أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسام جاسم - الإبداع بين تشوية السمعه و الدعوات الأصولية /1















المزيد.....


الإبداع بين تشوية السمعه و الدعوات الأصولية /1


حسام جاسم

الحوار المتمدن-العدد: 5591 - 2017 / 7 / 25 - 19:06
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تجعدت تقاطيع الجبهة و تقطعت الابتسامة
أكثر الحكم و المواعظ تؤخذ من السياسين و القادة و الساده الحكماء و لا أحد يلتفت لحكم العجائز على رصيف الشموس الحارقه .
الأطفال كبروا كالعجائز مسبقا حتى حركات جسمهم و مشيتهم أصبحت كهله و سابقه لأوانها
وجوههم لا جنس لها
وجوه الأطفال و العجائز لا جنس لها .
شعاع النور يمتطي و يماطل الوحده
جدران معزوله ..... شبابيك و أبواب مغلقه تساند العقد الماضيه .
تذكرة العبور للكهرباء فقدت قبل العرض الأخير للسحور
ظهر صارخا في الحي يلعن الحكومة التي لم تعالج الكهرباء
تناسينا حقوقنا و أخذنا الإلهام بالإعلان و التقيد بالأوهام .
احترق بيت أبو فلان البارحه بسبب مشاكل عشائرية و سكبوا البنزين على البنى التحتية للمنزل و اختفت ذكريات نص قرن داخل البيت الحزين
و طلب أبو فلان اللجوء السياسي و الحماية من عشيرة أخرى بعد أن تخلت عنه الحكومة و الشرطة التي تخاف أن تدخل في هذة المنطقه فالزقاق مسلح و مدعوم من جهات حكومية كبرى و مليشيات متنفذه
أكثر ما تشعب في داخلي شجرة الياس و هي تذوب في نيران العنصرية و تخمد حاملة معها ذكريات بيت الوطن و تنفثها بعيدا بدخان الغدر .

احتراق شجرة المنزل ليس مجرد ضياع اوكسجين إضافي بل ضياع وطن و ظل آمن اندثر في هذة البقعة المقدسه التي لا تحمل ايه أو معجزة أو مرقد نبي أو وصي أو أحجار دينيه لتدلل قداستها
بل أخذت القدسيه من عرق أبو فلان و هو يبني هذا المنزل طابوقه ...... طابوقه .

صور الحواري و الجواري احترقت على سواء
و تصاعدت الادخنه إلى أعلى و تبددت تحت السماء
لتلغي الذكرى واضعه بدلها نسيان .
و الذي ابهرني و أصبح ثقافه مجتمع كامل بتدعيم و مباركة الحكومة و المليشيات الدينيه هو أنهم كتبوا على منزل الوطن بخط احمر ( مطلوب ..... عشائريأ ....لا يباع و لا يشترى )
كما فعل داعش و كتب بخط احمر حرف ( ن) و فخخ العلم و شجرة الياس .
تداخلت الدولة المدنية الحديثة التي يدعون اليها ظاهريا مع وجع الاحتراق الوطني .
إن تقف ضد النظام أهون بكثير من أن تقف بوجه ثقافه مجتمع كامل !!!
ثقافه تدعمها الحكومة بالتعليم و الإعلام الروحاني الغيور .
صمتت النخبة المثقفه و من كانت كاتبة شجاعه هربت بعيدا و كتبت هناك في منتجعات باريس لتدعيم فكرة الحجاب الشرعي و الرأسمالية المتغلغله و حوزات النفط الالهي
و من كانت شارهه قلمها و شعرها بوجه الصامتين ارتدت العباءة السوداء بعد تهديد واحد و خطف ليومين فقط
رجعت تمدح النخب السياسية و الدينية لتحافظ على ابنائها من القتل .

تلك الصراعات و هذه الدماء تحصد و تتحدى
و الحكومة تعلم و تساند بالإخفاء و الاحفاء
بالصمت و الإنكار
لم يتحقق عدل و لم يقدم أحدهم بتهمة الفساد الحكومي
بل يقدمون الأفراد المبدعة بدلا من الساسه إلى الذبح بسبب كلمة حرة أو ملابس مختلفه أو شعر مصبوغ الجوانب أو اختلاف جنسي و رأي فلسفي .
تحررنا من داعش بالأرض فقط و لكننا لم نتحرر فكريا منه بعد .
أفكار داعش حولنا في كل مكان
نحتاج إلى أعلام هادف و برامج لا تخفي وجوه متحدثيها خلف حجاب المكياج أو القماش
بحاجه الى إعلام يترك مساحه حرة للمبدعين و ليس أعلام يحذف و يقصي التنوير .
نسمع كل يوم أحدهم يموت و يقتل و تسحل جثته دون تحقيق واحد للحكومه و أن قدموا تحقيق سيبقى طي النسيان و لا يقبض على الفاعل بل يظل يزهو و يمشي كمنتصر لحصد الأكثرية الجديدة من حاملين الأفكار المبدعه
تتشوه سمعتهم و يشتد التهديد عليهم و الحكومه تعلم من هم الملثمين !؟؟؟
الحكومه تعرف من يدخل في سيطرات بغداد بكارت أخضر و سياره مضلله !؟؟؟
الحكومه تعرف لكنها تضطر للمماطله مع الأمن
لا أمن في الشارع إذن لا حكومه وطنيه
نعرف الوطن بالأمن و السلام إذن كيف يريدوننا أن نكون وطنيين في ظل النظام الطبقي الأبوي العسكري المليشياوي الديني المتسلط على كل فرع و زقاق !!!!!
الوطنيه لا تكتسب و لا تعطى
الوطن حيث الحب و الامن و ليس حدود الدم و الوراثة من تحدد الفواصل بين الأراضي داخل وطني !!!
و كذلك ليس الاستغلالات الاقتصادية لتضرب الحركات التحررية و المبدعين في قرارات فرديه للأحزاب الدينيه .
منذ أن طغت صبغة الأحزاب السياسية التابعه للخارج لضرب المصالح الوطنية للشعب
حكومه ضد الحكومه
حزب ضد الحزب
أسرة ضد الأسرة
رجل ضد رجل
امرأة ضد امرأة .
و دمجت معها الدين الطبقي حققت حينها تقدما لقتل كل فرد يفكر و يتفلسف للحرية و العدل والمساواة .
اعتبرت الفلسفه هرطقة
و حقوق الانسان حركه خارجيه لتدمير قيم الإسلام
و الحب عار
و التفكير دعارة
و الموضه و المساواة الجنسية و حركه مثليين الجنس دعوه لخلق اهتزاز للقيم العربية .
و أن ناديت بالمساواة بين الطبقات ....أصبحت شيوعي ...ملحد الأفكار !!!!!!!
و تدخل الدين في كل فكرة مبدعه
لا تفكر من عقلك بل من الكتب الدينيه و يجب عليك ان تقارن افكارك معها أن لم تتماشى معها فتلك الأفكار ليست إبداع بل الحاد و ستدفع الثمن من بداية تشوية السمعة إلى نهاية النعش الأبيض أن لم يدنسوه باصابعهم المكبوته !!!
التسويق لتشوية المبدع المختلف ليست وليده الصفحات الفيسبوكية الحديثه بل تضرب عمقا في التاريخ البشري قبل بداية التدوين
عندما شنت شائعات الإنسان البدائية لكشف أماكن الطعام و تحصينها بالافخاخ و أبعاد الغرباء من التطفل بالقرب منها و شن حملات مقاطعة لكسب مراكز أخرى و احتلالها و صنع أدوات الصيد و ادوات للدفاع عن النفس من البيئه القاسيه في تلك الحقبة فبدأ بصنع الإله و اللغه لينتقل بذلك من الحياة الحيوانيه لمجرد الأكل و الإنجاب و الدفاع من أجل البقاء إلى حياة عقلانية تميز بها عن باقي الحيوانات التي تعايش معها في فترة ما قبل اكتشاف اللغه و صنع الأدوات و استعمال النار .
و يرى علماء الأنثروبولوجيا أن صنع الآلة و نشوء اللغه عند الإنسان كانا متلازمين و من المرجح أنهما ظهرا في آن واحد .
و بعد انتهاء العصر الحجري الحديث ظهر التدوين
ابتكر الإنسان الكتابه و أقدم علامات الكتابة في تاريخ الإنسان ظهرت في النصف الثاني من دور الوركاء و دور جمدة نصر (و هو ما يطلق علية علماء الآثار اسم العصر الشبيه بالكتابي أو التاريخي )
و حينها عرف يعبر عن نفسه عن طريق الكتابة الصورية التي تستخدم فيها الرسم للتعبير عن الرأي و الغايات
كرسم سمكه للدلالة للسمكه و طائر للطائر و رأس و كف و غيرها
بعدها أصبحت العلامات الصورية تستخدم للتعبير عن المعاني المتعلقه بها أو المشتقه منها مثلا صورة (قدم) أصبحت تدل على المشي و الوقوف و الدخول و الخروج و السكن و كذلك صورة الثور تدل على فكرة القوي و المحارب و رأس الكلب للدلالة على فكرة الصديق او العدو و صورة الشمس تدل على السماء و الشروق . و تسمى هذة المرحله ( مرحلة الكتابه الفكرية الرمزية )
بعدها أصبحت الحاجه ملحه للتعبير عن الأفكار و المفاهيم المجردة كالصدق و الامانه و الحق و اسماء العلم من أشخاص و أماكن و غيرها فتم تطور جديد باستخدام صور الأشياء المادية متتابعه لتمثل أصواتا متتابعه و تسمى هذة المرحله( بالكتابة المقطعية الصوتيه )
فتوضع الصور الواحدة بعد أخرى لتكون مقطعا واحدا فيكون المجموع كلمة واحده مثلا إذا أرادوا كتابة اسم شخص مثل (كور-ا- كا) فإنهم يرسمون صورة جبل الذي لفظه بالسومرية (كور ) ثم يرسمون إلى جنبها صورة خطين متوازين تمثل موجات الماء لتعبر عن صوت ( ا ) و هو الماء ثم صورة الفم الذي لفظه( كا ) فيحصلون على كتابة كلمة (كور- ا-كا) .
و قد تم الوصول لهذة المرحله في دور جمدة نصر في حدود 3200 ق.م .
و ظهرت نتيجه هذا التطور الكتابة السومريه – أول مخطوطة تم اكتشافها بهذه الكتابة ترجع إلى عام 3000 ق.م .
و بدأت تتغير عادات البشر للتسجيل و تدوين البيانات الاقتصادية و سجلات أسماء الإلهة و الحيوانات و الأدوات .
لم تكن الكتابة السومرية حينها تستخدم لأي نطاق جدير بالاهتمام في ما ندعوه( بالأدب) إلا بعد الف سنه من اختراع الكتابة و ذلك ليس أمرا غريبا فقد كان الأدب القديم شيئا ينشد و يسمع و ليس شيئا يقرأ قراءة صامته و بعد سنه 2000 ق.م بدأت المؤلفات الأدبيه السومرية تظهر بإعداد كبيرة فصرنا الآن نعرف نحو 5000 لوح أو قطعه أدب سومري .
و أن السبب في الموقف المتغير يعزى بنحو واسع إلى أن اللغه السومرية سرعان ما أصبحت لغة مندرسه و نتيجة لذلك فإن التراث الأدبي لم يعد يمكن نقله شفويا كالسابق و غدا من الممكن حفظه حفظا يعول عليه في شكل مكتوب .
و قد تعزز الميل إلى تدوين النصوص كتابة لحاجة الطلبة إلى دراسه اللغه التي كانت أمرا حيويا في تراثهم الثقافي فأنشئت المدارس لغرض تدريب الكتبه على اللغه السومرية .
و لم يكن التعليم متاحا بصورة عملية للجميع بل كان حينها امتيازا مقصورا على أطفال الأثرياء و المتنفذين الذين كانوا قادرين على اعالة أطفالهم و يبين فحص نسب مئات من الكتبه انهم جميعا كانوا أبناء حكام و رجال خدمة مدنية عليا و كهنه و لعل صبيا فقيرا يحالفه الحظ فيرسل إلى المدرسة اذا ما تبناه أحد الأثرياء و لكن تغيرت الأوضاع في الحقبة التي تلت سنه 2000 ق.م .
و هذا واضح تماما لأن من هذا الوقت جاءتنا وثائق أدبية حصلنا عليها من البيوت و ليس من المعابد كما وجد عدد من المباني التي تبين من تصميمها أو وجود ألواح مدرسيه بقربها على أنها صفوف مدرسيه .
كانت المدرسة تعرف ب ( بيت الألواح ) و ثمة لوح قديم يشير إلى أن العمر النظامي بأنه في الشباب المبكر ( الثامنه أو التاسعه ؟ )
كان الطلاب يذهبون للدوام صباحا عند شروق الشمس و يأخذون طعام غدائهم من أهلهم و يسرعون في الحضور .
يتألف التعليم المدرسي من استنساخ النصوص و ربما حفظها عن ظهر قلب .

من بداية ظهور التعليم إلى التعتيم الحالي على النظم التعليميه في البلاد و تشوية حقائق التاريخ البشري بشيء من الروحانيات ارتبطت النظم التعليميه بالسياسة و الأحزاب الدينية الأخرى ارتكبت حينها خطأ فادحا في تطوير الابتكار والإبداع في طرح النقاش و السؤال و النقد ضد المقدس السياسي أو الديني !!!
من فساد نظام التعليم إلى الهوه العميقه بين الفقراء و الأثرياء في الوطن
و بين التفرقة في العمل على أساس الجنس إو الامتيازات الحزبية
و بين الانفتاح الاقتصادي و ركود الصناعات الوطنية و انعدامها إلى العولمة على حساب العلم و الاستقلال الوطني .
تكالبت جميها لتعود الشعب على الخضوع باعتبارها سنه الحياة
تحت مسمى سنه الحياة و إرادة الرب أو المقدس و تأليه أصحاب النفوذ على حساب المصلحة الوطنية و لجعلهم أداة لضرب كل حركة حرة و مستقله لا تخضع و لا تصمت .
الاعتداءات المنظمه ضد الكفاءات العلمية و الثقافيه العراقيه تتجدد كل يوم نقرأ أخبارا عن اختفاء و جثث مشوهه الجسد و مشوهه السمعه على محطات الراديو و الفيسبوك و التلفزيون كأنها تلقي اللوم على الأفكار لا على الغدار الذي سفك الدماء .
الذي يقلقني أكثر هو صمت النخب الثقافية و قلتها في التكلم و النقد الكل أصبح خائفا او انبطاحي الرؤى السياسيه فدمجها باسم الشريعه و العودة إلى التراث
تتكاثر الخطب والمحاضرات التعريفه بأن ما يجري من سفك و ذبح و انفجارات و فقر و طمس الابداع هو نتيجة عدم الرجوع للتراث و الأصولية المسلحة الدينيه
و بمقابلها تظهر الاعلانات المبوبة لتسليع الجسد من أجل الأسواق الحرة فأما أن نتغطى بقطع القماش و الصمت باسم الدين و التراث أو نتعرى بسبب الإعلانات و التجارة .
الملابس التي ترمز لقوى سياسية و دينيه ليست ملابس بل إنها شعارات تبعيه
إنما الملابس الحقيقيه لا تؤخذ كشعارات للدين أو الإباحية و الأسواق الحرة و مساحيق التجميل الرأسماليه
قياس الملابس يعتمد على قوى الطبيعه و قوى البيئه و المناخ و درجه الحرارة هي من تحدد الفواصل بين ارتداء كثيف أو خفيف لتتناسب مع قوى الجو و ليس لتتناسب مع رموز تعتبر مقدسه لفكر ما أو فئه معينه .
الأزمة بين العقل و الأنظمة ادت الى متاهات اضرت بمسيرة المجتمع العربي
و من غير الممكن أن نبرىء البرنامج الأجنبي من مسؤؤلية هذا الواقع الذي احاق بالديمقراطية و العقل العربي و إعاق تقدم المجتمع .
و مع ذلك تمخض الفكر الاجتماعي الحر عن أجوبة عقلانيه نجحت بتشخيص الواقع و أشرت بسبل تجاوزه إلى وضع أفضل وفق شروط قاسيه لا تنفصل عن قضايا الإنسان و الحرية و التقدم و العداله و المساواة و لكن عليها هي الأخرى أن تدفع ثمن هذا الاكتشاف على الصعيدين السياسي و الفكري بمزيد من الدماء و التضحيات و الآلام .
لذلك المجتمع الجاهل و المكبوت من طرح الأسئلة الفلسفيه هو مجتمع يسهل السيطرة علية و ارضاخه لما يسمى ب ( سنه الحياة ) لتندرج الحركات الفكرية الحره ضمن الشذوذ و جلب الأفكار الغربيه لضرب الإسلام و التراث الأصولي العربي .
لذلك تصبح صيحات التجديد للفكر الديني المتطرف حبرا على ورق بسبب رفض الخروج من العقليه الأصولية في الأسرة و التعليم و الجنس و الجسد
كيف إذن يتجدد الفكر الديني دون عقل يفكر و يتفلسف للحرية والعدالة و المساواة في الأسرة و التعليم و الجنس
فالمجتمع المكبوت جنسيا و فلسفيا يسهل ارضاخه للفكر الديني بقوة الأحزاب و قوى الدين الأصولي و كذلك بتعاون الحكومات العربية التي تريد آجهال التقدم الفكري بعدم السؤال عن مناقشه المقدس !!!!
فقد عرفت مجتمعاتنا بأنها تقهر المبدعين و المفكرين و تشوهه سمعتهم عن طريق المؤسسة العسكرية أو الدينيه المتمثلة في كل المذاهب الإسلامية سواء في العراق أو مصر أو السعودية
لنواجه قضايا ازدراء الأديان أو تهم العماله للغرب المنحل !!!!
لذلك تضع الحكومة يدها على كل شيء بالرقابة و اقصاء التنوير بالسجون و مراقبه الصحف أو كما يحدث في العراق أن تتعاون الحكومة مع المليشيات الدينيه في قتل المبدعين الأحرار و تصفيتهم جسديا و كذلك قتل كل كفاءة علمية مستقله تتشوهه سمعتها و تسحل على ساحات النضال الوطني بضوء غير مباشر من الحكومه التي أعطت المليشيات إمتيازات قانونية حيال تصفية الكفاءات العلمية العراقيه التي يصعب ارضاخها للأحزاب السياسية و الدينيه .
و اعطتهم الحكومه مراكز و مؤسسات داخل العاصمه و خارجها ليتغلغلوا بالصوت و الصورة و يثبتوا وجودهم كقوة أقوى من القانون .
و يغلف الإعلام الحقائق باكاذيب روحانية و تشوية السمعة .
و يتعرض الإعلاميين الأحرار كذلك للتصفيات أن لم يمشوا جنب السياسات العامة للحكومه .
لذلك يفشل درس الفلسفه بسبب الخوف ....الكل يبغي أن يطنش و يرضخ للقوى خوفا من فقد الوظيفه أو فقد الزوج أو الأطفال و هكذا نشأت الازدواجية في حياتنا و ظهر الفرق بين الحديث الخاص و الحديث العام
بين حلقات الأصدقاء و لغه الاجتماعات الرسميه حتى أصبحت المؤسسة العسكرية و الدينيه محرمة لا يجوز نقد رموزها أو الاقتراب من كشف خطاياها و نواقصها !!!
لذلك تأجيج الصراع بين قوى الفكر الحر اكسب الحكومة مزيدا من فرش البساط و المكوث بالفساد أطول و أطول .

إن الدعوات من المشايخ إلى العودة للتراث الاصولي هو بداية الانحدار للقيم الطبقيه الأبوية الحكومية و لا تمييز بين الدعوات الإسلامية أو المسيحيه أو حتى اليهودية
كنت أعتقد أن العودة للروحانيات و الأصول الطبقيه هو شأن إسلامي بحت لكنني اكتشفت تناقضات الدعوات الآخرى القادمة من الغرب بما يسمى بالتبشير للنظام الديني المسيحي في أوربا و أمريكا و أذكر بهذا الصدد كمثال كتب الكاتبة ( جويس ماير ) التي تكسو وجهها بالتكنولوجيا التجميلية و ملابس العولمة و تدعو في كتابها ( ساعدني انا مضغوط ) الى العودة للمسيح و للاصولية المسيحيه كنوع من طرد الشياطين و التخلص من الضغوط النفسية و الاجتماعية عن طريق الإنجيل و دعاء جزر الباهاما متناسية النظم السياسية الرأسمالية الطبقيه الأبوية التي تضع حدودا داخل النفس البشرية لأحداث الضغوط لفشلها شرقا و غربا في أحداث مساواة فعليه بين الطبقات .
ما مدى التشابه العميق بين جويس ماير المنكهة بصبغه الحرية الفاقعه و بين المشايخ الإسلاميين في الأزهر و مراجع الحوزات الإيرانية و الوهابية السعودية لا أعتقد الفرق كبيرا سوى في اللحى المخضبه بالمسك و البوتكس .

غض النظر عن النظام الطبقي الأبوي العسكري الديني المتسلط و تخدير الشعوب للعودة إلى الرب دون أحداث تغيير في جسد النظام
نحن فقط نخلع رأس النظام الحاكم لكن جسده متجذر في المؤسسات التعليمية و الاسريه
كمن يدعو للرقص على الهواء و يطلب أن يشاهده ببث مباشر من غرفته !!!!
نتذكر هنا ما قالته الدكتورة نوال السعداوي في كتابها ( تؤام السلطة و الجنس ) في عام 1998 :

( لم تنفصل سلطة الدولة عن السلطة الدينية في عصر من العصور ولا في بلد من بلاد العالم حتى يومنا هذا.
وإلا فلماذا يتحدث بابا الفاتيكان في الأمور الدولية والسياسية ويعقد الاجتماعات مع الملوك والرؤساء في جميع أنحاء العالم؟ لماذا تتدخل سلطة الفاتيكان الدينية في أمور الجنس والإجهاض والإنجاب وعلاقة المرأة بالرجل؟
وفي بلادنا، لماذا يفعل شيخ الأزهر أو مفتي الديار أو كبارالمشايخ ما يفعله بابا الفاتيكان في العالم المسيحي ؟! شهدنا في السنين الأخيرة كيف كانت السلطة الدينية تتدخل في أمور الحرب أو السلام أو الفوائد على الأموال المودوعه في البنوك بمثل ما تتدخل في أمور الجنس من ختان الإناث أو ختان الذكور، أو إباحة الإجهاض لحالات الحمل الشرعي الناتجة عن الاغتصاب، أو إعادة العذرية للبنات ضحايا الاغتصاب، أو إباحة الزواج العرفي أو زواج المسيار!
وهل انفصل الدين عن الدولة عن الجنس في أي مكان من العالم شرقًا أو غربا ، شمالا أو جنوباً َّ ا؟!
حتى في هذه البلاد التي تدعي الفصل بين الدين والدولة، فإن هذا الفصل لم يحدث إلا جزئيٍّا أو ظاهريٍّا، وسرعان ما يعود الالتحام بينهما خاصةً في الأزمات الاقتصادية أو العسكرية، وإلا فلماذا أمسك الرئيس الأمريكي «جورش بوش» بالإنجيل في يده، رفع رأسه إلى السماء، وأعلن الحرب باسم الله ضد شيطان العراق في منتصف يناير ١٩٩١؟ ولماذا يلجأ الرئيس الأمريكي «بيل كلينتون» إلى الله وقسس الكنيسة بعد انكشاف خياناته الزوجية أو علاقاته السرية بالفتيات والنساء في العام ١٩٩٨؟ ولماذا يمسك رئيس الحكومة الإسرائيلية اليوم بكتاب التوراة في يده، يرفع رأسه إلى السماء،
ويعلن باسم الله عن مزيد من القتل للفلسطينيين وطردهم من أرضهم، فهي الأرض
الموعودة في الكتاب المقدس لشعب الله المختار أو اليهود؟
ولماذا تنتشر الحركات المسيحية في الغرب (يُطلَق عليها اسم التيارات المسيحية)
وتحمل في الولايات المتحدة الأمريكية اسم التحالف المسيحي، الذي يقف مع المحافظين في الحزب الجمهوري، ويشجع العودة إلى القيم الطبقية الأبوية تحت اسم العودة إلى الدين أو القيم العائلية، يطلقون الرصاص على الأطباء في عيادات الإجهاض القانوني، يقتلون النساء الحوامل في هذه العيادات او يهددونهن بالقتل، يطالبون النساء بالعودة إلى البيوت تحت سلطة الرجال، يطالبون الدولة بالتراجع عن الحقوق الممنوحة للنساء، وإعادة تدريس الدين في المدارس، وحذف النظريات العلمية المتعارضة مع نظرية الخلق
في الكتاب المقدس ومنها نظرية دارون؟
وفي بلادنا العربية والإسلامية ترتفع منارات الجوامع ويتضاعف عددها العام وراء العام عليها الميكروفونات أو مكبرات الصوت لتدوي آلاف الأصوات من الرجال خمس مرات في اليوم تدعو إلى الصلاة، وتستمر اللقاءات المعلنة وغير المعلنة، بين القيادات الدينية عبر البحار والمحيطات، بين القوى الحاكمة فيما يُسمى العالم الأول، أو الشمال،
وبين القوى الحاكمة فيما يُسمى العالم الثالث أو الجنوب؛ مما يكشف الترابط الوثيق بين القوى الرأسمالية الدولية في عصر ما بعد الحداثة، وبين تصاعد التيارات الدينية الأصولية المحافظة في جميع أنحاء العالم، سواء كانت مسيحية أو يهودية أو إسلامية أو بوذية أو هندوكية أو غيرها.
قد يختفي الترابط أو التحالف بين السلطات السياسية أو الاقتصادية وبين السلطات الدينية لأهداف قريبة أو بعيدة، كما كان الإله في التوراة يتخفَّى وراء سحابة من الدخان
ويصدر أوامره بقتل الشعوب وطردها من أرضها، إلا أن التناقضات بينها قد تظهر أحيانًا، خاصةً في حياة الرجل والنساء الجنسية، أو في الأحكام الأخلاقية المزدوجة التي تحكم العلاقات الشخصية، بل العلاقات الدولية أيضا. )



#حسام_جاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عشتار تشاطر ام محمد النواح
- قبل بلوغ سن الهلوسه
- احذرك و ارجوك
- المساواة بين الجنسين في ظل الصراع الطبقي
- الحب وجهة نظر طفولية
- ثقافة الانفصام
- مرض (الخوف من الابداع )
- الراقصه و المطبخ
- عين الله
- آخرة جديده
- اخلاء سبيل للهواء
- اسطورة اجدادي ينتظرها احفادي ( ولم يتعظ )
- الصداقة الفكرية
- سبات المراقبة
- النوم فوق سلالم المنتصف
- صلاة خائفه
- حقائب حياة
- عجوز الشارع القديم
- الرقص مع الملائكه
- انا .....الشمس....فيروز


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن ضرب -هدف حيوي- في حيفا (في ...
- لقطات توثق لحظة اغتيال أحد قادة -الجماعة الإسلامية- في لبنان ...
- عاجل | المقاومة الإسلامية في العراق: استهدفنا بالطيران المسي ...
- إسرائيل تغتال قياديًا في الجماعة الإسلامية وحزب الله ينشر صو ...
- الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
- شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية ...
- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قيادي كبير في -الجماعة الإسلامي ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسام جاسم - الإبداع بين تشوية السمعه و الدعوات الأصولية /1