أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - توفيق أبو شومر - الأنبوش والأنابيش














المزيد.....

الأنبوش والأنابيش


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 5256 - 2016 / 8 / 16 - 11:36
المحور: كتابات ساخرة
    


تقول معاجم اللغة:
نبش الشيء: أبرزه
ونبش الأسرار: أفشاها
وانتبش الشيء: استخرجه من مخبئه
وأنابيش الكلأ: ما برز على وجه الأرض
والأنبوش: الغرسة المقلوعة
قال الشاعر الجاهلي أمرؤ القيس:
كأنّ السباعَ فيه غرقى عشيةً بأرجائه القُصوى أنابيشُ عُنصُلِ
يتحدث أمرؤ القيس عن سيلِ جارفِ، جرف السباعَ، فاختلطت أجسادُها بالطين، والماء، فصارت تشبه جذوعَ البصل البريِّ، هكذا رسم، امرؤ القيس بالكلماتِ لوحةً فنية خالدة .
بعيدا عن معاجم اللغة ومرادفاتها!!
هناك نوعٌ آخر من الأنابيش لم تفطن له كل المعاجم والقواميس.
انتشر في زمننا نوعٌ من أنواع [ النبش] يستطيع كل من يُتابع الحياة، ويُدقّق في الوجوه أن يراه في وضح النهار، بالمناسبة ليس النبش المقصود كذلك من فئة النبشِ عن الكنوز، أو نبشِ السير، والحكايات، والأقاصيص .
النابشون الذين أعنيهم يبحثون عن مخبوءات ما خطرتْ على بال أحد ، والنبش الذي أقصده ليس سمة فردية، بل إنه ظاهرة اجتماعية واسعة الانتشار، يشترك فيها الكبير والصغير .
وهو أيضا يُوَّرثُ للأبناء، والإخوة، والعائلة وحتى للأصدقاء ، كما أن النابش لا يحتاج إلى معولٍ، لأن آلته ميسورة للجميع ، وكذلك حفرة النبش!
كل المطلوب، سبابةُ إصبعٍ وفتحةُ أنفٍ!
تبدأ المطاردةُ الكبرى ، بين النابش والمنبوش، مع العلم أن أحلى ساعات النبش تكون في الصباح، قبل طلوع الشمس، وتتراوح النبشات، بين النبشة السريعة، والبطيئة، والقصيرة والمديدة، والسطحية، والعميقة!
وتُحدد طريقةُ النبش بعوامل عديدة منها:
سعةُ فتحة الأنف، وكفاءة النابش ودُربته في هذا المجال، وخلو المكان من المشاهدين.
تبدأ المطاردةُ الكبرى داخل إحدى فتحتي الأنف، إلى أن تستسلم الفريسة، وتخرج من مكمنها، حينئذِ يبتسم النابش، وهو يردد قول الشاعر :
تمرُّ بك الأبطالُ كلمى هزيمة ووجهك وضَّاحٌ وثغرك باسمُ
ومن النابشين من يُمثِّلون بجثة الفريسة، غير عابئين بمقولة أسماء بنت أبي بكر :
أيضرُّ الشاةَ سلخُها بعد ذبحها ؟!
ومن النابشين من يفشل في التخلص من المنبوش، فيعمد إلى إلصاقه بما حوله من أشياء مستغلا غفلة الآخرين عنه .
وعادة النبش، صارت ظاهرة اجتماعية يمارسها كثيرون، غير أنها تزدهر بين سائقي السيارات ولعل في الأمر سببا، فالسائق يطارد فرائسه كيفما كانت، فإن عَدِم فرائسَ الركاب، فلا أقل من فرائس الأنوف!
حاولتُ أن أتابع النابشين من السائقين عند إشارة مرور، فقد كانوا كثيرين ، وكانت أصابع بعضهم تختفي بكاملها داخل الجيوب الأنفية، على الرغم من أن الأنوف تبدو في الظاهر أصغر من الأصابع (المرودية)، نسبة إلى المرود الذي يدخل في زجاجة الكحل!
واستنتجتُ بأن بعض الأصابع نجحتْ في دخول فتحة الأنف الأخرى، لمطاردة الفريسة في الفتحة الثانية ... فنبشة واحدة خيرٌ من نبشتين .
ولا مفرّ في نهاية المطاردة من إدماء الفريسة، لأن النهاية دائما تكون نهاية دموية!
علينا أن نعترف بأن العربَ أكثر شعوب الأرض نبشا، فنبشهم في أنوفهم، يُخفف عنهم وطأة نبش رجال المخابرات عن أفكارهم المناهضة لحاكميهم، ويُنسيهم نبش حُكَّامهم في جيوب شعوبهم!!



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ورم الزعامة عند الفلسطينيين
- زعماء المكارثية الثقافية في إسرائيل
- الحل الاستيطاني النهائي
- مجازر نيس، والكراده، وباريس!
- القواقع القبلية في فلسطين
- جعفر الإفريقي، ابن قاهر الامبراطورية
- كيف كنتُ آكلُ البطيخ؟!!
- انتهاء صلاحية الإنسان العربي
- مقال مرفوض بمناسبة الأعياد اليهودية
- في فقه العلاقات الإسرائيلية الروسية
- لماذا تسعى إسرائيل لإفشال مؤتمر باريس؟
- تسونامي ليبرمان الجديد
- هل غزة فاشستية؟
- فلسفة للتبرير، وليس فلسفة للتنوير والتغيير
- تدمير بُنية الأجيال
- الاحتلال الفرعوني لتل أبيب
- جربوا مطاعم المحبة
- ضحايا التيار الكهربي
- هل الثقافة نقيض العولمة؟
- لماذا رفضوا مقالي عن الأميرة دايانا؟


المزيد.....




- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - توفيق أبو شومر - الأنبوش والأنابيش