أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - توفيق أبو شومر - جربوا مطاعم المحبة














المزيد.....

جربوا مطاعم المحبة


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 5152 - 2016 / 5 / 4 - 11:12
المحور: المجتمع المدني
    


ذات يوم عرضتُ على أحد المختصين بالجمعيات قصة مطاعم التراحُم:
مطاعم التراحُم، ليست كمطاعم الوجبات السريعة، والبطيئة، ومتوسطة السرعة، غير أنها مطاعم من نوعٍ آخر أسسها الفنان الكوميدي المشهور ( كولوش) عام 1985 المولود في فرنسا عام 1944في أحد أحياء فرنسا الفقيرة، في حي مونروغ، وكان دافعه إلى ذلك حياته الفقيرة، وعدم قدرته على توفير وجبة طعام لائقة له، فبدأ مشروعه بفكرة، نفذها في برنامج إذاعي في إذاعة أوروبا رقم 1 ، وكانت فكرته تتلخص في التبرع بفائض الأغذية عند الأغنياء، لمطعم كبير، لأهل الحي الفقراء.
ووضع شعارا للمطعم: "المطعم مفتوحٌ للجميع، بشرط أن يكونوا في حاجة إلى الطعام"!
ومن الجدير ذكره أن الفنان كولوش الكوميدي كان قد رشح نفسه لرئاسة فرنسا عام 1980، لينافس الرئيس ميتران.
وانهالت عليه التبرعات والوجبات، وأصبح رأسمال مطاعم المحبة، بعد عام واحد مائة وستة عشر مليون فرنك فرنسي.
كلُّ العاملين في المطعم متطوعون. وبلغ عددهم في السنة الأولى أكثر من خمسة آلاف متطوع، وفي العام التالي امتلكت شركة مطاعم المحبة ثماني وثلاثين عربة، تجوب أنحاء فرنسا لتوزع الطعام على الفقراء، وعندما توفي كولوش في حادثة سير، أكملت زوجته فرونيك مشروعه، أسَّستْ جمعيات فرعيةً أخرى، فاستحدثت جمعيةإعادة تأهيل الفقراء، وإدماجهم في الأنشطة الاجتماعية والثقافية، وقد تفرعت عن الجمعية أيضا مشاريع صغيرة، مثل إصلاح سكن الفقراء، وتزويد بيوتهم بالحاجات الضرورية.
اعتاد كثيرٌ من الزعماء والمثقفين أن يشتركوا في أنشطة الجمعية، وكانوا يشاركون الفقراء في وجبات الطعام.
وفي عام 1990 انتقلت الفكرة إلى بلجيكا، فأُسِّسَ "اتحاد مطاعم القلوب الرحيمة" ويوزع هذا الاتحادُ أكثر من مائة ألف وجبة طعام في حملات الإغاثة الشتوية في القرى والمناطق الفقيرة.
ولما أنهيتُ وصف الفكرة قال:
يصعُبُ تطبيقها في أوطاننا، وذلك لأن طريقة حياتنا تختلف عن حياة الفرنسيين وغيرهم، فالفلسطينيون وإن كانوا فقراء، إلا أنهم ينفرون من طلب وجبات الأكل، وافترض أنهم اعتادوها، فكيف سيلتزمون بشرط الحاجة؟
كما أن وكالة الغوث والشؤون الاجتماعية تشبه إلى حد كبير مطاعم التراحم، غير أنها توزع المواد الخام للطعام، بحيث يتمكن كل فرد من صنع الوجبة التي يحبها.
قلتُ: إن كل ما أوردته من حجج، غير مقنع، لأن الشعوب كالأطفال، يمكن تدريبها وتعليمها عادات جديدة في كل يوم.
كما أنني قرأت عن تجربة مماثلة، بل هي سابقة على تجربة مطاعم التراحم، وهي تجربة عربية، بطلها رئيس عربي، وهو الرئيس اللبناني شارل الحلو، الذي أسس نموذجا من هذه المطاعم وأسماه مطاعم المحبة عام 1983م.
وهذه التجربة الفريدة، ظلت حبيسة ذاكرتي، ولم أسمع عن مصيرها في لبنان!
فيمكن تعديل الفكرة، وفق ما يلائمها من ظروف. بالإضافة إلى أن ما يفيض من طعام عند كثير من الموسرين في شهر رمضان فقط، يكفي حاجة كثير من الأسر الفقيرة.
بالإضافة إلى ذلك، فإن عدد عائلات الأسرى كبيرٌ، وهؤلاء وإن كانوا ليسوا في حاجة إلى الدعم المالي، فهم في حاجة إلى الدعم النفسي، عندما يلتقون على مائدة واحدة، أو أن تُطرق أبوابهم لتقديم المساعدات الرمزية، حتى يُحسوا بأن أبناء وطنهم، لا يمكن أن ينسوا تضحياتهم .
من العجيب أن حجم مأساة الفلسطينيين الطويل، لم يُفلح في دفعهم لبلورة عادات جديدة، أو أساليب جديدة، تُساعد في دعم نضالنا الطويل.
فكان يجب أن نبتدع وجبات عديدة، من المواد المتوفرة، مثل وجبة (الحصار)، وساندوتش الحاجز، وهي عبارة عن شطيرة الزعتر. وطبق منع التجول، وغيرها.
ما أكثرَ الجمعيات في وطني، ولكن ما أقلَّ إبداعاتها!!



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ضحايا التيار الكهربي
- هل الثقافة نقيض العولمة؟
- لماذا رفضوا مقالي عن الأميرة دايانا؟
- جيل السندوتشات الثقافية السريعة
- خبرٌ جديد، ومقالٌ قديم
- كلمات إلى أنصار( العصا التربوية)!
- نفي الفلسطينيين إلى المملكة العربية السعودية
- الكتاب المطرود من رحمة الأزهر 3-3
- قصة العجوز والأيباد!
- الكتاب المطرود من رحمة الأزهر 2-3
- الكتاب المطرود من رحمة الأزهر
- ثقوب في ذاكرتنا الفلسطينية
- مستحضر سياسي لإذابة قضية فلسطين
- ملخص كتاب محظور عند العرب 5-5
- اليساري الذي انتقمَ من ماضيه!
- ملخص كتاب محظور عند العرب 4-5
- دعشنة النضال الفلسطيني
- ملخص كتاب محظور عند العرب 3-5
- ملخص كتاب محظور عند العرب، الجزء الثاني
- ملخص كتاب محظور في دول العرب


المزيد.....




- -العفو الدولية-: كيان الاحتلال ارتكب -جرائم حرب- في غزة بذخا ...
- ألمانيا تستأنف العمل مع -الأونروا- في غزة
- -سابقة خطيرة-...ما هي الخطة البريطانية لترحيل المهاجرين غير ...
- رئيس لجنة الميثاق العربي يشيد بمنظومة حقوق الإنسان في البحري ...
- بعد تقرير كولونا بشأن الحيادية في الأونروا.. برلين تعلن استئ ...
- ضرب واعتقالات في مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في جامعات أمريكية ...
- ألمانيا تعتزم استئناف تعاونها مع الأونروا في غزة
- تفاصيل قانون بريطاني جديد يمهّد لترحيل اللاجئين إلى رواندا
- بعد 200 يوم من بدء الحرب على غزة.. مخاوف النازحين في رفح تتص ...
- ألمانيا تعتزم استئناف تعاونها مع الأونروا في قطاع غزة


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - توفيق أبو شومر - جربوا مطاعم المحبة