جنسياسية او فصل الجنس عن السياسة

حسام جاسم

الحوار المتمدن-العدد: 5292 - 2016 / 9 / 22 - 01:19
المحور: العلاقات الجنسية والاسرية
    

الكلام الكثير يجلب معه قليل من الصدق !!!
لا توجد حقيقة كاملة
هناك فقط أكاذيب مختومة الغلاف .

لم تطيق رائحة جسده حين صدمها باسم الزواج و المال ليمتص منها العطر الفرنسي الذي اشتراه لها فهي لم تمتلك شيء إلا بسبب وجوده في كل شيء
في العمل و البيت و السيارة و المجوهرات و كذلك في السرير !!!!
سرقت منه تحت مسمى الزوجة سندات و عقارات و سرق هو الجسد ليستمد منه حيويته التي هرمت و دخلت غار الجشع !!
فرح بجسدها و فرحت بأمواله كأنه صراع سياسي من أجل السلطة المطلقة
لم تفكر في الإنجاب منه بل بالشيكات و حسابات البنك
آخر مرة أجهضت قال لها الطبيب : لقد سقطت الهدية منك !
- لا تخف أنها في البنك المركزي و معها فوائد .

تمثل الصراع الانتفاعي بين الأزواج بشكل اقتصاد و جنس ليشمل نواحي مختلفة من الصراعات لتفرض نفسها داخل هذا الصراع الصغير فدمجت معها السياسة و التجارة و التصدير للقيم التي ننظر لها كأنها مقدس
لا توجد قدسية لشيء لم يكتشفه العقل بعد !!!!
تكون هنا الاقتصاد الجنسي في مؤسسة الزواج التقليدية التي تقام على منفعه
فما فرقها عن الزنا ولكنه زنا مشروع أمام العيان بورقة مختومة و مهر !!!!
عندما نستقل اقتصاديا هل لنا حاجه الى بيع جسد أو مهر !!!!
يقال إنه تكريم للزوجه و انا اقول انه تهكير و تخدير .
يجب أن نتعلم منذ الطفولة كيف نستقل اقتصاديا و لكننا نتعلم كيف نستغل جنسيا باسم الاقتصاد
أصبح اقتصاد الجنس مطعم يقدم خدمات للحكم السياسي في جميع دول العالم المتحضرة منها و الغير متحضرة
أصبحت السياسات الجنسية تنظم الحملات الانتخابية و ليس سياسات الاقتصاد فقط من تتكفل بذلك
في وطني :
الكبت الجنسي و منع الاختلاط و رفض التحرر يزيد من أصوات هذا الكيان و ذاك
في الغرب : الحرية الجنسية و حماية حقوق الأقليات الجنسيه شرط أساسي لزيادة أصوات النجاح في الانتخابات الرئاسية !!!
تلاعب الجنس في السياسة أمر خطير يخدم مصالح الحكم و يدنس الحب النقي يجعلة
حب بترولي
حب منقب
حب شركات و تصفية أعمال حرة
كنا سابقا نطالب بفصل الدين عن السياسة رغم أنهما تؤامان ( في جميع دول العالم يتم تطويع أحدهما للآخر لكنهما لا ينفصلان رغم المحاولات العالمية و دساتير الفصل المعهودة أنها مظاهر فقط لسمات الدولة المدنية و لكن في العمق الجماعات الأصولية متواجدة في المشهد السياسي في جميع أنحاء العالم)
الآن نطالب بفصل الجنس عن السياسة و عدم التجارة بعقول الناس في الأسواق العالمية الحرة
السياسة تتاجر بكل شيء نقي في حياتنا و المصيبة الكبرى أنها تتاجر بشكل مشروع و قانوني يجعلنا نشترك بتلك التجارة دون حدود و نستمتع في ظلم جسدنا و عقولنا في ظلال الحزب الحاكم !!!!
تجارة الأفلام الإباحية و مساحيق التجميل و رقيق الجسد من معاقل أفريقيا تكتسح قيمة الصادرات و تسدد للنظام ضرائب الديون المتراكمة و تسبب انفتاح اقتصادي
لا يوجد انفتاح اقتصادي دون سياحة جنسية !!!!

رجعت من الشاطئ بعد الاستجمام ببكيني مميز يستحق النظر لتفاصيله إلى غرفتها لتتلقى اتصال من زوجها :
- لقد خسرت كل شيء و سنعود إلى البيت المتهالك القديم .
لم تجب بشيء
الصدمة فاقت نطاق الخسارة أغلقت الهاتف بوجهه و اتجهت إلى البنك لتطمئن على اقتصادها الجنسي .
ذهبت معه للبيت القديم جدرانه لم تحتمي بشيء مزخرف أو براق
صورة زواجهما لا زالت ترقد تحت تراب الحائط نفثت فيها لترى شبابها
ذلك الوجه تغيرت مفاهيمه الاستهلاكية و تحددت بعمليات تجميل و مساحيق متهالكة !!!!
جلست على السرير الحديدي تطالع عقلها بما ستفعله
وقف أمامها عاريا يطالبها بحقه الجنسي
ارتمى على صدرها يشد فيها بقوة
دفعته بعيدا عنها و قالت:
- لقد انتهى اقتصادك الجنسي دون محاورة .

#حسام_جاسم (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل