أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جمال محمد تقي - العراق في مزاد سياسي مزدحم















المزيد.....

العراق في مزاد سياسي مزدحم


جمال محمد تقي

الحوار المتمدن-العدد: 1473 - 2006 / 2 / 26 - 11:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من ينسجم وينفذ ولا يتطلع لأكثر من المتاح ، ولا يطمع بأكثر مما يتيحه وصي الامة الجديد المندوب السامي الامريكي في العراق يرسى عليه المزاد وتسلم اليه نسخة مقلدة من مفاتيح حكم البلاد ليجاري فيما تيسرله من مسؤولية المناخ العام ـ السياسي والاقتصادي والاجتماعي والفكري والاخلاقي ـ الذي ثبت اوتاده ومازال الاحتلال الامريكي في العراق ، ولأن التجربة أحسن برهان فأن الامريكان لا يخشون من تجربة اي طاقم من الطواقم التي التقت معها وتماشت مع مشروعها في غزو العراق واحتلاله وتعاطت بايجابية مع عمليتها السياسية المفصلة لعراق تحت وصاية غير معلنة ، فالامريكان هم من جعل مواعيد الانتخابات والاستفتاء على الدستور مقدسة بمعزل عن نتائجها لان النتائج ومهما كانت افرزاتها فان روحها وآليات عملها وآفاق تطلعاتها مرهونة بالاحتلال والقواعد التي أرساها في كل مفاصل الدولة الهشة التي اقامها ، وعليه فهو الادرى بالمداخل والمخارج لأي اختناقات غير محسوبة ، وما يجري الان من ترتيبات دقيقة لتصيير التشكيل الحكومي القادم بحيث لا يختلف عن سابقه في المضمون أي عجزه عن اتخاذ القرارات السيادية وبالتالي تسهيله الفعال لاستمرار رعاية ووصاية الاحتلال ، وعلى الرغم من وجود استحقاق انتخابي دائم فاز به طاقم ( الائتلاف ) وبموجبه يفترض ان يكون هذا الائتلاف حاكما بسيادة كاملة ولمدة 4 سنوات قادمة بتحالف مريح مع اي تكتل اخر، الا ان رياح الوصاية تسير بما لا تشتهي السفن .
أن هناك ماهو قادم خلال ال4 سنوات ويتطلب احكاما للوصاية وتفعيلها لتلعب دورا اقليميا مطلوبا في المرحلة القادمة وبالتحديد في عملية ترويض ايران وسوريا واحتوائهما اواسقاط نظاميهما وهذا ما يستدعي شل وتعجيز وترويض القوى العراقية الرافضة والتي تتحين الفرص للانقضاض على المشروع الاحتلالي وقسما منها قد دخل مجلس النواب الذي صار يحتوي على تيارات متباينة في عمق معاداتها للسياسة الامريكية وقد تكون هذه الجماعات مصدرا للمتاعب داخل العراق وخارجه (مجلس الحوار العراقي ، الصدريين ، حزب الفضيلة ، وغيرهم )، اضافة الى ترسيخ مبدأ التحريم علىاي طاقم عراقي مهما كان وزنه الشعبي من امكانية فعلية لتحقيق رغبات منتخبيه ، وعليه فان المحاصصة والمشاركة وبلورة مراكز قوى عديدة يسهل التحكم بجمعها اوتفريقها للوصول الى الحالة التي يفقد فيها الجميع القدرة على التقرير ما هي الا اطر تبدو بريئة لمصادرة الاحتمال الذي لا يريده الاحتلال ، وان حصلت معجزة واتفق الجميع علىالخروج من شرنقة الوصاية فان هناك ما يعالجها من مساومات وترتيبات على الطريقة الامريكية ، وهذا ما يحتاط منه الوصي عند توصيته بتشكيل مجلس سياسي ثابت للطواقم المبايعة ليكون رقيبا وحسيبا على عمل المجلس النيابي المنتخب ويجهض اي تجاوزلا يراعي حقوق الاوصياء ، وهذا التفاف جديد على احتمال قد يكون بعيد .

تيتي تيتي مثل ما رحتي أجيتي :

بات واضحا ان العراق يتفرد بخيبة ما بعدها خيبة بين كل بلدان العالم في ممارساته لقواعد اللعبة السياسية وخاصة فيما يتعلق بتشكيل الحكومات ، حتى ان المناطق التي تعاني من ظروف اقسى من ظروفه وهي مثله تقع تحت جبروت احتلال بغيض استطاعت ان ترسم لنفسها طريقا واضحا ومحترما بملامح وتقاليد تغني قواعد اللعبة السياسية ولا تزيفها كما هي حالة العراق ، ففي الاراضي الفلسطينية مثلا وما يجري هناك حاليا من نقل للسلطة الى حماس الفائزة بالانتخابات التشريعية رغم كل العقبات والتهديدات والمصاعب وبشفافية عالية الجودة الا دليل واضح على لاصدقية القائمين على العملية السياسية في العراق ، واثناء المقارنة بين الحالتين فاننا نستطيع ان نميز جوانب هامة جعلت من الحالةالعراقية مهزلة وحالة عقيمة ببعد واحد هوبعد الوصاية الاحتلالية التي تغيب تماما عن الحالة الفلسطينية لانها ببساطة ليست متواطئة مع الاحتلال ومشاريعه .
لقد كذبت وصدقت نفسها عندما لمحت بعض الطواقم السياسية الى ان اجراء الانتخابات التشريعية الدائمة بعد اقرار الدستورالدائم سيوفر للبلاد مؤسسات كاملة الشرعية لممارسة السيادة الكاملة كأي حكومة في اي دولة مستقلة من دول العالم لكن حساب الحقل ليس مطابقا لحساب البيدر ، وعبر كل محطات عمليتهم السياسية كان سقف التوقعات والنجاحات في تحقيق الاهداف المعلنة ( سيادة كاملة ، ديمقراطية حقيقية ، اعمار حقيقي ) عاليا بل يشير الى نسبة 100 % من اجمالي الاهداف المحققة عند الوصول الى الحكومة الدائمة ، وتتبخر اليوم كل هذه الادعاءات بل تتكشف مديات عميقة من النبرة التحكمية المقززة حتى في تفاصيل وشكليات العرف البروتوكولي المتعارف عليه بين سفير بلاد اجنبية مثل زلماي خليل زادة ورئيس وزراء منتخب مثل الجعفري او وزير مثل بيان جبر ، لقد تخيل هؤلاء ان فوزطاقمهم الكبير في الانتخابات سيتيح لهم التمتع بما اعلن عنه سابقا بمعزل عن تدخلات المندوب السامي الامريكي ، وجاءهم الرد سريعا وبشكل واضح ان امريكا غير مستعدة لرعاية حكومة طائفية !؟ وحتى لو لم تكن طائفية فامريكا لا تريد من لا يسير وفق خطوطها المرسومة وهناك الف والف ذريعة وحجة ودليل ومخرج للنيل من الذين قد تسول لهم انفسهم الشب عن الطوق وتحت اية يافطة كانت ، ويبدو ان اسلوب جمع النقاط على الاصدقاء والاعداء معا هو موديل امريكي محسن للممارسة المخابراتية القديمة التي تستخدام الفضائح والجرائم العامة والخاصة عند اللزوم كاوراق ضغط متى تطلب الامر ابتزازا ما ، حتى ان لجان التحقيق التي تشكل بعد كل فضيحة حكومية او كارثة ناتجة عن تقصير متعمد ( جسر الائمة ، معتقل الجادرية ، فرق الموت ) لا يتم الاعلان عن نتائج عملها ان عملت فعلا بل تخزن وتفرز ليتم استخدامها او التلاعب بمحتوياتها في الوقت الذي يناسب صاحب الامر الاول ، اذن بعد هدوء ضجيج الاقتراع على الدستور والانتخابات العامة والدائمة لا شيء قد تغير سوى تغير اماكن المسؤولين نفس المسؤولين من الطواقم المعروفة ، والاهم من هذا انه لم يحدث اي تغيير حقيقي في اوضاع العراق البائسة ، وعليه فهي نفس "العضة" وتيتي تيتي مثل ما رحتي اجيتي .

عصا خليل زادة السحرية :

ليست كعصا موسى قطعا لان عصا موسى كانت اداة للخير ووسيلة لتجنب شرور الشر ، اما عصا زادة فهي اداة الحث باتجاه قوة الاحتلال وجبروته وسياساته ، بها يساق شعبنا من سيء الى اسوء ، وبها يتم تدمير الارادة الوطنية السيدة الحرة ، وبها يلوح لمن يعصي اوامره الناهية ، والمجزية لمن ينجح في تسويقها فالعصا لمن عصى والجزرة لمن يطيع هكذا يريدونا اسياد خليل زادة ان نتحول الى قطيع من الارانب .
اذا كان الائتلاف قد اعتبر نفسه اكبر القوائم الفائزة بحصوله على 128 مقعدا ولذلك فهو قد يجيز لنفسه ما يخالف شريعة العصا فأن هناك تحالف تخرجه العصا او تلوح به وله اكثر من 130 مقعد ، وبذلك " تبوش" سحب البساط من تحت الائتلاف ، وعليه فأن حال الائتلاف كحال الكردستاني والتوافق اي لكل منهم مركزا رئاسيا وعددا من المقاعد الوزارية وحتى يحتفظ الائتلاف بمنصب رئيس الوزراء الذي يعتبر الاكثر المناصب تأثيرا فان عليه القبول بمنع يد الائتلاف عن وزارة الداخلية والدفاع والمخابرات ، ماذا وإلا فان التحالف الموسع هومن يرشح لمنصب رئاسة الوزراء وستكون كل العملية مشلولة ، وحتى لو وافق الائتلاف على هذا الشرط فهناك شرطا اخر في حالة تنفيذه فانه لم تعد هناك اية صلاحيات حقيقية لرئيس الوزراء ذاته وهو ان تكون قرارات مجلس الوزراء باجماع لاحزاب المؤتلفة في الوزارة اما رأي الائتلاف فان القرارت يجب ان تكون حسب رأي الاكثرية في المجلس وليس جماعيه ، وراح الائتلاف يجرب طريقته التي جربها في السابق الا وهي الاتفاق الثنائي مع التحالف الكردستاني ضمن حزمة مساومات قدم فيها الائتلاف اقصى ما يمكن تقديمه ومنها دعم صلاحيات رئيس الجمهوريه وتعهد بتطبيق القرارات المتعلقة بكركوك والتساهل امام تجاوزات الكردستاني في كثير من تصرفاته الا دستورية ، والكردستاني من جانبه رحب بهذه التنازلات دون ان يتفق مع الائتلاف.
بانتظار توجهات العصا وما تؤشر به انهم يعتقدون بضرورة تقديم المزيد مقابل القبول بتسمية الجعفري رئيسا للوزراء وبذلك فهم يتصيدون حيتانا في الماء العكر،
ان التجهم والاندهاش والامتعاض والحيرة والجزع كلها ظاهرة على ملامح ووجوه رموز الائتلاف ، جواد المالكي يقول : لايمكن ان يحصل هذا الا اذا كانت هناك مؤامرة لتعطيل الاستحقاق الانتخابي والدستوري ، والجعفري يرد ضمنيا بعد جزعه
على تدخلات زادة المكشوفة قائلا ان المشاورات هو امر داخلي يخص القوى الفائزة بالانتخابات ، وامعانا في كسر حاجز الاكثرية والاقلية النيابية تطرح تسريبات تقول ان الكردستاني قد يطرح جلال الطالباني كمرشح لمنصب رئاسة الوزراء بدعم 130 مقعد او يطرح اسم برهم صالح ويكون الجعفري او الحكيم رئيسا للجمهورية وطارق
الهاشمي لرئاسة البرلمان وان تكون الداخلية والدفاع والمخابرات تحت امرة محترفين بولاءات عراقية ( كردية ، علاوية ، مستقلة ) ، لقد ربح الائتلاف لانتخابات وخسر نفسه تماما وخسر لحمته التي اصبحت مهددة اكثر من اي وقت مضى ، ان تعويم الاستحقاق الانتخابي افقد الائتلاف اي ميزة قد يحققها امام جمهوره
حتى اصبح الائتلاف هو اول حالة من نوعها ، يخسر بقوة نتيجة لفوزه القوي المعلن
انه سحر العصا الذي ليس له حدود ، عصا زادة صاحب العصمة وولي النعمة ، اللهم اجعلها اخر الاحزان للائتلاف ولنا جميعا وليتعض المتعضون وانا لله وانا اليه راجعون ، على قومٍ لم يفقهوا ما جنت ايديهم .



#جمال_محمد_تقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يا أعداء الاحتلال وفتنه اتحدوا
- خبر التفجير والتفسر عند السفير
- دولة فساد أم فساد دولة
- امبراطورية سوق العبيد
- اعادة انتاج العوق جنحة العولمة الجديدة
- وطني ليس للأيجار
- الدولة التي فقدت ظلها
- تعلموا الديمقراطية من هنود امريكا اللاتينية
- خارطة طريق الدولة الكردية
- نهض نوبل منتصرا للمقهورين
- ذكاء خليل وغباء الحكيم
- بغداد اغنية تتقطر بها كل انغام البلاد
- الاعور
- الانتخابات العامة في العراق مذبحة سياسية بأمتياز
- سورية والعشاء الامريكي الاخير
- حركة التحرر الوطني العربية بين النهوض والسبات
- سمات العصر الراهن والاهداف الجديدة لقوى التغيير العالمي
- هل العراق بحاجة الى مواكب عزاء ام اعادة بناء
- ثنائية الاعصار
- هوامش في فنون الجدل والدجل


المزيد.....




- وزيرة تجارة أمريكا لـCNN: نحن -أفضل شريك- لإفريقيا عن روسيا ...
- مخاوف من قتال دموي.. الفاشر في قلب الحرب السودانية
- استئناف محاكمة ترمب وسط جدل حول الحصانة الجزائية
- عقوبات أميركية وبريطانية جديدة على إيران
- بوتين يعتزم زيارة الصين الشهر المقبل
- الحوثي يعلن مهاجمة سفينة إسرائيلية وقصف أهداف في إيلات
- ترمب يقارن الاحتجاجات المؤيدة لغزة بالجامعات بمسيرة لليمين ا ...
- -بايت دانس- تفضل إغلاق -تيك توك- في أميركا إذا فشلت الخيارات ...
- الحوثيون يهاجمون سفينة بخليج عدن وأهدافا في إيلات
- سحب القوات الأميركية من تشاد والنيجر.. خشية من تمدد روسي صين ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جمال محمد تقي - العراق في مزاد سياسي مزدحم