أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - توفيق أبو شومر - يوم في مدرسة يابانية














المزيد.....

يوم في مدرسة يابانية


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 5544 - 2017 / 6 / 7 - 08:42
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


وصفَ الصديقُ، د. سمير عبد الحميد نوح، الأستاذ الزائر في جامعة دوشيشا، كيوتو، اليابان في كتابه الجديد (اليابان بين طيات الكيمونو، وأقنعة النينجا) زيارتَه لمدرسةٍ ابتدائية يابانية قال: "زرتُ مدرسة ابتدائية في مدينة، كيوتو، رأيت فيها المناظر التالية:
يخلع الطلاب أحذيتهم عند بوابة المدرسة، وكذلك الزائرون، يلبسون شباشب خاصة، المدرسةُ كالمسجد، يقومُ المدرسون المؤهلون، المدربون تدريبا مكثَّفا، بتدريس كل المواد للفصل الواحد، كتبُ الطلاب زاهية الألوان، قليلة الصفحات، خفيفة الوزن، سألتُ مُدرِّسةَ الصف الثاني الابتدائي، أساهارا: ماذا تفعلون حين ينتهي تدريس المقررُ خلال أسبوعين؟ أجابتْ:
"إن واجب المدرسة الإشراف على تشكيل شخصية الطفل، وإشعاره ببهجة الحياة، لذا نسعى لتقليل الكم المنهجي إلى أقصى حد، مع توجيه التلاميذ إلى احترام القيم، وحب العلم. المدرسة عندنا هي بيت التلميذ الحقيقي، الهدف ليس التلقين، بل اكتساب المعرفة، شاهدتُ في الساعة نفسها طلاب الصف الرابع ينتظمون في مجموعات صغيرة، تنشغل مجموعةٌ بالحياكة والنسيج، ومجموعة أخرى بأعمال النجارة، وأخرى بالزخرفة، ومجموعة رابعة تتولى تركيب إنسان آلي، وخامسة تُركِّب هيكل سيارة، أما طلاب الصف الثاني، يتحلق بعضهم حول حوض السمك، وآخرون ينظفون أقفاص الطيور، ومجموعة أخرى تُطعم الأرانب، ومجموعة رابعة تسقي النباتات والأزهار، سألت عن طابورٍ من التلميذ يتجهون نحو بوابة المدرسة، أجابتني المعلمة: "إنهم يستعدون لجولة مدرسية لزيارة مصانع الحلوى. في تمام الساعة الثانية عشرة يتناولون طعام الغداء، بإشراف خبير في التغذية." انتهى الاقتباس
لن أجبركم على وصف يومٍ دراسي في إحدى مدارسنا الابتدائية، لأنني أتوقع أن تقولوا: (أين نحن من اليابان؟) بل أدعوكم للسؤال عن أهداف التربية والتعليم في بلادنا، هل هي كما وردتُ في خطة المنهاج الفلسطيني 1998 وهي تنصُّ؟!:
"خطتُنا الرسمية تبدأ بتوحيد المناهج، ثم تكييف المناهج لمواءمة الواقع الحالي، ثم مواكبة الانفجار المعرفي، والمتغيرات التكنلوجية، وترسيخ القيم في المجتمع الفلسطيني، من أجل الدولة الفلسطينية، وعاصمتها القدس!!"
الخطة السالفة مكونة من صياغة لُغوية محكمة السَّبك، ولكن، هل المناهجُ تُحقِّق الأهداف؟! هل المدرسُ المقهور في راتبه الشهري، وعدد طلابه الكبير، قادرٌ على التعامل مع حقول الألغام السابقة؟! هل الأبنية المدرسية ببواباتها الحديدية، وشبابيكها المجنزرة، التي تشبه السجون، وغرف التدريس والمقاعد المنفَّرة يمكنها أن تتعامل مع الأهداف التربوية السابقة؟ ماذا عن عصي المدرسين، وأدوات التعذيب؟
هل المدرسون غير المؤهلين، ممن يحشون الأدمغة بالمحفوظات، ويعاقبون الطلاب المبدعين، الذين يخرجون عن النصوص المُقرَّرة، ويقيِّمون الطلاب بنتائج الامتحان الأخير فقط، قادرون على تأسيس جيلٍ يمكنه أن يواكب(الانفجار المعرفي) والمتغيرات التكنلوجية؟!!
لا غرابة حين تتصدر اليابانُ، وأمريكا، والصين، وإسرائيل دولَ العالم في (براءات الاختراعات) وفي الوقتِ نفسه تغيبُ كلُّ دول العرب عن المنافسة، إن نطفَ الإبداع تكمن في التعليم!، كما أنّ النضالَ الوطني الحقيقي المخلص، دائما، يبدأ من الأساس، التربية، والتثقيف، والتعليم يبدأ بأهداف قابلة للتحقيق، ومناهج دراسية، تهدف لإنارة العقول، لا حشوها!
إنَّ الشعوبَ التي تقيس التعليم بالأعداد والكم، شعوبٌ غافية في أحلام ماضيها، لا تُحسبُ ضمن الشعوب الساعية للحضارة، والتقدم، والتطور.



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خطة التطبيع العربي الإسرائيلي
- أخبار إسرائيلية في يوم
- يساريون مصابون بالقحط الفكري
- تفكيك اليونروا
- مستقبل العرب في أخبار
- رثاء لغزة
- ملكة للأشجار، وملكة لأمريكا
- العبقرية هي صناعة المتفجرات الفكرية
- إمارة أندورا الفلسطينية
- أعداء النساء في عيد المرأة العالمي
- أين اختفى هؤلاء؟
- الاستيطان فريضة دينية يهودية
- خرافات ألفية الجهالات
- فسيفساء فلسطينية منسية
- لا تأكلوا... كنافة بالدّبس
- اللغة العربية في غرفة الإنعاش
- بارانويا كاليغولا تصيب نتنياهو
- مرحلة ما بعد اليسار في إسرائيل
- لقطتان، لا تتشابهان!
- مطاعم الفنان كولوش


المزيد.....




- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...
- -أنصار الله- تنفي استئناف المفاوضات مع السعودية وتتهم الولاي ...
- وزير الزراعة الأوكراني يستقيل على خلفية شبهات فساد
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- دراسة حديثة: العاصفة التي ضربت الإمارات وعمان كان سببها -على ...
- -عقيدة المحيط- الجديدة.. ماذا تخشى إسرائيل؟
- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - توفيق أبو شومر - يوم في مدرسة يابانية