ندين -أنفسنا-!!
- مطرقة العدالة والتنمية وسندان العدل والإحسان
- متى خلاص الاتحاد الوطني لطلبة المغرب؟
- تمرير -قانون- الإضراب بتواطؤ ومباركة القيادات النقابية جريمة
- كيف سنضع معارك شعبنا الراهنة على سكة الانتصار الواقعي؟
- عندما يختبئ السياسي في جبة الحقوقي!!
- الاتحاد المغربي للشغل: غيبوبة قيادة أم غيبوبة قاعدة!!
- جرادة (المغرب): ترهيب-ترغيب-ترهيب
- اعتراف من أجل البديل الجذري
- النهج الديمقراطي: -الزعيم- براهمة يسوق الوهم...
- انتفاضة يناير 1984: ما أشبه اليوم بالأمس...
- حوار مع مناضل من جرادة (المغرب)
- كفى من التشويش والتشويه...
- عندما ينبع -الزعماء- من العدم!!
- المؤتمر الجهوي للاتحاد المغربي للشغل بطنجة
- من قتل شهداءنا؟!!
- في ذكرى الشهيدة سعيدة المنبهي
- حزب ظلامي يعلمنا الديمقراطية!!


المزيد.....




- طبيب فلسطيني: وفاة -الطفلة المعجزة- بعد 4 أيام من ولادتها وأ ...
- تعرض لحادث سير.. نقل الوزير الإسرائيلي إيتمار بن غفير إلى ال ...
- رئيسي: علاقاتنا مع إفريقيا هدفها التنمية
- زيلينسكي يقيل قائد قوات الدعم الأوكرانية
- جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة الجعف ...
- طفل شبرا الخيمة.. جريمة قتل وانتزاع أحشاء طفل تهز مصر، هل كا ...
- وفد مصري في إسرائيل لمناقشة -طرح جديد- للهدنة في غزة
- هل ينجح الوفد المصري بالتوصل إلى هدنة لوقف النار في غزة؟
- في مؤشر على اجتياح رفح.. إسرائيل تحشد دباباتها ومدرعاتها على ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد بيان - المعتقلون السياسيون بالمغرب: معاناة التمييز