أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - توفيق أبو شومر - الاستيطان فريضة دينية يهودية














المزيد.....

الاستيطان فريضة دينية يهودية


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 5433 - 2017 / 2 / 15 - 09:21
المحور: القضية الفلسطينية
    


اعتدنا أن نرسمَ المستوطنات في بوسترات الدعاية الفلسطينية، على صورة أفاعٍ تلتفُّ على جسدنا الفلسطيني، واعتاد العالم أن ينظر إليها على أساس أنها عقبةٌ في طريق السلام. وأنها تَحول دون تأسيس دولتين لشعبين، ومعظم دول أوروبا وأمريكا يقسمونها إلى مجموعتين، استيطان مشروع، وآخر ممنوع، لأنه يتعارض مع حقوق الإنسان!
كثيرون لا يعرفون منزلة الاستيطان، والرجوع إلى أرض الميعاد في العقيدة الدينية اليهودية، والمسيحانية الصهيونية.
أرض الميعاد ليست هي حدود ما قبل الرابع من حزيران يونيو 1967، ولكنها كل الأرض، ما قبل، وما بعد!! هذا ما يتبناه اليوم أكبر الأحزاب الإسرائيلية المشاركة في الحكومة، حزب البيت اليهودي، وحزب الليكود الحاكم.
الليكودي، غلعاد إردان، وزير الأمن الداخلي قال يوم 13-2-2017 ليست هناك أرضٌ أخرى لدولة أخرى غير أرض إسرائيل، هذا ما أدركته الإدارةُ الأمريكية الجديدة، بزعامة، دونالد ترامب!
المستوطنات الصهيونية، عند المسيحانيين الصهاينة، وعددهم ستمائة مليون، هي الطريق الموصل إلى عودة الماسيح المنتظر، بدونها لن يعود الماسيح، لذا فهم يدعمون المستوطنات ماليا، ومعنويا، لأنها مُقدَّسة!
أما المستوطنات في العقيدة الدينية اليهودية، فهي فريضة من الفرائض الأساسية في الدين اليهودي، فطائفة الحاسيديم الحريدية الدينية، وهي أكبر الطوائف الدينية تعتقد بأن اللهَ لا يقبل دعاءَ اليهودي، مادام بعيدا عن أرضه، أرض الميعاد، فالحاخام الكبير، يهودا القلعي يؤكد على فريضة الاستيطان بقوله:
"لا تُقبلُ صلوات اليهود، ومناسكهم، وعباداتهم، إلا في أرضهم"!!
لذا على كل يهوديٍ، أن يكون مستوطنا لكي تُقبل صلواتُه!
وهم يسلسلون التوبة الواجبة على كلِّ يهودي، وفق ثلاث مراحل:
توبة الخوف، وهي الاستغفار، وطلب الرحمة في الغُربة بعيدا عن أرض الميعاد، أما التوبة الثانية، فهي توبةُ الأرض، عندما يتوبُ اليهوديُ وهو على أرضه، ببنائها، بماله، وعرقه، أما التوبة الثالثة، فهي توبةُ الحُبٍّ.
بهذه التوبة، توبة الحب يعودُ الماشيَّحُ المنتَظَر، بعد معركة، مجدو الأخيرة بين الخير والشر، حينئذٍ، يدخل الناسُ في الدينِ اليهوديِّ أفواجا!!
كذلك، فإنَّ الحارديم يُجيزون لليهودي أن يُطلِّقَ زوجتَه، إذا رفضتْ الهجرة من المنفى إلى أرض الميعاد.
كما أنهم من منطلق إيمانهم بفريضة الاستيطان، يرشون التراب الفلسطيني على قبرِ كل يهوديٍّ، يموت، ويُدفن في المنفى!
تمكَّن الصهاينة في بداية تأسيس إسرائيل، أن يُخفوا هذه الحقائق، بستارة الكيبوتسات، واليسارية، والاشتراكية، والدولة الديموقراطية في صحراء الديكتاتوريات، وما إن استقرَّ الحالُ واتَّسعتْ دولتُهم حتى بدؤوا يُزيلون الستائر عن هذه العقيدة، فقاموا بترويضنا، وجعل الاستيطان العنصري مستساغا في الإعلام بطرقٍ عديدة، أبرزها:
التسمية، (الاستيطان) فهو اسم محبَّبٌ يعود أصلُه إلى الوطن، والوطنية.
ثمَّ جعلونا نتراجع عن مطالبنا بتفكيك المعازل العرقية، ونطالب بإيقافها، ثم تراجع سقفُ مطالبنا، لنطالب بخطوة أخرى أقلَّ، وهي تجميد بناء هذه المعازل، أي أن تُحفَظ في عُلبةٍ محكمة، حتى لا تفسد، في جهاز التبريد، لتخرج سليمة مُعافاة!!
ثم انخفض سقف مطالبنا درجةً أخرى، فأضفنا إلى الاستيطان العنصري، تعبيرا آخرَ جديدا، غرزه الإسرائيليون بحُنكة، فأضافوا لهذه المعازل كلمة جديدة:
(النشاط) الاستيطاني، واقتبس إعلامُنا هذه التسمية، وأصبح يرددها كلَّ مساء وصباح، وفق الصيغ التالية:
ازدياد النشاط الاستيطاني، مضاعفة النشاط الاستيطاني، وقف النشاط الاستيطاني،
تجميد (النشاط) الاستيطاني..!!
أي أن المعازل العرقية المغتصبة، المسماة (مستوطنات) تحولَّتْ إلى نشاطٍ، وحركة مستحبَّة، تُشبه النشاطَ الفنيَ، والرياضيَ، والثقافي، والاجتماعي!!



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خرافات ألفية الجهالات
- فسيفساء فلسطينية منسية
- لا تأكلوا... كنافة بالدّبس
- اللغة العربية في غرفة الإنعاش
- بارانويا كاليغولا تصيب نتنياهو
- مرحلة ما بعد اليسار في إسرائيل
- لقطتان، لا تتشابهان!
- مطاعم الفنان كولوش
- ثلاث لقطات للضد
- صور من براءة الطفولة
- وصية، احرقوا تراثنا بعد موتنا!
- جهنم هي عيونُ الآخرين!
- مَن أيقظَ الوحشَ؟
- لا يحدث إلا في أوطان اليأس!
- هل التجارة خساسة؟
- الكلام المهموس مسموع
- أطباء آخر زمن!
- هل الزواج العربي زواج؟
- بيت الطاعة العولمي
- الأنبوش والأنابيش


المزيد.....




- بوتين يثير تفاعلا بحركة قام بها قبل مغادرة ألاسكا بعد لقاء ت ...
- أناقة بلا أخطاء.. الأصول الكاملة لاختيار النظارات الشمسية
- مصر.. تدوينة تطلب بمنع الخليجيين من أم الدنيا ونجيب ساويرس ي ...
- -التهديد بحرب أهلية-.. نواف سلام يرد على أمين عام حزب الله
- ترامب نقلها باليد خلال قمة ألاسكا.. رسالة من ميلانيا إلى بوت ...
- قمة ألاسكا بلا اتفاق نهائي… ترامب يمنح اللقاء -10 من 10- وبو ...
- اختتام قمة ترامب ـ بوتين في ألاسكا دون اتفاق بشأن أوكرانيا
- مصرع 18 شخصا بسقوط حافلة في واد بالجزائر وإعلان حداد وطني
- هل تهزّ التحديات المالية عرش كوداك، أسطورة التصوير منذ 133 ع ...
- كييف تقول إن موسكو أطلقت 85 مسيرة هجومية وصاروخا باليستيا خل ...


المزيد.....

- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ااختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- اختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- رد الاعتبار للتاريخ الفلسطيني / سعيد مضيه
- تمزيق الأقنعة التنكرية -3 / سعيد مضيه
- لتمزيق الأقنعة التنكرية عن الكيان الصهيو امبريالي / سعيد مضيه
- ثلاثة وخمسين عاما على استشهاد الأديب المبدع والقائد المفكر غ ... / غازي الصوراني
- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - توفيق أبو شومر - الاستيطان فريضة دينية يهودية