أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - توفيق أبو شومر - لماذا رفضوا مقالي عن الأميرة دايانا؟














المزيد.....

لماذا رفضوا مقالي عن الأميرة دايانا؟


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 5135 - 2016 / 4 / 17 - 21:47
المحور: الصحافة والاعلام
    


أثناء بحثي في مقالاتي القديمة وجدتُ مقالين يعود تاريخهما إلى عشرين عاما، وقد كتبتُ فوقهما: (رفَضَهُ الرقيبُ).
كتبتُ المقالين بعد بضعة أيام من حادثة موت، أميرة ويلز، دايانا سبنسر، وهو يتعلَّق بالظاهرة الإعلامية الجديدة، إعلام الأميرة دايانا، وكانت تلك الظاهرة الإعلامية، هي بواكير عصر العولمة، ثمانينيات، وتسعينيات القرن الماضي.
انتقدتُ في أحدهما تجييش الإعلام لمشاهدة حفل زفاف الأميرة، دايانا سبنسر على الأمير، تشارلز، أمير ويلز يوم 29/7/1981 حيثُ قُدِّرَ عددُ مشاهدي حفل الزواج أكثر من سبعمائة مليون مشاهد تلفزيزني!!
انفصلت دايانا عن زوجها، 28/8/1996 أي بعد خمسة عشر عاما، واتخذت لها خليلين من الشرق، أحدهما باكستاني، وهو جراح القلب، حسنت خان، والثاني مصري، هو عماد الفايد، ابن الثري المصري، وقد كتبتُ عن ظاهرة ارتباط دايانا الغربية بالشرق، وأرسلت المقالين بعد حادثة قتلها، مع عشيقها المصري، دودي الفايد، 31/8/1997 ، غير أن محرر الصحيفة رفض نشر المقالين، وطالبني بمقال آخر، ولم أعرف سبب الرفض حتى اليوم، إليكم أحد المقالين، كان بعنوان:
دايانا، شهرزاد!
إن قصة الأميرة دايانا في نظري، تصلح أن تكون نموذجا للدلالة على علاقة الشرق بالغرب، وهي تشبه في المضمون رواية، الطيب صالح، موسم الهجرة إلى الشمال.
وهي أيضا تشبه قصص ألف ليلة وليلة، فعلاقة الأميرة، دايانا بالفتى العربي، عماد الفايد، وبالباكستاني خان، تصلح أن تكون نموذجا للعلاقة بين الشرق والغرب.
فالأميرة بجمالها الأخاذ هي في الواقع (أوروبا) التي سئمت آلية البشر، وأصبحت تبحث عن العواطف، خارج قصر بكنغهام، حتى بالخيانة الزوجية الصريحة، في قصرٍ يُدار بآلية كاملة، مجردة من العواطف والأحاسيس منذ قرون.
فالأميرة، دايانا كانت كالفيلسوف فردريك نيتشة، الذي اقتنع بأن السوبرمانية، لا توجد إلا في الشرق، حيث مذهب زرادشت.
دايانا أيضا، حتى وإن لم تكن تعرف، فهي من أنصار الفيلسوف الألماني، يوهان غوته، الذي كان يرفع شعارا يقول:
من لم يُولِّ وجهَه للشرق، فإنه لا يستحق الحياة!
فالجمال الذي حظيتْ به دايانا، هو في الواقع رمزٌ، فدايانا، هي أوروبا، أوروبا جميلة الغلاف الجسدي الخارجي، ولكنه في الواقع مصابٌ بالشُحِّ العاطفي، بسبب الواقع العملي الآليّ المرير، وهو خالٍ من الرغبة والإحساس، والعاطفة الجيَّاشة، فشرعت الأميرة، دايانا، أي أوروبا، تبحث عن لذة أخرى في علاقتها بالشرق، تعوِّضها عن برودة أوروبا العاطفية، في محاولة منها أن تستعيد عواطفها المفقودة، فرسالة دايانا هي ذاتُها، رسالةُ الفيلسوف غوته.
كما أن عماد الفايد، والباكستاني، خان، هما شهريار ألف ليلة وليلة، فهما قد اختصرا الشرق في عواطفهما وصورهما.
كما أن حادثة موت الأميرة، دايانا تحت الجسر، أو مؤمرة قتلها، يوم 31/8/1997،مع عشيقها الشرقي تماثِلُ صدام الحضارات، بين حضارتين مختلفتين، بين حضارة الغرب، وهي جسدٌ يفتقر إلى لذة، وبين حضارة الشرق، وهي لذةٌ تبحث عن الجمال، والثراء، والمتعة، فالنهاية المأساوية بينهما صورة الصدام المُتوقَّع، الذي يترواح بين كونه حادثة مرور، وبين كونه مؤامرة لقتل هذا الحب، بين الشرق والغرب، وحتى اليوم سيظل حادث موتها لُغزا من الألغاز.
وما العشيقان، عماد الفايد، وحسنتْ خان، بالنسبة لأوروبا، سوى لذةٍ، يجب أن تُمتص حتى نهايتها، ثم تموت، بلا تحقيقٍ موثوق، وبلا مراسم عزاء!
وهكذا كان، فقد مات الفايد بلا زهور، أو مراسم عزاء، وشيَّعتْ أوروبا فقط أميرة ويلز، وأغفلتْ أمير الأحلام الشرقي، لأنه لا يستحقُّ العزاء!



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جيل السندوتشات الثقافية السريعة
- خبرٌ جديد، ومقالٌ قديم
- كلمات إلى أنصار( العصا التربوية)!
- نفي الفلسطينيين إلى المملكة العربية السعودية
- الكتاب المطرود من رحمة الأزهر 3-3
- قصة العجوز والأيباد!
- الكتاب المطرود من رحمة الأزهر 2-3
- الكتاب المطرود من رحمة الأزهر
- ثقوب في ذاكرتنا الفلسطينية
- مستحضر سياسي لإذابة قضية فلسطين
- ملخص كتاب محظور عند العرب 5-5
- اليساري الذي انتقمَ من ماضيه!
- ملخص كتاب محظور عند العرب 4-5
- دعشنة النضال الفلسطيني
- ملخص كتاب محظور عند العرب 3-5
- ملخص كتاب محظور عند العرب، الجزء الثاني
- ملخص كتاب محظور في دول العرب
- كلسترول الطرب المزيف
- شروط الحصول على الجنسية الإعلامية
- عربتان فوق جسرٍ ضيِّقٍ


المزيد.....




- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - توفيق أبو شومر - لماذا رفضوا مقالي عن الأميرة دايانا؟