الرقص مع الملائكه

حسام جاسم

الحوار المتمدن-العدد: 5343 - 2016 / 11 / 14 - 22:13
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

توفي للتو
انتقل مع العائلة جسد فقط ليدفع فاتورة صعوده للقاء الملائكة و الشياطين التي حملت روحه بعيدا في مكان لا يعلمه أحد إلا الفقهاء و السياسيين و المنشغلين بالجنس !!!
ليس للجسد قيمه أن كان لا يتحرك .... يرقص.... يركض .... كل شيء دون حركة فهو ميت
في طفولتي اعتقدت أن الله يأخذ هذة الأرواح لمكان تتحرر فيه من الأخطاء يعودون بلا تفكير أو تقرير مصير تستقبلهم الملائكة بحفل راقص
لكنني علمت بأن وكالة المخابرات العامة تمنع الدخول والخروج من حفلات الرقص
يقف ضابط أمام حركات الرقص و يحددها بمزاجه العام
ننزع ملابسنا و نقبل بعضنا بحرارة أمام أنظار الحكومة بلا خوف و سؤال : من أين لك هذا !!!؟
هذة الجمله يتقولون بها للفقراء فقط لكننا الآن تحررنا من ذلك السؤال و تلك الجمله لم يبقى إلا فوضى الدمار في الدنيا نحرك جسدنا فوقها بأيادي ملتوية و رقبه تطوق للقفز .
سمعت صديقي يقول إن هناك أيضا خيط خفيف أخف من خيوط الملابس لكنه حاد جدا بشكل مستقيم يجب علينا أن نمشي فوقه حفاة
تحت هذا الخيط قدر كبير أكبر من أواني الطبخ العراقيه
يحتوي على ماء مغلي فمن يسقط من حافة الخيط فإنه سيبقى حبيس ذلك القدر للابد !!!!
سمعته و هو ينظر الي : لا ينجو إلا الفقهاء و السيد الحاكم و أشار بيده إلى صورة كبيرة تتخذ رقعة من الصف الدراسي المتهالك للسقوط
تحتوي الصورة على اشخاص لا أعرفهم يلتحون بلحى طويله و جبين محروق تحت الصورة مكتوب ( آيات الله العظمى )
فقلت له :: هل هؤلاء الذين يكلمنا القرآن عنهم و عن طريقهم للجنة ذات الأرداف الملونه للفاكهة !!!
- نعم انهم يجلسون تحت العرش
- يا عرش ؟!!
- عرش الله لأنهم مؤمنين إلا ترى جبهتهم كيف عليها علامات الساعة الصغرى !!!
- انهم ليسوا لطفاء و وجوههم مخيفه !!
نحن لا نضع مثل تلك الصور في بيتنا .
- أانت شيعي أم سني ؟؟؟
- لا أعرف ماذا يعني ذلك !!
- انهم شيوخ للشيعه فقط فالسنه لديهم شيوخ مختلفين .
- هل شيوخ السنه حلوين و ليس لديهم لحية كثيفه ؟؟
- لا كلهم أصحاب لحى و جبين محروق مثل هذة الصورة .
أخرج صورة في جريدة رأيت فيها شيخ عجوز ملتحي أيضا فقال لي أنه : سيدهم العام
- لكنه أيضا ملتحي و وجه غير جميل و مخيف .
- انت تبحث عن الحلوين لا يدخل الجنه حلو
من يدخل الجنه هم الفقهاء و من يتبع كلامهم فقط .
- كيف الجنه جميله و يدخلها من يحرق جبينه و من تغطي وجهها بالظلام ؟!!!
- هكذا الله يريد أتعترض على الله ؟؟؟
فكانت اول وصمة صمت في حياتي
مجرد ذكر ايه من القرآن أو اسم الله و دمجها في كلام مخرف و كاذب يعني ذلك الصمت و الخوف من الحديث .

في افلام التلفزيون يرقصون في الشوارع فلماذا لا ارقص ؟ لماذا لا اضحك عاليا ؟
فهل بالموت نرقص و نصرخ فرحا ؟؟!!
اعتقدت أن الموت هو الوسيلة لتحقيق معاني الحياة كما الافلام التلفزيونية لأنني عندما اموت ساتحرر من عيونهم و العب كل الألعاب والمسابقات الترفيهية .
سارقص مع الملائكة دون يراني أحد و يعترض
و لكن كيف اموت ؟؟؟
انا احب عائلتي كيف سأتركهم ؟؟؟
ابتعد شبح التفكير عن رأسي لأنني لم اتمكن من الاجابه .

مرت السنوات بسرعه ملتحفه و محفوفه بالعقل فهو الوحيد لم يأخذ رشوة صمت عند الصدق .
بعد وفاته للتو تجمع الأطفال تحت منزلنا يتناقشون كيف مات و أين سيذهب و هل سيأتي له عقرب من القبر أم لا ؟؟؟؟
فقام كبيرهم (عمرة حوالي 6 سنوات ) : سيمشي على الخيط و سيسقط في النار .
انفزع الجميع و خاف
لم يعرفوا من الموت إلا ما يرويه الشيخ أو الأب الحاكم في الأسرة
قطعت كلامهم لأقول لهم ما لم اقوله لصديقي من قبل :
انه يرقص مع الملائكة بعد أن تحرر من الأخطاء .
ضحك الجميع و ضحكت عاليا و غرق الشارع بالتدين الزائف و السادة الحكام و المنشغلون بالجنس .!!!

#حسام_جاسم (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل