أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - توفيق أبو شومر - غوليم الإرهاب














المزيد.....

غوليم الإرهاب


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 5585 - 2017 / 7 / 19 - 09:28
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


أسطورتان مختلفتان، في الزمن والحدث، ولكنهما تتوافقان في كثيرٍ من الدلائل.
الأسطورة الأولى حدثتْ في نهاية العصر الجاهلي، هي جزءٌ من التراث العربي الأدبي الجاهلي، من سيرة الشاعر الجاهلي، أحد أصحاب المعلقات، طرفة بن العبد (البحريني) المولد، نديم الملك، عمرو بن هند، زعيم مدينة الحيرة في العراق، وملك المناذرة. تقول الأسطورة:
أوغر الوشاةُ صدرَ الملكِ على طَرفه وعلى خاله، المتلمِّس بادِّعاء أنهما هجوا الملك، فأرسلهما الملكُ، عمرو بن هند إلى والي البحرين، (المكعبر) ، وحمَّلَهُما رسالتين مغلقتين، بادعاء أنَّ فيهما جوائز، والحقيقة أن فيهما أمرا بقتل الاثنين، طرفة، والمتلمس، نجا المتلمسُ لأنه شكَّ في الرسالةَ، أما طرفة فلم يشك، فقُتِلَ الشاعرُ المبدعُ، طرفةُ بن العبد، ولمَّا يبلغ الثلاثين من عمره. هو قائل المعلقة المشهورة المبدوءة(لخولةَ أطلالٌ ببرقة ثهمد...)
يصف المبدعُ، طرفة بن العبد اختلافه مع عشيرته، وهروبه من واقعه المرير إلى شرب الخمر، يقول: وما زال تشرابي الخمورَ ولذّتي... وبيعي وإنفاقي طريفي ومُتْلَدي
إلى أن تحامتْني العشيرةُ كلُّها... وأُفردتُ إفرادَ البعيرِ المُعبَّد
طرفةُ يضع إصبعه على الجرحِ في المعلقة نفسِها في بيتٍ خالد من الحكمة يتغنى به كثيرون دون أن يعرفوا قائله:
وظلمُ ذوي القربى أشدُّ مضاضة ... على المرء من وقع الحسام المهند!
هل يشبه الشاعرُ، طرفةُ دولة قطر اليوم، التي أُفرِدتْ هذه الأيام إفرادَ البعيرِ المُعبَّدِ؟!!!
أما الأسطورة الثانية فهي أسطورة الغوليم اليهودية، القصة تحكي أسطورة خلق إنسان من الطين على يد الحاخام، ماهرال من مدينة براغ، لغرض حماية اليهود من الحصار والاضطهاد، استطاع هذا الحاخام أن يصنعَ هيكلا بشريا قويا، ليؤديَ الخدمات لصانعه، ويذود عنه الأعداء والمنافسين، هذه الأسطورة وُضعتْ لبث الرعب في نفوس كارهي اليهود في أوروبا الشرقية، ومحاربة دعوات اللاسامية، وكذلك لإثبات قدرات اليهود الإبداعية، غير أنَّ هذا المصنوع الطيني تمرَّد على صانعِه، وشرعَ في تحطيم كلَّ ما يعترضُ طريقَه، ولم يكتفِ بذلك، بل هدَّد الصانع نفسَه، الحاخام ماهرال!
لم يجدُ الحاخام مفرا سوى القضاء على الغوليم، وإعادته إلى حالتِه الطينية من جديد؟!!
السؤالُ الجوهريُ هو: مَن الذي اخترع (غوليم الإرهاب) في عصرنا؟
لماذا ندمَ صانعو الغوليم على صناعتهم؟!!
هل تمرد الغوليم على صانعه، حين شرع في الشغب علية ومضايقته، لذا لزم الأمرُ أن يُحاصر ويُدمَّر ليس للقضاء على التخريب والإرهاب، والتدمير والقتل، كما يُزعَم، ولكن ليتمكَّنَ المُخترعُ من صناعةِ غوليمٍ إرهابي جديد آخر، بعد تصحيح أخطاء الصناعة الأولى، لكي ينفذ الأوامر، لا يتعداها كما الاختراع الأول؟!!!!
أم أن هذا الغوليم قد أنجز مهمتَه، وأصبح وجودُه عبئا ثقيلا على صانعه، لذا يجب القضاءُ عليه، ليس بيد صانعِه، بل بيد أقرانه؟!!
أم أنَّ الخطةَ الجديدة تقضي بالبراءة من الغوليم التراثي القديم، بعد أن فُضِحَ أمرُهُ، لغرض إبداع غوليم جديد مجهول النسب والهُوية، ليتمكن بهذا الغموض أن يُحقق الأهداف المرسومة له بالضبط، لتسهيل مرور قطار العولمة الجديد، الخالي من المبادئ والحقوق والحريات، والأيدلوجيات، والنظريات الوطنية، والشعارات التحررية، والثقافات، هذا القطار يجب أن تقتصر حمولتُه على منتجات الشركات العولمية لا يتعداها، الغذاء، والدواء، والكساء، ليصبح البشرُ كلُّهم نماذج من الغوليم؟!!



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تدوير الزعماء في إسرائيل
- مشى على رأسه
- مستحضر القهرولوجيا
- ادفعوا الجزية لحمايتكم
- يوم في مدرسة يابانية
- خطة التطبيع العربي الإسرائيلي
- أخبار إسرائيلية في يوم
- يساريون مصابون بالقحط الفكري
- تفكيك اليونروا
- مستقبل العرب في أخبار
- رثاء لغزة
- ملكة للأشجار، وملكة لأمريكا
- العبقرية هي صناعة المتفجرات الفكرية
- إمارة أندورا الفلسطينية
- أعداء النساء في عيد المرأة العالمي
- أين اختفى هؤلاء؟
- الاستيطان فريضة دينية يهودية
- خرافات ألفية الجهالات
- فسيفساء فلسطينية منسية
- لا تأكلوا... كنافة بالدّبس


المزيد.....




- جعلها تركض داخل الطائرة.. شاهد كيف فاجأ طيار مضيفة أمام الرك ...
- احتجاجات مع بدء مدينة البندقية في فرض رسوم دخول على زوار الي ...
- هذا ما قاله أطفال غزة دعمًا لطلاب الجامعات الأمريكية المتضام ...
- الخارجية الأمريكية: تصريحات نتنياهو عن مظاهرات الجامعات ليست ...
- استخدمتها في الهجوم على إسرائيل.. إيران تعرض عددًا من صواريخ ...
- -رص- - مبادرة مجتمع يمني يقاسي لرصف طريق جبلية من ركام الحرب ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب باردة جديدة
- روسيا تطور رادارات لاكتشاف المسيرات على ارتفاعات منخفضة
- رافائيل كوريا يُدعِم نشاطَ لجنة تدقيق الدِّيون الأكوادورية
- هل يتجه العراق لانتخابات تشريعية مبكرة؟


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - توفيق أبو شومر - غوليم الإرهاب