أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - توفيق أبو شومر - مشى على رأسه














المزيد.....

مشى على رأسه


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 5572 - 2017 / 7 / 5 - 08:35
المحور: الادب والفن
    


لم يلجأ الأديبُ الكبيرُ عباس محمود العقاد 1889-1964 إلى الشرطة، أو النيابة العامة ليشتكي مُجايلَه، الأديب الكبير، مصطفى صادق الرافعي 1880-1937 حين أصدر الرافعي كتابه"عَلى السُّفُود" الذي شوى فيه لحم عباس العقاد في سبعة سفافيد! بعد أن مزَّقه قطعا في أسياخ منها: العقاد جبار الذهن المضحك.. العقاد اللص... العقاد ذبابة من طراز، زبلن!
(السَّفُودُ هو سيخ شي اللحم)
سبب الخلاف بين الأديبين يعود إلى أن العقاد انتقد كتاب الرافعي، إعجاز القرآن، الصادر عام 1917 وقال عن الرافعي:
" مصطفى أفندي الرافعي، رجلٌ ضيِّق الفكر، مُدرَّع الوجه، إنَّ قدميه أسلس مَقادا من رأسه، لعله يبدِّلُ المطية، ويُصلح الشكيمة...... إيه، يا خفافيش الأدب، أغثيتُم نفوسَنا الضئيلة، لا هوادة بعد اليوم، السوطُ في اليد، وجلودُكم لمثل هذا السوط قد خُلِقت، وسنفرغ لكم أيها الثقلان!"
قال عنه أيضا: " هو الذي اعتاد أن يمشي على رأسِه، حتى حَفِيَ"
"ردَّ الرافعي على هجوم العقاد:
"العقاد لِصٌّ من أقبح لصوص الأدب، يُغِير على كتبٍ كثيرة، يسرق، وينتحل، ولا يبين الأصل الإفرنجي، فقد كتب مقالا في جريدة الحال الأسبوعية بعنوان(لو، تأثيرها في التاريخ) هذا المقال سرقه من مقال، أستاذ التاريخ في جامعة لندن هيرتشو، وهو منشور في مجله أوتولاين"
كذلك، لم يقدم الشاعر الكبير، أحمد شوقي بلاغا للشرطة ضد الرافعي، لأن الرافعي استهزأ بديوان شوقي، وأسماه: (الشوكيات) بدلا من الشوقيات، وكان يعتبر شوقي شاعرا من الدرجة الثانية، لا يُجيد اللغة العربية.
أيضا، لم يقدم الرافعي شكوى ضد الدكتور طه حسين عندما انتقد (رسائل الأحزان للرافعي، وقال:
"إنه ينحت من صخر، ويلد الجمل ولادة، وهو يقاسي ما تُقاسي الأم من ألم الوضع"!!
فردَّ عليه الرافعي: "الأستاذ الفهَّامة الدكتور، طه حسين: يُسلِّم عليك المتنبي، ويقول لك:
"وكم من عائبٍ قولا صحيحا... وآفتُهُ من الفهم السَّقيمُ"!!
هذه لقطات من عصر التسامح الفكري والثقافي، في زمن المبدعين!
مَن يتابع مسلسل التسامح يُدركْ أن هؤلاء المبدعين كانوا منصفين أيضا حين يقدمون شهاداتهم الصادقة عن منافسيهم وخصومهم، فقد قال الرافعي نفسُه عن العقاد، بعد أن شواه على سفود الشي:
" أكرهُه، وأحترمه، لأنه شديدُ الاعتداد بنفسه"
قال العقاد أيضا عن خصمه الرافعي: "أعرف أن الرافعي يقول عني ما لا يكتبه، إن الرافعي في الطبقة الأولى من كتاب العربية"!
كما أن الأديب الرافعي القاسي، الجبار، العنيد، رثى أمير الشعراء في جنازته، ونشر الرثاء في مجلة المقتطف.
إنَّ معارك الأدب والفكر في عصر التسامح أنعشتْ القراءة والثقافة ، وأنتجتْ كتبا، ودواوينَ شعر، ولم تُنتج خصومات، وقضايا محاكم، وأحكام بالحبس والغرامة، وجاهات للصلح!
والأهم من كل ذلك، أن تلك المعارك (السَّمْحَة) حتى لو تخللتها تعبيراتٌ جارحةٌ، لم تدفع الأدباءَ والمثقفين والسياسيين إلى الهجرةِ من أوطانهم، والهروب من دعاوى الجهالات، دعاوى التكفير، والتجهيل، والحسبة، بل كانت جاذبةً للأدباء من كل فجٍ، ليشاركوا، وينهلوا من هذا الإنتاج الفكري الثري!.



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مستحضر القهرولوجيا
- ادفعوا الجزية لحمايتكم
- يوم في مدرسة يابانية
- خطة التطبيع العربي الإسرائيلي
- أخبار إسرائيلية في يوم
- يساريون مصابون بالقحط الفكري
- تفكيك اليونروا
- مستقبل العرب في أخبار
- رثاء لغزة
- ملكة للأشجار، وملكة لأمريكا
- العبقرية هي صناعة المتفجرات الفكرية
- إمارة أندورا الفلسطينية
- أعداء النساء في عيد المرأة العالمي
- أين اختفى هؤلاء؟
- الاستيطان فريضة دينية يهودية
- خرافات ألفية الجهالات
- فسيفساء فلسطينية منسية
- لا تأكلوا... كنافة بالدّبس
- اللغة العربية في غرفة الإنعاش
- بارانويا كاليغولا تصيب نتنياهو


المزيد.....




- المفكر الإيراني حميد دباشي.. التصورات الغربية عن الهوية الإي ...
- فيلم -باليرينا-.. درس جديد في تصميم الأكشن على طريقة -جون وي ...
- التشادي روزي جدي: الرواية العربية طريقة للاحتجاج ضد استعمار ...
- ما آخر المستجدات بحسب الرواية الإسرائيلية؟
- تردد قناة ماجد الجديد لأطفالك 2025 بأحلى أفلام الكرتون الجذا ...
- -أسرار خزنة- لهدى الأحمد ترصد صدمة الثقافة البدوية بالتكنولو ...
- بمناسبة أربعينيّته.. “صوت الشعب” تستذكر سيرة الفنان الراحل أ ...
- خطوات الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية بالاسم فقط “هنــــ ...
- في ذكرى رحيل فلاح إبراهيم فنان وهب حياته للتمثيل
- الفنان صبيح كلش .. حوار الرسم والتاريخ


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - توفيق أبو شومر - مشى على رأسه