أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - حسين الرواني - جلستي السرية في بيت جلادي















المزيد.....

جلستي السرية في بيت جلادي


حسين الرواني

الحوار المتمدن-العدد: 5807 - 2018 / 3 / 6 - 17:04
المحور: سيرة ذاتية
    


السيد الرئيس المحترم
السادة المستشارين والاعضاء المحترمين
عدالة المحكمة
يقف بين أيديكم اليوم شاب عراقي، نالته من جرائم العنف الاسري ما نال الكثيرين غيره، غير أنه أتاحت له الظروف ان يتكلم ويشكو، وإن كانت هذه الشكوى متأخرة جدا، لكن قاموس العدل عند الله، وعند البشر لا يعرف التأخر في الزمن، لأن ظلم الظالم لا يقل بشاعة اذا تأخرت السنوات ولم تمتد له يد القضاء والعدالة، وكذلك مظلومية المظلوم لا تقل مآساوية اذا مضت السنوات ولم يهتد الى سبيل الشكوى واللجوء الى خيمة القضاء الابوية ليرفع جهيرته وسط الملأ ويقول: ايتها العدالة انصفيني.
إن تأخري في رفع هذه الدعوى كل هذه السنوات إنما كان لجهلي بكيفية رفع الشكوى إلى المركز الامني في المنطقة، وكيفية رفع دعوى قضائية إلى المحاكم، وقبل ذلك، جهلي بأن ما تعرضت له منذ طفولتي على يد المدعو ( علي حسن علي الجداح البريچي) الذي تدعوه مستمسكاتي الثبوتية بأبي، إنما هو جرائم عنف اسري يستحق عليها العقاب وسحب الابن منه.

فضلا عن سبب اخر هو ضعف التربية القانونية للاطفال، خلاف ما هو حاصل في اوروبا واميركا وبقية حواضر الدنيا.
وفي قاموس العدالة الالهية، والعدالة البشرية، لا يضير تاخر المجني عليه في الشكوى حبة خردل، فعمر الدنيا ملايين السنين، ومع هذا لن يتوقف الرب يوم القيامة عن محاكمة الجناة لأن الامد طال، كما ان بعض الرموز الدينيين الذين تعرضوا إلى القتل والسبي في جنوب البلاد قبل الف سنة، لهم ثأر سيطالب به رمز ديني اخر من نسلهم عند ظهوره، بحسب المأثور الديني.
كما اننا في العراق، قد شهدنا محاكمة لرئيس النظام السابق، على قضايا وقعت في عقود السبعينات والثمانينات، أي بعد ثلاثين عاما من توليه السلطة، وقد اعدم في قضية وقعت في عام 1982 وتمت المرافعة بشأن هذه القضية في عام 2005، اي بعد 23 عاما.
زد على هذا، أننا نشاهد بشكل متكرر على مدار الشهر ظهور قضايا فساد لمسؤولين في الحكومات الاوروبية تعود إلى عقد او اكثر تتعلق بتمويل حملاتهم الانتخابية، ويستدعيهم القضاء ويحقق معهم ويتخذ من أمره فيهم ما يحقق العدالة.
نشأت في أسرة ربها رب للعنف والقسوة الصدامية بكل معانيها، يتفنن في إقامة حفلات التعذيب بعد السكر والعربدة، فهو قد تعلم وأتقن اساليب التعذيب الجسدي من اساتذته البعثيين الذين عمل معهم لمدة ثلاثة عشر عاما وتسعة أشهر وعشرة ايام، وللمحكمة ان تسأله عن ذلك لتتحقق بنفسها من صدق مدعاي بخصوص سنين انتمائه لحزب البعث.
ومنذ الطفولة عانيت من هذا الجلاد ما عانيت، الى ان انعم الله علي برحمته الواسعة وتخلصت من زنزانة التعذيب الجسدي واللفظي والاهانات امام الاخرين وفبركة افلام اللواط وادمان حبوب الهلوسة وغيرها من افلام الكذب لأجل المتعة والضحك، حين انعم الله علي بالعمل في الصحافة براتب شهري ثابت مكنني من العثور على سكن مستقل وخرجت من الزنزانة التي يسميها الناس بيتي وبيت اهلي، محملا بجراح لم ولن تندمل، مجنيا علي محطما، العق جراحي واطأ آلامي لأستمر في الحياة، لكن أي حياة سيستمر فيها شاب عاش طفولة كما عشت، وستعرف المحكمة ان كل الجرائم التي تعرضت لها وقعت علي عندما كان عمري يتراوح بين تسعة اعوام وثلاثة عشر وخمسة عشر وسبعة عشر عاما، وأقول طفولتي لأن الطفولة في القانون المحلي والدولي هي وصف لكل شخص لم يبلغ الثمانية عشر عاما.
وسأبدأ بسرد الجرائم التي اقترفها بحقي هذا المجرم الماثل امامكم، في عام الفين وأربعة، كنا نسكن خربة طينية في قرية تدعى المعوقين في نهاية الكمالية، وكنت جالسا تحت سقف هذه الخربة المسند في الوسط بعمود لمنعها من الانهيار وهو عمود يستعمل في البناء الكونكريت الصب يدعى "جك" إنما أبين لكم هذه الاوصاف لترتسم في اذهانكم صورة عن الواقع المزري الذي تعيش فيه هذا الاسرة من فقر مدقع، ومع هذا يفعل الاب مع اسرته ما سأتلوه لكم.
جالسا كنت اراجع دروسي في هذه الخربة، وفجأة رأيت ابن المجرم علي حسين، المدعو (احمد علي حسن) يصعد السياج الخارجي ليصيح بأعلى صوته : (يا ناس يا عالم، هذا حسين لكيت ابنطرونه حبوب، يا ناس حسين طلع امكبسلجي)، في مشهد يستطيع اي مشاهد ان يحكم عليه بأنه مشهد تمثيلي زائف.
نزل احمد من السياج، فدخل جلادي حاملا توثية، فدخل الخربة وهو يصيح: (ابو العيو...، منيو...، اتكبسل؟) ووقع عليّ بالضرب المبرح حتى تبوّلت على نفسي.
وقبل الاسترسال اطالب المحكمة باحضار احمد وسؤاله الاسئلة التالية :
اولا : كم كان عمره حين اكتشف حبوب الكبسلة في جيب بنلطوني، فهو اصغر مني بعامين، وفي عام الفين وخمسة كنت في السابعة عشرة من عمري، فيكون عمره هو خمسة عشر عاما ؟
ثانيا : كيف عرف احمد ان الحبوب هي حبوب كبسلة ؟ هل هو مدمن أيضا ؟ ام يعرفها من دون ادمان، إن معرفة انواع حبوب الهلوسة واسمائها واشكالها من دون ادمان صعب وبعيد عن العقل والمنطق، لأن الحبوب التي تعرف من غير ادمان هي الحبوب العادية التي من السهل تناولها بين افراد الاسرة، ومن السهل طلبها من الصيدليات دون إثارة ريبة، اما حبوب الهلوسة فيستحيل ان يتمكن من معرفتها وتمييزها شخص غير مدمن ؟
ثالثا : للتأكد من صدق ادعاء احمد، اطلب من المحكمة ان تسأله عن حبوب الهلوسة التي اكتشفها في بنطالي، هل هي نوع واحد ام عدة انواع ؟ ما هو اسمها بالضبط، واطلب من المحكمة اجراء اختبار لها بوضع عدة انواع من الحبوب بعضها حبوب هلوسة والاخرى حبوب عادية، وتطلب منه ان يميز حبوب الهلوسة ؟
رابعا: عندما اكتشف احمد حبوب الهلوسة، ابلغ من ؟ هل اقتصر الابلاغ على الاب المجرم، ام شمل الابلاغ الام ؟ لأن الام، ( سميرة حسين سلمان خماس البسروگي القريشي ) وهي جلادتي ايضا، لم تفتح معي هكذا موضوع، رغم انها فتحت معي موضوعا يدعو للخجل اكثر من اكتشاف الحبوب، هو كثرة استحمامي وغسلي لملابسي في نفس السنة التي تمت فبركة هذا الفيلم فيها، حيث حدث في احد الايام عندما استيقظت صباحا نزعت ملابس وغسلتها واغتسلت غسل الجنابة، وكنت قضيت في وقتها اسبوعا على هذا المنوال، استيقظ يوميا فاغتسل وأغسل ملابسي، فسألتني جلادتي: (جاي اشوفك يومية تسبح الصبح وتغسل ملابسك صارلك اسبوع ، اذا اتصير عندك شغلات مراهقة ترة عادي احنة النسوان هم ايصير عدنة هيج).

خامسا: اطلب من المحكمة ان تسأل الام هل ابلغها ابنها احمد بالموضوع ؟ وإذا كان ابلغها لماذا لم تعاتبني على الموضوع رغم انها عاتبني على موضوع يتعلق بكثرة استحمامي وغسل ملابسي بعد الاستيقاظ من النوم ؟
سادسا: أطلب من المحكمة ان تسأل جلادي عن سبب تصديقه لادعاء طفل لا يتجاوز عمرة خمسة عشر عاما ؟ ما الذي جعله يصدق هذا الادعاء الخطير الذي يتطلب من اي اب حكيم ان يجري تحقيقا في الموضوع ؟
سابعا: عندما دخل جلادي الخربة هل ذهب إلى بنطلوني برفقة شاهد العيان وهو ابنه احمد، ليستخرج الحبوب من البنطال ويريني اياها ويسألني عنها، فقد تكون حبوب علاج عادية ؟
ثامنا : هل تحقق جلادي من كون الحبوب هي حبوب هلوسة ؟ كيف عرف انها حبوب هلوسة ؟ هل هو مدمن أيضا ؟ فما ينطبق على احمد بخصوص هذا التساؤل ينطبق بالأولوية المنطقية على المجرم ؟ لأنه اكبر عمرا ومن السهل عليه تمييز حبوب الهلوسة من غيرها بإجراء المحكمة اختبارا له مشابها لاختبار احمد ؟
ثامنا : لماذا لم يستخرج المجرم هذا الحبوب ليريها لاقربائنا وجيراننا ليكون ذا دليل وبرهان قوي وساطع يلجم بها الافواه ويكون له سقفا شرعيا يمارس تحته شتى انواع التعذيب والبذاءات دون ان يلومه احد، فهو لا يتردد في ان يعرض امام الاخرين اي دليل على ادانتي او سوء خلقي لو توفر بيده، والدليل انه عندما احرقت غرفة احمد ثأرا لإحراقه غرفتي تركها لمدة اسبوع دون تنظيف، تركها برمادها وجعل جميع من يدخلون البيت من الجيران والاقرباء يشاهدون اثار الحريق ؟
السيد الرئيس المحترم
السادة المستشارين والاعضاء المحترمين
عدالة المحكمة
إن النفس المريضة التي يحملها جلادي، التي تربت على فنون التعذيب النفسي، واتقنت على يد ازلام النظام الفاشي المقبور أفانين الاذى وسبل ايقاعه في النفوس، ابتكرت وفبركت فيلم ادمان المجني عليه، على الحبوب، لا لسبب الا لاشباع شهوة التعذيب والسادية، التي تربى عليها الجلاد علي بين اقرانه عبد سرحان ونظائر عبد سرحان من اصدقاء السوء الذين ادخلوه في دورة على السرسرلوغية لمدة سنوات، قبل ان يكمل تعليمه العالي على يد البعثيين. كما يقول هو في قص سيرته علينا مرارا وتكرارا.
كيف لا يفعل ؟ كيف لا ينظر بعين الحقد والبغض والكراهية لطفل نشأ نظيفا هادئا خلوقا تمدحه الناس والتلاميذ ومعلموه في الابتدائية، يجود القرآن في الصف في درس الاسلامية لمدة اربع سنوات، من الصف الخامس الى الصف الثالث المتوسط، بينما يستمر الجلاد في السقوط الاخلاقي، سافلا إلى اسفل درجات الانحطاط الخلقي بارتكابه جرائم السرقة وزنا المحارم واللواط بعمال المسطر كما سأورد بعد قليل بالحوادث والتفاصيل.
لم يكتف جلادي بفبركة هذا الفيلم وتحويله إلى حقيقة يعاقبني عليها بالجلد، ويحض زوجته على طردي من البيت اذا دخلت وأنا ( امكبسل)، وهنا اطلب من المحكمة ان توجه إلى جلادي السؤال التالي:
في اليوم التالي لفبركة فيلم الكبسلة، وفي الساعة الخامسة فجرا، صرخ الجلاد بأعلى صوته ونحن في قرية يسمع فيها الصوت على طول الشارع، أولا لهدوئها في عموم الاوقات، وثانيا لكون وقت صرخته هو الصبح الباكر: (اذا اجاچ ابو الحبوب امكبسل ايفر بحلگه سدي الباب ابوجهة هالمنيو....)، حدث هذا ام لم يحدث ؟
والان سأنقل لكم كيف تلقى الجيران وعموم المنطقة الخبر المفاجئ: حسين ايكبسل.
حين يتم كشف ادمان شخص على حبوب الهلوسة، سيتلقى الناس الخبر بطريقتين مختلفتين، تعتمدان على نوعية الشخص نفسه، فالناس سيتجاهلون الخبر اذا كان الشخص معروفا بالمكسرات، فهم لا يبالون في مثل هذه الحالة الا قليلا، اما اذا كان الشخص ذا سمعة طيبة عند السنة الناس والجيران، ومعروفا بين زملائه في المدرسة، الذين هم ابناء جيراني وابناء منطقتي، بالذكر الحسن والخلق والهدوء، فسيأخذ الخبر، حتى لو كان مفبركا ومزيفا، صدى اكبر، وسيترك انواعا من ردات الفعل، بين استغراب واستهجان وشماتة بالشخص نفسه، اقول شماتة، لأن الاسر المبتلاة بابناء سوء، يكون رد فعلهم تجاه مثل هذا الخبر هو الشماتة، في كثير من الاحيان، ليهونوا على انفسهم واقع كون ابنائهم سيئين وخارجين عن الطريق.
في شوارع المعوقين، حين كنت أذهب الى زملاء دراستي، وهم في الوقت نفسه اصدقائي وابناء منطقتي، علاء يوسف، واخوه قاسم، وحاتم خلف، وغزوان، وغيرهم، ويصادف ان امر على مجموعات من الشباب او النساء او الشياب كبار السن جالسين على بُسط (جمع بساط) في مقدمات ابواب البيوت، تأتي في أذني كلمات الناس، وهم يتناقلون الخبر: (هذا حسين الي طلع ايكبسل). ومجموعة ثانية يتهامسون : (شوفي هذا عود خلوق ومتربي ذاك اليوم لاكين حبوب بجيبه)، فتجيبها الثانية،(اي دادة اشلون خلايف). ومجموعة ثالثة تتهامس بكلام ثالث وهكذا.
خلّف هذا الهمس بين الناس ونظرات الازدراء والاحتقار من عيونهم، في نفسي ألما آخر غير ألم فبركة الفيلم، وغير ألم معاقبتي عليه كما لو كان واقعا حقيقيا.
وفي أحد الايام، في المنطقة ذاتها المعوقين، طرق الباب صديقي قاسم يوسف الحچامي، في حدود الساعة الثامنة مساء، كما يفعل اي صديق مع صديقه خصوصا في منطقة ريفية وشعبية كالمعوقين، وكان مروره عليّ لكي ارد له فيلما مصريا استعرته منه يمثل فيه عادل امام، تكلمنا وقتا لا يتجاوز دقائق، ودخلت لأخرج له الفيلم، وبدأت اسمع صوت ابو فاروق وهو يصيح بلسان ثقيل وبطيء بسبب الشرب، استفسر من العائلة الكريمة فأجابوه بكل التفاصيل عن من طرق الباب وطلب حسين، وعن السبب، وقالوا له جاء صديق حسين يسترجع منه فيلما، فصاح : (هااااا، فيلم عادل امام، انطوه فيلم ؟ وشوياه ؟ جيس حبوب ؟) من رعبي أخرجت ملزمة من درج كتبي، واخذتها إلى قاسم، كمحاولة لتبرئة موقفي، اجبرني الرعب على تمثيل لم يكن ليجدي امام اصرار ابو فاروق على تصوير كذبة ادماني على حبوب الهلوسة كحقيقة كونية. ما انا محظوظ عليه، هو أنني خرجت تلك الليلة دون حفلة تعذيب.
وتسببت فبركة فيلم الحبوب بمعاناة أخرى، وهي تدبير طريقة للذهاب إلى الصيدلية او الممرض أو العيادة اذا نابني مرض او حمى، وعانيت من هذا الامر عندما كنت أصاب بالحمى في الشتاء، وفي كثير من نزلات البرد كنت أفضل تحمل المرض على الذهاب الى العيادة، وعندما أصبت بالتيفو في مطلع الموسم الدراسي للصف الخامس العلمي في عام الفين وخمسة، بقيت اياما يعصرني الالم وأذهب الى الاعدادية أجر قدمي جرا، بسبب الوهن وفقدان الشهية والتقيؤ، وما كنت لأجرؤ على ان افتح مع ابو فاروق موضوع مراجعتي للمستشفى، لأن كيلا من الصياح والشتائم سيندلع من دون ان اعرف كيف اوقفه، وكان يتعمد تكرار اتهامي بالادمان على الحبوب في خربة الطين لتنتشر التهمة اكثر وتصبح بالتكرار على مسامع الجيران من اليقينيات.
برع جلادي كل البراعة في جعلي أصدق انني لوطي، ومارس هذه البراعة منذ عام ألف وتسعمئة وثمانية وتسعين، أيام كنا نقطن في غرفة في منزل المدعوة موزة علي حسن أخت الجلاد، وفي هذا السياق اورد الحادثة التالية، كان لموزة عدة ابناء، وكنا نعيش في منزل واحد هو منزلهم، ولا يخطر على ذهن احد ان طفلا من عائلة تسكن في غرفة في بيت اقربائها يتجنبهم ويمتنع عن الاختلاط بهم، ومنهم ابن موزة المدعو علي ويقال له علاوي، في احد الايام اصطحب علاوي، ابن جلادي احمد، وطلب الاذن من الاب والام أن يأخذه إلى مزارع التفاح، فوافقوا، وكنت ارافق علاوي في اطعام الغنم في المكان المخصص لها خلف منزلهم، بل كنت اساعد ابناء عمتي وبنات عمتي ايضا في تقليب محصول الحنطة في الطابق الثاني، وكان المحصول يتم نثره تحت الشمس ليجف، ومن الطبيعي جدا، لأطفال يسكنون في منزل عمتهم، ان يساعدوا بيت عمتهم ويقضوا لهم بعض الاعمال، لكن في يوم من الايام صعدت أنا وعلاوي إلى الطابق الثاني وافترشنا افرشة النوم، بقينا نتكلم ساعة ونزلت، نزلت إلى الحمام لاتغوط، وكانت ام فاروق تنظر إليّ في الممر بجانب الحمام بابتسامة صفراء.
وما أن شاهدتني ادخل الحمام حتى اسرعت كالغزال إلى داخل الغرفة التي كانت العائلة الكريمة مستقرة فيها، وكان جلادي جالسا يشرب الخمر، فلما خرجت، ناداني، وأدخلني الغرفة وأقفل الباب، وبدأ يهمس في أذني: (اهنا واتنيـ ؟) وبدأ يسدد اللكمات إلى كل مكان في جسمي تطاله يده، وتوقف، وجرني من اذني باصابعه، وهمس في اذني مرة ثانية، بعدك اتنيــ ؟ وكانت جلادتي واقفة وهي تقول مع كل لكمة: (حيل، حيل علي حيل).
هكذا كان يصطاد جلادي الفرصة المناسبة ليقوم باصطياد عصفورين بضربة واحدة، الاولى هي إشباع ساديته بتعذيبي، والثانية: هي تحطيم نفسيتي وجعلي اصدق بأنني لوطي ومدمن على الحبوب، وفاشل.
لتعلم المحكمة ومن يسمع عيانا، ومن سيسمع نقلا، ومن دون أن اقسم واغلظ الايمان، أنني لست لوطيا، ولو كنت كذلك لما خشيت من احد ولما استحيت، فأنا أدخن، وأشرب الكحول ولو بقلة، وأستمني، وإذا واتتني الفرصة لبعص مؤخرة نسائية فلن أتأخر لحظة، ولكنني لست لوطيا، ليس لأنني شريف، فشرفي بعيد جدا عن هذا الحلقة التي يخرج منها غائطي، وليس لأنني متدين، ولا لأنني مثقف، ولكن لعدم احتياجي الى هذه الممارسة الجنسية، حتى انني عندما أدخل إلى المواقع الاباحية لا أشاهد افلام المثليين، المثليات فقط، وباختصار، آمنت في السنوات الاخيرة بكل افكار المتنورين واعتنقتها ولدي استعداد لفعلها، الا شيئان، الاول هو المثلية، والثاني هو النباتية.
في احد الايام، اصطاد جلادي فرصة اخرى لتكريس كذبة لوطيتي الشبيهة بكذبة شرفه، التي ستتضح بعد قليل، والموقف كالتالي، في احد ايام العمل، تحدث معي عامل امام جلادي، وقال لي لو انك تذهب إلى قاعة حديد وتمرن جسمك على الرياضة فنحافتك تساعدك، فصاح جلادي بأعلى صوته: إي حتة ثاني يوم اينيـ ... وه جوة الدرج).
طالما صوّر جلادي نفسه امامي كبطل للملاكمة، وكشجاع، فإن كان يمتلك ذرة من الشجاعة فليقم وليعترف بأنه فعل هذا.



#حسين_الرواني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جلستي السرية في العَمَّالة
- مؤامرة ضريبة الدخل الاميركية
- المليون اليتيم
- آدم سميث: نعم، الإنسان آلة
- آدم سميث: ثروة الأمم بعمالها
- حوار في نهاية الطريق
- ما مقدار تخلفنا الاقتصادي ؟
- الايات الاباحية
- العراق .. قضيب العرب
- ما غاب عن العازفين
- انتميلكم
- زعلة خير من تطفل
- 3 تحالفات في 3 عقود
- من المفكرين.. إلى الأرواح المسلحة
- لا ندم لبوش.. ولا قلق لأوباما
- بالتجاور 3
- ما يفعله البهاضمة يتكرر 7
- بالتجاور 2
- البناء المعماري والصوت في قاعات الموسيقى
- محنة الموسيقى الشرقية


المزيد.....




- بتدوينة عن حال العالم العربي.. رغد صدام حسين: رؤية والدي سبق ...
- وزير الخارجية السعودي: الجهود الدولية لوقف إطلاق النار في غز ...
- صواريخ صدام ومسيرات إيران: ما الفرق بين هجمات 1991 و2024 ضد ...
- وزير الطاقة الإسرائيلي من دبي: أثبتت أحداث الأسابيع الماضية ...
- -بعضها مخيف للغاية-.. مسؤول أمريكي: أي تطور جديد بين إسرائيل ...
- السفارة الروسية في باريس: لم نتلق دعوة لحضور الاحتفال بذكرى ...
- أردوغان يحمل نتنياهو المسؤولية عن تصعيد التوتر في الشرق الأو ...
- سلطنة عمان.. مشاهد تحبس الأنفاس لإنقاذ عالقين وسط السيول وار ...
- -سي إن إن-: الولايات المتحدة قد تختلف مع إسرائيل إذا قررت ال ...
- مجلة -نيوزويك- تكشف عن مصير المحتمل لـ-عاصمة أوكرانيا الثاني ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - حسين الرواني - جلستي السرية في بيت جلادي