أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - توفيق أبو شومر - فسيفساء فلسطينية منسية














المزيد.....

فسيفساء فلسطينية منسية


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 5406 - 2017 / 1 / 18 - 12:30
المحور: المجتمع المدني
    


نشرتْ وكالةُ أسوشيتد برس تحقيقا صحفيا عن( الفلسطينيين الإفريقيين) 12-1-2017م ، هذا التحقيقُ أعادَ لي بحثا كنتُ قد كتبتُه عن الفسيفساء الفلسطينية، عام 2012م أشرتُ فيه إلى أنَّ إسرائيلُ دسَّت في فسيفسائنا فايروس الانقسام، بوسائل عديدة، أولها التسميات، فالفلسطينيون الصامدون في أرضهم منذ عام 1948 تسميهم إسرائيل(عرب إسرائيل)، هم المسيحيون العرب، البهائيون، البدو، والدروز ووضعتْ للدروز، مثلا، مناهجَ دراسية خاصة بهم، مثل كتاب التاريخ للدروز، والجغرافيا، والأدب، للدروز، مع خضوع المنهج إلى التشذيب والتزييف، فهي تنسبهم إلى اليهود، وتخترع صلة نسب بين النبي شُعيب، والنبي موسى، على الرغم مِن أنهم عربٌ أقحاح! حتى أن الباحث في معهد (لير)، الأستاذ، يسري الخيزران، أعدَّ بحثا عن ذلك عام 2012 وخلُص في نهاية البحث إلى خطة إسرائيل لبث الفُرقة بين فسيفساء المجتمع الفلسطيني في إطار المناهج الدراسية.
كما أن هناك جزءا من الفسيفساء الفلسطينية يعيشون في البلدة القديمة في القدس، تسميهم إسرائيل (الغجر) يتوزعون بين القدس، ومخيم شعفاط، وغزة، يُقدر عددهم بأكثر من ألفين، يواظب رئيس بلدية القدس، نير بركات على زيارتهم، وإمدادهم بالمعونات، على مرأى ومسمع من أهلنا وسياسيينا، هذه المعونات دفعتْ مختار الغجر الفلسطينيين، عيد سليم، أن يطلب الاندماج في إسرائيل، وليس في فلسطين، كما أنهم يُقدِّرون جُهد إحدى الناشطات الإسرائيليات، عوفرا ريغف، لأنها تدعمهم، ويسمونها( المختارة)!
إنَّ الملف الذي أشرتُ إليه في البداية عن الفلسطينيين الإفريقيين، محاولة أخرى لبثِّ الفُرقة في نسيجنا الاجتماعي، فالتحقيق الصحفي، يشير إلى أن بعض الفلسطينيين، يسمونهم (عبيد)، بسبب لونهم، للإشارة إلى وجود تمييز عنصري بيننا، وأنهم لا يتمكنون من الزواج من ذوات البشرة البيضاء!
كما أن التحقيق يُرسِّخ عدم انتمائهم لفلسطين، يُشير التحقيق إلى أن أجدادهم جاءوا من إفريقيا كحُجَّاج، ثم أقاموا في القدس، أو أنهم من بقايا الجيش الذي غزا القدس، زمن المماليك، والأتراك!
لم ينتهِ التحقيقُ إلا بربطهم بالإرهاب، وأن رئيس الجالية هو سجينُ فلسطيني، ارتكب عملية(إرهابية)، وسُجنَ سبع عشرة سنة، وأن كثيرين منهم اشتركوا في عمليات ضد الاحتلال الإسرائيلي!
أشار التحقيق بأن الفلسطينيين الإفريقيين ليسوا في القدس وحدها، بل يتوزعون أيضا في المناطق الفلسطينية، فهناك أُسر في الضفة، وقطاع غزة، تعود أصولهم إلى نيجيريا، والسودان والسينغال، وتشاد، والنوبة!
أشار التقرير أيضا إلى قصة المناضلة السجينة من أصول إفريقية، فاطمة برناوي، التي حاولتْ تفجير قنبلة في دار السينما عام 1967 ولم تنفجر القنبلةُ. وسرد تفاصيل حياتها، وأنها حصلت على رتبة لواء في الشرطة الفلسطينية، اقتطف التقرير جزءا من حديثها عن العملية الفدائية مع تلفزيون فلسطين!
إنَّ هذه الفسيفساء العرقية الفلسطينية هي مِن أروع أسلحة النضال في عصرنا الراهن، لأنها تؤشِّر على مبدأ التعددية والحرية، والحق والعدل، بالإضافة إلى أنها دليل على أصالتنا، نحن الفلسطينيين، فنحن لسنا ضد اليهود، بل ضد المعتدي الغازي المحتل.
إنَّ معظم دول العالم المتحضِّر تحاول تجديد فسيفسائها، حتى لا تُصاب بمرض(تزاوج الأقارب) المُسبِّب للأمراض النفسية، والجسدية، كما أن التعددية وسيلة أخرى للنهوض، نظرا لتلاقُح السلالات، والأعراق، والتراث، والأفكار، وهذه جميعُها بيئة الإبداعات!
حاولتُ الحصول على معلوماتٍ موثقة من أرشيفنا الفلسطيني عن الفسيفساء الفلسطينية، في النشرات الرسمية الفلسطينية، فلم أجد سوى شذراتٍ، مثل:
يُقدر عدد الدروز أو الموحدين في فلسطين عام 2008 بمائة وعشرين ألفا!!
كما أننّي ابتسمتُ وأنا أقرأ في هذه(الموسوعات) الفلسطينية الرسمية ما كُتب عن (طائفة الغجر، أو الدوم):
" يمتازون بحبهم للموسيقى، وهم يشكلون فرقا موسيقية من العائلات، وهم يستعملون الوشم على أجسادهم، ويمارسون مهنة الحدادة، ويفضلون تربية الكلاب"..... يا ســــــــــلام!!



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا تأكلوا... كنافة بالدّبس
- اللغة العربية في غرفة الإنعاش
- بارانويا كاليغولا تصيب نتنياهو
- مرحلة ما بعد اليسار في إسرائيل
- لقطتان، لا تتشابهان!
- مطاعم الفنان كولوش
- ثلاث لقطات للضد
- صور من براءة الطفولة
- وصية، احرقوا تراثنا بعد موتنا!
- جهنم هي عيونُ الآخرين!
- مَن أيقظَ الوحشَ؟
- لا يحدث إلا في أوطان اليأس!
- هل التجارة خساسة؟
- الكلام المهموس مسموع
- أطباء آخر زمن!
- هل الزواج العربي زواج؟
- بيت الطاعة العولمي
- الأنبوش والأنابيش
- ورم الزعامة عند الفلسطينيين
- زعماء المكارثية الثقافية في إسرائيل


المزيد.....




- الحكم على مغنٍ إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- الإعدام لـ11 شخصا في العراق أدينوا -بجرائم إرهابية-
- تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال بحق نتنياهو وغالانت ورئيس ...
-  البيت الأبيض: بايدن يدعم حرية التعبير في الجامعات الأميركية ...
- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...
- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس
- الحكم على مغني إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- -نقاش سري في تل أبيب-.. تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال ب ...
- العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة بذخائر أمريكية ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - توفيق أبو شومر - فسيفساء فلسطينية منسية