أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سارة يوسف - صديقتي نتاشا














المزيد.....

صديقتي نتاشا


سارة يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 5903 - 2018 / 6 / 14 - 20:43
المحور: الادب والفن
    


صديقتي نتاشآ
سارة يوسف

تأرجح الجميع معي في خيالي وانا اتذكر تلك الأيام التي نهفو اليها .. ربما كانت صعبة ومتعبة وقتها لكننا مسحنا تلك المرارة منها لتصبح عطور الماضي هي اجمل مانحمله في الذاكرة .... الماضي والماضي والماضي فقط لم يعد لنا حاضر او مستقبل ... نحن المتعبين الحالمين بتلك الحضارة القديمة التي غطت تلك الارض التي نسكن فوقها....... ارض مابين النهرين ..... الماضي لان الحاضر مخجل .....

غادر الشيخ عدنان بيته الواسع الكبير المتكون من اربع طوابق مملوءة باثاث فخم وجميل . أغلق الباب الرئيسي لتلك القلعة وركب سيارته الفخمة التي يقودها سائقه احمد متجهين الى الجامع حيث سيلقي خطبته الدينية الموعودة في ذلك المكان الشريف الكبير حيث الباحة الواسعة المحتضنة لمئات الالاف من رجال ونساء واطفال .. متراصين صفوفآ رغم القيظ الحارق .. جلهم من الطبقة الفقيرة التي لا تملك في هذه الحياة شئ يذكر ... باحثون عن حياة اخرى عادلة وسعيدة لهم .. .. الجميع ينتظر شيخنا المقدس .. طال الانتظار لساعة تقريبآ تحت تلك الشمس وذلك الصيف ..
ظهر شيخنا المبجل اخيراً يحمل أوراقآ معه كتبت فيها خطبة العيد ...... ابتدأ الكلام في حث المؤمنين بعدم الجزع لان الجنة في الانتظار..
كل الوعود الطيبة فرح وسعادة وهناء في تلك الجنة الموعودة ... الحوريات والغلمان العسل واللحم المشوي الأنهار العذبة .. لا تعب لا عمل لا جسد الروح فقط سعيدة ومرتاحة ...كيف للعبد ان يهتم بشؤن هذه الحياة .. هل عليه ان ينسى نفسه مع موبقاتها . ثم ماذا ؟ يأتيه الموت لا محالة ويكون يوم الحساب عسيرآ جدا وليس هناك مكانآ للندم وقتها !!!! ... وعد الله هو الفردوس فهنيئآ لكم بهذه النهاية العظيمة أيها المؤمنون .... عدم توفر الكهرباء و الماء ... الجوع الفقر المرض عطايا الله افي هذه الحياة اقبلوها منه دون اعتراض ... المؤمن مبتلى ......تلك الكلمات من صوت الشيخ وحماسه أفطرت قلوب الناس . .
في نهاية الخطبة أوصاهم ان يضحوا بدمائهم من اجل الوطن حتى يكون دخول تلك الحياة الخالدة اسهل بكثير .. ...
نزل عن تلك المنصة التي تفوح منها عطور العنبر والمسك والهواء البارد من مكيفات الهواء الباهظة الثمن .. الشيخ لا يستطيع ان يقف في هذا الصيف الحار لدقيقة ...كيف لنا ان نقبل بذلك..
بقي رجال الشيخ الأشداء بعد رحيله يجمعون الأموال من الفقراء والعامة في هذا اليوم المبارك من ايّام السنة .. عرق الفقراء تحت وطآة تلك الشمس الحارقة اختلط مع النقود القليلة التي تمنح كي لا يغضب الله ويخسرون احلامهم في الجنة .....
توجه الشيخ عدنان بعد خطبته التي اثرت فينا جميعآ مباشرة الى مكان اخر مختلف تماما ... مكانآ قريب الشبه جدا من تلك الجنة التي وصفها هو في خطبته الى الفقراء البسطآء في ارض بلاد مابين النهرين ..
هناك حيث الاحتفالات الحكومية الرسمية الواسعة والمبهرة .. للعيد والعيدية طعم اخر ليس فيها مكانآ لتلك الرائحة التي خرجت من النقود الممنوحة من المحتاجين لشيخنا الجليل والتي أزعجت رجاله وقتها ... .سآل السيد القائد حاكم هذه البلاد الشيخ عدنان ؛ كيف كانت خطبة العيد ؟ هل أراحت أولئك البشر .. طمنتهم علي الآخرة وجمالها هل أوصيتهم الخضوع لولي الامر ..و احترام قرارته واجب الهي مقدس وقبل ان ينهي جملته ضحك بصوت مسموع للجميع و أغلق فمه الواسع سعة تلك البلادوكنوزها ... نعم سيدي اجاب بخشوع تام شيخنا اوضحت لهم كيف ان هذه الدنيا فانية ... الدنيا لا تستحق منا نظرة .... الآخرة هي المبتغى .. . ... إرادة الله ان يكونوا فقراء . المثول لها واحترام رغبات الله عبادة .....
ابتسم المسؤل الكبير نعم انها إرادة الله في هذا .. لمعت عيون القائد من الدمعة التي سكنت عينه في يوم العيد استطرد خذ مني أيها الشيخ عيديتك .... بئرا اخر من النفط ...... أصبحت السعادة تملاء قلب شيخنا الكريم وهو يفكر بما سيجنيه من أرباح .... نعم ستفرح زوجاتي بهذا الخبر .. غادر المكان الى روسيا حيث صديقته نتاشا وتلك السعادة التي ستظهر في البحر الذي يسكن عيونها وهي تنظر له وهو يقدم لها هديتيه الجديدة .....ذلك اليخت الذي أعجبها كثيرآ .... صديقتي



#سارة_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بائع الدخان
- -فجر- وزخات المطر الأحمر
- للحقيقة مكان اخر تسكنه
- رحيل غادة
- جالغي نسائي
- ماعاد النهر ينبع منك
- كلمات
- صرخة في فراغ
- الوان الوجع العراقي الجزء الثاني
- الوان الوجع العراقي
- الفستان الاصفر
- رائحة الفقراء
- عندما ولد الزمن
- قصص قصيرة عن العيد
- الزمن الذي كان فيه ابي طفلا
- السيد شاهين
- افراح افراح
- العشائر السنية في الانبار كمان وكمان
- شارعين وجدول
- احرف لا تقرأ


المزيد.....




- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سارة يوسف - صديقتي نتاشا